خُطْبَة عِيدِ الْفِطْرِ المُبَارَكِ (1440هـ)
محمد البدر
1440/09/24 - 2019/05/29 22:57PM
خُطْبَة عِيدِ الْفِطْرِ المُبَارَكِ (1440هـ)
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: شَرَعَ اللَّهُ لَنَا عِيدَيْنِ كُلُّ مِنهُمَا يَأْتِيَ بَعْدَ رُكْن مَنْ أَرْكَان الْإِسْلَامِ ،فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فادعوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، قَالَ تَعَالَى :﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (186)سورة البقرة. وإياكم والشرك كبيره وصغيره فالشرك ظلمٌ عظيم لا يغفره الله قَالَ تَعَالَى :﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾(48) سورة النساء .ولا تدعوا يا عِبَادَ اللَّهِ إلا الله ولا تحلفوا إلا بالله ،ولا تذبحوا الا لله ولا تنذروا الا لله ولا تتعلق قلوبكم في السراء والضراء إلا بالله ، فمن سأل غير الله فقد أشرك بالله والعياذ بالله.
و اعلموا ان زيارة المقابر بعد صلاة العيد ليست من السنة ولا من هدي السلف الصالح ،يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله: هذا العمل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعتاد زيارة القبور في يوم العيد ..إلخ.
عِبَادَ اللَّهِ: إن انقضاء رمضان ليس نهاية العبادات وليس نهاية الأعمال الفاضلة وانقضاء الخير بل هو بداية لتزكية النفوس وسكينة القلوب وايقاظ الهمم العالية لجني الحسنات ومحو السيئات فاشكروا الله على اتمام صيام رمضان قَالَ تَعَالَى :﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: الْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ، الْيَوْمَ يَوْم الْحَصَّادِ وَجِنِّي الثِّمَارِ، فالْعِيدَ يَوْم فَرَحٍ للمسلمين بِتمَامِ نعمةِ الصيَّامِ والقيام ونَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَتِمَّ عَلَينَا النّعمةَ بِنَصْرٍ للتَّوْحِيدِ وَالسَّنَةِ عَلَى أهْلِ الْبِدَعِ وَالْحِزْبِيَّاتِ وَالْفِرْقَ وَالْجِمَاعَاتِ الْمُنْحَرِفَةَ وعلى أعداء بلاد التوحيد ومهبط الوحي المملكة العربية السعودية ولا تبخلوا بدعوة صادقة لحماة الوطن جنودنا البواسل في الحد الجنوبي وفي غيره فاللهم سدد رميهم وانزل السكينة عليهم واجزهم عنا خير الجزاء وانصرهم على أعداء التوحيد والسنة من الحوثيين أذناب إيران ونوابهم ونوصي الجميع بالتمسك والاعتصام بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة و عليكم بالسمع والطاعة لولاة الأمور فهي أصل من أصول العقيدة الصحيحة ،فلا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ،وعلى الجميع أن يستشعر نعمة الأمن والأمان ويشكر الله على ذلك قَالَ تَعَالَى :﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وحافظوا –يا عِبَادَ اللَّهِ- على الصلاة في بيوت الله ،فهي عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين ،وتخلقوا بالآداب الفاضلة من غض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، وعليكم بالصدق والأمانة واجتنبوا الكذب والغيبة والنميمة والحسد والخيانة والربا والزنا وشرب الدخان وتعاطي المسكرات والمخدرات وكل ما يُذهب العقل والبعد عن المعاملات الخبيثة، والمكاسب المحرمة وغيرها .
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: اتقوا الله في أولادكم وأدبوهم بالآداب والاخلاق الفاضلة، وربوهم على التمسك بسنة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وجنبوهم مواطن الفساد وقرناء السوء، وخذوا على ايديهم بالحزم والحكمة واللين والعطف والرحمة، واجتهدوا في إبعادهم عن الشر والفتنة ، واتقوا الله في نسائكم وبناتكم وكل من تعولونه وكل من تحت أيديكم قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.
وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «كُلُّكُمُ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : وَالأمِيرُ رَاعٍ ، والرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أهْلِ بَيتِهِ ، وَالمَرْأةُ رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجها وَوَلَدهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
احرصوا على بر الوالدين، وصلة الأرحام والاحسان إلى الجيران ،والسعي على الأرامل وتفقد المحتاجين والمساكين وابن السبيل وانصروا المظلومين، وتلذذوا بمسح رأس اليتيم، وأصلحوا ذات بينكم، وأطعموا المحرومين، واجبروا نفوس المنكسرين، وساهموا في زرع السعادة على شفاه المرضى والمبتلين والمصابين من جنودنا البواسل في الحد الجنوبي ، كنوا نبعاً متدفقاً بالخير كما كنت في رمضان لقد امتدت يداك في رمضان بالعطاء ، وأنفقت بسخاء ، فلا تقبضها بعد رمضان.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا ان من هدي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذهاب إلى مصلى النساء فيعظهن ويذكرهن وينصحهن في هذا اليوم وحيث أن الصوت ولله الحمد والمنة يبلغ مصلى النساء فنقول يا معشر النساء أطعن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأطعن ولاة الأمر والعلماء الربانيين أهل التوحيد والسنة وأطعن أزواجكن بالمعروف وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأكثرن من الصدقة ,فإنكن أكثر أهل النار، واحذرن من دعاة التحرر والفجور والسفور و من دعاة الفتنة ,وإياكن والتبرج والسفور والاختلاط فعليكنّ بالحجاب والاستِتار والحشمة، واغضُضن من أبصاركنّ، واحفَظنَ فروجكنّ، واحذَرنَ ما يلفِت الأنظار ويُغرِي مرضَى القلوبِ قَالَ تَعَالَى:﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾[الأحزاب:32].
....الا وصلوا ....
المرفقات
الْفِطْرِ-المُبَارَكِ-1440هـ
الْفِطْرِ-المُبَارَكِ-1440هـ