خطبة عيد الفطر 1437/10/1 (افرحوا أيها الصائمون بيومكم.)
أحمد بن عبدالله الحزيمي
1437/09/25 - 2016/06/30 14:27PM
الركعةُ الأولى: تكبيرةُ الإحرامِ ثمَّ يستفتحُ ثمَّ ستُّ تكبيراتٍ.
الركعةُ الثانيةُ: تكبيرةُ الانتقالِ ثمَّ خمسُ تكبيراتٍ.
خطبةُ العيدِ. 1437/10/1ـ
الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ، الفعالِ لما يريدُ، منَّ علينَا بصيامِ رمضانَ وإدراكِ العيدِ، وأمهلَ عبادَهُ ليتوبُوا إليهِ ووعدَهمْ سبحانَهُ بالجنةِ والمزيدِ. أحمدُهُ سبحانَهُ ما تعاقبَ الجديدانِ، وأشكرُهُ سبحانَهُ في كلِّ حينٍ وآنٍ. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الملكُ الديانُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ الكرامِ والتابعينَ لهمْ بإحسانٍ إلى يومِ القيامةِ، وسلمْ تسليمًا كثيرًا.
اللهُ أكبرُ ما صامَ المسلمونَ شهرَ رمضانَ.
الله أكبرُ ما أحيُوا ليلَهُ بالقيامِ.
اللهُ أكبرُ ما أخرجُوا زكاةَ فطرِهمْ طيبةً بها نفوسُهمْ.
اللهُ أكبرُ ما اجتمعُوا في عيدِ الفطرِ يشكرونَ اللهَ على ما هداهُمْ للإسلامِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُمْ- أَيُّها النَّاسُ- ونفسِي بِتَقوى اللهِ عزَّ وَجَلَّ، فَإِنها خَيرُ الزَّادِ لِيَومِ المَعَادِ، وَتَقَلَّلُوا مِنَ الدُّنيَا وَتَخَفَّفُوا مِن أَحمَالِهَا وَأَثقَالِهَا، فَإِنَّما هِيَ إِلى فَنَاءٍ وَنَفَادٍ،{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }[غافر:39].
اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أيُّها المسلمونَ: عيدُكمْ مُباركٌ، وعيدُكمْ- بإذنِ اللهِ- سعيدٌ، وتقبَّلَ اللهُ صيامَكمْ وقيامَكمْ، وصلواتِكمْ وصدقاتِكمْ، وجميعَ طاعاتِكمْ، وزادَكمْ إحسانًا وتوفيقًا، وأعانَكم على ذكرِهِ وشكرِهِ وحسنِ عبادتِهِ.
وكما فرِحتُمْ بصيامِكمْ، فافرحُوا بفِطرِكمْ، وقدْ علِمتُمْ أنَّ للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عندَ فِطرِهِ، وفرحةٌ بلقاءِ ربِّهِ، أدَّيتمْ فرضَكُمْ، وأطعتُمْ ربَّكمْ، صُمتُمْ وقرأتُمْ وتصدَّقتُمْ، فهنيئًا لكمْ ما قدَّمتُمْ.
إنَّ حقَّكمْ أنْ تفرحُوا بعيدِكمْ وتبتهِجُوا بهذا اليومِ. يومِ الزينةِ والسرورِ، ومنْ حقِّ أهلِ الإسلامِ في يومِ بهجتِهمْ أن يسمعُوا كلامًا جميلًا، وحديثًا مُبهِجًا، وأنْ يرقُبُوا آمالًا عِراضًا ومُستقبلًا زاهرًا لهمْ ولدينِهمْ ولأمتِهمْ.
أبشرُوا يا عبادَ اللهِ أبشرُوا، وأبشرُوا.
أبشرُوا أيُّها الصائمونَ، أبشرُوا أيُّها القائمونَ، أبشرُوا أيُّها التالونَ لكتابِ ربِّكمْ والخاتمونَ، أبشرُوا أيُّها الباذلونَ والمنفقونَ، أبشرُوا أيُّها الذاكرونَ والداعونَ، أبشرُوا أيُّها المعتمرونَ، أبشرُوا أيُّها المعتكفونَ، أبشرُوا أيُّها الفائزونَ برمضانَ أبشرُوا جميعًا بالفضلِ منَ اللهِ، أبشرُوا بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ, أبشرُوا بجناتٍ ونهرٍ في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدرٍ, لقدْ وعدَكمْ الكريمُ وقولُهُ حقٌّ ووعدُهُ حقٌّ، وعدَكمْ بالمغفرةِ والرضوانِ والعتقِ منَ النيرانِ، فما أعظمَ حظَّ الفائزينَ اليومَ، نعمْ هذا يومُ الفرحِ والسرورِ والفوزِ والحبورِ، ذهبَ التَّعَبُ، وزالَ النصبُ، وثبتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
اليومُ يومُ التكريمِ، نعمْ اليومُ يكرمُ الذينَ جدُّوا واجتهدُوا خلالَ شهرٍ كاملٍ، وحقَّ لهمْ أنْ يفرحُوا بهذا التكريمِ قَالَ- جَلَّ وَعَلا-ـ : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }[إبراهيم:7].
اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، وَللهِ الحَمدُ.
إنَّني أدعوكَ- أخي الكريمَ- أنْ تتأملَ معي هذهِ اللحظةَ، نعمْ تأملْ معي لحظةَ إعلانِ أسماءِ الفائزينَ بهذا الموسمِ العظيمِ، وإذْ بالمنادي يعلنُ أنَّكَ منْ أحدِهمْ وينادي باسمِكَ فلانٌ بنُ فلانٍ أوْ فلانةٌ بنتُ فلانٍ بأنَّ عملَكَ مقبولٌ، وسعيَكَ مشكورٌ، وأنَّكَ منَ الأشخاصِ المستحقينَ لدخولِ الجنانِ، المعتقينَ منَ النيرانِ. باللهِ عليكَ ما موقفُكَ يومَئذٍ ؟ ما شعورُكَ ؟ واللهِ إنَّ القلبَ ليطيرُ فرحًا وبهجةً وسرورًا وسعادةً وحبورًا، واللهِ إنَّ القلمَ لينكسرُ عندَمَا يحاولُ وصفَ ذلكَ الموقفِ، وفي وصفِ تلكَ اللحظةِ.
سبحانَ اللهِ في هذهِ اللحظةِ تَنسى ألمَ الجوعِ والعطشِ والجهدِ والمشقةِ، وتنسى تعبَ القيامِ وسهرَ تلكَ الليالي، تنسى ذلكَ كلَّهُ وأكثرَ..
وهكذَا حياتُكَ أنتَ، فعندَما تلفظُ أنفاسَكَ الأخيرةَ معلنًا نهايةَ حياتِكَ، وطيَّ كتابِكَ يذهبُ في تلكَ اللحظةِ كلَّ جهدٍ بذلتَهُ في طاعةِ ربِّكَ خلالَ حياتِكَ، ثمَّ تتفرغُ بعدَ ذلكَ للجزاءِ منْ عندِ اللهِ، فلا تسلْ عن كرمِ أكرمِ الأكرمينَ وجودِ أجودِ الأجودينَ يبدأُ التكريمُ لحظةَ خروجِ روحِكَ بأيسرِ ما تكونُ ثمَّ في صعودِهَا إلى السماءِ وهيَ تحفُّ بوابلٍ منَ الثناءِ والتكريمِ والتبجيلِ حتى تصلَ إلى السماءِ التي فيهِ اللهُ, ثمَّ إذا دخلتَ القبرَ تلقى منْ أنواعِ النعيمِ شيئًا لا يخطرُ على بالٍ.
عبادَ اللهِ:
لا تجعلُوا شيئًا يُكدِّرُ عليكمْ سعادةَ هذا العيدِ وبهجتِهِ، لا تتذكرُوا الأحزانَ والآلامَ، لا تجعلُوا حديثَ الكرة ِوالتعصبِ الرياضيِّ يسلبُ منْكمْ فرحتَهُ لا يكنْ للومِ والعتبِ والمشاحناتِ والملاسناتِ سبيلٌ للنيلِ منْ هذهِ الفرحةِ، لا تسمحُوا للشائعاتِ المغرضةِ أوْ حديثِ الهُزءِ والسخريةِ ينقصُ عليكمْ بهجتَهُ.
لا تجترَّ المشاكلَ وتمتصَّها في هذا اليومِ، بلِ اصنعِ الفرحةَ والبهجةَ لَكَ ولغيرِكَ.
افرحوا- يا أمةَ الإسلامِ- وابتهِجُوا واسعَدُوا، وانشرُوا السعادةَ والبهجةَ فيمنْ حولَكمْ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أيُّهَا الصَّائِمُونَ القَائِمُونَ: ثِقُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ قَبِلَ عَمَلَكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيَكُمْ، وَغَفَرَ ذَنْبَكُمْ، وَاسْتَجَابَ دُعَاءَكُمْ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ عِنْدَ ظَنِّ عِبَادِهِ بِهِ، إِنْ ظَنُّوا خَيْرًا فَلَهُمْ، وَإِنْ ظَنُّوا غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِمْ، وَاسْتَتْبِعُوا حُسْنَ الظَّنِّ بِحُسْنِ العَمَلِ، فَمَا أَجْمَلَ حُسْنَ الظَّنِّ مُقْتَرِنًا بِحُسْنِ العَمَلِ؛ فَإِنَّهُ يَقُودُ صَاحِبَهُ إِلَى المَزِيدِ مِنَ الإِحْسَانِ {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195].
يقولُ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: قسمًا باللهِ ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظنًّا إلا أعطاهُ ما يظنُّ؛ وذلكَ لأنَّ الفضلَ كُلَّهُ بيدِ اللهِ فما ظنُّكمْ بربِّ العالمينَ. ظنّ دائمًا الخيرَ، فربُّكَ سبحانَهُ هوَ الأكرمُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
لما طعنَ عمرُ- رضيَ اللهُ عنهُ- احتملَهُ الصحابةُ حتى أدخلوهُ منزلَهُ مغمًى عليهِ، فلما أفاقَ قالَ ابنُ عباسٍ- رضيَ اللهُ عنهما: الصلاةَ يا أميرَ المؤمنينَ، ففتحَ عينيْهِ فقالَ: أصلى الناسُ ؟ قلنَا: نعمْ، ثمَّ بادرَهمْ وألمُ الموتِ يقرصُهُ وقالَ: أما إنَّهُ لا حظَّ في الإسلامِ لأحدٍ تركَ الصلاةَ، فصلى وجرحُه يثعبُ دمًا.
قرةُ عيونِ المؤمنينَ، وبهجةُ نفوسِ الموحدينَ. إنَّها الصلاةُ، ركنُ الدينِ وعمودُهُ، آخرُ ما يفقدُ العبدُ منْ دينِهِ، فليسَ بعدَ ضياعِهَا والتفريطِ فيها إسلامٌ، هيَ أولُ ما يسألُ عنهُ العبدُ يومَ القيامةِ، فإنْ قبلتْ قبلَ سائرُ العملِ، وإلا ردَّ سائرُهُ.
الصلاةُ فرضتْ في أشرفِ مقامٍ وأرفعِ مكانٍ، هيَ فواتحُ الخيرِ وخواتمُهُ، مفروضةٌ في اليومِ والليلةِ خمسُ مراتٍ، يفتتحُ المسلمُ بالصلاةِ نهارَهُ ويختمُ بها يومَهُ.
لمْ يفترضِ اللهُ على عبادِهِ بعدَ توحيدِهِ فريضةً أعظمَ منَ الصلاةِ.
هيَ أولُ ما فرضَ، وهيَ آخرُ ما أوصى بِهِ النبيُّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- أمتَهُ وهوَ على فراشِ الموتِ مناديًا: « الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » أخرجه أحمد في "المسند" وصححه الألباني
يُشغلُ الكفارُ رسولَ اللهِ عليهِ السلامُ عنْ صلاةِ العصرِ فيدعوا عليهمْ دعاءً مرعبًا: « شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» ، أَوْ: «حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا » رواه الإمام أحمد والطبراني.
أيُّها المسلمونَ، إنَّ التفريطَ في أمرِ الصلاةِ منْ أعظمِ أسبابِ البلاءِ والشقاءِ، ضَنكٌ دنيويٌّ وعذابٌ برزخيٌّ وعِقابٌ أخرويٌّ، { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }[مريم:59].
شبابَ الإسلامِ، يا أصحابَ القوَّةِ والفُتوَّةِ، هذا ابنُ أمِّ مكتومٍ الرجلُ الأعمى رضيَ اللهُ عنهُ وأرضاهُ يُقبلُ على رسولِ اللهِ، فيقولُ: « يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» رواهُ مسلمٌ.
أيُّها المسلمونَ، اتقوا اللهَ في أبنائِكمْ وقرّةِ عيونِكمْ، فإنَّهم أمانةٌ في أعناقِكمْ. مرُوهمْ بالمحافظةِ على الصلواتِ وحضورِ الجُمَعِ والجماعاتِ، رغِّبوهمْ ورهبوهُمْ، وشجّعوهُمْ بالحوافزِ والجوائزِ، نشِّئوهمْ على حبِّ الآخرةِ، وكونوا لهمْ قدوةً صالحةً، { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }[طه:132] يقولُ رسولُ الهدى : « مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ » أخرجَهُ أحمدٌ وحسنه الألباني.
ومنَ الناسِ منْ يصلونَ ولهمْ أزواجٌ وأولادٌ وقرابةٌ لا يصلونَ؛ فلا يأمرونَهمْ بها، ولا ينهونَهمْ عنْ تركها، ولا يهجرونَهمْ في اللهِ تعالى منْ أجلِها، ولا يشددُونَ عليهمْ فيها كما يشددُونَ عليهمْ في أمورِ الدنيا منْ دراسةٍ أوْ مالٍ أوْ وظيفةٍ ونحوِها، وهمْ في سلطانِهم وتحتَ ولايتِهمْ؛ فهؤلاءِ قدْ غشُّوا رعيتَهمْ، ولمْ يؤدُّوا أمانتَهمْ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواهُ مسلمٌ.
هذهِ هيَ الصلاةُ- يا عبدَ اللهِ- وإنَّها لكذلكَ وأكثرَ منْ ذلكَ، ولماذا لا تكونُ كذلكَ ؟ وهيَ الصلةُ بينَ العبدِ وربِّهِ. لذةٌ ومناجاةٌ تتقاصرُ دونَها جميعُ الملذاتِ، نورٌ في الوجهِ والقلبِ، وصلاحٌ للبدنِ والروحِ، ترفعُ الدرجاتِ وتكفرُ السيئاتِ، وتنهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[البقرة:153].
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
باركَ اللهُ لي ولكمْ في العيدِ السعيدِ، وأعادَهُ اللهُ علينا وعليكُمْ بالعمرِ المزيدِ للأمدِ البعيدِ. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمدُ للهِ كثيرًا، واللهُ أكبرُ كبيرًا؛ أفرحَنَا بالعيدِ، ورزقَنَا الجديدِ، ومتعَنَا بالعيشِ الرغيدِ؛ فلهُ الحمدُ لا نحصي ثناءً عليهِ كما أثنى هوَ على نفسِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ؛ جعلَ العيدَ منْ شعائرِهِ المعظمةِ : {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: 32].
وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ؛ صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ إلى يومِ الدينِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أمّةَ الإسلامِ، تفكُّروا في نِعَمِ اللهِ عليكمْ، الظاهرةِ والباطنةِ، فكلَّما تذكرَ العبادُ نعَمَ اللهِ ازدادوا شكرًا للهِ. تذكَّروا نعمةَ الإسلامِ أعظمَ النعَمِ، وتحكيمَ الشريعةِ وتطبيقَها. تذكّروا أمنَكمْ واستقرارَكمْ. تذكَّروا ارتباطَ قيادتِكمْ معَ مواطنِيها.
فالْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ ضَرُورَتَانِ مِنْ ضَرُورَاتِ الْحَيَاةِ، تَصْلُحُ بِهِمَا الْأَحْوَالُ، وَيَنْمُو الْعُمْرَانُ، وَتُقَامُ الشَّعَائِرُ، وَالْإِنْسَانُ -أَيُّ إِنْسَانٍ- لَا يَجِدُ هَنَاءً فِي عَيْشِهِ، وَطُمَأْنِينَةً فِي نَفْسِهِ إِلَّا بِأَمْنٍ وَاسْتِقْرَارٍ.
أيُّها الأخواتُ الكريماتُ لا أظنُّ دينًا منَ الأديانِ أوْ شعبًا منَ الشعوبِ احتفى بالمرأةِ أمًّا وزوجةً وبنتًا كهذا الدينِ القويمِ.
يا فتاةَ الإسلامِ، كوني كما أرادَكِ اللهُ، وكما أرادَ لكِ رسولُ اللهِ، لا كما يريدُهُ دعاةُ الفتنةِ وسُعاةُ التبرُّجِ والاختلاطِ، فأنتِ فينا مُربِّيةُ الأجيالِ وصانعةُ الرجالِ وغارسةُ الفضائلِ وكريمِ الخصالِ وبانيةُ الأممِ والأمجادِ،
تأملي- أختي الكريمةَ- قولهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْرًا»، فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ» أخرجه الترمذي وصححه الألباني
باللهِ عليكنَّ ما أحوالُ نسائنا اليومَ وهنَّ في سباقٍ محمومٍ لرفعِ ثيابهنَّ لدرجةٍ لا تصدقُ بدافِعِ تتبعِ الموضةِ، لقدْ طافَ كثيرٌ منَ النساءِ في الأسواقِ هذهِ الأيامِ فلمْ يجدوا منَ الثيابِ إلا القصيرِ وبشكلٍ لافتٍ. وهذا واللهِ تحدٍّ لمنْ يريدُ السترَ لنسائهِ وبناتهِ. اسألوا اللهَ دائمًا أنْ يحببَ لكنَّ ولبناتكنَّ السترَ والحشمةَ وألا ينجرفنَّ وراءَ الموضةِ فإذا كانَ هذا حالُ النساءِ في تغييرِ لباسهنَّ بهذه السرعةِ فإنَّ أخوفَ ما نخافهُ أنْ ينجرفنَّ أيضًا في قادمِ الأيامِ لما أشنعَ من ذلكَ.
فيا أيتُها المسلمةَ، أنقذي نفسكِ، فإنَّ متاعَ الدنيا قليلٌ، والآخرةُ خيرٌ لمنِ اتقى، فلا تغترّي بمالكِ ولا جمالكِ، فإنَّ ذلكَ لا يغني عنكِ منَ اللهِ شيئًا.
عبادَ اللهِ:
يقول صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ» أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود وصححه الالباني.
عبادَ اللهِ، في بلدِنا هذا أبدعَ أبناؤُهُ في أيامِ هذا الشهرِ الكريمِ عبرَ إقامةِ أعمالٍ خيريةٍ، ومشاريعٍ نوعيةٍ, وبرامجَ تطوعيةٍ، جهودٍ كبيرةٍ، وأعمالٍ جليلةٍ يراها الجميعُ: فأطعمُوا الجائعَ, وأحسنُوا للفقيرِ, وفطرُوا الصائمَ, وعلموا الجاهلَ واعتنَوا بكتابِ اللهِ جلَّ وعلا.
كلُّ الشكرِ وبالغُ التقديرِ وخالصُ الدعاءِ للمشرفينَ على هذهِ الجهاتِ الخيريةِ والعاملينَ معهُمْ : المستودعُ الخيريُّ, ومكتبُ الدعوةِ، وجمعيةُ البرِّ، وجمعيةُ تحفيظِ القرآنِ، والمراكزُ الرمضانيةُ الشبابيةُ، ويبقى دورُكم- أيُّها الكرماءُ- في استمرارِ الدعمِ والمؤازةِ, فمشاريعُهمْ قائمةٌ- بعدَ اللهِ- على أمثالِكمْ.
إنْ ننسى، فلا ننسى أئمةَ المساجدِ الذينَ اجتهدُوا في إقامةِ الصلواتِ واعتنَوا ببيوتِ ربِّهم، وكمْ يفرحُنا- واللهِ- أنْ نرى بعضَ المساجدِ قدِ امتلأتْ بالمصلينَ خلفَ شبابٍ حفاظٍ حباهُمُ اللهُ حسنَ الصوتِ وجودةَ القراءةِ, ولا ننسى إخوتَنا في الجهاتِ الأمنيةِ والقطاعاتِ الخدميةِ فجهودُهمْ كبيرةٌ وأعمالُهمْ مشهودةٌ. فللجميعِ الشكرُ والدعاءُ.
أيُّها المسلمونَ، أذكرُكم جميعًا وأحثُّ نفسي وإياكمْ على صيامِ ستةِ أيامٍ منْ شوالٍ،: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ »(رواه مسلم
أيُّها المسلمونَ، تقبَّلَ اللهُ طاعاتِكم وصالحَ أعمالِكمْ، وقبِلَ صيامَكمْ وقيامَكمْ وصدقاتِكمْ ودعاءَكمْ، وضاعفَ حسناتِكمْ، وجعلَ عيدَكمْ مباركًا وأيّامَكمْ أيَّامَ سعادةٍ وهناءٍ وفضلٍ وإحسانٍ، وأعادَ اللهُ علينا وعلى المسلمينَ منْ بركاتِ هذا العيدِ، وجعلنا في يومِ القيامةِ منَ الآمنينَ، وحشرَنَا تحتَ لواءِ سيدِ المرسلينَ.
اللهمَّ إنَّا خرجْنَا اليومَ إليكَ نرجو ثوابَكُ ونرجو فضلِكَ ونخافُ عذابَكَ، اللهمَّ حققَّ لنا ما نرجو، وأمِّنَّا مما نخافُ، اللهمَّ تقبلْ منَّا واغفرْ لنا وارحمْنَا، اللهمَّ انصرْنا على عدوِّنا واجمعْ كلمتَنا على الحقِّ، واحفظْ بلادَنَا منْ أيِّ مكروهٍ ووفقَ قيادتَنا لكلِّ خيرٍ إنَّكَ جوادٌ كريمٌ...ألا وصلُّوا- عبادَ اللهَ- على خيرِ البريةِ أجمعينَ ورسولِ ربِّ العالمينَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
اللهمَّ صلِّ وسلمْ على سيدِنَا محمدٍ وعلى آلِهِ الأطهارِ وصحابتِهِ المهاجرينَ منهمْ والأنصارِ، وارضَ اللهمَّ عنِ الخلفاءِ الراشدينَ وبقيةِ الصحبِ والتابعينَ، وعنَّا معهمْ بجودِكَ وكرمِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
الركعةُ الثانيةُ: تكبيرةُ الانتقالِ ثمَّ خمسُ تكبيراتٍ.
خطبةُ العيدِ. 1437/10/1ـ
الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ، الفعالِ لما يريدُ، منَّ علينَا بصيامِ رمضانَ وإدراكِ العيدِ، وأمهلَ عبادَهُ ليتوبُوا إليهِ ووعدَهمْ سبحانَهُ بالجنةِ والمزيدِ. أحمدُهُ سبحانَهُ ما تعاقبَ الجديدانِ، وأشكرُهُ سبحانَهُ في كلِّ حينٍ وآنٍ. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الملكُ الديانُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ الكرامِ والتابعينَ لهمْ بإحسانٍ إلى يومِ القيامةِ، وسلمْ تسليمًا كثيرًا.
اللهُ أكبرُ ما صامَ المسلمونَ شهرَ رمضانَ.
الله أكبرُ ما أحيُوا ليلَهُ بالقيامِ.
اللهُ أكبرُ ما أخرجُوا زكاةَ فطرِهمْ طيبةً بها نفوسُهمْ.
اللهُ أكبرُ ما اجتمعُوا في عيدِ الفطرِ يشكرونَ اللهَ على ما هداهُمْ للإسلامِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُمْ- أَيُّها النَّاسُ- ونفسِي بِتَقوى اللهِ عزَّ وَجَلَّ، فَإِنها خَيرُ الزَّادِ لِيَومِ المَعَادِ، وَتَقَلَّلُوا مِنَ الدُّنيَا وَتَخَفَّفُوا مِن أَحمَالِهَا وَأَثقَالِهَا، فَإِنَّما هِيَ إِلى فَنَاءٍ وَنَفَادٍ،{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }[غافر:39].
اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أيُّها المسلمونَ: عيدُكمْ مُباركٌ، وعيدُكمْ- بإذنِ اللهِ- سعيدٌ، وتقبَّلَ اللهُ صيامَكمْ وقيامَكمْ، وصلواتِكمْ وصدقاتِكمْ، وجميعَ طاعاتِكمْ، وزادَكمْ إحسانًا وتوفيقًا، وأعانَكم على ذكرِهِ وشكرِهِ وحسنِ عبادتِهِ.
وكما فرِحتُمْ بصيامِكمْ، فافرحُوا بفِطرِكمْ، وقدْ علِمتُمْ أنَّ للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عندَ فِطرِهِ، وفرحةٌ بلقاءِ ربِّهِ، أدَّيتمْ فرضَكُمْ، وأطعتُمْ ربَّكمْ، صُمتُمْ وقرأتُمْ وتصدَّقتُمْ، فهنيئًا لكمْ ما قدَّمتُمْ.
إنَّ حقَّكمْ أنْ تفرحُوا بعيدِكمْ وتبتهِجُوا بهذا اليومِ. يومِ الزينةِ والسرورِ، ومنْ حقِّ أهلِ الإسلامِ في يومِ بهجتِهمْ أن يسمعُوا كلامًا جميلًا، وحديثًا مُبهِجًا، وأنْ يرقُبُوا آمالًا عِراضًا ومُستقبلًا زاهرًا لهمْ ولدينِهمْ ولأمتِهمْ.
أبشرُوا يا عبادَ اللهِ أبشرُوا، وأبشرُوا.
أبشرُوا أيُّها الصائمونَ، أبشرُوا أيُّها القائمونَ، أبشرُوا أيُّها التالونَ لكتابِ ربِّكمْ والخاتمونَ، أبشرُوا أيُّها الباذلونَ والمنفقونَ، أبشرُوا أيُّها الذاكرونَ والداعونَ، أبشرُوا أيُّها المعتمرونَ، أبشرُوا أيُّها المعتكفونَ، أبشرُوا أيُّها الفائزونَ برمضانَ أبشرُوا جميعًا بالفضلِ منَ اللهِ، أبشرُوا بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ, أبشرُوا بجناتٍ ونهرٍ في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدرٍ, لقدْ وعدَكمْ الكريمُ وقولُهُ حقٌّ ووعدُهُ حقٌّ، وعدَكمْ بالمغفرةِ والرضوانِ والعتقِ منَ النيرانِ، فما أعظمَ حظَّ الفائزينَ اليومَ، نعمْ هذا يومُ الفرحِ والسرورِ والفوزِ والحبورِ، ذهبَ التَّعَبُ، وزالَ النصبُ، وثبتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
اليومُ يومُ التكريمِ، نعمْ اليومُ يكرمُ الذينَ جدُّوا واجتهدُوا خلالَ شهرٍ كاملٍ، وحقَّ لهمْ أنْ يفرحُوا بهذا التكريمِ قَالَ- جَلَّ وَعَلا-ـ : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }[إبراهيم:7].
اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، وَللهِ الحَمدُ.
إنَّني أدعوكَ- أخي الكريمَ- أنْ تتأملَ معي هذهِ اللحظةَ، نعمْ تأملْ معي لحظةَ إعلانِ أسماءِ الفائزينَ بهذا الموسمِ العظيمِ، وإذْ بالمنادي يعلنُ أنَّكَ منْ أحدِهمْ وينادي باسمِكَ فلانٌ بنُ فلانٍ أوْ فلانةٌ بنتُ فلانٍ بأنَّ عملَكَ مقبولٌ، وسعيَكَ مشكورٌ، وأنَّكَ منَ الأشخاصِ المستحقينَ لدخولِ الجنانِ، المعتقينَ منَ النيرانِ. باللهِ عليكَ ما موقفُكَ يومَئذٍ ؟ ما شعورُكَ ؟ واللهِ إنَّ القلبَ ليطيرُ فرحًا وبهجةً وسرورًا وسعادةً وحبورًا، واللهِ إنَّ القلمَ لينكسرُ عندَمَا يحاولُ وصفَ ذلكَ الموقفِ، وفي وصفِ تلكَ اللحظةِ.
سبحانَ اللهِ في هذهِ اللحظةِ تَنسى ألمَ الجوعِ والعطشِ والجهدِ والمشقةِ، وتنسى تعبَ القيامِ وسهرَ تلكَ الليالي، تنسى ذلكَ كلَّهُ وأكثرَ..
وهكذَا حياتُكَ أنتَ، فعندَما تلفظُ أنفاسَكَ الأخيرةَ معلنًا نهايةَ حياتِكَ، وطيَّ كتابِكَ يذهبُ في تلكَ اللحظةِ كلَّ جهدٍ بذلتَهُ في طاعةِ ربِّكَ خلالَ حياتِكَ، ثمَّ تتفرغُ بعدَ ذلكَ للجزاءِ منْ عندِ اللهِ، فلا تسلْ عن كرمِ أكرمِ الأكرمينَ وجودِ أجودِ الأجودينَ يبدأُ التكريمُ لحظةَ خروجِ روحِكَ بأيسرِ ما تكونُ ثمَّ في صعودِهَا إلى السماءِ وهيَ تحفُّ بوابلٍ منَ الثناءِ والتكريمِ والتبجيلِ حتى تصلَ إلى السماءِ التي فيهِ اللهُ, ثمَّ إذا دخلتَ القبرَ تلقى منْ أنواعِ النعيمِ شيئًا لا يخطرُ على بالٍ.
عبادَ اللهِ:
لا تجعلُوا شيئًا يُكدِّرُ عليكمْ سعادةَ هذا العيدِ وبهجتِهِ، لا تتذكرُوا الأحزانَ والآلامَ، لا تجعلُوا حديثَ الكرة ِوالتعصبِ الرياضيِّ يسلبُ منْكمْ فرحتَهُ لا يكنْ للومِ والعتبِ والمشاحناتِ والملاسناتِ سبيلٌ للنيلِ منْ هذهِ الفرحةِ، لا تسمحُوا للشائعاتِ المغرضةِ أوْ حديثِ الهُزءِ والسخريةِ ينقصُ عليكمْ بهجتَهُ.
لا تجترَّ المشاكلَ وتمتصَّها في هذا اليومِ، بلِ اصنعِ الفرحةَ والبهجةَ لَكَ ولغيرِكَ.
افرحوا- يا أمةَ الإسلامِ- وابتهِجُوا واسعَدُوا، وانشرُوا السعادةَ والبهجةَ فيمنْ حولَكمْ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أيُّهَا الصَّائِمُونَ القَائِمُونَ: ثِقُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ قَبِلَ عَمَلَكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيَكُمْ، وَغَفَرَ ذَنْبَكُمْ، وَاسْتَجَابَ دُعَاءَكُمْ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ عِنْدَ ظَنِّ عِبَادِهِ بِهِ، إِنْ ظَنُّوا خَيْرًا فَلَهُمْ، وَإِنْ ظَنُّوا غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِمْ، وَاسْتَتْبِعُوا حُسْنَ الظَّنِّ بِحُسْنِ العَمَلِ، فَمَا أَجْمَلَ حُسْنَ الظَّنِّ مُقْتَرِنًا بِحُسْنِ العَمَلِ؛ فَإِنَّهُ يَقُودُ صَاحِبَهُ إِلَى المَزِيدِ مِنَ الإِحْسَانِ {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195].
يقولُ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: قسمًا باللهِ ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظنًّا إلا أعطاهُ ما يظنُّ؛ وذلكَ لأنَّ الفضلَ كُلَّهُ بيدِ اللهِ فما ظنُّكمْ بربِّ العالمينَ. ظنّ دائمًا الخيرَ، فربُّكَ سبحانَهُ هوَ الأكرمُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
لما طعنَ عمرُ- رضيَ اللهُ عنهُ- احتملَهُ الصحابةُ حتى أدخلوهُ منزلَهُ مغمًى عليهِ، فلما أفاقَ قالَ ابنُ عباسٍ- رضيَ اللهُ عنهما: الصلاةَ يا أميرَ المؤمنينَ، ففتحَ عينيْهِ فقالَ: أصلى الناسُ ؟ قلنَا: نعمْ، ثمَّ بادرَهمْ وألمُ الموتِ يقرصُهُ وقالَ: أما إنَّهُ لا حظَّ في الإسلامِ لأحدٍ تركَ الصلاةَ، فصلى وجرحُه يثعبُ دمًا.
قرةُ عيونِ المؤمنينَ، وبهجةُ نفوسِ الموحدينَ. إنَّها الصلاةُ، ركنُ الدينِ وعمودُهُ، آخرُ ما يفقدُ العبدُ منْ دينِهِ، فليسَ بعدَ ضياعِهَا والتفريطِ فيها إسلامٌ، هيَ أولُ ما يسألُ عنهُ العبدُ يومَ القيامةِ، فإنْ قبلتْ قبلَ سائرُ العملِ، وإلا ردَّ سائرُهُ.
الصلاةُ فرضتْ في أشرفِ مقامٍ وأرفعِ مكانٍ، هيَ فواتحُ الخيرِ وخواتمُهُ، مفروضةٌ في اليومِ والليلةِ خمسُ مراتٍ، يفتتحُ المسلمُ بالصلاةِ نهارَهُ ويختمُ بها يومَهُ.
لمْ يفترضِ اللهُ على عبادِهِ بعدَ توحيدِهِ فريضةً أعظمَ منَ الصلاةِ.
هيَ أولُ ما فرضَ، وهيَ آخرُ ما أوصى بِهِ النبيُّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- أمتَهُ وهوَ على فراشِ الموتِ مناديًا: « الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » أخرجه أحمد في "المسند" وصححه الألباني
يُشغلُ الكفارُ رسولَ اللهِ عليهِ السلامُ عنْ صلاةِ العصرِ فيدعوا عليهمْ دعاءً مرعبًا: « شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» ، أَوْ: «حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا » رواه الإمام أحمد والطبراني.
أيُّها المسلمونَ، إنَّ التفريطَ في أمرِ الصلاةِ منْ أعظمِ أسبابِ البلاءِ والشقاءِ، ضَنكٌ دنيويٌّ وعذابٌ برزخيٌّ وعِقابٌ أخرويٌّ، { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }[مريم:59].
شبابَ الإسلامِ، يا أصحابَ القوَّةِ والفُتوَّةِ، هذا ابنُ أمِّ مكتومٍ الرجلُ الأعمى رضيَ اللهُ عنهُ وأرضاهُ يُقبلُ على رسولِ اللهِ، فيقولُ: « يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» رواهُ مسلمٌ.
أيُّها المسلمونَ، اتقوا اللهَ في أبنائِكمْ وقرّةِ عيونِكمْ، فإنَّهم أمانةٌ في أعناقِكمْ. مرُوهمْ بالمحافظةِ على الصلواتِ وحضورِ الجُمَعِ والجماعاتِ، رغِّبوهمْ ورهبوهُمْ، وشجّعوهُمْ بالحوافزِ والجوائزِ، نشِّئوهمْ على حبِّ الآخرةِ، وكونوا لهمْ قدوةً صالحةً، { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }[طه:132] يقولُ رسولُ الهدى : « مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ » أخرجَهُ أحمدٌ وحسنه الألباني.
ومنَ الناسِ منْ يصلونَ ولهمْ أزواجٌ وأولادٌ وقرابةٌ لا يصلونَ؛ فلا يأمرونَهمْ بها، ولا ينهونَهمْ عنْ تركها، ولا يهجرونَهمْ في اللهِ تعالى منْ أجلِها، ولا يشددُونَ عليهمْ فيها كما يشددُونَ عليهمْ في أمورِ الدنيا منْ دراسةٍ أوْ مالٍ أوْ وظيفةٍ ونحوِها، وهمْ في سلطانِهم وتحتَ ولايتِهمْ؛ فهؤلاءِ قدْ غشُّوا رعيتَهمْ، ولمْ يؤدُّوا أمانتَهمْ قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواهُ مسلمٌ.
هذهِ هيَ الصلاةُ- يا عبدَ اللهِ- وإنَّها لكذلكَ وأكثرَ منْ ذلكَ، ولماذا لا تكونُ كذلكَ ؟ وهيَ الصلةُ بينَ العبدِ وربِّهِ. لذةٌ ومناجاةٌ تتقاصرُ دونَها جميعُ الملذاتِ، نورٌ في الوجهِ والقلبِ، وصلاحٌ للبدنِ والروحِ، ترفعُ الدرجاتِ وتكفرُ السيئاتِ، وتنهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[البقرة:153].
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
باركَ اللهُ لي ولكمْ في العيدِ السعيدِ، وأعادَهُ اللهُ علينا وعليكُمْ بالعمرِ المزيدِ للأمدِ البعيدِ. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمدُ للهِ كثيرًا، واللهُ أكبرُ كبيرًا؛ أفرحَنَا بالعيدِ، ورزقَنَا الجديدِ، ومتعَنَا بالعيشِ الرغيدِ؛ فلهُ الحمدُ لا نحصي ثناءً عليهِ كما أثنى هوَ على نفسِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ؛ جعلَ العيدَ منْ شعائرِهِ المعظمةِ : {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: 32].
وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ؛ صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ إلى يومِ الدينِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
أمّةَ الإسلامِ، تفكُّروا في نِعَمِ اللهِ عليكمْ، الظاهرةِ والباطنةِ، فكلَّما تذكرَ العبادُ نعَمَ اللهِ ازدادوا شكرًا للهِ. تذكَّروا نعمةَ الإسلامِ أعظمَ النعَمِ، وتحكيمَ الشريعةِ وتطبيقَها. تذكّروا أمنَكمْ واستقرارَكمْ. تذكَّروا ارتباطَ قيادتِكمْ معَ مواطنِيها.
فالْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ ضَرُورَتَانِ مِنْ ضَرُورَاتِ الْحَيَاةِ، تَصْلُحُ بِهِمَا الْأَحْوَالُ، وَيَنْمُو الْعُمْرَانُ، وَتُقَامُ الشَّعَائِرُ، وَالْإِنْسَانُ -أَيُّ إِنْسَانٍ- لَا يَجِدُ هَنَاءً فِي عَيْشِهِ، وَطُمَأْنِينَةً فِي نَفْسِهِ إِلَّا بِأَمْنٍ وَاسْتِقْرَارٍ.
أيُّها الأخواتُ الكريماتُ لا أظنُّ دينًا منَ الأديانِ أوْ شعبًا منَ الشعوبِ احتفى بالمرأةِ أمًّا وزوجةً وبنتًا كهذا الدينِ القويمِ.
يا فتاةَ الإسلامِ، كوني كما أرادَكِ اللهُ، وكما أرادَ لكِ رسولُ اللهِ، لا كما يريدُهُ دعاةُ الفتنةِ وسُعاةُ التبرُّجِ والاختلاطِ، فأنتِ فينا مُربِّيةُ الأجيالِ وصانعةُ الرجالِ وغارسةُ الفضائلِ وكريمِ الخصالِ وبانيةُ الأممِ والأمجادِ،
تأملي- أختي الكريمةَ- قولهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْرًا»، فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ» أخرجه الترمذي وصححه الألباني
باللهِ عليكنَّ ما أحوالُ نسائنا اليومَ وهنَّ في سباقٍ محمومٍ لرفعِ ثيابهنَّ لدرجةٍ لا تصدقُ بدافِعِ تتبعِ الموضةِ، لقدْ طافَ كثيرٌ منَ النساءِ في الأسواقِ هذهِ الأيامِ فلمْ يجدوا منَ الثيابِ إلا القصيرِ وبشكلٍ لافتٍ. وهذا واللهِ تحدٍّ لمنْ يريدُ السترَ لنسائهِ وبناتهِ. اسألوا اللهَ دائمًا أنْ يحببَ لكنَّ ولبناتكنَّ السترَ والحشمةَ وألا ينجرفنَّ وراءَ الموضةِ فإذا كانَ هذا حالُ النساءِ في تغييرِ لباسهنَّ بهذه السرعةِ فإنَّ أخوفَ ما نخافهُ أنْ ينجرفنَّ أيضًا في قادمِ الأيامِ لما أشنعَ من ذلكَ.
فيا أيتُها المسلمةَ، أنقذي نفسكِ، فإنَّ متاعَ الدنيا قليلٌ، والآخرةُ خيرٌ لمنِ اتقى، فلا تغترّي بمالكِ ولا جمالكِ، فإنَّ ذلكَ لا يغني عنكِ منَ اللهِ شيئًا.
عبادَ اللهِ:
يقول صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ» أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود وصححه الالباني.
عبادَ اللهِ، في بلدِنا هذا أبدعَ أبناؤُهُ في أيامِ هذا الشهرِ الكريمِ عبرَ إقامةِ أعمالٍ خيريةٍ، ومشاريعٍ نوعيةٍ, وبرامجَ تطوعيةٍ، جهودٍ كبيرةٍ، وأعمالٍ جليلةٍ يراها الجميعُ: فأطعمُوا الجائعَ, وأحسنُوا للفقيرِ, وفطرُوا الصائمَ, وعلموا الجاهلَ واعتنَوا بكتابِ اللهِ جلَّ وعلا.
كلُّ الشكرِ وبالغُ التقديرِ وخالصُ الدعاءِ للمشرفينَ على هذهِ الجهاتِ الخيريةِ والعاملينَ معهُمْ : المستودعُ الخيريُّ, ومكتبُ الدعوةِ، وجمعيةُ البرِّ، وجمعيةُ تحفيظِ القرآنِ، والمراكزُ الرمضانيةُ الشبابيةُ، ويبقى دورُكم- أيُّها الكرماءُ- في استمرارِ الدعمِ والمؤازةِ, فمشاريعُهمْ قائمةٌ- بعدَ اللهِ- على أمثالِكمْ.
إنْ ننسى، فلا ننسى أئمةَ المساجدِ الذينَ اجتهدُوا في إقامةِ الصلواتِ واعتنَوا ببيوتِ ربِّهم، وكمْ يفرحُنا- واللهِ- أنْ نرى بعضَ المساجدِ قدِ امتلأتْ بالمصلينَ خلفَ شبابٍ حفاظٍ حباهُمُ اللهُ حسنَ الصوتِ وجودةَ القراءةِ, ولا ننسى إخوتَنا في الجهاتِ الأمنيةِ والقطاعاتِ الخدميةِ فجهودُهمْ كبيرةٌ وأعمالُهمْ مشهودةٌ. فللجميعِ الشكرُ والدعاءُ.
أيُّها المسلمونَ، أذكرُكم جميعًا وأحثُّ نفسي وإياكمْ على صيامِ ستةِ أيامٍ منْ شوالٍ،: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ »(رواه مسلم
أيُّها المسلمونَ، تقبَّلَ اللهُ طاعاتِكم وصالحَ أعمالِكمْ، وقبِلَ صيامَكمْ وقيامَكمْ وصدقاتِكمْ ودعاءَكمْ، وضاعفَ حسناتِكمْ، وجعلَ عيدَكمْ مباركًا وأيّامَكمْ أيَّامَ سعادةٍ وهناءٍ وفضلٍ وإحسانٍ، وأعادَ اللهُ علينا وعلى المسلمينَ منْ بركاتِ هذا العيدِ، وجعلنا في يومِ القيامةِ منَ الآمنينَ، وحشرَنَا تحتَ لواءِ سيدِ المرسلينَ.
اللهمَّ إنَّا خرجْنَا اليومَ إليكَ نرجو ثوابَكُ ونرجو فضلِكَ ونخافُ عذابَكَ، اللهمَّ حققَّ لنا ما نرجو، وأمِّنَّا مما نخافُ، اللهمَّ تقبلْ منَّا واغفرْ لنا وارحمْنَا، اللهمَّ انصرْنا على عدوِّنا واجمعْ كلمتَنا على الحقِّ، واحفظْ بلادَنَا منْ أيِّ مكروهٍ ووفقَ قيادتَنا لكلِّ خيرٍ إنَّكَ جوادٌ كريمٌ...ألا وصلُّوا- عبادَ اللهَ- على خيرِ البريةِ أجمعينَ ورسولِ ربِّ العالمينَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
اللهمَّ صلِّ وسلمْ على سيدِنَا محمدٍ وعلى آلِهِ الأطهارِ وصحابتِهِ المهاجرينَ منهمْ والأنصارِ، وارضَ اللهمَّ عنِ الخلفاءِ الراشدينَ وبقيةِ الصحبِ والتابعينَ، وعنَّا معهمْ بجودِكَ وكرمِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
المشاهدات 3545 | التعليقات 4
توضيح بالنسبة لدعاء الاستفتاح :
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
بعد التكبيرة الأولى يستفتح، ثم يكبر التكبيرات الست في الأولى إذا قال: الله أكبر استفتح، ثم يكبر معه التكبيرات، ثم بعد الأخيرة يقول:( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله)، ويقرأ، وإن أخر الاستفتاح بعد التكبيرة فلا حرج، الأمر واسع.
وفي مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - كتاب صلاة العيدين. يقول رحمه الله
يستفتح بعد تكبيرة الإحرام، هكذا قال أهل العلم، والأمر في هذا واسع حتى لو أخر الاستفتاح إلى آخر تكبيرة فلا بأس.
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
بعد التكبيرة الأولى يستفتح، ثم يكبر التكبيرات الست في الأولى إذا قال: الله أكبر استفتح، ثم يكبر معه التكبيرات، ثم بعد الأخيرة يقول:( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله)، ويقرأ، وإن أخر الاستفتاح بعد التكبيرة فلا حرج، الأمر واسع.
وفي مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - كتاب صلاة العيدين. يقول رحمه الله
يستفتح بعد تكبيرة الإحرام، هكذا قال أهل العلم، والأمر في هذا واسع حتى لو أخر الاستفتاح إلى آخر تكبيرة فلا بأس.
توضيح بالنسبة لدعاء الاستفتاح :
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
بعد التكبيرة الأولى يستفتح، ثم يكبر التكبيرات الست في الأولى إذا قال : الله أكبر استفتح، ثم يكبر معه التكبيرات، ثم بعد الأخيرة يقول: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله) ، ويقرأ، وإن أخر الاستفتاح بعد التكبيرة فلا حرج، الأمر واسع.
وفي مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - كتاب صلاة العيدين. يقول رحمه الله
يستفتح بعد تكبيرة الإحرام، هكذا قال أهل العلم، والأمر في هذا واسع حتى لو أخر الاستفتاح إلى آخر تكبيرة فلا بأس.
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
بعد التكبيرة الأولى يستفتح، ثم يكبر التكبيرات الست في الأولى إذا قال : الله أكبر استفتح، ثم يكبر معه التكبيرات، ثم بعد الأخيرة يقول: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله) ، ويقرأ، وإن أخر الاستفتاح بعد التكبيرة فلا حرج، الأمر واسع.
وفي مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - كتاب صلاة العيدين. يقول رحمه الله
يستفتح بعد تكبيرة الإحرام، هكذا قال أهل العلم، والأمر في هذا واسع حتى لو أخر الاستفتاح إلى آخر تكبيرة فلا بأس.
أمين وإياك أخي الكريم
ابو مالك
تعديل التعليق