خطبة عيد الفطر 1442 موافقه للتعميم
محمد آل مداوي
الحمدُ لله، هَدَانا للإيمان، وأكرَمَنا بالسُنَّةِ والقرآن، أحمَدُه سبحانه وأشكرُهُ على كريمِ الفَضْلِ وجَزيلِ الإحسان، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده، لا شريكَ له فيما خَلَقَ وقَدَّر، ولا مُنازِعَ له فيما حَكَمَ ودبَّر، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، خاتمُ النبيين، وإمامُ المُرسَلين، ورحمةُ اللهِ لِلعَالَمين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.. الله أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فأوصي نَفسِي وإيَّاكُمْ بتقوَى الله، اتقوا الله عبادَ الله، تزيَّنوا بلِبَاسِ التقوى؛ فالفائزُ مَنِ اتَّقى مَوْلاه، وتأهَّبوا للعَرضِ الأكبرِ يومَ يَنْظُرُ المرءُ ما قدَّمَتْ يدَاه: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)
أيها المسلمون: هنيئًا لكُمْ هذا العيد، وطُوبَى لكُمُ المُدَّخَرُ لِيَوْمِ المزيد. جعلَ اللهُ أيَّامَكُم كُلَّها سَعَادة، وتَفَضَّلَ عليكُمْ بالحُسنى وزيادة.. أعادَهُ اللهُ علينا وعليكُم وعلى المسلمينَ باليُمْنِ والإيمان، والسَّلامَةِ والإسلام، وتقبَّلَ منَّا ومنكُم ومِنَ المسلمينَ صالِحَ الأعمَال.
اللهُ أكبر! ما أعظمَ فَرْحَةَ الصائمينَ حينَ يُفطِرون! وحينَ يخافُ الناسُ وهم يَأْمَنون! (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) عَمَلٌ يسيرٌ، وأَجْرٌ كبيرٌ.. فما أكرمَ الله!.
اللهُ أكبرُ الله أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.. أَبْشِروا؛ فلَنْ يُعدَمَ مُسلمٌ مِنْ رمضانَ خيرًا؛ صِيامٌ وصلاةٌ وقُرآن، وصَدَقةٌ وبِرٌّ وإحسانٌ، فما بينَ مُستَقِلٍّ ومُستَكثِر، وما بين خَيِّرٍ وأَخْيَر، ولا يُضِيْعُ اللهُ أجرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا.
فاللهُ أكبرُ ما تعَاقَبَتِ الأهِلَّةُ هِلالٌ بعدَ هِلال، واللهُ أكبرُ ربُّ رمضانَ وربُّ شوال.
أيها المسلمون: قالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ رحمه الله: "ما أَنْعَمَ اللهُ على عَبْدٍ مِنْ عِبَادِه نِعمَةً أعظمَ مِنْ أَنْ عَرَّفَهُ بلا إله إلا اللهُ".. لا إلهَ إلا اللهُ، شَأنُها عظيمٌ، قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ اللهَ حَرَّمَ على النارِ مَنْ قالَ: لا إله إلا الله، يَبتغي بذلكَ وَجْهَ الله" أخرجه الشيخان، ما قالَها عبدٌ مُوقِنًا بها، عَامِلاً بشُروطِها؛ إلاَّ أَفْلَحَ ونجا.. فللّهِ الحمدُ أولاً وآخِرًا، وله الشكرُ ظاهِرًا وباطِنًا؛ أنْ عَرَّفَنا لا إله إلا اللهُ، وأنْ جعلَنا مِنْ أهلِها.. فالله أكبرُ كبيرًا كمَا أمر، والله أكبرُ إرغامًا لمن جَحَدَ بهِ وكَفَر.
أيها المسلمون: دِينُنا العظيم؛ حَقٌ مِنْ عندِ الله، محفوظٌ بحِفْظِه، كاملٌ شاملٌ في عقائِدِه وتشريعاتِه، وقِيَمِهِ وأخلاقِه.. ويكفِيكُمْ عِزَّةً وقوَّةً وأمَلاً: ظُهُورُهُ وانتِشَارُه في كُلِّ أصقَاعِ الدنيا، قَويِّها وضَعيفِها، شَمالِها وجَنوبِها، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ورُغْمَ حَمَلاتِ التجنِّي والتَّشْويهِ؛ فإنَّهُ بالِغٌ ما بَلَغَ الليلُ والنَّهار.. قال r: "لَيَبْلُغنَّ هذا الأمرُ ما بَلَغَ الليلُ والنهار، ولا يَتركُ اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاَّ أدخَلَهُ هذا الدِّين؛ بعِزِّ عَزيزٍ، أو بِذُلِّ ذليل، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بهِ الإسلامَ وأهلَه، وذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بهِ الكُفْرَ وأهلَه".
فاللهُ أَكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
ونحنُ -عبادَ الله- في نِعْمَةٍ عظيمة، إذْ مَنَّ اللهُ علينا بهذهِ البِلادِ الطَّاهِرَة، التي رفَعَتْ شِعارَ التوحيد، وجعَلَها -سُبحانَهُ- حَاضِنَةً لِشَعائرِ الإسلامِ، ومشَاعِرِ المُسْلمينَ، (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ).
فالحمدُ للهِ؛ جَمَعَ فُرْقَتَنا، وأَظْهَرَ أَمْنَنا، وكَبَتَ عَدُوَّنا، وبَسَطَ رِزْقَنَا، وحَفِظَ علينا دينَنا، كَثَّرَنا بعدَ القِلَّة، وأغنَانا بعدَ العَيْلَة، وآمَنَنا بَعْدَ الخَوف.. فلَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْد، ما أَمْسَى بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ أو بأحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَمِنْهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له..
فالله أكبر، عَدَدَ ما حَمِدَهُ الحَامِدُون، والله أكبر، عَدَدَ ما شَكَرَهُ الشَّاكِرون.
عبادَ الله: الابتلاءاتُ إذا تَوَالَتْ تَوَلَّتْ، وإذا حَلَّتْ اضْمَحَلَّتْ، فهي غالبًا للتَّهذيبِ لا للتَّعذِيب، قالَ r: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ ولَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ ولَا أَذىً ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ".
ومَعَ ما في هذهِ الجَائحَةِ مِنَ الابْتِلاءاتِ والكفَّارَات؛ فهيَ مِنْ أسبابِ الصَّبر، والرِّضا بأقدَارِ الله، وقَضَائهِ في عِبَادِه؛ لِيَنْظُرَ كيفَ يَعْمَلون (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا). والفَرَجُ والتَّيسِير؛ في أَعْقَابِ العُسْرِ والشِّدَّة، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) فتوكَّلوا على ربِّكُم، وافعلوا الأسبابَ، وبادِرُوا إلى أَخْذِ اللُّقاح؛ فهوَ بإذن الله الطريقُ الأيسَرُ للعَودةِ إلى حَياتِنا الطبيعيَّة.
اللهُ أكبر، ما خَفِيَ مِنْ ألطَافِ اللهِ أكبر، والحمدُ لله، ما سَتَرَ مِنَ الذُّنوبِ أكثر.
أيُّها المؤمنون: الصَّدَقَةُ والإحْسَان؛ مِنْ أعظَمِ الأعمالِ في يَومِ العيد، ولِذَلكَ شُرِعَتْ فيهِ زكَاةُ الفِطْر؛ فأحْسِنوا لأنفُسِكُم، واتَّقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمرة.. تفقَّدوا رحمكم الله المُحتَاجِينَ مِنْ أَرحَامِكُم وذوي قَرَاباتِكُم وجِيرانِكُم، والأقرَبينَ مِنَ الأيتامِ والأرامِل، وابْتَدِئوهُم بالصِّلَةِ والمعرُوف، (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)
عبادَ الله: ابتهِجُوا بعيدِكم، واشكُرُوا اللهَ على التمامِ، واسأَلوه القبولَ وحُسنَ الخِتام؛ فالعيدُ هِبَةُ اللهِ لعبادِه، لِيَفْرَحوا ولِيُوسِّعوا على أنفُسِهم وأهلِيهم. (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعنا بما فيهما مِنَ الآياتِ والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
اللهُ أكبَرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسُبحانَ اللهِ بُكرَةً وأصِيلاً، وأَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسَلَّمَ تَسلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعدُ: فاتَّقُوا اللهَ تعالى، وأطِيعُوهُ ولا تَعْصُوهُ (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا).
أيَّتُها المؤمِنَات: أَنتُنَّ الأُمَّهَاتُ وَالأَخَوَاتُ، وَالزَّوجَاتُ وَالبَنَاتُ، تَصْنَعْنَ الرِّجَالَ، وَتُخَرِّجْنَ الأَجيَالَ، فَاتَّقِينَ اللهَ، وأَقِمْنَ الصَّلاة، والْتَزِمْنَ الحِشْمَةَ والحيَاء، واحْذَرنَ التَّزيُّنَ بما حَرَّمَ الله، وَالنبيُّ r يقول: "إِذَا صَلَّتِ المَرأَةُ خَمسَهَا، وَصَامَت شَهرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوجَهَا؛ قِيلَ لها: ادخُلِي الجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبوَابِ الجَنَّةِ شِئتِ".
اللهُ أَكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللهِ: مَا أَجمَلَ الطَّاعَةَ بَعدَ الطَّاعَةِ، فَصُومُوا سِتًّا مِنْ شَوَّال؛ شُكرًا للهِ وَتَزَوُّدًا مِنَ الخَيرِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: افْرَحوا وتسَامَحوا، صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وجِيرَانَكُم وقَرَابَاتِكُم، واحتَاطُوا لهُم ولأنفُسِكُم وِفْقَ إجراءاتِ الوقايةِ مِنْ هذا الوَبَاء؛ مثل: تَرْكِ المُصَافَحةِ، والابتعادِ عن التَّجَمُّعاتِ، وتغطيةِ الأنفِ والفَم.. استَفِيدُوا مِنْ وسَائلِ الاتصالِ الحَديثة في تقليلِ الزِّيَارات، واحْمُوا أنفُسَكم ومُجتَمَعكُم مِنِ انتِشَارِ الوَباء، ولا يَحْمِلُكُم الفَرَحُ بالعِيدِ على تأخيرِ أيَّامِ التَّعافي منه، أو التَّسَاهُلِ بأَسْبابِ الوِقايَة.
افْرَحُوا بِعِيدِكُمْ فِي حُدُودِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ، ومَنْ صَامَ عنِ المحارِمِ كلَّ دَهْرِه؛ كانَتْ له أعيادٌ في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.. تقبَّلَ اللهُ طاعَاتِكم، ورَضِيَ عنكم وأرضَاكُم، وحَقَّقَ في الخيرِ مُنَاكم، وأَسْعَدَكم ولا أشقاكم.
اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ واجْمَعْ كلمتَهُمْ، وَوَحِّدْ صُفُوفَهُمْ، وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلام، وأَخْرِجُهْمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّور. اللهم وَلِّ عليهِمْ خِيَارَهُمْ، وَاكْفِهُمْ شِرَارَهِمْ.. اللهُمَّ أَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللهُمَّ اجْعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مُطمَئِنًّا وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ وَفِّقْ وليَّ أمرِنا خادمَ الحرمينِ الشّريفينِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ في رِضَاكَ، اللهُمَّ أَعِنْهُ ووليَّ عَهْدِهِ على ما فيهِ صَلاحُ الإسلامِ والمسلمين، وارزُقْهُمُ البِطَانةَ الصَّالِحَة، واجْمَعْ بهم كلمةَ المسلمينَ، يا ربَّ العالمين.
اللهم انصرْ جنودَنا المُرابطينَ على حدودِ بلادِنا، اللهمَّ احْفَظْهُم بحفظِكَ التّام، واحْرُسْهُم بعينِكَ التي لا تَنام، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهُمَّ احفَظْ علينا هذا الأمن، وسَدِّدْ قيادَتَه، وقَوِّ رِجَالَه، ورجالَ الصحة، وخُذْ بأيديهم وشُدَّ مِنْ أَزْرِهِم، وقَوِّ عزائمَهُم، وزِدْهُم إحسانًا وتوفيقا، وتأييدًا وتسديدًا.. اللهم ارفَعْ عنَّا وعنهم الغلا والوبا والربا، اللهُمَّ ارفَعْ عنَّا هذا الوباء، اللهُمَّ ارفَعْ عنَّا هذا الوباء، اللهم اكْشِفِ الغُمَّةَ عَنِ الأمة، يا أرحم الراحمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَمْ موتانا، واقضِ ديونَنا، واشرحْ صدورَنا، ويسِّر أمورَنا، واجعلنا اللهم من المقبولين، يا أرحم الراحمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبينِّا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المرفقات
1620679348_خطبة عيد الفطر 1442.docx
1650979913_خطبة عيد الفطر ١٤٣٨.docx