خطبة عيد الفطر المبارك (مختصرة)
طلال شنيف الصبحي
1437/09/29 - 2016/07/04 20:29PM
خطبة عيد الفطر 1435 ه
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الحمد لله المتفرد بالعظمة والكبرياء والعطاء والبقاء. الحمد لله الذي امتن على عباده بعظيم فضله وعطائه وسخائه.الحمد لله الذي بلّغ عباده شهر رمضان وأعانهم على صيامه وقيامه، ووعدهم بعظيم الأجر والثواب، والرحمة والرضوان.الحمد لله حمداً كثيرا يليق بعظمته وجلاله. الحمد لله الذي أتم علينا النعمة، وأكرمنا بعظيم المنة. الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وآوانا وعافانا وهدانا ومن كل شيء أعطانا.الحمد لله الذي أمدَّ في آجالنا، وبلغنا تمام شهرنا، فله الحمد كثيرا وله الشكر كثيرا، حمداً وثناء طيبين طاهرين إلى يوم الدين (الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ وكبره تكبيراّ) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. يارب لك المحامد والمدائح كلها * * * بخواطري وجوارحي ولساني
يارب حمداً ليس غيرك يحمد** يا من له كل الخلائق تصمدُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ؛ شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ لَا يَلُوذُ بِهِ عَبْدٌ فَيَخِيبُ، وَلَا يُنَاكِفُهُ مُسْتَكْبِرٌ فَيَطِيبُ: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ). وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أرسله رحمة للعالمين، وسراجا للمهتدين، وإماما للمتقين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وعلى آله وصحبه، وعلى كل من اهتدى بهديه، وسار على نهجه، واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -أُمَّةَ الإِسلامِ-، وَاحمَدُوهُ عَلَى إِتمَامِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَاشكُرُوهُ عَلَى مَا آتَاكُم، وَكَبِّرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُم، أَكمَلَ لَكُمُ الدِّينَ، وَأَتَمَّ عَلَيكُم النِّعمَةِ، وَبَعَثَ فِيكُم خَيرَ نَبيٍّ، وَجَعَلَكُم مِن خَيرِ أُمَّةٍ، وأَنزَلَ عَلَيكُم الكتابَ وَالحِكمَةَ، بَسَطَ رِزقَكُم، وَأَظهَرَ أَمنَكُم، وَأَحسَنَ مُعَافَاتَكُم، وَمِن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ أَعطَاكُم، فَافرَحُوا بما خَصَّكُمُ بِهِ دُونَ غَيرِكُم،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتكُمْ مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفَاءٌ لما في الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عباد الله: أُمُّةُ الإِسلامِ أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ،مُمتَدَّةُ السُّلطَانِ، ظَاهِرَةُ البُرهَانِ، مَنصُورَةٌ بِوَعدٍ مِنَ الرَّحمنِ، مَحفُوظٌ كِتَابُهَا مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقصَانِ،(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ،وَتَمَسَّكُوا بما أَنتُم عَلَيهِ مِن التَّوحِيدِ وَصَفَاءِ العَقِيدَةِ،فإِنَّهُ لا سَبِيلَ لأَمنٍ، وَلا استِقرَارَ، َلا رَاحَةَ لِقُلُوبٍ،وَلا اطمِئنَانَ لِنُفُوسٍ،إِلاَّ لأَهلِ تَوحِيدِ اللهِ،المُتَوَكِّلِينَ عَلَيهِ (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوْهُم فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لم يَمسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ . عباد الله: ها أنتم تشاهدون وتسمعون العالم كله من حولنا يموج، حرب وقتل وثورات، وفتن واضطرابات، وبلادنا -بفضل الله- تنعم بالأمن والأمان، والسلامة والإسلام، ورغد العيش والاطمئنان: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (فاشكروا الله كثيرًا، واحذروا فجاءة نقمته، احذروا تحوّل عافيته، احذروا زوال نعمته، فليس بيننا وبين الله نسب، بل إيمان وتوحيد, حَذَارِ مِنَ الظُّلمِ وَالطُّغيَانِ، وَكُفرِ النِّعمَةِ وَالنِّسيَانِ، جَرِّدُوا التَّوحِيدَ للهِ، وَنَقُّوا القُلُوبَ مِنَ الشِّركِ وَالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ، وَخَلِّصُوهَا مِنَ التِّعَلُّقِ بِغَيرِ اللهِ، فلا عَهدَ عِندَ اللهِ لأَحَدٍ إِلاَّ لِمَن أَقَامَ دِينَهُ، فَاحذَرُوا مَكرَ اللهِ بِالمُكَذِّبِينَ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُم تَمَسُّكَ الصَّادِقِينَ، فَقَدَ وُعِدَ المُؤمِنُونَ وَأَهلُ التَّقوَى وَالصَّلاةِ بِسَعَةِ الرِّزقِ، وَفَتحِ البَرَكَاتِ، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى). اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. عِبَادَ اللهِ، إِنَّكُم في عِيدٍ، وَيَومٍ سَعِيدٍ، أَتمَمتُم الصِّيَامَ، وَأَدرَكتُمُ القِيَامَ، وَزَكَّيتُم وَتَصَدَّقتُم وَفَطَّرتُمُ الصَّائِمِينَ، وَمِنكُم مَنِ اعتَمَرَ، وَفِيكُم مَنِ اعتَكَفَ، وَهَا أَنتُم قَد مُدَّ في آجَالِكُم حَتى أَكمَلتُمُ العِدَّةَ وَكَبَّرتُمُ اللهُ عَلَى مَا هَدَاكُم،فَاحمَدُوا رَبَّكُم وَاشكُرُوهُ، وَاذكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ، وَاحفَظُوا أَمرَهُ يَحفَظْكُم،وَتَعَرَّفُوا عَلَيهِ في الرَّخَاءِ يَعرِفْكُم في الشِّدَّةِ. حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ، وَاشهَدُوا الجُمُعَ وَالجَمَاعَاتِ، اِقرَؤُوا القُرآنَ في كُلِّ حِينٍ، فَإِنَّهُ حَبلُ اللهِ المَتِينُ، وَصِرَاطُهُ المُستَقِيمُ، مَن تَمَسَّكَ بِهِ نجا، وَمَن حَادَ عَنهُ غَوَى، وَمَنِ ابتَغَى الهُدَى في غَيرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ. أَفشُوا السَّلامَ وَأَطعِمُوا الطَّعَامَ، وَاحفَظُوا حَقَّ الجِوَارِ وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا، وَلِينُوا، وَتَوَاضَعُوا، وَتَبَسَّمُوا، وَتَرَاحَمُوا، وَ(أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ . أيتها النساء الفاضلات أيتها النساء الحاضرات هنيئاً لكم يوم أن امتثلتم أمر نبيكم بالخروج لصلاة العيد فقد أمر بالخروج إليها العواتق والحيض وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى ويشهد الخير ودعوة المسلمين فشكر الله سعيكم وكتب الله أجركم, وأعلموا أن:"الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ"، فا تقين الله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى والزمن الستر والعفاف والاحتشام وخاصة في اللباس وتذكرن حديث النبي " صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ".اللهم احفظ نساء المسلمين وجنبهن التبرج والسفور، ومن أرادهن بسوء فاجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان يرجون ثوابك وفضلك، ويخافون عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو، وأمَّنا مما نخاف، اللهم تقبل منا، واغفر لنا وارحمنا، اللهم تقبل منا رمضان، وتقبل منا الصيام والقيام، وسائر الأعمال، اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن بصحة وعافية، وأمة الإسلام في عزة وتمكين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، وألف بين قلوبهم واحقن دماءهم، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين وفي سوريا وبورما ، وفي كل بلاد المسلمين، اللهم آمن خوفهم، واربط على قلوبهم، واحفظ دينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم, اللهم عجل بنصرك وفرجك القريب لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم يا قوي يا متين انتقم من الطغاة الجبابرة، والمتكبرين الذي حاربوا دينك، وآذوا عبادك المسلمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر, اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم, اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، وكن للأرامل واليتامى والمساكين، والمحصورين ولأسرى والمشردين، اللهم رُدَّ عنهم كيد الكائدين، وعدوان الغاشمين، واقطع دابر الفساد والمفسدين، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، يا رب العالمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعاء. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.. وعيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم،وكل عام أنتم بخير
وأعاد الله علينا وعليكم من بركات العيد، وأعاده الله على أمة الإسلام بالعز والنصر والتمكين، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الحمد لله المتفرد بالعظمة والكبرياء والعطاء والبقاء. الحمد لله الذي امتن على عباده بعظيم فضله وعطائه وسخائه.الحمد لله الذي بلّغ عباده شهر رمضان وأعانهم على صيامه وقيامه، ووعدهم بعظيم الأجر والثواب، والرحمة والرضوان.الحمد لله حمداً كثيرا يليق بعظمته وجلاله. الحمد لله الذي أتم علينا النعمة، وأكرمنا بعظيم المنة. الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وآوانا وعافانا وهدانا ومن كل شيء أعطانا.الحمد لله الذي أمدَّ في آجالنا، وبلغنا تمام شهرنا، فله الحمد كثيرا وله الشكر كثيرا، حمداً وثناء طيبين طاهرين إلى يوم الدين (الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ وكبره تكبيراّ) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. يارب لك المحامد والمدائح كلها * * * بخواطري وجوارحي ولساني
يارب حمداً ليس غيرك يحمد** يا من له كل الخلائق تصمدُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ؛ شَدِيدُ الْمِحَالِ؛ لَا يَلُوذُ بِهِ عَبْدٌ فَيَخِيبُ، وَلَا يُنَاكِفُهُ مُسْتَكْبِرٌ فَيَطِيبُ: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ). وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أرسله رحمة للعالمين، وسراجا للمهتدين، وإماما للمتقين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وعلى آله وصحبه، وعلى كل من اهتدى بهديه، وسار على نهجه، واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -أُمَّةَ الإِسلامِ-، وَاحمَدُوهُ عَلَى إِتمَامِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَاشكُرُوهُ عَلَى مَا آتَاكُم، وَكَبِّرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُم، أَكمَلَ لَكُمُ الدِّينَ، وَأَتَمَّ عَلَيكُم النِّعمَةِ، وَبَعَثَ فِيكُم خَيرَ نَبيٍّ، وَجَعَلَكُم مِن خَيرِ أُمَّةٍ، وأَنزَلَ عَلَيكُم الكتابَ وَالحِكمَةَ، بَسَطَ رِزقَكُم، وَأَظهَرَ أَمنَكُم، وَأَحسَنَ مُعَافَاتَكُم، وَمِن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ أَعطَاكُم، فَافرَحُوا بما خَصَّكُمُ بِهِ دُونَ غَيرِكُم،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتكُمْ مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفَاءٌ لما في الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عباد الله: أُمُّةُ الإِسلامِ أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ،مُمتَدَّةُ السُّلطَانِ، ظَاهِرَةُ البُرهَانِ، مَنصُورَةٌ بِوَعدٍ مِنَ الرَّحمنِ، مَحفُوظٌ كِتَابُهَا مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقصَانِ،(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ،وَتَمَسَّكُوا بما أَنتُم عَلَيهِ مِن التَّوحِيدِ وَصَفَاءِ العَقِيدَةِ،فإِنَّهُ لا سَبِيلَ لأَمنٍ، وَلا استِقرَارَ، َلا رَاحَةَ لِقُلُوبٍ،وَلا اطمِئنَانَ لِنُفُوسٍ،إِلاَّ لأَهلِ تَوحِيدِ اللهِ،المُتَوَكِّلِينَ عَلَيهِ (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوْهُم فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لم يَمسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)اللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ،اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ . عباد الله: ها أنتم تشاهدون وتسمعون العالم كله من حولنا يموج، حرب وقتل وثورات، وفتن واضطرابات، وبلادنا -بفضل الله- تنعم بالأمن والأمان، والسلامة والإسلام، ورغد العيش والاطمئنان: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (فاشكروا الله كثيرًا، واحذروا فجاءة نقمته، احذروا تحوّل عافيته، احذروا زوال نعمته، فليس بيننا وبين الله نسب، بل إيمان وتوحيد, حَذَارِ مِنَ الظُّلمِ وَالطُّغيَانِ، وَكُفرِ النِّعمَةِ وَالنِّسيَانِ، جَرِّدُوا التَّوحِيدَ للهِ، وَنَقُّوا القُلُوبَ مِنَ الشِّركِ وَالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ، وَخَلِّصُوهَا مِنَ التِّعَلُّقِ بِغَيرِ اللهِ، فلا عَهدَ عِندَ اللهِ لأَحَدٍ إِلاَّ لِمَن أَقَامَ دِينَهُ، فَاحذَرُوا مَكرَ اللهِ بِالمُكَذِّبِينَ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُم تَمَسُّكَ الصَّادِقِينَ، فَقَدَ وُعِدَ المُؤمِنُونَ وَأَهلُ التَّقوَى وَالصَّلاةِ بِسَعَةِ الرِّزقِ، وَفَتحِ البَرَكَاتِ، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى). اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. عِبَادَ اللهِ، إِنَّكُم في عِيدٍ، وَيَومٍ سَعِيدٍ، أَتمَمتُم الصِّيَامَ، وَأَدرَكتُمُ القِيَامَ، وَزَكَّيتُم وَتَصَدَّقتُم وَفَطَّرتُمُ الصَّائِمِينَ، وَمِنكُم مَنِ اعتَمَرَ، وَفِيكُم مَنِ اعتَكَفَ، وَهَا أَنتُم قَد مُدَّ في آجَالِكُم حَتى أَكمَلتُمُ العِدَّةَ وَكَبَّرتُمُ اللهُ عَلَى مَا هَدَاكُم،فَاحمَدُوا رَبَّكُم وَاشكُرُوهُ، وَاذكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ، وَاحفَظُوا أَمرَهُ يَحفَظْكُم،وَتَعَرَّفُوا عَلَيهِ في الرَّخَاءِ يَعرِفْكُم في الشِّدَّةِ. حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ، وَاشهَدُوا الجُمُعَ وَالجَمَاعَاتِ، اِقرَؤُوا القُرآنَ في كُلِّ حِينٍ، فَإِنَّهُ حَبلُ اللهِ المَتِينُ، وَصِرَاطُهُ المُستَقِيمُ، مَن تَمَسَّكَ بِهِ نجا، وَمَن حَادَ عَنهُ غَوَى، وَمَنِ ابتَغَى الهُدَى في غَيرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ. أَفشُوا السَّلامَ وَأَطعِمُوا الطَّعَامَ، وَاحفَظُوا حَقَّ الجِوَارِ وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا، وَلِينُوا، وَتَوَاضَعُوا، وَتَبَسَّمُوا، وَتَرَاحَمُوا، وَ(أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ . أيتها النساء الفاضلات أيتها النساء الحاضرات هنيئاً لكم يوم أن امتثلتم أمر نبيكم بالخروج لصلاة العيد فقد أمر بالخروج إليها العواتق والحيض وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى ويشهد الخير ودعوة المسلمين فشكر الله سعيكم وكتب الله أجركم, وأعلموا أن:"الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ"، فا تقين الله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى والزمن الستر والعفاف والاحتشام وخاصة في اللباس وتذكرن حديث النبي " صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ".اللهم احفظ نساء المسلمين وجنبهن التبرج والسفور، ومن أرادهن بسوء فاجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان يرجون ثوابك وفضلك، ويخافون عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو، وأمَّنا مما نخاف، اللهم تقبل منا، واغفر لنا وارحمنا، اللهم تقبل منا رمضان، وتقبل منا الصيام والقيام، وسائر الأعمال، اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن بصحة وعافية، وأمة الإسلام في عزة وتمكين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، وألف بين قلوبهم واحقن دماءهم، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين وفي سوريا وبورما ، وفي كل بلاد المسلمين، اللهم آمن خوفهم، واربط على قلوبهم، واحفظ دينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم, اللهم عجل بنصرك وفرجك القريب لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم يا قوي يا متين انتقم من الطغاة الجبابرة، والمتكبرين الذي حاربوا دينك، وآذوا عبادك المسلمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر, اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم, اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، وكن للأرامل واليتامى والمساكين، والمحصورين ولأسرى والمشردين، اللهم رُدَّ عنهم كيد الكائدين، وعدوان الغاشمين، واقطع دابر الفساد والمفسدين، اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، يا رب العالمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعاء. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.. وعيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم،وكل عام أنتم بخير
وأعاد الله علينا وعليكم من بركات العيد، وأعاده الله على أمة الإسلام بالعز والنصر والتمكين، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المرفقات
خطبة العيد1435.docx
خطبة العيد1435.docx