خطبة عيد الفطر المبارك
محمد أبو داسر
1438/09/29 - 2017/06/24 08:50AM
الخطبة الأولى :
الله أكبر (7) مرات :الْحَمْدُ للهِ الذِي سَهَّلَ لِعِبَادِهِ طُرُقَ الْعِبَادَةِ وَيَسَّر , وَزَادَ لَهُمْ مَوَاسِمَ الْخَيْرَاتِ لِتَزْدَانَ أَوْقَاتُهُمْ بِالطَّاعَاتِ وَتَعْمُر , أَحْمَدُهُ عَلَى أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَيَا وَنِعَمِهِ التِي لا تُحْصَر , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَفَرَّدَ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ وَكُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُقَدَّر , وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَنْصَحُ مَنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَبَشَّرَ وَأَنْذَر , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الجَمْعِ فِي الْمَحْشَر , وَسَلَّمَ تَسْلَيمَاً كَثِيراً .
أمّا بعدُ: أيُّها المسلمون، فَاتَّقُوا اللهَ وَاشكُرُوهُ عَلَى إِدرَاكِ رَمَضَانَ بِالصِّيَامِ وَالقِيَام، حَتَّى أَكمَلْتُم عُدَّتَهُ وَقَضَيتُم مُدَّتَهُ، بِأَمنٍ وَإِيَمانٍ، وَرَغَدٍ وَاطمِئنَانٍ، وَعَافِيَةٍ فِي العُقُولِ وَالأَبدَانِ، فَالحَمدُ للهِ الَّذِي بِنَعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ، وَبِفَضلِ رَحمَتِهِ هَدَانَا للطَّيِبَاتِ، وَنَسأَلُهُ قَبُولَ الطَّاعَاتِ، وَتَكفِيرَ الخَطَايَا وَالسَّيِئَاتِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النِّيرَانِ وَالفَوزَ بِالجَنَّاتِ .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
اللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا، وَاللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا أَعْطَانَا، وَاللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا أَنْجَانَا، اللهُ أَكْبَرُ؛ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالإِيمَانِ، اللهُ أَكْبَرُ؛ هَدَانَا بِالقُرْآنِ، اللهُ أَكْبَرُ؛ بَلَّغَنَا رَمَضَانَ، اللهُ أَكْبَرُ؛ أَتَمَّ لَنَا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ.
أَيُّهَا الصَّائِمُونَ القَائِمُونَ:
ثِقُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ قَبِلَ عَمَلَكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيَكُمْ، وَغَفَرَ ذَنْبَكُمْ، وَاسْتَجَابَ دُعَاءَكُمْ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ عِنْدَ ظَنِّ عِبَادِهِ بِهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتِ:
حافظوا عَلَى الفَرَائِضِ، وَأَكثِرُوا مِنَ النَّوَافِلِ، وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَحسِنُوا إِلَى الخَلْقِ؛ فَإِنَّ صَنَائِعَ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَالصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَأكثروا مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ القَدَرَ، وَأمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وَانهَوْا عَنِ المُنْكَر، بَرُّوا وَالِدِيكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى جِيرَانِكُمْ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ وَالبَهْجَةَ عَلَى أُسَرِكُمْ؛ فَإِنَّ السُّرُورَ بِالعِيدِ وَاللَّهْوَ المُبَاحَ فِيهِ، مِنْ شَعَائِرِهِ الَّتِي يُؤْجَرُ المُؤْمِنُ عَلَيْهَا إِذَا اسْتَحْضَرَ النِّيَّةَ فِيهَا؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وَلْنَلْتَزِمْ فِي فَرَحِنَا بِشَرْعِ رَبِّنَا، فَلَا نُجَاوِزْ ذَلِكَ إِلَى المُنْكَرَاتِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مُفْسِدٌ لِفَرَحِ الْعِيدِ، مُوجِبٌ لِسَخَطِ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ، مُنَافٍ لِشُكْرِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
كَثُرَتْ الفِتَنُ فَأَصبَحَتْ تَمُوجُ بِالنَّاسِ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى قُصِدَتِ المَسَاجِدُ بِالتَفْجِيرِ، وَالمُصَلُّونَ بِالقَتْلِ، بَلْ تَعَدَى الأَمرُ إِلى مَا هُوَ أَدهَى مِنْ ذَلِكَ وَأَمَرُّ، وَذَلِكَ بِتَروِيعِ الآمِنِينَ بِجوارِ البيتِ الحرامِ ، وَانتِهَاكِ الحُرُمَاتِ، وَقَتلِ الوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ، وَرِجَالِ الأَمنِ الَّذِينَ يَحرُسُونَ المُسلِمِينَ، فَنَعُوذُ بِالله مِنْ رَدَاءَةِ الرَأْيِّ، وَانْحِرَافِ الفِكْرِ، وَسُوءِ التَدْبِيرِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:إِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ وَاقِعَنَا وَمَا يُهَدِّدُنَا فِي هَذَا الْبَلَدِ المبارك، فِي دِينِنَا وَأَمْنِنَا وَمَعِيشَتِنَا، مِنْ أَعْدَاءِ الإِسْلَامِ أَوْ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ لِلْإِسْلَامِ كَذِبَاً وَزُورَا, إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ خَافِيَاً مَا يَقُومُ بِهِ الْغَرْبُ، مِنْ إِعَانَةٍ لِلْجَمَاعَاتِ الْمُتَطَرِّفَةِ وَالنَّاشِرَةِ لِلشَّرِّ وَالدَّاعِيَةِ إِليهِ، وَأَشَرُّهَا وَأَضَلُّهَا مَا يُسَمَّونَ بِدَاعِشَ، الَّذِينَ اختَارُوا مِنَ المَبَانِي المَسَاجِدَ فَفَجَرُوهَا، وَاختَارُوا مِنَ النَّاسِ الوَالِدَينِ فَقَتَلُوهُم، وَاختَارُوا لِجَرَائِمِهِمْ مِنَ الأَشهُرِ رَمَضَانَ، قُلْ لِي بِرَبِّكَ عَنْ أَيِّ شَهَادَةٍ وَجَنَّةٍ يَتَحَدَّثُونَ وَيَرجُونَ، أَو بِأَيِّ وَجهٍ سَيَلقَونَ خَالِقَهُم وَمَولاهُم، فَمَا نَقُولُ إِلا حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلِ، وَلِذَلِكَ فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا وَخَاصَّةً الشَّبَابَ الْحَذَرُ مِنَ الانْخِدَاعِ بِهِمْ وَبِتَضْلِيلِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ، التِي تَعَدَّتْ مُعْتَقَدَاتِ الْخَوَارِجِ الْأَوَّلِينَ, فَوَاقِعُهُمْ أَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ خَارِجُونَ عَنْ دَائِرَةِ الإِسلامِ وَأَهلِهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
الزَمُوا كِتَابَ رَبِّكُم وَشَرْعِهِ تُفلِحُوا، وَتَمَسَّكُوا بِسُنَّةِ نَبِيِّكُم تَهتَدُوا، وَاجتَمِعُوا حَولَ عُلَمَائِكُم وَوُلاةِ أَمرِكُم تَكُنْ لَكُم النُّصرَةُ وَالعِزَّةُ، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، وَاحذَرُوا مِنْ أَعدَائِكُم وَتَنَبَهُوا لَهُم، وَخَاصَّةً في وَسِائِلَ الْإِعْلَامِ والتَّوَاصُلِ الحَدِيثَةِ,فَإِنَّ لَهُمْ طُرُقَاً خَفِيَّةً وَمَكْرَاً كُبَّارَاً .
أَلا فَتَنَبَّهُوا أيُّها الناس؛ تَنَبَّهُوا أيُّها الآباء، تَنَبَّهُوا أيُّها المعلمون، أيُّها المربُّون، تنبهوا لِفَلَذَاتِ أكْبَادِكُم، حَذِّرُوهُم وَحَصِّنُوهُم وَتَابِعُوهُم.
اِلتَفُّوا أيُّها الناسُ حَولَ عُلَمَائِكُم وَحُكَّامِكُم، فَأُمُّةُ الإسلامِ اليومَ بِأَمَسِّ الحاجةِ إلى اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ، وَوَحْدِةِ الصَّفِّ ضِدَّ مَنْ يَكِيدُ لِدِينها وأمْنِها.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ مَا يَقُومُ بِهِ جُنُودُنَا الْمُرَابِطُونَ فِي جَنُوبِ الْمَمْلَكَةِ لَهُوَ - بِحَمْدِ اللهِ – جِهَادٌ شَرْعِيٌ , لِأَنَّهُ دِفَاعٌ عَنْ عَقِيدَتِنَا وَدِينِنَا وَدِفَاعٌ عَنْ بَلَدِنَا الْإِسْلَامِيِّ الذِي قَامَ وَلا زَالَ عَلَى شَرِيعَةِ اللهِ , ثُمَّ هُوَ نُصْرَةٌ لِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْيَمَنِ , وَلِذَلِكَ فَلْيَفْرَحْ مَنْ يَشْتَرِكُ فِي هَذَا الْجِهَادِ , وَلْيَرْفَعْ رَأْسَهُ مَنْ كَانَ لَهُ قَرِيبٌ حَمَلَ السِّلَاحَ فِي هَذَا الْقِتَالِ , ثُمَّ إِنَّ وَاجِبَنَا نَحْوَ هَؤُلاءِ الدُّعَاءُ لَهُمْ بِالثَّبَاتِ وَالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ , ثُمَّ نَشَجِّعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَنَبُشِّرُهُمْ بِالْأَجْرِ سَوَاءً قُتِلُوا أَوْ سَلِمُوا وَغَنِمُوا , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
فَاللَّهُمَّ احفَظْ بِلاَدَنَا وَعَقِيدَتَنَا وَصِحَتَنَا وَأَمنَنَا، وَوْلاةَ أَمرِنَا وَعُلَمَائِنَا، وَشَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَتَقَبلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعمَالِنَا، وَاجعَلْ عِيدَنَا هَذَا عِيداً سَعِيداً هَنِيئاً مُبَارَكاً، يَا رَبَّ العَالَمِينَ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَة :
الله أكبر (7) مرات :
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ ,
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ هُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ بِنِعْمَةِ اللهِ بِإِتْمَامِ صِيَامِ رَمَضَانَ , وَإِنَّ الْوَاجِبَ أَنْ يَكُونَ فَرَحَاً بِإِزَالَةِ مَا نُفُوسِنَا عَلَى بَعْضِنَا الْبَعْضِ مِنَ الْكَرَاهِيَةِ وَالشَّحْنَاءِ .
إِنَّهُ يَوْمُ التَّزَاوُرِ وَالسَّلَامِ , إِنَّهُ يَوْمُ الْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامِ , إِنَّهُ يَوْمُ قَطْعِ التَّقَاطُعِ وَتَرْكِ التَّهْاجُرِ , يَوْمُ الْمَحَبَّةِ وَالْأُلْفَةِ وَالتَّسَامُحِ .
فَمَا أَجْمَلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ وَتَزُورَ مَنْ هَجَرَكَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ , وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ , فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا, وَيُعْرِضُ هَذَا, وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون : إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَا يَنْقَطِعَ بِانْقِضَاءِ رَمَضَانَ , بَلْ لا نَزَالُ نَتَعَبَّدُ لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ بِالصَّلاةِ وَالْقُرْآنِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ , لأَنَّ فِي العِبَادَةِ رَضَا الرَّبِّ وَسَعَادَةَ القَلْبِ وَرَاحَةَ النَّفْس , فَفَيِهَا الفَوْزُ فَي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَإِنَّ مِنْ ذَلِكَ صِيَامَ سِتٍّ مِنْ شَوَّال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ , وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّهَا لا تُصَامُ قَبْلَ إِنْهَاءِ رَمَضَانَ , فَمَنْ صَامَ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ فَإِنَّهَا لا تُجْزِئُهُ عَنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالَ فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلَيْصُمْهَا قَبْلَ الْأَيَّامِ السِّتَّة .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيَّتُهَا النِّسَاءُ : اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى وَاحْفَظْنَ حُدُودَهُ , أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ , أَكْثِرْنَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ إِلَّا لِحَاجَةٍ , فَإِذَا خَرْجُتُنَّ فَلا تَخْرُجْنَ مُتَطِيِّبَاتِ وَلا مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ , فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُنْ أَطْهَرُ سَائِرِ النِّسَاءِ وَهُنَّ الْقُدْوَةُ لَكُنَّ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)
فَلَا تَكْشِفْنَ وُجُوهَكُنَّ لِغَيْرِ الْأَزْوَاجِ أَوِ الْمَحَارِمِ , إِيَّاكُنَّ وُمُزَاحَمَةَ الرِّجَالِ وَالْاخْتِلَاطَ بِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْفِتْنَةِ , لا تَخْلُونَ بِأَحَدٍ مِنَ الرِّجَالِ , سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ فِي الْبَيْتِ أَوْ فِي السَّيَّارَةِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ , وَمَا خَلَا رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ مَكَانُ ذِكْرٍ وَدُعَاءٍ وَخَيْرٍ وَإِنَّنَي دَاعٍ , فَأَمِّنُوا بِقُلُوبٍ حَاضِرَةٍ وَنُفُوسٍ رَاضِيَةٍ , اللَّهُمُّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَد يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , نَسْأَلُكُ اللَّهُمُّ بِذَلِكَ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ , اللَّهُمُّ جُدْ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ , اللَّهُمُّ اجْعَلْنَا مِنَ الصَّالِحِينَ الْمُصْلِحِينَ , اللَّهُمُّ أَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِالتَّمَسُّكِ بِدِينِ الْإِسْلَامِ وَاتِّبَاعِ نَبِيِّكَ خَاتَمِ الرُّسُلِ الْكِرَامِ , اللَّهُمُّ ثَبِتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ , اللَّهُمُّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ خُطَاهُمْ وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَأَبْعِدِ عَنْهُمْ كُلَّ بِطَانَةِ سُوءٍ وَأَبْدِلْهُمْ بِبِطَانَةِ خَيِّرَةٍ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , اللَّهُمُّ انْصُرْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِكِ فِي الْيَمَنِ يَا رَبَّ الْعَالَمَينَ , اللَّهُمُّ انْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ وَوَحِّدْ صُفُوفَهُمْ وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , اللَّهُمُّ مَنْ أَرَادَ بِالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَفَرِّقْ جَمْعَهُ وَاهْزِمْ جُنْدَهُ وَشَتِّتْ شَمْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمُّ أَدِمْ عَلَى بِلَادِنَا نِعْمَتَكَ مِنْ تَمَسُّكٍ بِدِينِكَ وَبِالْأَمْنِ وَالرَّخَاءِ وَالرَّغَدِ وَأَبْعِدْنَا مِنْ أَسْبَابِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ إِنَّكَ وَلِيُّ الْعِبَادِ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ .
الله أكبر (7) مرات :الْحَمْدُ للهِ الذِي سَهَّلَ لِعِبَادِهِ طُرُقَ الْعِبَادَةِ وَيَسَّر , وَزَادَ لَهُمْ مَوَاسِمَ الْخَيْرَاتِ لِتَزْدَانَ أَوْقَاتُهُمْ بِالطَّاعَاتِ وَتَعْمُر , أَحْمَدُهُ عَلَى أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَيَا وَنِعَمِهِ التِي لا تُحْصَر , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَفَرَّدَ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ وَكُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُقَدَّر , وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَنْصَحُ مَنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَبَشَّرَ وَأَنْذَر , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الجَمْعِ فِي الْمَحْشَر , وَسَلَّمَ تَسْلَيمَاً كَثِيراً .
أمّا بعدُ: أيُّها المسلمون، فَاتَّقُوا اللهَ وَاشكُرُوهُ عَلَى إِدرَاكِ رَمَضَانَ بِالصِّيَامِ وَالقِيَام، حَتَّى أَكمَلْتُم عُدَّتَهُ وَقَضَيتُم مُدَّتَهُ، بِأَمنٍ وَإِيَمانٍ، وَرَغَدٍ وَاطمِئنَانٍ، وَعَافِيَةٍ فِي العُقُولِ وَالأَبدَانِ، فَالحَمدُ للهِ الَّذِي بِنَعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ، وَبِفَضلِ رَحمَتِهِ هَدَانَا للطَّيِبَاتِ، وَنَسأَلُهُ قَبُولَ الطَّاعَاتِ، وَتَكفِيرَ الخَطَايَا وَالسَّيِئَاتِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النِّيرَانِ وَالفَوزَ بِالجَنَّاتِ .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
اللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا، وَاللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا أَعْطَانَا، وَاللهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا أَنْجَانَا، اللهُ أَكْبَرُ؛ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالإِيمَانِ، اللهُ أَكْبَرُ؛ هَدَانَا بِالقُرْآنِ، اللهُ أَكْبَرُ؛ بَلَّغَنَا رَمَضَانَ، اللهُ أَكْبَرُ؛ أَتَمَّ لَنَا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ.
أَيُّهَا الصَّائِمُونَ القَائِمُونَ:
ثِقُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَظُنُّوا أَنَّهُ قَدْ قَبِلَ عَمَلَكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيَكُمْ، وَغَفَرَ ذَنْبَكُمْ، وَاسْتَجَابَ دُعَاءَكُمْ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ عِنْدَ ظَنِّ عِبَادِهِ بِهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتِ:
حافظوا عَلَى الفَرَائِضِ، وَأَكثِرُوا مِنَ النَّوَافِلِ، وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَأَحسِنُوا إِلَى الخَلْقِ؛ فَإِنَّ صَنَائِعَ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَالصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَأكثروا مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ القَدَرَ، وَأمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وَانهَوْا عَنِ المُنْكَر، بَرُّوا وَالِدِيكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَأَحْسِنُوا إِلَى جِيرَانِكُمْ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ وَالبَهْجَةَ عَلَى أُسَرِكُمْ؛ فَإِنَّ السُّرُورَ بِالعِيدِ وَاللَّهْوَ المُبَاحَ فِيهِ، مِنْ شَعَائِرِهِ الَّتِي يُؤْجَرُ المُؤْمِنُ عَلَيْهَا إِذَا اسْتَحْضَرَ النِّيَّةَ فِيهَا؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وَلْنَلْتَزِمْ فِي فَرَحِنَا بِشَرْعِ رَبِّنَا، فَلَا نُجَاوِزْ ذَلِكَ إِلَى المُنْكَرَاتِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مُفْسِدٌ لِفَرَحِ الْعِيدِ، مُوجِبٌ لِسَخَطِ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ، مُنَافٍ لِشُكْرِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
كَثُرَتْ الفِتَنُ فَأَصبَحَتْ تَمُوجُ بِالنَّاسِ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى قُصِدَتِ المَسَاجِدُ بِالتَفْجِيرِ، وَالمُصَلُّونَ بِالقَتْلِ، بَلْ تَعَدَى الأَمرُ إِلى مَا هُوَ أَدهَى مِنْ ذَلِكَ وَأَمَرُّ، وَذَلِكَ بِتَروِيعِ الآمِنِينَ بِجوارِ البيتِ الحرامِ ، وَانتِهَاكِ الحُرُمَاتِ، وَقَتلِ الوَالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ، وَرِجَالِ الأَمنِ الَّذِينَ يَحرُسُونَ المُسلِمِينَ، فَنَعُوذُ بِالله مِنْ رَدَاءَةِ الرَأْيِّ، وَانْحِرَافِ الفِكْرِ، وَسُوءِ التَدْبِيرِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:إِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ وَاقِعَنَا وَمَا يُهَدِّدُنَا فِي هَذَا الْبَلَدِ المبارك، فِي دِينِنَا وَأَمْنِنَا وَمَعِيشَتِنَا، مِنْ أَعْدَاءِ الإِسْلَامِ أَوْ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ لِلْإِسْلَامِ كَذِبَاً وَزُورَا, إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ خَافِيَاً مَا يَقُومُ بِهِ الْغَرْبُ، مِنْ إِعَانَةٍ لِلْجَمَاعَاتِ الْمُتَطَرِّفَةِ وَالنَّاشِرَةِ لِلشَّرِّ وَالدَّاعِيَةِ إِليهِ، وَأَشَرُّهَا وَأَضَلُّهَا مَا يُسَمَّونَ بِدَاعِشَ، الَّذِينَ اختَارُوا مِنَ المَبَانِي المَسَاجِدَ فَفَجَرُوهَا، وَاختَارُوا مِنَ النَّاسِ الوَالِدَينِ فَقَتَلُوهُم، وَاختَارُوا لِجَرَائِمِهِمْ مِنَ الأَشهُرِ رَمَضَانَ، قُلْ لِي بِرَبِّكَ عَنْ أَيِّ شَهَادَةٍ وَجَنَّةٍ يَتَحَدَّثُونَ وَيَرجُونَ، أَو بِأَيِّ وَجهٍ سَيَلقَونَ خَالِقَهُم وَمَولاهُم، فَمَا نَقُولُ إِلا حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلِ، وَلِذَلِكَ فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا وَخَاصَّةً الشَّبَابَ الْحَذَرُ مِنَ الانْخِدَاعِ بِهِمْ وَبِتَضْلِيلِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ، التِي تَعَدَّتْ مُعْتَقَدَاتِ الْخَوَارِجِ الْأَوَّلِينَ, فَوَاقِعُهُمْ أَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ خَارِجُونَ عَنْ دَائِرَةِ الإِسلامِ وَأَهلِهِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
الزَمُوا كِتَابَ رَبِّكُم وَشَرْعِهِ تُفلِحُوا، وَتَمَسَّكُوا بِسُنَّةِ نَبِيِّكُم تَهتَدُوا، وَاجتَمِعُوا حَولَ عُلَمَائِكُم وَوُلاةِ أَمرِكُم تَكُنْ لَكُم النُّصرَةُ وَالعِزَّةُ، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، وَاحذَرُوا مِنْ أَعدَائِكُم وَتَنَبَهُوا لَهُم، وَخَاصَّةً في وَسِائِلَ الْإِعْلَامِ والتَّوَاصُلِ الحَدِيثَةِ,فَإِنَّ لَهُمْ طُرُقَاً خَفِيَّةً وَمَكْرَاً كُبَّارَاً .
أَلا فَتَنَبَّهُوا أيُّها الناس؛ تَنَبَّهُوا أيُّها الآباء، تَنَبَّهُوا أيُّها المعلمون، أيُّها المربُّون، تنبهوا لِفَلَذَاتِ أكْبَادِكُم، حَذِّرُوهُم وَحَصِّنُوهُم وَتَابِعُوهُم.
اِلتَفُّوا أيُّها الناسُ حَولَ عُلَمَائِكُم وَحُكَّامِكُم، فَأُمُّةُ الإسلامِ اليومَ بِأَمَسِّ الحاجةِ إلى اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ، وَوَحْدِةِ الصَّفِّ ضِدَّ مَنْ يَكِيدُ لِدِينها وأمْنِها.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ مَا يَقُومُ بِهِ جُنُودُنَا الْمُرَابِطُونَ فِي جَنُوبِ الْمَمْلَكَةِ لَهُوَ - بِحَمْدِ اللهِ – جِهَادٌ شَرْعِيٌ , لِأَنَّهُ دِفَاعٌ عَنْ عَقِيدَتِنَا وَدِينِنَا وَدِفَاعٌ عَنْ بَلَدِنَا الْإِسْلَامِيِّ الذِي قَامَ وَلا زَالَ عَلَى شَرِيعَةِ اللهِ , ثُمَّ هُوَ نُصْرَةٌ لِإِخْوَانِنَا أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْيَمَنِ , وَلِذَلِكَ فَلْيَفْرَحْ مَنْ يَشْتَرِكُ فِي هَذَا الْجِهَادِ , وَلْيَرْفَعْ رَأْسَهُ مَنْ كَانَ لَهُ قَرِيبٌ حَمَلَ السِّلَاحَ فِي هَذَا الْقِتَالِ , ثُمَّ إِنَّ وَاجِبَنَا نَحْوَ هَؤُلاءِ الدُّعَاءُ لَهُمْ بِالثَّبَاتِ وَالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ , ثُمَّ نَشَجِّعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَنَبُشِّرُهُمْ بِالْأَجْرِ سَوَاءً قُتِلُوا أَوْ سَلِمُوا وَغَنِمُوا , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
فَاللَّهُمَّ احفَظْ بِلاَدَنَا وَعَقِيدَتَنَا وَصِحَتَنَا وَأَمنَنَا، وَوْلاةَ أَمرِنَا وَعُلَمَائِنَا، وَشَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَتَقَبلْ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعمَالِنَا، وَاجعَلْ عِيدَنَا هَذَا عِيداً سَعِيداً هَنِيئاً مُبَارَكاً، يَا رَبَّ العَالَمِينَ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَة :
الله أكبر (7) مرات :
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ ,
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ هُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ بِنِعْمَةِ اللهِ بِإِتْمَامِ صِيَامِ رَمَضَانَ , وَإِنَّ الْوَاجِبَ أَنْ يَكُونَ فَرَحَاً بِإِزَالَةِ مَا نُفُوسِنَا عَلَى بَعْضِنَا الْبَعْضِ مِنَ الْكَرَاهِيَةِ وَالشَّحْنَاءِ .
إِنَّهُ يَوْمُ التَّزَاوُرِ وَالسَّلَامِ , إِنَّهُ يَوْمُ الْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامِ , إِنَّهُ يَوْمُ قَطْعِ التَّقَاطُعِ وَتَرْكِ التَّهْاجُرِ , يَوْمُ الْمَحَبَّةِ وَالْأُلْفَةِ وَالتَّسَامُحِ .
فَمَا أَجْمَلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ وَتَزُورَ مَنْ هَجَرَكَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ , وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ , فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا, وَيُعْرِضُ هَذَا, وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون : إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لَا يَنْقَطِعَ بِانْقِضَاءِ رَمَضَانَ , بَلْ لا نَزَالُ نَتَعَبَّدُ لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ بِالصَّلاةِ وَالْقُرْآنِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ , لأَنَّ فِي العِبَادَةِ رَضَا الرَّبِّ وَسَعَادَةَ القَلْبِ وَرَاحَةَ النَّفْس , فَفَيِهَا الفَوْزُ فَي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَإِنَّ مِنْ ذَلِكَ صِيَامَ سِتٍّ مِنْ شَوَّال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ , وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّهَا لا تُصَامُ قَبْلَ إِنْهَاءِ رَمَضَانَ , فَمَنْ صَامَ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ فَإِنَّهَا لا تُجْزِئُهُ عَنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالَ فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ فَلَيْصُمْهَا قَبْلَ الْأَيَّامِ السِّتَّة .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيَّتُهَا النِّسَاءُ : اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى وَاحْفَظْنَ حُدُودَهُ , أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ , أَكْثِرْنَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ إِلَّا لِحَاجَةٍ , فَإِذَا خَرْجُتُنَّ فَلا تَخْرُجْنَ مُتَطِيِّبَاتِ وَلا مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ , فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُنْ أَطْهَرُ سَائِرِ النِّسَاءِ وَهُنَّ الْقُدْوَةُ لَكُنَّ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)
فَلَا تَكْشِفْنَ وُجُوهَكُنَّ لِغَيْرِ الْأَزْوَاجِ أَوِ الْمَحَارِمِ , إِيَّاكُنَّ وُمُزَاحَمَةَ الرِّجَالِ وَالْاخْتِلَاطَ بِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْفِتْنَةِ , لا تَخْلُونَ بِأَحَدٍ مِنَ الرِّجَالِ , سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ فِي الْبَيْتِ أَوْ فِي السَّيَّارَةِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ , وَمَا خَلَا رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا .
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ مَكَانُ ذِكْرٍ وَدُعَاءٍ وَخَيْرٍ وَإِنَّنَي دَاعٍ , فَأَمِّنُوا بِقُلُوبٍ حَاضِرَةٍ وَنُفُوسٍ رَاضِيَةٍ , اللَّهُمُّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَد يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , نَسْأَلُكُ اللَّهُمُّ بِذَلِكَ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ , اللَّهُمُّ جُدْ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ , اللَّهُمُّ اجْعَلْنَا مِنَ الصَّالِحِينَ الْمُصْلِحِينَ , اللَّهُمُّ أَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِالتَّمَسُّكِ بِدِينِ الْإِسْلَامِ وَاتِّبَاعِ نَبِيِّكَ خَاتَمِ الرُّسُلِ الْكِرَامِ , اللَّهُمُّ ثَبِتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ , اللَّهُمُّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ خُطَاهُمْ وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَأَبْعِدِ عَنْهُمْ كُلَّ بِطَانَةِ سُوءٍ وَأَبْدِلْهُمْ بِبِطَانَةِ خَيِّرَةٍ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , اللَّهُمُّ انْصُرْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِكِ فِي الْيَمَنِ يَا رَبَّ الْعَالَمَينَ , اللَّهُمُّ انْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ وَوَحِّدْ صُفُوفَهُمْ وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , اللَّهُمُّ مَنْ أَرَادَ بِالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَفَرِّقْ جَمْعَهُ وَاهْزِمْ جُنْدَهُ وَشَتِّتْ شَمْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمُّ أَدِمْ عَلَى بِلَادِنَا نِعْمَتَكَ مِنْ تَمَسُّكٍ بِدِينِكَ وَبِالْأَمْنِ وَالرَّخَاءِ وَالرَّغَدِ وَأَبْعِدْنَا مِنْ أَسْبَابِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ إِنَّكَ وَلِيُّ الْعِبَادِ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ .
المرفقات
خطبة عيد الفطر لعام 1438هـ.doc
خطبة عيد الفطر لعام 1438هـ.doc