خُطْبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ وَفِيهَا عَشْرَةُ مَوَاضِيعَ 1442هـ
محمد بن مبارك الشرافي
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّين.
اللهُ أَكْبَرُ.(9 مرات)
أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونُ: احْمَدُوا اللهَ وَاشْكُرُوهُ كَمَا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِإِتْمَامِ صِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ وَقِيَامِهِ وَادْعُوا اللهَ بَالْقَبُولِ، وَأَبْشِرُوا بِالْخَيْرِ الْعَظِيمِ وَالثَّوَابِ الْجَزِيلِ مِنَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ، فَإِنَّكُمْ قُمْتُمُ بعَمَلٍ جَلِيلٍ، وَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: إِنَّكُمْ عَلَى دِينٍ عَظِيمٍ وَمِلَّةٍ قَوِيمَةٍ، مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيم، إِنَّهُ دِينٌ لا يَقْبَلُ اللهُ سِوَاهُ {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، إِنَّ إِسْلَامَنَا أَرْكَانُهُ خَمْسَةٌ، شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقَامُ الصَّلاةِ وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَالْحَجُّ، وَإِنَّ إِيمَانَنَا أَرْكَانُهُ سِتَّةٌ، فنُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَنُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: اعْلَمُوا أَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ بَدَأَ غَرِيبًا فِي وَسَطِ مُجْتَمَعٍ يَنْتَشِرُ فِيهِ الشِّرْكُ وَيُكْفَرُ فِيهِ بِاللهِ وَتُعْبَدُ فِيهِ الْأَصْنَامُ، وَيُشْرَبُ فِيهِ الْخَمْرُ وَيُقْطَعُ فِيهِ الرَّحِمُ، وَتُؤْكَلُ الْمَيْتَاتُ، وَلَمَّا ظَهَرَ ذَلِكَ النُّورُ عَمِلَ الْكُفَّارُ عَلَى إِطْفَائِهِ وَلَكِنَّ اللهَ أَتَمَّهُ حَتَّى انْتَشَرَ فِي الْعَالَمِ، وَوَصَلَ إِلَى الصِّينِ شَرْقًا وَإِلَى الْمُحِيطِ الْأَطْلَسِيِّ غَرْبًا، بَلْ لا يَكَادُ بَلَدٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَصَلَهُ الْإِسْلَامُ، وَلَكِنْ مَعَ هَذَا فَسَوْفَ يَعُودُ الْإِسْلَامُ وَيَنْحَسِرُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ الذِي بَدَأَ فِيهِ، ثُمَّ يَكُونُ ضَعِيفًا مُحَارَبًا، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا) مُتَّفَقٌّ عَلَيْهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ), فَقِيلَ: مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ (أُنَاسٌ صَالِحُونَ فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ)، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى (الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ) ([1])
فَاللهَ أَللهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اُثْبُتُوا عَلَى دِينِكُمْ، وَابْقُوا عَلَى عَقِيدَتِكُمْ وَأَعْمَالِكُمُ الصَّالِحَةِ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، وَلا يَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ الْهَالِكِينَ، وَلَكِنِ اقْتَدُوا بِعِبَادِ اللهِ النَّاجِينَ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أُمَّةَ الإِسْلامِ: احْذَرُوا النِّفَاقَ وَالْمُنَافِقِينَ، الذِينَ يُظْهِرُونَ خِلَافَ مَا يُبْطِنُونَ، فَإِنَّهُمْ وَاللهِ الْعَدُوُّ اللَّدُودُ وَالْخَطَرُ الْأَكِيدُ، وَقَدِ ابْتُلِيَتْ بِهِمُ الْأُمَّةُ فِي أَوَّلِ أَمْرِهَا وَعَانَتْ مِنْهُمُ الْوَيْلاتِ فِي سَابِقِ عَهْدِهَا، وَقَدْ وَصَفَهُمُ اللهُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ كَثِيرًا وَبَيَّنَ خَطَرَهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}، وَقَالَ فِي أَشْكَالِهِمْ وَأَقْوَالَهِمْ{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} وَقَالَ عَنْ عَدَاوَتَهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، فَهَؤُلاءِ هُمْ.
وَإِنَّ خَطَرَهُمْ عَلَى آخِرِ الْأُمَّةِ أَكَبْرُ وَوُجُودَهُمْ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَكْثَرُ، فَلَنَكُنْ عَلَى مِنْهُمْ حَذَرٍ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِالْعِنَايَةِ الْعَظِيمَةِ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، قِرَاءَةً وَتَدَبُّرًا وَحِفْظًا، كَيْفَ لا ؟ وَهُوَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ، وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ ) رَوَاهُ مُسْلِم، وَقَالَ عَلِىٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كِتَابُ اللَّهِ: فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَتَعَلَّمُوهُ وَعَلِّمُوهُ أَبْنَاءَكَمُ، فَإِنَّكُمْ عَنْهُ تُسْأَلُونَ، وَبِهِ تُجْزَوْنَ وَكَفَى بِهِ وَاعِظَاً لِمَنْ عَقِل.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَحْفَظُ لَنَا اللهُ بِهِ دِينَنَا وَأَمْنَنَا الْعُلَمَاءَ وَالْحُكَّامَ الْمُسْلِمِينَ ، فَبِالْعُلْمَاءِ يَحْفَظُ اللهُ الدِّينَ، وَبِالْحُكَّامِ يَحْفَظُ اللهُ الأَمْنَ، وَهَذَا أَمْرٌ يَغْفُلُ عَنْهُ الْكَثِيرُ وَلا يَفْهَمُهُ إِلَّا الْقَلِيلُ.
إِنَّ مَنْزِلَةَ الْعُلَمَاءِ عَظِيمَةٌ فِي دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُمْ خُلَفَاءُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ، وَهُمُ الذِينَ حَازُوا مِيرَاثَهُ، فَحَمَلُوا الْعِلْمَ وَأَرْشَدُوا النَّاسَ لِمَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَلِذَا كَانَ احْتِرَامُهُمْ وَتَقْدِيرُهُمْ وَأَخْذُ الْعِلْمِ عَنْهُمْ وَاجِبًا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى مُثْنِيًا عَلَيْهِمْ رَافِعًا لِشَأْنِهِمْ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
أُمَّةَ الْعَقِيدَةِ: إِنَّهُ لا بُدَّ لِكُلِّ بَلَدٍ مِنْ حَاكِمٍ وَلا بُدَّ لِلْحَاكِمِ مِنْ احْتِرَامٍ وَطَاعَةٍ بِالْمَعْرُوفِ, وَإَلّا صَارَتِ البِلادُ ضَائِعَةً لا خِطَامَ لَها وَلازِمَام، وَلذلك جاءت الأدلة بأنه لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَمُوتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِوَلِيِّ أَمْرِهِ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَلَمَّا كَانَ الْحَاكِمُ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ تَقْصِيرٌ وَخَطَأٌ، لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي آدَمَ وَكُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، جَاءَتِ النُّصُوصُ بِالصَّبْرِ عَلَى جَورِهِ وَبِتَحَمُّلِ ظُلْمِهِ، دَرْءًا لِمَفْسَدِةِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ التِي تَجْعَلُ الْبِلادَ عُرْضَةً لِلدَّمَارِ وَالضَّعْفِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ كَرِهَ مِنْ أمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) متفقٌ عَلَيْهِ.
أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْذَرُوا الْفِتَنَ وَلا تَكُونُوا وَقُودًا لَهَا، وَاحْذَرُوا الْجَرْيَ وَرَاءَ السُّفَهَاءِ، بَلْ وَخُذُو عَلَى أَيْدِيهِمْ وَنَاصِحُوهُمْ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ.(اللهُ أَكْبَرُ) 7 مرات.
أَيَّتُهَا الْمُسْلِمَات: إِنَّكُنَّ مَأْمُورَاتٌ بِالطَّاعَاتِ, وَالْبُعْدِ عَنِ الْفَواحِشِ وَالْمُحَرَّمَاتِ، فَإِذَا فَعَلْتُنَّ فَأَبْشِرْنَ بِجَنَّةٍ عَرْضُهَا الأَرْضُ وَالسَّمَواتُ.
فَأَكْثِرْنَ الصَّدَقَةَ فَإِنَّها تَقِيكُنَّ النَّارَ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاطَبَ الصَّحَابِيَاتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ فَقَالَ (يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ) فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه.
فَاتَّقِي اللهَ يَا مُسْلِمَةُ وَاحْفَظِي لِسَانَكِ مِنَ اللَّعْنِ وَالسَّبِّ وَالتَّسَخُّطِ عَلَى الأَوْلادِ وَالْجِيرَانِ وَالأَقْارِبِ، وَاعْرِفِي لِلزَّوْجِ قَدْرَهُ، وَاحْفَظِي لَهُ حَقَّهُ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا : ادْخُلِى الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ لِغَيْرِهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ وَالْمُسْلِمَات: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمْضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَيَجُوزُ صِيَامُهَا مُتَفِرَّقَةً وَمُجْتَمِعَةً، مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ أَوْ مِنْ آخِرِهِ، لَكِنَّ الأَفْضَلَ أَنْ تَكُونَ مُتَتَابِعَةً وَتَكُونَ مُبَاشَرَةً بَعْدَ يَوْمِ الْعِيدِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَذَا يَوْمُ عِيدِكُمْ فَافْرَحُوا بِنِعْمَةِ رَبِّكُمْ وَهَنِّئُوا بَعْضَكُمْ وَصِلُوا أَرْحَامِكُمْ وَزُورُا أَقَارِبَكُمْ، وَانْشُرُوا الأُلْفَةَ وَالْخَيْرَ بَيْنَكُمْ.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ وَالْقُرْآنَ، وَأَعِنَّا عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَجَنِّبْنَا كُلَّ شَرٍّ وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمُوْرِنَا وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ وِلايَةَ المسْلِمِينَ فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمَينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَسَدِّدْهُمْ وَأَعِنْهُمْ، وَاجْعَلْهُما مُبارَكِيْنَ مُوَفَّقِيْنَ لِكُلِّ خَيْرٍ وَصَلاحٍ، اللَّهُمَّ كُنْ لِلْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَان, اللَّهُمَّ احْفَظِ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ فِي بِلَادِ فِلَسْطِينَ وَاكْفِهِمْ شِرَّ اليَهُودِ المحْتِلِّينَ وَظُلْمِهِمْ وَاعْتِدَائِهِمْ, اللَّهُمَّ احْفَظِ المسْجِدَ الأَقَصَى مِنْ عَدِوِّكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
([1]) رواه أحمد بجميع رواياته وأصله في مسلم
المرفقات
1620480842_عَشْرَةُ مَوَاضِيعَ فِي خُطْبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ 1442هـ.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق