خطبة عيد الفطر 1437هـ
سامي الحصين
1437/09/29 - 2016/07/04 15:11PM
عيد الفطر1437هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر ما سطع فجر الإسلام وأسفر.
الله أكبر ما أقبل شهر الصيام و أدبر.
الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر.
الله أكبر عدد ما حمد الله حامد وشكر.
الله أكبر عدد ما تاب تائب واستغفر.
الله أكبر ما أعاد علينا من عوائد فضله , وجوده , ما يعود في كل عيد ويظهر.
الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيراً , وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله اشكروا الله على عموم نعمه , فقد تأذن بالزيادة للشاكرين , ودوام النعمة , {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
هذا اليوم يوم عيد الفطر يوم سعيد وعيد مجيد هذا اليوم أحد اليومين اللذين جعلهما الله عيداً لأمة محمد فللأمة الإسلامية في عامها عيدان عيد الفطر , وعيد الأضحى , عيد الفطر من صيامنا , وعيد أكلنا من نسكنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة , ولهم يومان يلعبون فيهما , فقال: (( إن الله قد أبدلكم بها خيراً منهما: عيد الفطر , وعيد الأضحى))
أجل , أبدل الله الأمة يومي اللهو واللعب والباطل , بيومي الذكر والشكر لله.
هذا يوم عيد الفطر , يوم عيد لكم أيها المسلمون لأنكم صمتم رمضان , واستكملتم صيامه , فرحُكم , واستبشاركم أنكم وافقتم أمر الله فصمتم , ووافقتم أمر الله فأفطرتم , وفي الحديث: (( صوموا لرؤيته , وأفطروا لرؤيته )) هذا يوم فرح وسرور , فرحُه بموافقته أمر ربه في صومه وفطره , وهو يوم فرحٍ له , يَرتقب الثواب من رب العالمين.
وفي الحديث في خصائص رمضان: (( ويغفر لهم في آخر ليلة )). قيل: أليلة القدر؟ قال: ((لا , ولكن العامل إنما يُوفى أجره , إذا قضى عمله)) وهذا اليوم يُسمى: يوم الجوائز , يرجع أناس من مصلاهم كيوم ولدتهم أمهاتهم . يُروى أن ملائكة الرحمن تقفُ عند أفواه الطرق , تنادي: (( يا أمةَ محمد , أُخرجوا إلى رب عظيم , يُعطي الجزيل , ويعفوا عن الذنب العظيم . فإذا برزوا لمصلاهم , قال الله لملائكته: يا ملائكتي , ما جزاءُ العامل إذا أدى عمله؟ قالوا: وعزتك أن توفي أجره . قال: أشهدكم أني قد جعلتُ حظهم من صيامهم وقيامهم مغفرتي , ورضائي عنهم , انصرفوا مغفوراً لكم))
الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر هدانا للإسلام , وشرح صدورنا للإسلام , وقد أضل عنه الأكثرين , {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ},فمن هداه الله للإسلام فليعلم أنها نعمة عظيمة, تفضل الله بها عليه.
الله أكبر هدانا لمعرفته ومحبته وعبادته.
الله أكبر , الله أكبر , هدانا فوحدناه في أفعاله , معتقدين حقاً أنه ربنا , وخالقنا ورازقنا, والمحيي المميت , والمتصرف فينا كيف يشاء بكمال حكمته وعدله.
الله أكبر, هدانا فوحدناه في أفعالنا , وعلِمنا حقاً أن العبادةَ بكل أنوعها حق لربنا , فهو المعبود بحق {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
الله أكبر , هدانا فآمنا بأسمائه وصفاته , سميناه كما سمى نفسه , ووصفناه بما وصف نفسه , أو وصفه به محمد صلى الله عليه وسلم.
الله أكبر , هدانا فاختار لنا سيدَ الأولين والأخرين نبياً رسولاً محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نعرف حسبه ونسبه , وشرفه وفضله , وعفته ونزاهته , وأنه الصادق الأمين قبل أن يوحى إليه , والصادق المصدوق الأمين بعد الوحي.
الله أكبر , هدانا فجعلنا خيرا أمة أخرجت للناس , {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ}.
الله أكبر ,هدانا لهذا الإسلام الذين أكملََه , ورضيه , وأتم به علينا النعمة , {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ}
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
عباد الله , الصلاة , الصلاة , فإنها عماد الإسلام , وناهية عن الفحشاء والآثام , وهي العهد بين العبد وربه , من حفظها حفظ دينه , ومن ضيعها فهو لما سواها أضيعُ , وأول ما يسأل عنه العبد , فإن قبلت قبل غيرها من الأعمال , وإن ردت رد سائر العمل.
وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم , تُطهروا بها نفوسكم , وتحفظوا بها أموالكم من المهالك, وتحسنوا بها إلى الفقراء والمساكين من المسلمين , وتثابوا على ذلك أعظم الثواب , فقد أعطاكم الكثير , وأمركم بإخراج اليسير.
وصوموا شهر الصيام , وحجوا بيت الله الحرام , فإنهما من أعظم أركان الإسلام.
وعليكم ببر الوالدين , وصلة الأرحام , والإحسان إلى الفقراء والأيتام , فذلك عمل يُعجل الله ثوابه في الدنيا , مع ما يدخر الله لصاحبه في الأخرة من حسن الثواب , كما أن العقوق والقطيعة , ومنع الخير مما يُعجل الله عقوبته في الدنيا , مع ما يؤجل لصاحبه في الأخرة من أليم العقاب.
وارعوا معشر المسلمين حقوق الجار , ففي الحديث والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) أي شره.
ومروا بالمعروف , وانهوا عن المنكر , فإنهما حارسان للمجتمع , وسياجان للإسلام , وأمان من العقوبات التي تعم الأنام.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون , إن من أعظم نعم الله بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن والاستقرار في الأوطان.
نعمة أشاد الله بها في كتابه العزيز , فبين تعالى عن إبراهيم الخليل لما دعا لأهل مكة , دعا لهم بالأمن قبل كل شيء , {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
وفي الحديث: (( من أصبح آمنا في سربه , معافى في بدنه , عنده قوت يومه وليلته , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )).
بالأمن يأمن المسلم على دينه , وعلى ماله , وعلى عرضه ويتفرغ لعبادة الله , ويسعى في إصلاح دينه ودنياه.
وبالخوف والعياذ بالله , نكد العيش , وقلةُ الاطمئنان والاستقرار.
أمة الإسلام , نعمة الأمن لا تحققها قوى مادية , ولا قوى عسكرية , ولكن يحققها تحكيم شريعة الله , فالأمن مرتبط بالإيمان , {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ}.
الأمن نعمة نتفيأ جميعاً ظلالها , فهي مسؤولية كل فرد أن نكون يد واحده , لتحقيق هذه النعمة واستقرارها , واستمرارها , بتوفيق من الله , وألا يسعى أيٌ منا فيما يقوض هذه النعمة , أو يضعف شأنها.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر ولله الحمد
أمة الإسلام , دين الله الإسلام كامل في عقيدته , كاملٌ في نظمه ومبادئه ,جاء ليحقق السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة.
دين الوسطية , فلا غلو ولا جفاء , لا إفراط ولا تفريط.
دين حفظ للمجتمع كيانه وقوته , إن تمسكت به الأمة , واعتصمت به , حفظ للأفراد حقوقهم إن هم حكموه , وتحاكموا إليه.
دين العدل والوفاء , واحترام الحقوق والمواثيق والقيام بذلك.
أمة الإسلام , أعداء الإسلام بالأمس , هم أعداؤه اليوم , وعدواتهم قديمة ليست وليدة اليوم , وقد حذرنا الله من مكائد أعدائنا الساعين في التفريق بيننا , وتشتيت شملنا {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ }.
إنهم يحاربون هذا الدين , يحاربون قيمه وفضائله تحت مظلة مكافحة الإرهاب أحياناً , وتحت مظلة حقوق الإنسان أحياناً , وكذبوا والله , ما قصدهم إلا الشر والبلاء.
الإسلام بريء من الإرهاب والظلم والجور , فمبادئه العدل في كل الأحوال , {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ }.
الشريعة بريئة من الإرهاب بكل صوره , لأنها شريعة الرحمة والعدل , {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
وحينما نسمع بمكافحة الإرهاب نجد الإرهاب بصورة يتمثل ظلم بعض فئات المسلمين , فها هم إخواننا أهل السنة , ها هم يسامون سوء العذاب يُقتل من يُقتل , ويؤسر من يؤسر, تهدم عليهم البيوت , وتزال كل المصالح بمرأى ومسمع من أعداء الإسلام.
إنه الإرهاب في غاية صورة وبشاعته.
إن الإسلام بريء من الإرهاب , فالإسلام دين عدل وإخاء.
أمة الإسلام تمسكوا بدينكم , واعتصموا به , لعلكم تفلحون , فهو خير أمان لكم في الدنيا والآخرة, {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد
يا نساء المسلمين , اتقين الله تعالى في واجباتكن , وأحسن إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة , واجتهدن في إعداد الأولاد إعدادا سليماً ناجحا , فإن المرأة أشدُ تأثيراً على أولادها.
أحسِن إلى الأزواج بالعشرة الطيبة , وبحفظ الزوج في عرضه وماله وبيته , ورعاية حقوق أقاربه وجيرانه وضيفه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا صلت المرأة خمسها , وصامت شهرها , وحفظت فرجها , وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون , اعلموا أنه ليس السعيد من تزين , وتجمل للعيد , فلبس الجديد , ولا من خدمته الدنيا, وأتته على مايريد.
لكن السعيد من فاز بتقوى الله تعالى وكتب له النجاة من نار حرها شديد , وقعرها بعيد , وطعام أهلها الزقوم والضريع , وشرابهم الحميم والصديد وفاز بجنة الخلد التي لا ينقص نعيمها ولا يبيد.
عباد الله , {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم , وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم , وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وعن الآل , والصحب الكرام , وعنا معهم بعفوك , وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك أن تقضي على الفساد والمفسدين , اللهم اجعل كيدهم في نحورهم , وتدبيرهم تدميراً عليهم يارب العالمين. اللهم مد الساهرين على أمننا , وراحتك بعونك , وتوفيقك , وسدد آراءهم , وخططهم وبارك في أعمارهم , وجهودهم , واربط على قلوبهم , واكشف لهم كل غامض , وانصرهم على كل مفسد ومخرب ومحارب. اللهم احم بلاد الحرمين من شرور المعتدين , ونيل المجرمين , وكف البأس عن هذه البلاد , وسائر بلاد المسلمين , ووفق قادة هذه البلاد المخلصين لما فيه صلاح البلاد والعباد , وقمع الفساد والمفسدين
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر ما سطع فجر الإسلام وأسفر.
الله أكبر ما أقبل شهر الصيام و أدبر.
الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر.
الله أكبر عدد ما حمد الله حامد وشكر.
الله أكبر عدد ما تاب تائب واستغفر.
الله أكبر ما أعاد علينا من عوائد فضله , وجوده , ما يعود في كل عيد ويظهر.
الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيراً , وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله اشكروا الله على عموم نعمه , فقد تأذن بالزيادة للشاكرين , ودوام النعمة , {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
هذا اليوم يوم عيد الفطر يوم سعيد وعيد مجيد هذا اليوم أحد اليومين اللذين جعلهما الله عيداً لأمة محمد فللأمة الإسلامية في عامها عيدان عيد الفطر , وعيد الأضحى , عيد الفطر من صيامنا , وعيد أكلنا من نسكنا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة , ولهم يومان يلعبون فيهما , فقال: (( إن الله قد أبدلكم بها خيراً منهما: عيد الفطر , وعيد الأضحى))
أجل , أبدل الله الأمة يومي اللهو واللعب والباطل , بيومي الذكر والشكر لله.
هذا يوم عيد الفطر , يوم عيد لكم أيها المسلمون لأنكم صمتم رمضان , واستكملتم صيامه , فرحُكم , واستبشاركم أنكم وافقتم أمر الله فصمتم , ووافقتم أمر الله فأفطرتم , وفي الحديث: (( صوموا لرؤيته , وأفطروا لرؤيته )) هذا يوم فرح وسرور , فرحُه بموافقته أمر ربه في صومه وفطره , وهو يوم فرحٍ له , يَرتقب الثواب من رب العالمين.
وفي الحديث في خصائص رمضان: (( ويغفر لهم في آخر ليلة )). قيل: أليلة القدر؟ قال: ((لا , ولكن العامل إنما يُوفى أجره , إذا قضى عمله)) وهذا اليوم يُسمى: يوم الجوائز , يرجع أناس من مصلاهم كيوم ولدتهم أمهاتهم . يُروى أن ملائكة الرحمن تقفُ عند أفواه الطرق , تنادي: (( يا أمةَ محمد , أُخرجوا إلى رب عظيم , يُعطي الجزيل , ويعفوا عن الذنب العظيم . فإذا برزوا لمصلاهم , قال الله لملائكته: يا ملائكتي , ما جزاءُ العامل إذا أدى عمله؟ قالوا: وعزتك أن توفي أجره . قال: أشهدكم أني قد جعلتُ حظهم من صيامهم وقيامهم مغفرتي , ورضائي عنهم , انصرفوا مغفوراً لكم))
الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر هدانا للإسلام , وشرح صدورنا للإسلام , وقد أضل عنه الأكثرين , {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ},فمن هداه الله للإسلام فليعلم أنها نعمة عظيمة, تفضل الله بها عليه.
الله أكبر هدانا لمعرفته ومحبته وعبادته.
الله أكبر , الله أكبر , هدانا فوحدناه في أفعاله , معتقدين حقاً أنه ربنا , وخالقنا ورازقنا, والمحيي المميت , والمتصرف فينا كيف يشاء بكمال حكمته وعدله.
الله أكبر, هدانا فوحدناه في أفعالنا , وعلِمنا حقاً أن العبادةَ بكل أنوعها حق لربنا , فهو المعبود بحق {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
الله أكبر , هدانا فآمنا بأسمائه وصفاته , سميناه كما سمى نفسه , ووصفناه بما وصف نفسه , أو وصفه به محمد صلى الله عليه وسلم.
الله أكبر , هدانا فاختار لنا سيدَ الأولين والأخرين نبياً رسولاً محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نعرف حسبه ونسبه , وشرفه وفضله , وعفته ونزاهته , وأنه الصادق الأمين قبل أن يوحى إليه , والصادق المصدوق الأمين بعد الوحي.
الله أكبر , هدانا فجعلنا خيرا أمة أخرجت للناس , {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ}.
الله أكبر ,هدانا لهذا الإسلام الذين أكملََه , ورضيه , وأتم به علينا النعمة , {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ}
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
عباد الله , الصلاة , الصلاة , فإنها عماد الإسلام , وناهية عن الفحشاء والآثام , وهي العهد بين العبد وربه , من حفظها حفظ دينه , ومن ضيعها فهو لما سواها أضيعُ , وأول ما يسأل عنه العبد , فإن قبلت قبل غيرها من الأعمال , وإن ردت رد سائر العمل.
وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم , تُطهروا بها نفوسكم , وتحفظوا بها أموالكم من المهالك, وتحسنوا بها إلى الفقراء والمساكين من المسلمين , وتثابوا على ذلك أعظم الثواب , فقد أعطاكم الكثير , وأمركم بإخراج اليسير.
وصوموا شهر الصيام , وحجوا بيت الله الحرام , فإنهما من أعظم أركان الإسلام.
وعليكم ببر الوالدين , وصلة الأرحام , والإحسان إلى الفقراء والأيتام , فذلك عمل يُعجل الله ثوابه في الدنيا , مع ما يدخر الله لصاحبه في الأخرة من حسن الثواب , كما أن العقوق والقطيعة , ومنع الخير مما يُعجل الله عقوبته في الدنيا , مع ما يؤجل لصاحبه في الأخرة من أليم العقاب.
وارعوا معشر المسلمين حقوق الجار , ففي الحديث والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) أي شره.
ومروا بالمعروف , وانهوا عن المنكر , فإنهما حارسان للمجتمع , وسياجان للإسلام , وأمان من العقوبات التي تعم الأنام.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون , إن من أعظم نعم الله بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن والاستقرار في الأوطان.
نعمة أشاد الله بها في كتابه العزيز , فبين تعالى عن إبراهيم الخليل لما دعا لأهل مكة , دعا لهم بالأمن قبل كل شيء , {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
وفي الحديث: (( من أصبح آمنا في سربه , معافى في بدنه , عنده قوت يومه وليلته , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )).
بالأمن يأمن المسلم على دينه , وعلى ماله , وعلى عرضه ويتفرغ لعبادة الله , ويسعى في إصلاح دينه ودنياه.
وبالخوف والعياذ بالله , نكد العيش , وقلةُ الاطمئنان والاستقرار.
أمة الإسلام , نعمة الأمن لا تحققها قوى مادية , ولا قوى عسكرية , ولكن يحققها تحكيم شريعة الله , فالأمن مرتبط بالإيمان , {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ}.
الأمن نعمة نتفيأ جميعاً ظلالها , فهي مسؤولية كل فرد أن نكون يد واحده , لتحقيق هذه النعمة واستقرارها , واستمرارها , بتوفيق من الله , وألا يسعى أيٌ منا فيما يقوض هذه النعمة , أو يضعف شأنها.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر ولله الحمد
أمة الإسلام , دين الله الإسلام كامل في عقيدته , كاملٌ في نظمه ومبادئه ,جاء ليحقق السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة.
دين الوسطية , فلا غلو ولا جفاء , لا إفراط ولا تفريط.
دين حفظ للمجتمع كيانه وقوته , إن تمسكت به الأمة , واعتصمت به , حفظ للأفراد حقوقهم إن هم حكموه , وتحاكموا إليه.
دين العدل والوفاء , واحترام الحقوق والمواثيق والقيام بذلك.
أمة الإسلام , أعداء الإسلام بالأمس , هم أعداؤه اليوم , وعدواتهم قديمة ليست وليدة اليوم , وقد حذرنا الله من مكائد أعدائنا الساعين في التفريق بيننا , وتشتيت شملنا {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ }.
إنهم يحاربون هذا الدين , يحاربون قيمه وفضائله تحت مظلة مكافحة الإرهاب أحياناً , وتحت مظلة حقوق الإنسان أحياناً , وكذبوا والله , ما قصدهم إلا الشر والبلاء.
الإسلام بريء من الإرهاب والظلم والجور , فمبادئه العدل في كل الأحوال , {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ }.
الشريعة بريئة من الإرهاب بكل صوره , لأنها شريعة الرحمة والعدل , {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
وحينما نسمع بمكافحة الإرهاب نجد الإرهاب بصورة يتمثل ظلم بعض فئات المسلمين , فها هم إخواننا أهل السنة , ها هم يسامون سوء العذاب يُقتل من يُقتل , ويؤسر من يؤسر, تهدم عليهم البيوت , وتزال كل المصالح بمرأى ومسمع من أعداء الإسلام.
إنه الإرهاب في غاية صورة وبشاعته.
إن الإسلام بريء من الإرهاب , فالإسلام دين عدل وإخاء.
أمة الإسلام تمسكوا بدينكم , واعتصموا به , لعلكم تفلحون , فهو خير أمان لكم في الدنيا والآخرة, {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد
يا نساء المسلمين , اتقين الله تعالى في واجباتكن , وأحسن إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة , واجتهدن في إعداد الأولاد إعدادا سليماً ناجحا , فإن المرأة أشدُ تأثيراً على أولادها.
أحسِن إلى الأزواج بالعشرة الطيبة , وبحفظ الزوج في عرضه وماله وبيته , ورعاية حقوق أقاربه وجيرانه وضيفه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا صلت المرأة خمسها , وصامت شهرها , وحفظت فرجها , وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون , اعلموا أنه ليس السعيد من تزين , وتجمل للعيد , فلبس الجديد , ولا من خدمته الدنيا, وأتته على مايريد.
لكن السعيد من فاز بتقوى الله تعالى وكتب له النجاة من نار حرها شديد , وقعرها بعيد , وطعام أهلها الزقوم والضريع , وشرابهم الحميم والصديد وفاز بجنة الخلد التي لا ينقص نعيمها ولا يبيد.
عباد الله , {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم , وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم , وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وعن الآل , والصحب الكرام , وعنا معهم بعفوك , وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك أن تقضي على الفساد والمفسدين , اللهم اجعل كيدهم في نحورهم , وتدبيرهم تدميراً عليهم يارب العالمين. اللهم مد الساهرين على أمننا , وراحتك بعونك , وتوفيقك , وسدد آراءهم , وخططهم وبارك في أعمارهم , وجهودهم , واربط على قلوبهم , واكشف لهم كل غامض , وانصرهم على كل مفسد ومخرب ومحارب. اللهم احم بلاد الحرمين من شرور المعتدين , ونيل المجرمين , وكف البأس عن هذه البلاد , وسائر بلاد المسلمين , ووفق قادة هذه البلاد المخلصين لما فيه صلاح البلاد والعباد , وقمع الفساد والمفسدين
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}