خطبة عيد الفطر المبارك

صالح الخليفة
1444/09/29 - 2023/04/20 14:27PM

الله أكبر (تسع مرات)، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونثني عليه الخيرَ كلَّه، ونشكره ولا نكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فاتقوا الله ربَّ العباد، فتقواه سبحانه خيرُ زاد، وهي النجاة في يوم المعاد.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمون: ما أعظمَ نعمةَ الله علينا بإكمال عدة شهر رمضان، وتيسيرِ الصيام والقيام، فكم حُرم من ذلك أناسٌ نعرفهم وتعرفونهم، حلَّ بهم الأجل وانقطعَ العمل، يتمنون مواسمَ الخيرات، والتقربَ إلى الله بالطاعات، والتوبةَ من المعاصي والسيئات، وهيهات هيهات، حيل بينهم وبين ما يشتهون، وهم السابقون، ونحن بهم لاحقون.

فأكثروا من حمد الله وشكره في هذا اليوم المبارك، فهو سبحانه أهلُ الثناء والمجد.

وألحوا على ربكم بالدعاء أن يتقبل منكم، ويتجاوزَ عن تقصيركم، قال علي رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشدَّ اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا قولَ الله عز وجل: (إنما يتقبل الله من المتقين).

وليُعلم أن من علامات القبول: استقامةُ الحال ولزومُ الطاعة بعد رمضان، أما من استغفر بلسانه وقلبُه على المعصية معقود، وعزمُه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود، فباب القبول في وجهه مسدود.

وأبشروا معشر الصائمين القائمين، فإن لنا ربًّا رحيمًا كريمًا، لا يُضيع أجر من أحسن عملًا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمون: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

دعوةٌ لهجت بها ألسنتُنا في الليالي الماضية، وكلُّنا يرجو من ربه قبولَ دعوته، ونيلَ العفو من ربه.

فيا من يرجو بردَ العفو من ربنا العفوّ، اعفُ عمن أساء إليك، وعاملِ الناس بما تحب أن يعاملَك الله به، قال عز وجل: (وليعفوْ وليصفحوا ألا تحبون أن يغفرَ الله لكم).

وما أجملَها من مناسبةٍ في هذا العيد السعيد أن تعفو وتصفح، إرضاءً للرحمن ودحرًا للشيطان، وخصوصًا عن أقاربك وجيرانك وأصحابك.

وإني أعيذك أيها المؤمن من خصلةَ سوءٍ لا ينتبه لها كثيرٌ من الناس، أتدرون ما هي؟

إنها بطءُ الرضا، فكلُّ الناس يغضب، إلا أن منهم من لا يرضى إلا بصعوبة، ولو اعتذر المخطئ منه، وهذه خصلةُ سوءٍ ينبغي على المؤمن أن يجاهدَ نفسَه على التخلص منها.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمون: ألا ترون التغيرَ المشاهَدَ في مجتمعنا، في أخلاق الناس ودينِهم وعاداتِهم؟ إن لذلك أسبابًا، ومن أهمها: متابعةُ الفاسدين في وسائل التواصل.

إن من تتابعُهم في وسائل التواصل لهم أثرٌ عظيمٌ عليك، كيف لا وأنت تقضي ساعاتٍ في متابعتهم، فإن كانوا ممن يُنتفع بهم وجدْتَ أثرَ ذلك في نفسك، وإن كان العكسُ فالعكس.

فاحرص على انتقاءِ من تتابع، وراجعْ من تتابعهم في وسائل التواصل، فمن يُنتفع بصحبته فاحرصْ عليه، ومن لا تنتفعُ به فألغِ متابعتَه، واسلمْ بنفسك ودينِك وأخلاقِك.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمات: يقول نبينا ﷺ: (إذا صلَّت المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شَهْرَها، وحصَّنتْ فَرْجَها، وأَطاعتْ بَعْلَها، دخلتْ من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاءتْ)، جنةٌ عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، تنالها المرأةُ المؤمنةُ بهذه الأعمال الصالحة.

ألا ما أعظمَ البشارة، إنها بشارة عظيمة، لا تساويها مُتع هذه الدنيا الزائفة، التي يلهث خلفَها بعضُ المسلمات، فالْزَمْنَ الاستقامة لِتَنَلْنَ هذه الكرامة.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

اللهم بارك لنا في الكتاب والسنة، وانفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، إنه هو الغفورُ الرحيم.


 

الله أكبر (سبع مرات)، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد ذقتم في شهركم الفضيل نعيمَ القربِ من الله ولذةَ الطاعة، وهذا من الجزاء المعجَّلِ للطاعة في الدنيا، وما عند الله خيرٌ وأبقى.

فاثبتوا على الطاعة، واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.

وأحبُّ العمل إلى الله: أدومُه وإن قلّ.

وإن أولى ما يُوصى به: المحافظةُ على الفرائض، ففي الحديث القدسي: (ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبُّ إليَّ مما افترضتُ عليه)، وأهمُ الفرائض الصلاةُ مع جماعة المسلمين، فهي عمود الدين، وأول ما يُسأل عنه العبدُ يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، ومن حافظ عليها كانت له نورًا ونجاةً وبرهانًا يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نورٌ ولا نجاةٌ ولا برهانٌ يومَ القيامة.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمون: اسعدوا بعيدِكم، وانشروا البهجة في بيوتكم، وصلوا أرحامكم، وتواصلوا مع أحبابكم، وتفقَّدوا ضعفاءكم، وشاركوهم فرحتكم.

تقبَّل الله طاعاتكم، وبارك لكم في أعيادكم، وجعل سعيَكم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكم في عيدكم فرحةً وبهجةً وسرورًا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

ثم صلوا وسلموا على رسول الله، كما أمركم ربكم جل في علاه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المرفقات

1681989984_خطبة مختصرة لعيد الفطر المبارك.docx

المشاهدات 2937 | التعليقات 0