خطبة عيد الفطر المبارك بمصلى العيد بالديرة بمحافظة حريملاء لعام 1433هـ
راشد الناصر
1433/10/01 - 2012/08/19 22:57PM
الخطبة الاولى
الله اكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله اكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا،
سبحان موجد الأشياء ،وفاطرالأرض والسماء ،سبحان الفعال لما يشاء ، سبحان سامع الأصوات ،وباعث الأموات ،ومصرّف الأوقات ،وميسر الأقوات، سبحان العالم بما مضى وما هو آت .
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام، فإن ذلك من أكبر النعم، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال، فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.
اللهم لك الحمد حَمْدًاطَيِّبًا كبيرا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا تحب وَترضَى مَدَّدت فِيأَعْمَارِنَا؛ فَصُمْنَا شَهْرَنَا، وَحَضَرْنَا عِيدَنَا، وَأَمَّنَنتنا فِيأَوْطَانِنَا؛ فَلَمْ نَخْشَ شَيْئًا وَنَحْنُ نَخْرُجُ إِلَى مُصَلَّانَا فَلَك الْحَمْدُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك، انت كَمَا أَثْنَىت عَلَىنَفْسِك.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُوَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى -أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ- وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ،وَاحْمَدُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَاأَعَانَكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ.. أَطِيعُوهُ فِي كُلِّأَحْيَانِكُمْ، وَاسْأَلُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ فُقَرَاءُإِلَيْهِ، وَلَا غِنًى لَكُمْ عَنْهُ؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُالْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} /font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]فَاطِرٍ: 15[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: صُمْتُمْ فِي حَرٍّشَدِيدٍ، وَنَهَارٍ طَوِيلٍ، وَشَمْسٍ حَارِقَةٍ غَلَتْ مِنْهَاالرُّؤُوسُ، وَوَجَدْتُمْ عَطَشًا أَيْبَسَ الْأَكْبَادَ، وَجَفَّفَ الشِّفَاهَ،وَكَانَ أَثَرُ الصَّوْمِ بَادِيًا عَلَى الْوُجُوهِ، وَالْيَوْمَ تَحْضُرُونَعِيدَكُمْ بَعْدَ تَمَامِ صَوْمِكُمْ، وَاكْتِمَالِ نِعْمَةِ الله تَعَالَىعَلَيْكُمْ؛ فَخُذُوا الْعِظَةَ مِنْ حَرِّ رَمَضَانَ لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَمِنْ شِدَّةِ شَمْسِهِ لِدُنُوِّ الشَّمْسِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَمِنْظَمَأِ نَهَارِهِ لِظَمَأِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الطَّوِيلِ، حِينَ يَسِيلُ عَرَقُالنَّاسِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ، وَلَا ظِلَّ إِلَّا لِمَنْ أَظَلَّهُ اللهُ فِيظِلِّهِ، وَلَا مَاءَ إِلَّا فِي الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، حِينَ يَرِدُهُ أُنَاسٌ،وَيُحْجَبُ عَنْهُ آخَرُونَ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ الْوَارِدُونُ شَرْبَةً لَا ظَمَأَلَهُمْ بَعْدَهَا، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا واياكم وَوَالِدَيْنَاوَأَهْلِينَا وَأَحْبَابَنَا مِمَّنْ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ الرَّحْمَنِ،وَمِمَّنْ يَرِدُونَ الْحَوْضَ، وَيَنَالُونَ الشَّفَاعَةَ، وَيَدْخُلُونَالْجَنَّةَ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا نَجَاةَ مِنْ ذَلِكَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِالَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ إِلَّا بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَاعْمَلُواصَالِحًا بَعْدَ رَمَضَانَ كَمَا عَمِلْتُمُوهُ فِي رَمَضَانَ، وَصُومُوا عَنِالْمُحَرَّمَاتِ كَمَا صُمْتُمْ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الْعُقْبَى جَنَّاتٌوَأَنْهَارٌ.
اللهُ أَكْبَرُاللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ.
عباد الله الصلاة الصلاة، حافظوا عليها واحفظوها، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فهي عمود الإسلام، وهي الركن العملي الأول من أركان الإسلام، فحافظوا عليها ـ رحمكم الله ـ جماعةً، وأدوها في وقتها في المسجد، واعتنوا بها، ولتكن من أهمّ أموركم، فإن علامة حب الإسلام العناية بهذه الصلوات والاهتمام بها. أدوا زكاة أموالكم، وصوموا رمضان، وبادروا بالحج لمن تكاسل فيه فماتدري قد يفاجأك الموت وقت التفريط
عباد الله اذا تكبر الانسان وقسى قلبه وطغى فان الله يملي له ويمهله ولكنه اذا اخذه لم يفلته رايتم ذلك فِيمَنْ نُزِعُوا مِنْ عُرُوشِهِمْ فِي العامينالسَّالِفَيْنِ والله انها اية من ايات الله سقوط الرؤساء كأننا نعيش احلاما او نتصور احداثا خياليه بالامس ملوك واليوم مودعون بالسجون بالامس يتبجحون واليوم اصبحوا للناس معتبرون انها ايات وماهي من الظالمين ببعيد
. ان هَذَاياعباد اللهيُحَتِّمُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَدَمَ الِاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا مَهْمَاازْدَانَتْ لَهُ، وَدَوَامَ التَّعَلُّقِ بِالله تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ لَا أَمْنَإِلَّا أَمْنُهُ، وَلَا ضَمَانَ إِلَّا ضَمَانُهُ، وَلَا عِزَّ إِلَّا عِزُّهُ،فَمَنِ الْتَجَأَ إِلَيْهِ الْتَجَأَ إِلَى عَظِيمٍ، وَمَنِ احْتَمَى بِهِ احْتَمَىبِقَدِيرٍ، وَمَنْ آوَى إِلَيْهِ أَوَى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. وفي سير الانبياء جميعهم بيان انهم لم يتعلقوا بغير الله سبحانه وتعالى والقران شاهدا على ذلك
وَالْعُرُوشُ الَّتِي تَسَاقَطَتْ كَانَ أَرْبَابُهَا مُتَعَلِّقِينَبِالْخَلْقِ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى فَمَا أَغْنَوْا عَنْهُمْ نَقِيرًا وَلَاقِطْمِيرًا، وَلَمْ يَحْمُوهُمْ مِنَ الذُّلِّ وَالْأَسْرِ وَالْقَتْلِ، وَلَمْيَمْنَعُوا عُرُوشَهُمْ مِنَ السُّقُوطِ.
لَمْ يَنْفَعْهُمْ تَعَلُّقُهُمْبِعَسْكَرِهِمْ وَقُوَّاتِهِمْ وَأَعْوَانِهِمْ، كَمَا لَمْ يَنْفَعْهُمْتَعَلُّقُهُمْ بِالْقُوَى الْمُسْتَكْبِرَةِ، وَخُضُوعُهُمْ لَهَا لَمَّا أَرَادَاللهُ تَعَالَى زَوَالَهُمْ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
وَفِي بِلَادِ الشَّامِ اجْتَمَعَ عَلَى اخواننا أَهْلِالسُّنَّةِ فِيهَا دَوْلَةٌ بِجُنْدِهَا، وَجَيْشِهَا، وَعَتَادِهَا يَقُودُهَاالنُّصَيْرِيَّةُ الباغية لِذَبْحِهِمْ، وَيمَدَّهُمْ بَاطِنِيَّةُ لُبْنَانَ وَالْعِرَاقِوَإِيرَانَ بِالْجُنْدِ وَالسِّلَاحِ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ مَلَاحِدَةُ الصِّينِوَرُوسْيَا، وَتَرَكَ الْعَالَمُ السُّورِيِّينَ يُوَاجِهُونَ هَذَا كُلَّهُوَحْدَهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْا خِذْلَانَ النَّاسِ لَهُمْ؛ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْبِالله وَحْدَهُ، وَظَهَرَ ذَلِكَ جَلِيًّا فِي هِتَافَاتِهِمْ وَشِعَارَاتِهِمْ،فَأَمَدَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِقُوَّتِهِ، وَثَبَّتَ قُلُوبَهُمْ بِقُدْرَتِهِ،وَأَدَالَ لَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ، وَأَمَالَ الْكِفَّةَ لَهُمْ، وَصَارُوايُثْخِنُونَ فِي الْعَدُوِّ، وَيَقْتَرِبُونَ مِنَ النَّصْرِ، وَتِلْكَ آيَةٌبَيِّنَةٌ مشاهدة للعيان تَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّعَلُّقَبِالْخَلْقِ يُورِثُ الذُّلَّ وَالْخِذْلَانَ وَالْهَزِيمَةَ، وَأَنَّ التَّعَلُّقَبِالله تَعَالَى يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ وَالْقُوَّةَ؛ فَعَلِّقُوا بِاللهالْعَظِيمِ قُلُوبَكُمْ، وَأَخْلُوهَا مِنَ الْخَلْقِ مَهْمَا كَانُوا، عَلِّقُوابِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُمْ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْعَصِيبِ الَّذِيتَتَخَطَّفُنَا فِيهِ الْفِتَنُ، وَتُحِيطُ بِنَا الْمِحَنُ، وَيَتَكَالَبُعَلَيْنَا الْأَعْدَاءُ، عَلِّقُوا بِالله تَعَالَى قُلُوبَكُمْ فِي رَدِّأَعْدَائِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي حِفْظِ أَوْطَانِكُمْ،وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي أَمْنِكُمْ وَاسْتِقْرَارِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِقُلُوبَكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِيمَا تُؤَمِّلُونَفِي مُسْتَقْبَلِكُمْ وَمَا تَخَافُونَ، وَلَا تَتَعَلَّقُوا بِمَخْلُوقٍ مَهْمَاعَلَتْ مَنْزِلَتُهُ، وَبَلَغَتْ قُوَّتُهُ، وَظَهَرَتْ عِزَّتُهُ؛ فَإِنَّالْقُوَّةَ لله جَمِيعًا، وَإِنَّ الْعِزَّة َلله جَمِيعًا /font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]العَالَمِينَ[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman {الأعراف:54} : {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَاغَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِوَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آلِ عِمْرَانَ:
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهالْحَمْدُ.
أَمَّا بَعْدُ: فلقد كان من سنته صلى الله غليه وسلم ان يخص النساء بموعظه ولاغرابة في ذلك فانهن مصانع الرجال ومدارس الاجيال
فَيَاأَيَّتُهَا النِّسَاءُ المُسْلِمَاتُ، يَا أَيَّتُهَا الصَّائِمَاتُ الْقَائِمَاتُ: اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى فِي أَنْفُسِكُنَّ، وَاتَّقِينَهُ فِي دِينِكُنَّ،وَعَلِّقْنَ بِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُنَّ؛ فَإِنَّ الْبَشَرَ ضِعَافٌ، وَأَضْعَفُالْبَشَرِ النِّسَاءُ، وَكُلَّمَا اشْتَدَّ ضَعْفُ المَخْلُوقِ كَانَ أَكْثَرَحَاجَةً إِلَى التَّعَلُّقِ بِمَنْ يَحْمِيهِ وَيَنْصُرُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ،وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الْقَوِيُّ الْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ؛ لَاتَتَعَلَّقُ بِهِ امْرَأَةٌ فَتَضِيعُ، وَلَا تُعَلِّقُ حَاجَتَهَا بِهِفَتَخِيبُ..
اِمْلَأْنَقُلُوبَكُنَّ وَقُلُوبَ أَوْلَادِكُنَّ بِمَحَبَّةِ الله تَعَالَى وَتَعْظِيمِهِ،وَشِدَّةِ التَّعَلُّقِ بِهِ، وَحُسْنِ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَسُرْعَةِالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ.
وَلَنْتَتَعَلَّقَ امْرَأَةٌ بِالله تَعَالَى إِلَّا تَمَسَّكَتْ بِدِينِهِ، وَحَافَظَتْعَلَى أَوَامِرِهِ، وَاجْتَنَبَتْ نَوَاهِيَهُ، وَدَعَتْ غَيْرَهَا إِلَيْهِ،وَصَبَرَتْ عَلَى الْأَذَى فِيهِ.
لَا تَتَعَلَّقُ امْرَأَةٌ بِالله تَعَالَى إِلَّاصَانَتْ عَفَافَهَا، فَإِنَّ تَعَلُّقَهَا بِالله تَعَالَى يَدْفَعُهَاإِلَى مَا يُرْضِيهِ، وَلَوْ سَخِطَ الْبَشَرُ أَجْمَعُونَ،
ايتها المراة المسلمه الكريمه اتق الله في نفسك وفيمن هم بين يديك من الزوج والابناء والبنات راقبي الله في تصرفاتك وفي لبسك وسلوكياتك لاتظني ان عدم علم الزوج بنوع لباسك وزينتك الفاتنة للغير وعدم الحجاب او كشف جزء من الوجه او العينان ونوع عبايتك الفاتنه بمسوغ لك في التمادي فان كان الزوج او الاب لايراك فان الله يراك اني اعيذك بالله ان تكوني ممن نعتهم رسول الله بالنساءا لكاسيات العاريات اللاتي لايدخلن الجنه ولايجدن ريحها ووصف المصطفى صلى الله عليه وسلم رءؤسهن انها كاسنمة البخت المائلة اتق الله في زوجك فلقد تحمل حمالات طائلة من اجل اسعادك انتي وابناءك فأقلي عليه العذل واللوم
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلتِ حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا أضر به من حيث قدّرتِ أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً من عذله فهو مُضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعا بالخطب يحمله فضيقت بخطوب الدهر أضلُعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل موكّلٌ بفضاء الله يذرعهُ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
وانت ايها الزوج الكريم وايها الاب اتق الله فيما استرعاك الله من زوجة وبنات واولاد واجتهد ووجه وقم بواجبك فان الابناء والبنات والزوجات يعيشون في دوامة خطيره وانت لاتشعر بشعورهم قد تحاوطتهم السهام من كل جانب فكن لهم سدا منيعا في وجوه دعاة الرذيلة وسورا مانعا لكل دخيل على قلوبهم اقتربوا من زوجاتكم وبناتكم وابناءكم واستشعروا همومهن واقطعوا الطريق على الذئاب البشرية ومجرمي الاعراض
أَيُّها المُسْلِمُونَ: صُمْتُمْ شَهْرَكُمْ،وَحَضَرْتُمْ عِيدَكُمْ، وَقَضَيْتُمْ صَلَاتَكُمْ، وَأَرْضَيْتُمْ رَبَّكُمْ،فَتَفَرَّقُوا مِنْ مُصَلَّاكُمْ بِقُلُوبٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِالله تَعَالَىمُوقِنَةٍ بِهِ، مُتَوَكِّلَةٍ عَلَيْهِ، مُنِيبَةٍ إِلَيْهِ.
تَفَرَّقُوا بِقُلُوبٍ سَلِيمَةٍ مِنَ الضَّغَائِنِوَالْأَحْقَادِ؛ فَصِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ، وَأَعْطُوا مَنْ حَرَمَكُمْ،وَأَحْسِنُوا إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكُمْ؛ فَالْعِيدُ عِيدُ الْوُدِّوَالصَّفَاءِ، وَنَقَاءِ الْقُلُوبِ، وَاجْتِمَاعِالْأَرْوَاحِ.
وَأَكْثِرُوا مِنَالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكُمُ المُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلَسْطِينَ، وَالْعِرَاقِ،وَأَفْغَانِسْتَانَ، وَسُورْيَا، وَأَرَاكَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ؛
يا أهل العيد، لا تنسوا مرضاكم، أشركوهم في عيدكم، واجعلوا لهم حظًا من زياراتكم، ،
يا أهل العيد، لاتنسوا فقراءكم فهم إخوانكم، أدخلوا البهجة والسرور عليهم،
عباد الله أُذكروا وأعتبروا بمن بمن كان معكم في مثل هذا اليوم من الأقارب والجيران وألأصدقاء والخلان ،ممن جرعتهم المنية كؤؤس الموت لايقدرون على زيادة في الحسنات ولانقص في السيئات وقدروا فضل الله عليكم بالحياة وغيركم مرتهنون بأعمالهم
واعلموا ياعباد الله أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق اخر [2].
ولقد جرت عادة الناس أن يتصافحوا ويهنئ بعضهم بعضا في العيد، وهذه عادة حسنة تجلب المودة وتزيل البغضاء.
أما زيارة القبور في هذا اليوم بالذات فلم يعلم لها أصلا من الشرع، فزيارة القبور مشروعة في كل وقت ولم يرد تخصيص يوم العيد بزيارتها. أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْوَعَلَى المسلمين باليمن والبركات وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكم صالح الاعمال
الاحد 1/10/1433هـ
الله اكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله اكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا،
سبحان موجد الأشياء ،وفاطرالأرض والسماء ،سبحان الفعال لما يشاء ، سبحان سامع الأصوات ،وباعث الأموات ،ومصرّف الأوقات ،وميسر الأقوات، سبحان العالم بما مضى وما هو آت .
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام، فإن ذلك من أكبر النعم، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال، فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.
اللهم لك الحمد حَمْدًاطَيِّبًا كبيرا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا تحب وَترضَى مَدَّدت فِيأَعْمَارِنَا؛ فَصُمْنَا شَهْرَنَا، وَحَضَرْنَا عِيدَنَا، وَأَمَّنَنتنا فِيأَوْطَانِنَا؛ فَلَمْ نَخْشَ شَيْئًا وَنَحْنُ نَخْرُجُ إِلَى مُصَلَّانَا فَلَك الْحَمْدُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك، انت كَمَا أَثْنَىت عَلَىنَفْسِك.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُوَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى -أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ- وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ،وَاحْمَدُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ لَهُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَاأَعَانَكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ.. أَطِيعُوهُ فِي كُلِّأَحْيَانِكُمْ، وَاسْأَلُوهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ فُقَرَاءُإِلَيْهِ، وَلَا غِنًى لَكُمْ عَنْهُ؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُالْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} /font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]فَاطِرٍ: 15[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: صُمْتُمْ فِي حَرٍّشَدِيدٍ، وَنَهَارٍ طَوِيلٍ، وَشَمْسٍ حَارِقَةٍ غَلَتْ مِنْهَاالرُّؤُوسُ، وَوَجَدْتُمْ عَطَشًا أَيْبَسَ الْأَكْبَادَ، وَجَفَّفَ الشِّفَاهَ،وَكَانَ أَثَرُ الصَّوْمِ بَادِيًا عَلَى الْوُجُوهِ، وَالْيَوْمَ تَحْضُرُونَعِيدَكُمْ بَعْدَ تَمَامِ صَوْمِكُمْ، وَاكْتِمَالِ نِعْمَةِ الله تَعَالَىعَلَيْكُمْ؛ فَخُذُوا الْعِظَةَ مِنْ حَرِّ رَمَضَانَ لِحَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَمِنْ شِدَّةِ شَمْسِهِ لِدُنُوِّ الشَّمْسِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَمِنْظَمَأِ نَهَارِهِ لِظَمَأِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الطَّوِيلِ، حِينَ يَسِيلُ عَرَقُالنَّاسِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ، وَلَا ظِلَّ إِلَّا لِمَنْ أَظَلَّهُ اللهُ فِيظِلِّهِ، وَلَا مَاءَ إِلَّا فِي الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، حِينَ يَرِدُهُ أُنَاسٌ،وَيُحْجَبُ عَنْهُ آخَرُونَ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ الْوَارِدُونُ شَرْبَةً لَا ظَمَأَلَهُمْ بَعْدَهَا، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا واياكم وَوَالِدَيْنَاوَأَهْلِينَا وَأَحْبَابَنَا مِمَّنْ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ الرَّحْمَنِ،وَمِمَّنْ يَرِدُونَ الْحَوْضَ، وَيَنَالُونَ الشَّفَاعَةَ، وَيَدْخُلُونَالْجَنَّةَ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا نَجَاةَ مِنْ ذَلِكَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِالَّذِي يَنْتَظِرُكُمْ إِلَّا بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَاعْمَلُواصَالِحًا بَعْدَ رَمَضَانَ كَمَا عَمِلْتُمُوهُ فِي رَمَضَانَ، وَصُومُوا عَنِالْمُحَرَّمَاتِ كَمَا صُمْتُمْ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الْعُقْبَى جَنَّاتٌوَأَنْهَارٌ.
اللهُ أَكْبَرُاللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِالْحَمْدُ.
عباد الله الصلاة الصلاة، حافظوا عليها واحفظوها، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فهي عمود الإسلام، وهي الركن العملي الأول من أركان الإسلام، فحافظوا عليها ـ رحمكم الله ـ جماعةً، وأدوها في وقتها في المسجد، واعتنوا بها، ولتكن من أهمّ أموركم، فإن علامة حب الإسلام العناية بهذه الصلوات والاهتمام بها. أدوا زكاة أموالكم، وصوموا رمضان، وبادروا بالحج لمن تكاسل فيه فماتدري قد يفاجأك الموت وقت التفريط
عباد الله اذا تكبر الانسان وقسى قلبه وطغى فان الله يملي له ويمهله ولكنه اذا اخذه لم يفلته رايتم ذلك فِيمَنْ نُزِعُوا مِنْ عُرُوشِهِمْ فِي العامينالسَّالِفَيْنِ والله انها اية من ايات الله سقوط الرؤساء كأننا نعيش احلاما او نتصور احداثا خياليه بالامس ملوك واليوم مودعون بالسجون بالامس يتبجحون واليوم اصبحوا للناس معتبرون انها ايات وماهي من الظالمين ببعيد
. ان هَذَاياعباد اللهيُحَتِّمُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَدَمَ الِاغْتِرَارِ بِالدُّنْيَا مَهْمَاازْدَانَتْ لَهُ، وَدَوَامَ التَّعَلُّقِ بِالله تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ لَا أَمْنَإِلَّا أَمْنُهُ، وَلَا ضَمَانَ إِلَّا ضَمَانُهُ، وَلَا عِزَّ إِلَّا عِزُّهُ،فَمَنِ الْتَجَأَ إِلَيْهِ الْتَجَأَ إِلَى عَظِيمٍ، وَمَنِ احْتَمَى بِهِ احْتَمَىبِقَدِيرٍ، وَمَنْ آوَى إِلَيْهِ أَوَى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ. وفي سير الانبياء جميعهم بيان انهم لم يتعلقوا بغير الله سبحانه وتعالى والقران شاهدا على ذلك
وَالْعُرُوشُ الَّتِي تَسَاقَطَتْ كَانَ أَرْبَابُهَا مُتَعَلِّقِينَبِالْخَلْقِ مِنْ دُونِ الله تَعَالَى فَمَا أَغْنَوْا عَنْهُمْ نَقِيرًا وَلَاقِطْمِيرًا، وَلَمْ يَحْمُوهُمْ مِنَ الذُّلِّ وَالْأَسْرِ وَالْقَتْلِ، وَلَمْيَمْنَعُوا عُرُوشَهُمْ مِنَ السُّقُوطِ.
لَمْ يَنْفَعْهُمْ تَعَلُّقُهُمْبِعَسْكَرِهِمْ وَقُوَّاتِهِمْ وَأَعْوَانِهِمْ، كَمَا لَمْ يَنْفَعْهُمْتَعَلُّقُهُمْ بِالْقُوَى الْمُسْتَكْبِرَةِ، وَخُضُوعُهُمْ لَهَا لَمَّا أَرَادَاللهُ تَعَالَى زَوَالَهُمْ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
وَفِي بِلَادِ الشَّامِ اجْتَمَعَ عَلَى اخواننا أَهْلِالسُّنَّةِ فِيهَا دَوْلَةٌ بِجُنْدِهَا، وَجَيْشِهَا، وَعَتَادِهَا يَقُودُهَاالنُّصَيْرِيَّةُ الباغية لِذَبْحِهِمْ، وَيمَدَّهُمْ بَاطِنِيَّةُ لُبْنَانَ وَالْعِرَاقِوَإِيرَانَ بِالْجُنْدِ وَالسِّلَاحِ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ مَلَاحِدَةُ الصِّينِوَرُوسْيَا، وَتَرَكَ الْعَالَمُ السُّورِيِّينَ يُوَاجِهُونَ هَذَا كُلَّهُوَحْدَهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْا خِذْلَانَ النَّاسِ لَهُمْ؛ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْبِالله وَحْدَهُ، وَظَهَرَ ذَلِكَ جَلِيًّا فِي هِتَافَاتِهِمْ وَشِعَارَاتِهِمْ،فَأَمَدَّهُمُ اللهُ تَعَالَى بِقُوَّتِهِ، وَثَبَّتَ قُلُوبَهُمْ بِقُدْرَتِهِ،وَأَدَالَ لَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ، وَأَمَالَ الْكِفَّةَ لَهُمْ، وَصَارُوايُثْخِنُونَ فِي الْعَدُوِّ، وَيَقْتَرِبُونَ مِنَ النَّصْرِ، وَتِلْكَ آيَةٌبَيِّنَةٌ مشاهدة للعيان تَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّعَلُّقَبِالْخَلْقِ يُورِثُ الذُّلَّ وَالْخِذْلَانَ وَالْهَزِيمَةَ، وَأَنَّ التَّعَلُّقَبِالله تَعَالَى يُكْسِبُ الْعِزَّ وَالنَّصْرَ وَالْقُوَّةَ؛ فَعَلِّقُوا بِاللهالْعَظِيمِ قُلُوبَكُمْ، وَأَخْلُوهَا مِنَ الْخَلْقِ مَهْمَا كَانُوا، عَلِّقُوابِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُمْ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْعَصِيبِ الَّذِيتَتَخَطَّفُنَا فِيهِ الْفِتَنُ، وَتُحِيطُ بِنَا الْمِحَنُ، وَيَتَكَالَبُعَلَيْنَا الْأَعْدَاءُ، عَلِّقُوا بِالله تَعَالَى قُلُوبَكُمْ فِي رَدِّأَعْدَائِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي حِفْظِ أَوْطَانِكُمْ،وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِي أَمْنِكُمْ وَاسْتِقْرَارِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِقُلُوبَكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ، وَعَلِّقُوا بِهِ قُلُوبَكُمْ فِيمَا تُؤَمِّلُونَفِي مُسْتَقْبَلِكُمْ وَمَا تَخَافُونَ، وَلَا تَتَعَلَّقُوا بِمَخْلُوقٍ مَهْمَاعَلَتْ مَنْزِلَتُهُ، وَبَلَغَتْ قُوَّتُهُ، وَظَهَرَتْ عِزَّتُهُ؛ فَإِنَّالْقُوَّةَ لله جَمِيعًا، وَإِنَّ الْعِزَّة َلله جَمِيعًا /font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman]العَالَمِينَ[/font][/color][/b][b][color=black][font=times new roman {الأعراف:54} : {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَاغَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِوَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آلِ عِمْرَانَ:
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَرُ اللهُأَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهالْحَمْدُ.
أَمَّا بَعْدُ: فلقد كان من سنته صلى الله غليه وسلم ان يخص النساء بموعظه ولاغرابة في ذلك فانهن مصانع الرجال ومدارس الاجيال
فَيَاأَيَّتُهَا النِّسَاءُ المُسْلِمَاتُ، يَا أَيَّتُهَا الصَّائِمَاتُ الْقَائِمَاتُ: اتَّقِينَ اللهَ تَعَالَى فِي أَنْفُسِكُنَّ، وَاتَّقِينَهُ فِي دِينِكُنَّ،وَعَلِّقْنَ بِهِ سُبْحَانَهُ قُلُوبَكُنَّ؛ فَإِنَّ الْبَشَرَ ضِعَافٌ، وَأَضْعَفُالْبَشَرِ النِّسَاءُ، وَكُلَّمَا اشْتَدَّ ضَعْفُ المَخْلُوقِ كَانَ أَكْثَرَحَاجَةً إِلَى التَّعَلُّقِ بِمَنْ يَحْمِيهِ وَيَنْصُرُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ،وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الْقَوِيُّ الْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ؛ لَاتَتَعَلَّقُ بِهِ امْرَأَةٌ فَتَضِيعُ، وَلَا تُعَلِّقُ حَاجَتَهَا بِهِفَتَخِيبُ..
اِمْلَأْنَقُلُوبَكُنَّ وَقُلُوبَ أَوْلَادِكُنَّ بِمَحَبَّةِ الله تَعَالَى وَتَعْظِيمِهِ،وَشِدَّةِ التَّعَلُّقِ بِهِ، وَحُسْنِ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَسُرْعَةِالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ.
وَلَنْتَتَعَلَّقَ امْرَأَةٌ بِالله تَعَالَى إِلَّا تَمَسَّكَتْ بِدِينِهِ، وَحَافَظَتْعَلَى أَوَامِرِهِ، وَاجْتَنَبَتْ نَوَاهِيَهُ، وَدَعَتْ غَيْرَهَا إِلَيْهِ،وَصَبَرَتْ عَلَى الْأَذَى فِيهِ.
لَا تَتَعَلَّقُ امْرَأَةٌ بِالله تَعَالَى إِلَّاصَانَتْ عَفَافَهَا، فَإِنَّ تَعَلُّقَهَا بِالله تَعَالَى يَدْفَعُهَاإِلَى مَا يُرْضِيهِ، وَلَوْ سَخِطَ الْبَشَرُ أَجْمَعُونَ،
ايتها المراة المسلمه الكريمه اتق الله في نفسك وفيمن هم بين يديك من الزوج والابناء والبنات راقبي الله في تصرفاتك وفي لبسك وسلوكياتك لاتظني ان عدم علم الزوج بنوع لباسك وزينتك الفاتنة للغير وعدم الحجاب او كشف جزء من الوجه او العينان ونوع عبايتك الفاتنه بمسوغ لك في التمادي فان كان الزوج او الاب لايراك فان الله يراك اني اعيذك بالله ان تكوني ممن نعتهم رسول الله بالنساءا لكاسيات العاريات اللاتي لايدخلن الجنه ولايجدن ريحها ووصف المصطفى صلى الله عليه وسلم رءؤسهن انها كاسنمة البخت المائلة اتق الله في زوجك فلقد تحمل حمالات طائلة من اجل اسعادك انتي وابناءك فأقلي عليه العذل واللوم
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلتِ حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا أضر به من حيث قدّرتِ أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً من عذله فهو مُضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعا بالخطب يحمله فضيقت بخطوب الدهر أضلُعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل موكّلٌ بفضاء الله يذرعهُ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَلله الْحَمْدُ.
وانت ايها الزوج الكريم وايها الاب اتق الله فيما استرعاك الله من زوجة وبنات واولاد واجتهد ووجه وقم بواجبك فان الابناء والبنات والزوجات يعيشون في دوامة خطيره وانت لاتشعر بشعورهم قد تحاوطتهم السهام من كل جانب فكن لهم سدا منيعا في وجوه دعاة الرذيلة وسورا مانعا لكل دخيل على قلوبهم اقتربوا من زوجاتكم وبناتكم وابناءكم واستشعروا همومهن واقطعوا الطريق على الذئاب البشرية ومجرمي الاعراض
أَيُّها المُسْلِمُونَ: صُمْتُمْ شَهْرَكُمْ،وَحَضَرْتُمْ عِيدَكُمْ، وَقَضَيْتُمْ صَلَاتَكُمْ، وَأَرْضَيْتُمْ رَبَّكُمْ،فَتَفَرَّقُوا مِنْ مُصَلَّاكُمْ بِقُلُوبٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِالله تَعَالَىمُوقِنَةٍ بِهِ، مُتَوَكِّلَةٍ عَلَيْهِ، مُنِيبَةٍ إِلَيْهِ.
تَفَرَّقُوا بِقُلُوبٍ سَلِيمَةٍ مِنَ الضَّغَائِنِوَالْأَحْقَادِ؛ فَصِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ، وَأَعْطُوا مَنْ حَرَمَكُمْ،وَأَحْسِنُوا إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكُمْ؛ فَالْعِيدُ عِيدُ الْوُدِّوَالصَّفَاءِ، وَنَقَاءِ الْقُلُوبِ، وَاجْتِمَاعِالْأَرْوَاحِ.
وَأَكْثِرُوا مِنَالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكُمُ المُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلَسْطِينَ، وَالْعِرَاقِ،وَأَفْغَانِسْتَانَ، وَسُورْيَا، وَأَرَاكَانَ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ؛
يا أهل العيد، لا تنسوا مرضاكم، أشركوهم في عيدكم، واجعلوا لهم حظًا من زياراتكم، ،
يا أهل العيد، لاتنسوا فقراءكم فهم إخوانكم، أدخلوا البهجة والسرور عليهم،
عباد الله أُذكروا وأعتبروا بمن بمن كان معكم في مثل هذا اليوم من الأقارب والجيران وألأصدقاء والخلان ،ممن جرعتهم المنية كؤؤس الموت لايقدرون على زيادة في الحسنات ولانقص في السيئات وقدروا فضل الله عليكم بالحياة وغيركم مرتهنون بأعمالهم
واعلموا ياعباد الله أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق اخر [2].
ولقد جرت عادة الناس أن يتصافحوا ويهنئ بعضهم بعضا في العيد، وهذه عادة حسنة تجلب المودة وتزيل البغضاء.
أما زيارة القبور في هذا اليوم بالذات فلم يعلم لها أصلا من الشرع، فزيارة القبور مشروعة في كل وقت ولم يرد تخصيص يوم العيد بزيارتها. أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْوَعَلَى المسلمين باليمن والبركات وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكم صالح الاعمال
الاحد 1/10/1433هـ
احمد ابوبكر
تعديل التعليق