خطبة عيد الفطر المبارك 1434----مجمعه وشامله

ابو سعود
1434/09/30 - 2013/08/07 22:48PM
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر كبيرا .. والحمد لله كثيرا .. وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر بنعمته اهتدى المهتدون ، وبرحمته صام الصائمون ، وبعونه قام القائمون ، وبعدله ضل الضالون )لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ( .
الله أكبر الواحد الذي من قصد غيره ضلَّ ، العزيز الذي من اعتز بغيره ذلَّ ، الكبير الذي من نازعه في كبريائه صغروانخذل ، العظيم الذي تفرد بصفات الكمال تعالى وجلَّ .
الله أكبر شهدت بوجوده آياته الباهرة ، ودلت على كرمه نعمه الباطنة والظاهرة ، وسبحت بحمده الأفلاك الدائرة ، والرياح السائرة ، ومهما قالت الألسن وسبحت وكبرت وهللت وعظمت فهي عن وصف كبريائه قاصرة .
لك اللهم الحمد أن اصطفيتنا من بين خلقك مسلمين ، لك اللهم الحمد أن أحييتنا فأتممنا شهر رمضان صائمين قائمين .
من غيرك يعطي الفضل الجزيل ، من سواك يستر الذنب الوبيل ، من عداك يغفر الوزر الثقيل ، ومن غيرك يقبل ويعفو ويُقيل .
وأشهد أن لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ إِمَامُ المُرْسَلِيْنَ، وَسَيِّدُ وَلَدِ آَدَمَ أَجْمَعِيْنَ، هَدَاهُ اللهُ تَعَالَى وَهَدَى بِهِ، وَأَصْلَحَهُ وَأَصْلَحَ بِهِ، وَأَظْهَرَ دِيْنَهُ، وَأَعْلَى مَقَامَهُ، وَرَفَعَ ذِكْرَهُ، وَأَعَزَّ أُمَّتَهُ؛ فَهُمْ الْأَعْلَوْنَ فِي الْدُّنْيَا، الْسَّابِقُوْنَ فِي الآَخِرَةِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ؛ لَهُم قُلُوبٌ لله تَعَالَى قَانِتَةٌ، وَأَبْدَانٌ فِيْ طَاعَتِهِ نَاصِبَةٌ، وَهُمْ قَامَاتٌ فِي الخَيْرِ سَامِقَةٌ، وَمَنَارَاتٌ لِلْحَقِّ ظَاهِرَةٌ.. لَا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ، فَهُمْ شَامَةُ الْأُمَّةِ وَفَخْرُهَا، وَحَمَلَةُ دِيْنِهَا، وَمُبَلِّغُو شَرِيْعَتِهَا، فَالَطَّعْنُ فِيْهِمْ طَعْنٌ فِي الْدِّيْنِ، وَلَا يَسْتَحِلُّ ذَلِكَ إِلاَّ مَارِقٌ زِنْدِيْقٌ، وَعَلَى الْتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ..
أمَّا بَعد: فأُوصيكم ـ أيّها الناسُ ـ ونفسِي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتَّقوا الله رحمكم الله، فلِلَّه درُّ أقوامٍ تفكَّروا فأبصَروا، وشمَّروا عن ساعِدِ الجدِّ وما قصَّروا، ومَن علِم شرفَ المطلوب جدَّ وعزم، والسعيُ والاجتهاد على قدر الهمَم، الحازمون سارَت بهم إلى الجدِّ المطايا، فاستحقّوا جليل العطايا، ومن علاماتِ الغفلة والاستدراج العمَى عن عيوب النفس، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ
الله اكبر الله اكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبرالله أكبرالله أكبر ولله الحمد
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تحصل الدرجات ، وبكرمه تبدل الخطيئات , الحمد لله على صيام الشهر وكمال الفضل
قد شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين، وعبرات الخاشعين، وأخبار المنقطعين. وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين، وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين، وكرم المنفقين.
إنهم يرجون عفو الله ، علموا أن الله عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم.
معشر الأحبة: ... مضت أيام الصيام والقيام , وقد كشفت عن ذاكر وساجد , وآخر في لهوه سادر , فلا ذا بقي له أنس سهراته , ولا ذاك آنس تعب صلاته .. فيافوز المجتهد المبادر , ويا حسرة الغافل السادر ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)
ما بال النفوس تفرح برمضان, ما بال الناس يفرحون بمقدمه ويحزنون بفراقه, إن ذلك لأنهم يقربون فيه من الله وفي ذلك العيش الحقيقي, نعم لقد جاعت بطونكم وربما تعبت من القيام أبدانكم, ولكن السعادة مع كل هذا كانت تغمر قلوبكم, ولعمري فهذه هي لذة الطاعة التي يبحث عنها كل مسلم, لا توجد في لذائذ الدنيا كلها, مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَة وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسن مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ{النحل:97}.
الدُّنْيَا رَمَضَانُ المُؤْمِنِ، يَصُومُ فِيهَا عَنِ المُحَرَّمَاتِ، وَيَتَمَتَّعُ فيها بِالطَّيِّبَاتِ، وَيَكْتَسِبُ الحَسَنَاتِ، وَيَسْتَعِدُّ لِلْمَمَاتِ،
الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً
معشر الكرام: كم تبتهج النفوس ويسرّ الفؤاد بمشاهد الناس في رمضان, المساجد ممتلئة بالمصلين, جنباتها تعج بالتالين, وتكتظ بالعاكفين, مشهد الحرمين في قيام رمضان مشهد يشعرك بروعة الإسلام وبذرة الخير في نفوس الأنام, الناس في بيوت الله من كل لون وعرق, دامعةٌ عيونهم, منتصبة أقدامهم لا يرجوا هؤلاء إلا ما عند الله, وبرغم كيد الكائدين, وإفساد المفسدين, وتسلط المغرضين لصد المسلمين عن الدين إلا أن رمضان يشعرك بانتشار الدين, وعودة الناس لرب العالمين, فكم من ضال في رمضان اهتدى وكافر أسلم ومقصر ارعوى ومطيع في الخير سابق, وعبدٍ من النار أعتق, ولئن كان هذا في رمضان فبشائر الإسلام في كل العام عظام, والخير قادم والإسلام بإذن الله إلى عز, ومهما حاول أعداء الدين الوقوف في طريقه فإنه مؤيد من رب الأرض والسماء (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
اللهُ أَكْبَرُ؛ المُلْكُ مُلْكُهُ وَإِنْ رَغِمَ المُتَكَبِّرُونَ، وَالخَلْقُ خَلْقُهُ وَلَوْ أَنْكَرَ المُلْحِدُونَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ وَإِنِ اسْتَكْبَرَ المُسْتَكْبِرُونَ، رَضِينَا بِهِ رَبًّا مَلِكًا خَالِقًا مُدَبِّرًا، ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُنَا، وَتَعَفَّرَتْ لَهُ جِبَاهُنَا، وَتَعَلَّقَتْ بِهِ قُلُوبُنَا؛ فَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ]{الملك:1}، لاَ مُلْكَ يَسْتَمِرُّ، وَلاَ حَالَ لِلْعَبْدِ تَدُومُ، فَلاَ يَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، وَلاَ يَبْطَرُ بِالنِّعْمَةِ وَاكْتِمَالِهَا إِلاَّ مَغْرُورٌ، فِي لمْحِ البَصَرِ تَغَيَّرَتِ الأَحْوَالُ، وَتَبَدَّلَتِ المَقَامَاتُ، فَعَظِّمُوا اللهَ تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَظَّمَ.. اقْدُرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ، وَجِدُّوا فِي عِبَادَتِهِ؛ فَتَالله إِنَّهُ لاَ حَوْلَ لِلْعَبْدِ وَلاَ قُوَّةَ وَلاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِالله تَعَالَى، وَلاَ مَلْجَأَ مِنْهُ إِلاَّ إِلَيْهِ.
تمر الأمم في تقلبات بين الجزر والمد، وتعمل سنن الله عملها في الناس والأحداث والأشياء، ومن ثَمّ تكون الآثار والنتائج والجزاء العادل، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، والأيام بين الناس دول والزمن في أهله قُلب والحياة بإذن الله أدوار وأطوار، فالقوي فيها لا يستمر أبد الدهر قوياً، والضعيف فيها لا يدوم مدى الحياة ضعيفاً، وما هذه المداولة والأدوار وما تلك التقلبات والأطوار إلا ليجري الله حكمته ليبلوا وليمحص وليميز وليمحق وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَلِيُمَحّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَـٰفِرِينَ [آل عمران:140، 141].
أيّها المسلمون، لوذوا بالكتاب والسنّة، واعتصموا بهما، واحتَموا بهديهما، وافهموهما كما فهِمَهما سلف الأمة، واحذروا الأفكار الزائغة والعقائد المنحرفة والبدع المُضِلَّة والحِزبيات المُفرِّقة، لا تسلكوا غيرَ طريق الشريعة التي جاء بها نبينا وسيّدنا محمد ، وسار عليها أهل القرون المُفضَّلة، فهي المَتجر الرابح والميزان الراجح والمنهج الصالح. لا طريق إلا صراط الله، و لا نهج إلا نهج المصطفى محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بعداً وسحقاً لفكر ومنهج التكفير ! عاراً ومقتاً على المارقين على جماعة المسلمين وإمامهم! كانوا مَن كانوا وزعموا ما زعموا! بُعداً لدعاة الاختلاط والانحلال والسفور! ولمثل هؤلاء وأمثالهم نقول: لا مجال في بلاد الحرمين إلا لأهل طاعة الله وطاعة ورسوله -صلى الله عليه وسلم- المطيعين لولاة أمرهم في مرضاة ربهم كما أمرهم بذلك في قوله: (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء:59]
اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
إن امرءاً تردد للمساجد حري به أن لا يفوت صلاة ولا يتخلف عن جماعة, اعلموا أنَّ أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله صلاتُه؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجَح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر، فإن انتقص من فريضته شيئًا قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوُّع فيُكمَّل منها ما انتقص من الفريضة. الزكاة قرينة الصلاة أدُّوا زكاة أموالكم طيبةً بها نفوسكم. ومن كانت عنده مظلمةً لأخيه من عِرْضه أو شيء فليتحلَّله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبه فحُمِلَت عليه، ثم طُرِح في النار.
عودوا المريض، وصِلوا الرَّحِم، وأطعِموا الجائعَ، وأعطوا الفقير، وفُكُّوا العاني الأسير، ووفُّوا حقَّ الأجير، واحنُوا على الوالدين، وأحسِنوا إليهما، واستوصوا بالنساء خيرًا، واحذروا التسرُّع في الفراق والطلاق، واحفظوا أولادكم، وأحسِنوا أدبهم وتربيتهم، وأنفِقوا عليهم؛ فإن أفضل النفقة نفقة الرجل على أهله وعياله، ففي الحديث: ((دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينارٌ أنفقته في رقبة، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)).
غُضُّوا أبصاركم، واحفَظوا فُروجكم، واتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، وما خَلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثَهما، والمرأة المُتبرِّجة السافِرة المُتعطِّرة التي تفتِن الرجال بزينتِها وملابسها مُتوعَّدةٌ بالنار وغضب الجبار.
والراشي والمُرتشي والساعي بينهما ملعونون على لسان رسول الله . ومن غشَّ المسلمين فليس منهم، والخداع والمكر في النار، ومن استُعمِل على عملٍ فليجِئ بقليله وكثيره، ولا يكتم منه شيئًا، فإن كَتَم كان غُلولاً يأتي به يوم القيامة.
يا من ابتُلِي بالدّخان والشيشة والخمرة والمُخدِّرات، بادِر بادِر قبل أن ينزلَ بك ما تُحاذِر، بادِر إلى تركها قبل أن تدَعَك طريحًا، وتذَرَك صريعًا، وتقتلك سريعًا.
يا من ابتُلِي بأكل الربا، تذكَّر يوم يُوضَع القطن على عينَيك، وتُلفُّ الأكفان على جانبيك، وتكون أموالك وبالاً عليك.
اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الحَمْدُ.
يا مؤمنون ...
ها هى شمسنا تشرق باسمة الثغر مستبشرة بيوم جديد... فاليوم عيد ...
وها هم أحبابنا وأهلونا وجيراننا ... قلوب تتصافح ... ونفوس تتصافى ... وود وإخاء ...
واجتماع وتراحم ... وعهد إخاء يتجدد... وتعاونا على البر والتقوى ... وتواصيا بالحق والصبر ...
وأحلاما لغد مشرق تلوح تباشيره فى الأفق القريب ... وابتسامة أمل وتفاؤل ...
يوم عظيم أغر , يفرح فيه أهل الإسلام ويُغاض فيه أعداء الملة والكفران , تُوهب فيه العطايا , وتجزل فيه الهبات , يُغبط فيه أهل الطاعة على التوفيق , ويبكي فيه أهل الحسرة على التفريط ,
يوم أزهر تُضاء فيه قلوب المؤمنين , وتُرفع فيه الدعوات , وتُقال فيه العثرات , السعادة بادية على الوجوه , والفرحة تملأ القلوب , فاللهم أتمم علينا النعمة بالقبول , وارزقنا من فضلك ما يُغنينا عن كل مخلوق العيد استمرار على العهد وتوثيق للميثاق .. فيا من وفى في رمضان على أحسن حال لا تغير في شوال ..ويا من أدرك العيد عليك بشكر المنعم والثناء عليه ولا تنقض غزلاً من بعد قوة وعناء ..( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً العيد بقاء على الخير وثبات على الجادة واستمرار في الطريق , قال بعض أصحاب سفيان الثوري خرجت مع سفيان يوم العيد فقال : إن أول ما نبدأ به يومنا هذا غض البصر .. ورجع حسان بن أبي سنان من عيده فقالت له امرأته كم من امرأة حسناء قد رأيت ؟! فقال : ما نظرت منذ خرجت إلا في أبهامي حتى رجعت .. هكذا فهم السلف العيد لم يجدوه فرصة للنظرات الخائنة وتقلب في المرد وأعين الغيد ..
معاشر المسلمين والمسلمات: روعة العيد تتجلى في اجتماع الأبدان وتصافح الأيدي, لكن الروعة تتم والعيد يزدان باجتماع القلوب وتصافي النفوس, العيد يطيب بالثياب النظيفة ولا يكتمل بهائه إلا بالقلوب النظيفة, العيد ليس يوماً كالأيام بل هو يوم جعله الله لعباده ليفرحوا, فهو يوم التسامح والوفاق, والمصالحة ونبذ الشقاق, اليوم يلتقي الأقارب ويتعايد الجيران ويجتمع الجميع إن الشيطان يئس أن يعبده المُصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم،إنها الفرصة لأن نستعلي على الشيطان وعلى أنفسنا ونصل ارحاماً قصرنا في وصلها, ونعفو عمن أساء لنا وننبذ عن قلوبنا الحسد والبغضاء ونعيد لوجوهنا البهجة والصفاء, فإن لم يكن هذا في العيد فمتى؟
معـاشرَ المسـلمين: في يومِ العيدِ تنطلقُ السجايا على فطرتها، وتبرزُ العواطفُ والميولُ على حقيقتِها، وقد قيل: إذا أردتَ أن تعرفَ أخلاق أمه فراقبها في أعيادِها. فلا يُخرجنكم ُ الفرح إلى الأشرِ والبطر، فيا مَن منّ اللهُ عليكَ بإدراك العيد -أسألُ اللهَ أن تكونَ سعيداً- تذكر يومَ العيد وأنت تقبلُ على والديك، وتأنسُ بزوجكَ وإخوانكَ وأولادِك وأحبابِكَ وأقربائِكَ، فيجتمعُ الشملُ على الطعام اللذيذ، وتتجاذبُ معهم أطرافَ الحديث، وترى البسَماتِ من ها هنا وها هناك، تذكروا -رحمكم الله- كم من يتيمٍ ينشُدُ حنانَ الأمومةِ الحادِبَةِ، ويتلمّسُ عطفَ الأبوّةِ الحانِيَةِ، ويرنو إلى مَن يمْسَحُ رأسَه، ويخفّفُ بؤسَهُ عندما يرى أطفالَ المسلمين وما ينعمونَ فيه من سائر النعم في أعيادهم!.
وكم من أرملةٍ توالت عليها المحن فقدت عشيرها وتذكرت بالعيد عِزاً قد مضى تحتَ كنفِ زوجٍ عطوفٍ! وكم من أسرة فقدت عائلها فتذكروا بالعيدِ أعياداً كانوا فيها مجتمعين، فاعتاضوا عن الفرحة بالبكاء، وحل محل البهجة الأنينُ والعناءُ! وكم من مريض أقعدهُ المرض عن حضور مُشاهدةِ العيد مع أسرته وإخوانه فهو رهين السرير الأبيض، كلُّ هؤلاء وأمثالهُم قد استبدلوا بالعزّ ذُلاَّ، وبعد الرخاءِ والهناءِ فاقةً وفقراً، تذكروا جموعاً كاثرةً من المسلمين في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها شردهمُ الطغيان ومزقهم كلَ مُمَزَّق، فإذا هم بالعيدِ يشرقونَ بالدمعِ، ويكتوونَ بالنار، ويفقدونَ طعمَ الراحةِ والاستقرار. تذكر يومَ العيد وأنت تأوي الى ظلٍ ظليل، وتنزلُ في منزلٍ فسيح، وفِراشٍ وثير، تذكر إخواناً لكَ يفترشونَ الغبراء، ويلتحفونَ الخضراء، ويتضورونَ في العراء،قلب ناظرك شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكن للنعمة شاكرا حامدا فبالشكر تدوم النعم فمهما كانت مناسباتنا فلا ينبغي أن تنسنا إخواننا بدعائنا ومشاعرنا فاللهم فرج همهم ونفس كربهم وعجل بفرجهم الله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه كان للأوابين غفورا





الخطبة الثانيه:

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله .. والله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قائد الغر المحجلين ، صلى الله عليه وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
اليوم نفرح بعيدنا ، لبسنا جديدنا ، وضاحكنا أهلنا ، وأمنا في ديارنا شمس هذا العيد أشرقت علينا بهذه الحال ، فعلى أي حال أشرقت شمس عيد الأقصى وغزة ، على أي حال أشرقت شمس عيد الشام وأركان، على أي حال أشرقت شمس عيد بغداد ومصر, على أي حال أشرقت شمس عيد كثيرمن البلدان، كم هي مرارة هذا العيد في حلوق الأرامل واليتامى ، والضعفاء والثكالى .
احمدوا الله على نعمة الامن والصحه والسلامه والإيمان
إخواني : الله الله بالدعاء الصادق لهم ، ، وأحسنوا الظن بربكم ، واعلموا أن الله من فوق سبع سموات مطلع وشاهد ، وثقوا صلتكم بالعظيم وأحسنوا ما بينكم وبينه ، واعلموا أن الله هو الناصر وأن الله هو القادر وأن الله هو القاهر .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
يا عباد الله ان من اوجب الواجبات علينا ان نتقي الله في نسائنا وبناتنا ونسعى الى الحفاظ عليهن وعدم الرمي بهم في مواطن الريب واماكن الفساد والعناية بمظاهرهن والعناية بملابسهن نقول هذا في وقت انتشر التبرج والسفور وانتشرت الملابس الفاضحة والعاريه والمقطعة من كل جانب أظهرن الصدور والظهور أظهرن الكثير وسترن القليل ولاحول ولا قوة إلا بالله تلكم العباءات المخصرة والمزركشة ذات الفصوص والألوان الجذابة تلكم البراقع التي تركب على الوجوه وتلكم الفتحات الواسعة التي تظهر منها تلكم العينان الكحيلتان بألوان العدسات اللاصقة قد تشكلتان ناهيك عن اللثمة و لبس للبنطال وفتح العباءة من المنتصف لتري الناظر ما يغطي رجليها
هذه الملبوسات وغيرها مما يروى عن البعض لبسها في الافراح يا عباد الله ليست في مكان آخر بل انها ملبوسات يرتديها الكثير من نسائنا وبناتنا والله المستعان
إن الراعي الذي تحصل في بيته تلك المحرمات وهو في لا يدري فتلك مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم والله إنه ليس برجل وليس أهلا للقوامه
وعليه أن يفيق من رقدته وينهض من نعاسه ويحذر من النار ويقي نفسه وأهله النار التي وقودها الناش والحجاره
فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن الحجاب الشرعي والستر ، واحذروا غضب الله سبحانه، وعظيم عقوبته، فقد صح عن النبي أنه قال: { إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه .
كذلك اتق الله يا امة الله في حجابك وحجاب بناتك فان الله تعالى سيسألك عن ذلك واستحضري قول رسول الهدى كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وقوله صلى الله عليه وسلم صنفان من اهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنه ولا يجدن ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذ
عن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها إليه دحية الكلبي،فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله : [مُرها فلتجعلْ تحتـَها غلالةً إني أخافُ أنتصفَ حجمَ عظامها]. رواه أحمد بسند حسن.


يا امة الله ، لقد أدرك الأعداء أن المرأة حصن عظيم ومهم في الأمة المسلمة، وأن هذا الحصن قد ظل قرونا يحافظ على قوة المجتمع المسلم وصلابته، واهتدوا بهدى الشيطان إلى أنه متى استولوا على هذا الحصن العظيم وأصبح بأيديهم، حينئذ كَبِر على المجتمع أربعا.
ايتها المرأة اتق الله تعالى في نفسك وفي زوجك وفي بنيك اتق الله تعالى وراقبيه ولا تتبعي ما يدعو اليه الفاسدون لا تنجرفي وراء الملهيات والمغريات والدعايات المغرضة لا تخرجي مع السائق لوحدك ربي أبنائك بنفسك ولا تتركيهم للخادمات واتق الله تعالى وخافي عقابه وتذكري قول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام (إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و حصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت )) نسأل الله ان يحفظ نسائنا وبناتنا وان يهديهن سواء السبيل
الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد


أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ , وَلا تَنْسُوا صِيَامَ السِّتَّةِ مِنْ شَوَّال وَلْنَتَعَاوَنْ جَمِيعَاً أَفْرَادَاً وَجَمَاعَاتٍ ، صِغَارَاً وَكِبَاراً ، ذُكُورَاً وَإِنَاثاً ، عَلَى الصِّيَامِ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) فَلا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمُ الأَجْرَ . وَلا يُشْتَرَطُ فِي صِيَامِهَا التَّتَابُعُ وَالأَفْضُلُ الْبَدَارَ مَادَامَتِ النَّفْسُ مُتَعَوِّدَةً عَلَى الصِّيَامِ . اللهم أنت عُدتنا.. وولى نعمتنا.. وقوتنا فى شدتنا.. وناصرنا فى كربتنا.
اللهم إنك ربُنا العظيم الحكيم الكريم.. ترى ولا تُرى.. ولك الثناء الأعلى فى الملأ الأعلى.. ولك الأخرة والأولى.. ولك الممات والمحيا.. وإليك المرجع والمُنتهى.. وتعلم السر والنجوى.. نسألك ان تتقبل منا وان تعتقنا من نار تلظى
اللهم اجعل لنا في أرضنا عيدا.. وفى بيوتنا عيدا.. وفى أُمتنا عيدا.. واجعل شهر رمضان لنا شهيدا.. وارزقنا فيه أجرًا مديدا.. واجعله لذنوبنا مُطهرا.. ولخطايانا مُكفرا.. وأعد لنا رمضان أعوامًا عديدة.. وأزمنة مديدة.. وأجعل ايامنا كُلها كأيام رمضان.. في البر والإحسان.. والصلاة والقرآن.. برحمتك يا حنان.. يا منان.. يا ذا الفضل والإحسان..
اللهم أعنا على دُنيانا بديننا.. وعلى آخرتنا بتقوانا.. وسع لنا الخير.. واصرف عنا الضُر.. فإن عزيمتك لا تُرد.. وقولكَ لا يُكذَب.. ونعيمك لا ينفد. يا خير الرازقين.. ارزقنا إيمانًا لا ريب فيه.. ورزقًا لا جحود فيه.. ونصراً لا كِبر فيه.. وعزاً لا ذُل فيه.. وعِلماً لا ضلال فيه.. وقلبا لا قسوة فيه.. ولسانًا لا لغو فيه.
نسألك صحة بلا علل.. وإيمانًا بلا خلل.. وعملاً بلا جدل.. ونعوذ بك من غرور الأمل.. والخطأ والزلل.. وضعف البدن.. وضيق السُبل.. ونعوذ بك من الأيام الدول.
يا غفار الذنوب.. اغفر لنا الذنوب التى تُنزل البلاء.. والتى تقطع الرجاء.. والتى تُحبس الدُعاء.. والتى تمنع غيث السماء.. اغفر لنا الذنوب التى تمنع غيث السماء.. والتى تُزيل النِعم.. وتورث الندم.. وتجلب النقم.. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارزقنا إيمانًا دائما.. اللهم ارزقنا إيمانًا كاملا.. ودينًا قيما.. وخُلقًا كريما.. وفضلاً عظيما.. وارزقنا الرحمة بعبادك.. والرضا بقدرك وقضاءك.. وحُسن التوكل عليك.. وحب أولياءك.. والشدة على أعدائك.. واجعلنا ممن يصون العِرض.. ويحمى الأرض.. ويفى بالعهد.. وينجز الوعد.. ويديم الود.. برحمتك يا ودود.. يا ذا العرش المجيد..






نسأل الله الإخلاص والقبول

المشايخ الذين استفدت منهم جزاهم الله خيرا
المشاهدات 2172 | التعليقات 0