خطبة عيد الفطر مختصرة جمعت من عدة خطب وفيها ذكر لحوادث التفجير الأخيرة

عبدالرحمن اللهيبي
1437/09/30 - 2016/07/05 15:47PM
الحمد لله المُبدِئ المُعيد، يُعيدُ العيدَ على عباده عيدًا بعد عيد، يعِدُ ويُوعِد.. والوعدُ منه يسبِقُ الوعيد، بر رحيم جواد كريم لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ؛ لا تُحصَى نعماؤه ولا تُعدُّ آلاؤُه، لَا يَخِيبُ مَنْ دَعَاهُ، وَلَا يرد مَنْ رَجَاهُ، فَسُبحَانَهُ عَدَدَ خَلقِهِ ، وَسُبحَانَهُ رِضَا نَفسِهِ ، وَسُبحَانَهُ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَسُبحَانَهُ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ " لَهُ الحَمدُ في الأُولى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ " وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ خَرَجَ المُؤْمِنُونَ هَذَا الْيَوْمَ لِتَعْظِيمِهِ وَتَكْبِيرِهِ، ولشهود الخير وتمجيده.. وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ شَرَعَ لِأُمَّتِهِ الْأَعْيَادَ الشَّرْعِيَّةَ فَأَغْنَاهَا عَنْ أَعْيَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَمَرَهَا بِالتَّمَسُّكِ بِالشِّرْعَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، تَرَكَنَا عَلَى بَيْضَاءَ نَقِيَّةٍ .. لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى صَحَابَتِهِ الْغُرِّ المَيَامِينِ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
اللهُ أَكبَرُ مِلءَ السَّمعِ رَدَّدَهَا في مَسمَعِ البِيدِ ذَاكَ الذَّرُّ وَالحَجَرُ
اللهُ أَكبَرُ مَا أَحلَى النِّدَاءَ بها كَأَنَّهُ الرِّيُّ في الأَروَاحِ يَنتَشِرُ
أيها المسلمون:
هنيئًا لكم هذا العيد، وطُوبَى لكم ما ادخر لكم في يوم المزيد. جعلَ الله أعمالَكم مقبولة، وأعمارَكم بالخير موصولة. وأيامَكم كلها سعادة، وتفضَّل عليكم بالحُسنى وزيادة.
صَامَ لَهُ المُؤْمِنُونَ تَعَبُّدًا وَرِقًّا، وقَامَ لَهُ الْقَائِمُونَ مَحَبَّةً وَذُلًّا، وبَذَلَ لَهُ الْمُحْسِنُونَ رَجَاءً وَخَوْفًا... ومن تاجرَ مع الله فتجارتُه رابِحة، عملٌ يسيرٌ، مع تفريط وتقصير ثم أجرٌ من الله عظيمٌ وكبيرٌ. فما أكرمَ الله!
وَأَمَّا مَنْ فَرَّطُوا فِي رَمَضَانَ، وَأَضَاعُوهُ فِي مَشَاهِدِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ، وَلَمْ يَصُونُوا الصِّيَامَ، وما وفوا بالْقِيَامَ، وَلَمْ يُمْسِكُوا اللِّسَانَ، وَلَمْ يَحْفَظُوا الْأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ عَنِ الْحَرَامِ؛ فحظهم من رَمَضَانَ خسارة وحرمان، فاللَّهُمَّ اغفر لهم ونحن منهم ومعهم وَاهْدِهِمْ صِرَاطَكَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ طَاعَتَكَ، وَبَغِّضْ إِلَيْهِمْ مَعْصِيَتَكَ، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى.



أيها المسلمون:
هذا يومُ شُكرٍ وذكرٍ، وتكبير وفِطرٍ، فتناوَلُوا الطيبات، واهنَأوا بالمُباحات، وأظهِروا الفرحَ بالمسرات, وارسموا البهجة على كل الشفاه قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ثم اسأَلوا اللهَ القبول؛ وكونوا ممن قال الله فيه: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ فإن السعيدُ من تقبَّل الله صيامَه وقيامَه، وغفرَ له ذنوبَه وإجرامَه، فرجعَ من صلاةِ العيد بجائزةِ الربِّ وإكرامه.
فيا عباد الله : أديمُوا الطاعات، واجتنِبُوا المُوبِقات، حَافِظُوا عَلَى الْفَرَائِضِ، وَبَكِّرُوا لِلْمَسَاجِدِ، وَأَدُّوا النَّوَافِلَ، وَلَا تَهْجُرُوا المَصَاحِفَ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا وِرْدُهُ الْيَوْمِيُّ مِنْ الْقُرْآنِ، وَحَظُّهُ اللَّيْلِيُّ مِنَ الصَّلَاةِ، وَقَدْرٌ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالْبَذْلِ وَالْإِحْسَانِ، وَشَيْءٌ مِنَ الصِّيَامِ. ولا تكونوا من الذين بدَّلوا نعمةَ الله كُفرًا. فإن مُداومةَ المُسلم على الطاعة من أعظم البراهِين على القبول وحُسن الاستِقامة، فَلَا فَلَاحَ لَنَا إِلَّا بِتَقْوَاهُ، وَلَا نَجَاةَ مِنْ عَذَابِهِ إِلَّا بِالثَّبَاتِ عَلَى دِينِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
فيا من أعتقَه مولاه من النار! إياك أن تعودَ إلى رق الأوزار .. ويا من عمرَ المساجِد بالصلاة مع الجماعة! إياك من التفريط بعدها والإضاعة .. وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
أَيُهَا المُسلمونَ: إِنَّ الحقَ واضح قويٌ لن تضيره جرائم أهلِ الغلوِ والتكفيرِ ، وأربابِ التفجيرِ والتخريبِ ، أُولئكَ الحدثاء السفهاء الأغرارُ الذينَ غَشِيَتُهم ظُلماتُ الجهلِ والهوى حَتى رَانَتْ عَلى قُلوبِهِم، وَأفْسَدَتْ عُقُولَهُم فَاسْتَحَلُوا دِمَاءَ أَرْحَامِهِم ، وَقَصَدُوا قَتْلَ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِم، ثُمَّ استَبَاحُوا الغَدْرَ بِالصَائمينَ فِي خِتَامِ رمضانَ، وفي حَرَمِ المدينةِ النبويةِ، وَقدْ لَعنَ اللهُ تَعالى مَنْ أَحْدثَ فِيها حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا؛ فَكيفَ بِحَدثٍ جَمعَ الغَدْرَ واستِحْلَالَ أَنُفسِ الصَائِمينَ بِقُربِ حرمِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَروَّعَ المُجاورِين والمُصلِّين. وَلكنَّها القلوبُ الفَاسدةُ إِذَا أُشْرِبتْ الفِتَنَ ،(( أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) نَسألُ اللهَ تَعالى أنْ يَكْبِتَهُم، وَيَكْفِيَ المُسلمين شَرَّهُم، وَيَحفظَ أبناء المسلمينَ ممن يُريدُ إِغْواءَهُم وَإِضْلَالَهُم.


أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: الْيَوْمَ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ بِأَدَاءِ الصِّيَامِ، فَلْنُظْهِرِ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ فِيهِ، وَلْنَنْشُرِ الْبَهْجَةَ بِهِ فِي بُيُوتِنَا وَأُسَرِنَا وَمُجْتَمَعِنَا؛ لِنَبَرَّ فِي عِيدِنَا وَالِدِينَا، وَلْنَصِلْ أَرْحَامَنَا، وَلْنُكْرِمْ جِيرَانَنَا، فَتَصَافَحُوا يا عباد الله وَتَصَالَحُوا وَأَفشُوا السَّلامَ بَينَكُم وَتَوَاصَلُوا لا تَبَاغَضُوا وَلا تَقَاطَعُوا ، وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَحَاسَدُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانًا
والتزموا في عيدكم بشرع ربكم ، واحذروا المعاصي والمُنْكَرَاتِ؛ فَإِنَّها مُوجِبةٌ لِسَخَطِ الرب سُبْحَانَهُ، مُنَافيةٌ لِشُكْرِهِ جل جلاله.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعَل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، اللهم وفِّقه ونائبَيه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد، واسلُك بهم سبيلَ الرشاد.
اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان، اللهم اجمَعهم على الهُدى والسنَّة، اللهم احقِن دماءَهم، وآمِن روعاتهم، واحفَظ دينَهم وأعراضَهم وأموالَهم وديارَهم، اللهم انصُر المُستضعَفين من المُسلمين في كل مكان.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المؤمنين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك.
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والرِّبا والزِّنا، والزلازِل والمِحَن، وسُوءَ الفتن ما ظهرَ منها وما بطَن.
اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، واغفِر لنا ولوالدِينا ووالدِيهم وذُرِّيَّاتهم، وأزواجنا وذُرِّيَّاتنا إنك سميعُ الدعاء.
اللهم تقبَّل صيامَنا وصيامَنا ودُعاءَنا وصالحَ أعمالنا، وثبّشتنا على الحقِّ والهُدى، يا أرحم الراحمين.
سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
المرفقات

خطبة عيد الفطر 1437.doc

خطبة عيد الفطر 1437.doc

المشاهدات 3443 | التعليقات 0