خُطْبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ المُبَارَكِ (1443هـ)

محمد البدر
1443/09/25 - 2022/04/26 22:13PM

خُطْبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ المُبَارَكِ (1443هـ)

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى :﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِﷺالْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ:مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا:كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،قَالَﷺ«إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا:يَوْمَ الْأَضْحَى،وَيَوْمَ الْفِطْرِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.شَرَعَ اللَّهُ لَنَا عِيدَيْنِ مُبَارَكِينَ ، كُلُّ مِنهُمَا يَأْتِيَ عقَب عِبَادَة عَظِيمَةٍ وَبَعْدَ أَدَاءِ رُكْن مَنْ أَرْكَان الْإِسْلَامِ ، فَاشْكَرُوا اللَّهَ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيكُمْ مِنْ إِكْمَالِ الصُّيَّامِ،وبلوغ يَوْم عِيدَ الْفِطْرِ المُبَارَكِ ،فالْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ،نَسْأَلُ اللَّهَ كما أَتمَّ عَلَينَا نعمةِ الصيَّامِ أَنْ يُتِمَّ عَلَينَا النّعمةَ بِنَصْرٍ للتَّوْحِيدِ وَالسَّنَةِ عَلَى أهْلِ الْبِدَعِ وَالْحِزْبِيَّاتِ وَالْفِرْقَ وَالْجِمَاعَاتِ الْمُنْحَرِفَةَ ،ومن أَجَلّ النّعم أننا نعيش في بلاد التَّوْحِيدِ وَالسَّنَةِ و من النعم نعمةِ الأمن والأمان ونعمة وُلاةُ أمرٍ يحكمون بشرع الله ويرفعون السنة عالية ويدافعون عنها ،ونحن في قمة الفرح والسرور والتمتع بهذه النعم مع الأبناء والزوجات والأصحاب نحمد الله علي ذلك ولا ننسى اخواناً لنا في الحد الجنوبي ضحوا بكل شيء من أجلنا أختصهم الله لحمايتنا والذب عن حياض هذا الوطن الغالي يحاتجون إلى دعوة صادقة ،فاللهم سدد رميهم وانزل السكينة عليهم وثبت أقدامهم واجزهم عنا خير الجزاء وانصرهم على أعداء التَّوْحِيدِ والسنة من الحوثيين اخوان إيران.وعليكم–يا عِبَادَ اللَّهِ- بالتمسك بكتاب الله وبسنتهﷺعلى فهم سلف الأمة والسمع والطاعة لولاة الأمور ،وحافظوا على الصلاة ،وتخلقوا بالآداب الفاضلة من غض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، والصدق والأمانة واجتنبوا الكذب والغيبة والنميمة والحسد والخيانة والربا والزنا وشرب الدخان وتعاطي المسكرات والمخدرات وغيرها.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

عِبَادَ اللَّهِ:نشئوا الأبناء على الصفات الحميدة والآداب الفاضلة والاخلاق النبيلة،وعلى التمسك بسنة النَّبِيَّﷺومحبة العلماء وولاة الأمر،وجنبوهم مواطن الفساد وقرناء السوء، وخذوا على ايديهم بالحزم والحكمة واللين والعطف والرحمة قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.وَقَالَﷺ«كُلُّكُمُ رَاعٍ ،وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.واحرصوا على بر الوالدين، وصلة الأرحام والاحسان إلى الجيران ، وتفقد المحتاجين والمساكين واليتامى والأرامل ، وازرعوا السعادة والفرح والسرور والبسمة على شفاه المرضى والمبتلين والمصابين والمعوقين ،فلنقم جميعاً بحقوق الوالدين، فإن حقهما عظيم قَالَ تَعَالَى:﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا﴾.كما يجب أن يؤدي المسلم واجبه تجاه أقاربه وجيرانه من الصلة والبر والإحسان كذلك من الحقوق الواجبة على الناس إشاعة الابتسامة والسلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وأداء الأمانة ونشر المحبة والوئام وتحقيق التعاون على البر والتقوى وأن يحب المرء المسلم لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.نذكرالجميع بصيام سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ قَالَﷺ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللَّهِ:اعلموا ان من هديهﷺالذهاب إلى مصلى النساء فيعظهن ويذكرهن وينصحهن في هذا اليوم وحيث أن الصوت ولله الحمد والمنة يبلغ مصلى النساء فنقول يا معشر النساء أطعن الله ورسوله وأطعن ولاة الأمر والعلماء أهل التوحيد والسنة وأطعن أزواجكن وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأكثرن من الصدقة , واحذرن من دعاة الفتنة والتحرر والفجور والسفور والتبرج واحذرن من الاختلاط مع الرجال الغير محارم بحجة القرابة وطهارة النفس ، والتساهل في ذلك، وإياكم ورفع التكلف في التعامل مع السائقين والخدم ومن تحت أيديكن وسائقي الأجرة،وتنبهوا من خطورة الاختلاط بالرجال الأجانب في بعض الأعمال وغيرها، واحذرن لبس العباءات المزخرفة والملونة والخروج بكامل الزينة تفوح منها رائحة العطور والبخور  واحذرن من كثرة المزاح والضحك مع الأجانب قَالَﷺ«إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَقَالَﷺ«أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبَادَ اللَّهِ:اللهَ اللهَ فِي الحجاب  والستر قَالَ تَعَالَى:﴿يَا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً(32)وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾. قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء ، ووفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1651011187_خُطْبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ المُبَارَكِ (1443هـ).pdf

المشاهدات 1503 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا