( خطبة عيد الفطر المبارك ) ١٤٤٥هـ

فهد فالح الشاكر
1445/09/27 - 2024/04/06 06:02AM
  1. خطبة عيد الفطر المبارك ١٤٤٥هـ
    جمع وترتيب
    فهد فالح الشاكر
    تربة _ حائل
    الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَبِفَضْلِهِ تَزْكُو الحَسَنَاتُ، شَرَحَ صُدُورَنَا لِلإِسْلَامِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِالهِدَايَةِ لِلإِيمَانِ، أَعْطَى بِجُودِهِ جَزِيلًا، وَقَبِلَ مِنَ الشُّكْرِ قَلِيلًا، وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا . أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ شَهَادَةً نَرْجُو بِهَا النَّجَاةَ يَوْمَ أَنْ نَلْقَاهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    فَيَا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ، لَمْ تَزَلِ التَّقْوَى خَيْرَ وَصِيَّةٍ، وَأَكْرَمَ سَجِيَّةٍ، فَهِيَ وَصِيَّةُ الأَنْبِيَاءِ، وَحِلْيَةُ الأَصْفِيَاءِ، وَنِعْمَ الزَّادُ عِنَدَ اللِّقَاءِ، (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ)  المُتَّقِي حَقًّا مَنْ آمَنَ بِاللهِ الوَاحِدِ الصَّمَدِ، وَصَاغَ حَيَاتَهُ وِفْقَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، وَأَيْقَنَ أَنَّ المُبْتَدَأَ مِنْهُ وَالمُنْتَهَى إِلَيْهِ؛ فَجَعَلَ لَهُ مَا بَيْنَ المُبْتَدَأِ وَالمُنْتَهَى.
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ، هَنِيئًا لَكُمْ هَذَا العِيْدُ، جَعَلَ اللهُ أَيَّامَكُم دَوْمًا سُرُورًا، وَزَادَكُم بِالعِيْدِ بَهْجَةً وَحُبُورًا، عِيدُكُم سَعِيدٌ، وَيَوْمُكُم مُبَارَكٌ مَجِيدٌ، وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمُ الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعْمَالِ، وَأَعْلَىَ دَرَجَاتِكُم، وَكَفَّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى الأُمَّةِ جَمْعَاءَ بِالخَيْرِ وَاليُمْنِ وَالسَّعَادَةِ، وَالعِزِّ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    إِنَّ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنَ نَتَوَجَّهَ إِلَى المَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالشُّكْرِ عَلَى أَنْ هَدَانا لِلإِيْمَانِ، فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ وَرَاحَةٍ وَاطْمِئْنَانٍ، بَيْنَ أَهْلٍ وَأَبْنَاءٍ وَإِخْوَانٍ، وَفَسَحَ لِنَا فِي الأَجَلِ وَأَدْرَكْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَوَفَّقَنَا لِلصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ وَالقِيَامِ وَسَائِرِ الأَعْمَالِ، وَخَتَمَ لَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِعِيدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ لِيُدْخِلَ البَهْجَةَ وَالفَرَحَ إِلَى النُّفُوسِ مَعَ مَا يَدِّخِرُهُ لِعِبَادِهِ مِنْ أَجْرٍ وَثَوَابٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدَرٍ .. فَاللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَدَدَ خَلْقِكَ وَرِضَا نَفْسِكَ وَزِنَةَ عَرْشِكَ وَمِدَادَ كَلِمَاتِكَ .. لَكَ الحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى وَلَكَ الحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا وَلَكَ الحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرى …
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، أُوْصِيْكُم وَنَفْسِي بِوَصِيَّةِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّتِي قالَهَا وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَيُعَالِجُ سَكَرَاتِ المَوْتِ، "الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم"، فَالصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ، وَثَانِي أَرْكَانِهِ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْهُ، وَنَاهِيَةٌ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، وَلَا حَظَّ فِي الإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَهَا .
    فَاللهَ اللهَ بِالصَّلَاِة، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُوْرٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَأُبِيِّ بِنِ خَلَفٍ، وَاعْلَمْ أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكَ الصَّلَاةُ، وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمْلِهِ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ.
    وَاعْلَمْ أَنَّكَ كُلَّمَا انْخَفَضْتَ فِي سُجُودِكَ للهِ تَعَالَى، ارْتَفَعْتَ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى وَعِنْدَ خَلْقِهِ، وَمَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ.
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    عِبَادَ اللهِ، أَوْلَادُكُم أَمَانَةُ اللهِ فِي أَعْنَاقِكُم، وَوَدِيعَتُهُ بَيْنَ أَيْدِيكُم، وَتَرْبِيَةُ الأَوْلَادِ وَالعِنَايَةُ بِهِم وَالاسْتِثْمَارُ فِيهِم مِنْ أَعْظَمِ التِّجَارَاتِ المُرْبَحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالَّتِي يَجِبُ أَنْ يُقَدِّمَهَا العَاقِلُ عَلَى كُلِّ أُمُورِ الدُّنْيَا، بَلْ هِيَ مِنْ أُمُورِ الآخِرَةِ.
    الوَلَدُ الصَّالِحُ قُرَّةُ عَيْنٍ، إِنْ حَضَرَ سَرَّكَ، وَإِنْ غَابَ أَمِنْتَ عَلَيهِ وَاطْمَأْنَنْتَ لَهُ، يَدْعُو لَكَ فِي حَيَاتِكَ وَبَعْدَ مَوْتِكَ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِكَ إِنْ كَانَ صَالِحًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ.
    الوَلَدُ الصَّالِحُ امْتِدَادٌ لِلأَجْرِ وَرَفْعٌ لِلذِّكْرِ وَحَسَنَاتٌ دَائِمَةٌ؛ "إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: وَمِنْهَا: وَلَدٌ صَالِحُ يَدْعُو لَهُ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
    وَالمُسْلِمُ يُرَبِّي وَلَدَهُ قِيَامًا بَالوَاجِبِ الشَّرْعِيِّ، وَأَدَاءً لِلأَمَانَةِ الَّتِي حَمَّلَهُ اللهُ إِيَّاهَا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوْا أَنْفُسَكُم وَأَهْلِيْكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ)، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّكُم رَاعٍ، وَكُلُّكُم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: فَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا" الحَدِيثُ... (رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
    فَأَنْتَ مَسْئُولٌ فَمَا هُوَ جَوَابُكَ؟ هَلْ نَصَحْتَ أَمْ قَصَّرْتَ؟ إِنَّكَ حِينَ تَرَى مَشَاهِدَ المُنْحَرِفِينَ وَالمُتَمَرِّدِينَ عَلَى الآدَابِ وَالقِيمِ وَالشَّارِدِينَ عَنِ الصَّوَابِ تَتَسَاءَلُ: مَنْ رَبَّى هَؤُلاءِ؟ مَنْ المَسْئُولُ عَنْ إِنْتَاجِ هَذَا الجِيْلِ؟ إِنَّهَا التَّرْبِيَةُ القَاصِرَةُ، بَلْ قُلْ: إِهْمَالَ التَّرْبِيَةِ، إِنَّ جِيْلًا بِهَذَا التَّدَنِّي مَعَ الانْفِلَاتِ الأَخْلَاقِيِّ وَانْعِدَامِ الثَّوَابِتِ وَغِيَابِ الهَدَفِ لَا يَرْفَعُ أُمَّتَهُ وَلَا يَدْفَعُ عَنْهَا، بَلْ هُوَ وَبَالٌ عَلَى مُجْتَمَعِهِ وَعِبْءٌ عَلَيْهِ، لَا بُدَّ مِنْ وَقْفَةٍ جَادَّةٍ مَعَ أَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا مِنَ البَنِينَ وَالبَنَاتِ، تَجِبُ مُقَاوَمَةُ الشُّرُورِ الَّتِي تَسْتَهْدِفُ الجِيْلَ وَتَكْتَسِحُ القِيَمَ.فَاللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَبْنَاءَ المُسْلِمِينَ وَرُدَّهُم إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    أَيُّهَا المُوَفَّقُونَ المُبَارَكُونَ رِجَالًا وَنِسَاءً، بِجَمِيلِ الكَلَامِ تَدُومُ المَوَدَّةُ، وِبِحُسْنِ الخُلُقِ يَطِيبُ العَيْشُ، وَبِلِينِ الجَانِبِ  تَسْتَقِيمُ الأُمُورُ، وَ«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُم، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيْئِةُ ادْفِعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذَي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}..
    فَاجْعَلُوا أَيَّامَ العِيدِ فَرَحًا لَا تَرَحًا، أَيَّامَ اتِّفَاقٍ لَا اخْتِلَافٍ، أَيَّامَ سَعَادَةٍ لَا شَقَاءٍ، أَيَّامَ حُبٍّ وَصَفَاءٍ، لَا بَغْضَاءَ ولا شحناءَ، تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، تُوَادُّوا وَتَحَابُّوا، تَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، صِلُوا الأَرْحَامَ، وَارْحَمُوا الأَيْتَامَ، تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ الإِسْلَامِ.
    اجْعَلُوا عِيْدَكُم عِيْدَ مَحَبَّةٍ وَوِئَامٍ، وَصِلَةً لِلأَرْحَامِ وَبُعْدًا عَنِ الآثَامِ، فَتَزَاوَرُوا وَلْيُهَنِّئْ بَعْضُكُم بَعْضًا، وَانْشُرُوا الخَيْرَ، وَمَنْ كَانَ قَاطِعًا رَحِمَهُ أَوْ هَاجِرًا لِأَخِيهِ فَلْيَكُنْ اليَوْمُ بِدَايَةً لِزَوَالِ الهَجْرِ وَمَحْوِ القَطِيعَةِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ فِي العِيدِ مُقْبِلَةٌ  وَالقُلُوبُ قَرِيبَةٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّة يَوْمَ الاثْنَينِ وَيَوْمَ الخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا “(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
     
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ التَّوَّابَ العَظِيمَ يَغْفِرْ  لِكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
     
    الحَمْدُ للهِ حَمْدًا حَمْدًا، وَالشُّكْرُ لَهُ شُكْرًا شُكْرًا، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى البَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ المُنِيرِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَّمُ التَّسْلِيمِ
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    يَا شَقَائِقَ الرِّجَالِ يَا أُخْتِي الكَرِيمَةُ، تَيَقَّظِي لِدِيْنِكِ وَعِفَّتِكِ وَمُسْتَقْبَلِ حَيَاتِكِ وَعِرْضِكِ، فَهُنَاكَ مُتَغَيِّرَاتٌ خَطِيرَةٌ تَحْدُثُ فِي مُجْتَمَعَاتِنَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فَكُونِي عَلَى خَوْفٍ وَحَذَرٍ، وَاعْتَصِمِي بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَكَلَامِ أَهْلِ العِلْمِ الرَّاسِخِينَ فِي بِلَادِنَا. وَتَذَكَّرِي نِدَاءَ اللهِ لَكِ:( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ). وَلَا تَغُرَّنَّكِ الشِّعَارَاتُ الزَّائِفَةُ وَالأَصْوَاتُ النَّاعِقَةُ: (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ، وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
    فَابْتَعِدِي عَنْ مُخُالَطَةِ الرِّجَالِ وَإِبْدَاءِ الزِّيْنَةِ أَمَامَهُم، وَتَجَمَّلِي بِالحَيَاءِ وَتَزَيَّنِي بِالسِّتْرِ، وَاحْذَرِي المَلَابِسَ الفَاتِنَةَ، وَالأَمَاكِنَ المَوْبُوءَةَ فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
    اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ
    عِبَادَ اللهِ، يَقُولُ رَسُولُنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». ثُمَّ اسْتَقِيمُوا عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ وَاثْبَتُوا عَلَى الطَّاعَةِ، وَانْطَلِقُوا بِعِيدِكُم مُبْتَهِجِينَ مُسْتَبْشِرِينَ وَقَابِلُوا أَهْلِيكُم وَأَصْحَابَكُم وَجِيرَانَكُم وَالعِمَالَةَ الوَافِدَةَ بِالبِشْرِ وَالتَّرْحَابِ،
    وَلَا تَنْسُوا مَنْ رَحَلُوا عَنْ هَذِهِ الدَّارِ مِنْ وَالِدَينِ وَإِخْوَةٍ وَأَصْحَابٍ مِنْ دَعْوَةٍ لَهُم بِالمَغْفَرَةِ وَالرَّحْمَةِ
    أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَ الجَمِيعِ وَأَنْ يَحْفَظَنَا بِحِفْظِهِ
    أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُدِيمَ عَلَينَا نِعْمَةَ الأَمْنِ وَالإِيْمَانِ وَأَنْ يَحْفَظَ بَلَدَنَا وَأَمْنَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَأَنْ يُؤَيِّدَ بِالحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا وَنَائِبَهُ وَأَنْ يَجْعَلَ وِلَايِتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ
المرفقات

1712372529_{خطبة عيد الفطر ١٤٤٥هـ}.pdf

المشاهدات 1550 | التعليقات 0