خطبة عيد الفطر (العيد معانٍ ووقفات)
ابو احمد
1433/09/29 - 2012/08/17 13:24PM
الخطبة الاولى:
الحمد لله كثيراً والله اكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،
الحمدلله عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وورق الأشجار وقطر الأمطار.وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار وأشهد أن محمد عبده ورسوله النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله المهاجرين والأنصار وكل من سار على دربهم وأتبع الآثار .الله أكبر الله اكبر ولله الحمد ..الله اكبر وأجل ..الله اكبر على ما هدانا . الله اكبر الله اكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد . الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تحصل الدرجات وبكرمه تبدل الخطيئات , الحمد لله على تمام الشهر وكمال الفضل , فالفضل لك وحدك لا شريك لك ..أنت أمن به وأفضل , فتقبل منا وأعف عنا, وتجاوز عن تقصيرنا , وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها .
أيها المسلمون : في العيد معانٍ نستلمها في صباحه المشرق ، فنعيد بها مراسم حياتنا ونحن نفرح به ، وإليكم أهم هذه المعاني :
أولاً : العيد والتكبير : البارحة دوّى التكبير في بيوت المسلمين ، وفي طرقاتهم ، وراح المسلمون كلهم يأتمرون بأمر الله تعالى ، ويحيون سنة عظيمة في تاريخ الإسلام حين يلهجون بالتكبير في كل فجاج من أرضهم ، وبات صدى الصوت البارحة وهذا اليوم معلماً من معالم الإسلام ، وصورة حية من صور الاقتداء . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . والمتأمل في هذه الكلمة يدرك بعضاً من أسرارها : فالله أكبر من كل شيء يعارض منهجه ، ويخالف شريعته . الله أكبر من كل مخلوق يعارض به الناس ربوبيته . الله أكبر كلمة دوّت في بيوتنا ، وعلى أرضنا ، وقبل ذلك دوّت بكل ما فيها من قوة في قلوبنا عقيدة صلبة ، وتوحيداً خالصاً ، وتوجّهاً صادقاً .
أيها المسلمون : لا إسلام بلا عقيدة ، ولا عبادة بلا توحيد ، إن الشرك مع التوحيد ضدان لا يجتمعان إلا كما تجتمع الماء والنار . ولقد وصف الله تعالى أقواماً يقدمون يوم القيامة مستبشرين بأعمالهم ، فرحين بجهودهم ، يرجون الفوز عند ربهم فإذا بتلك الأعمال كالرماد الذي يذره الإنسان في يوم ريح عاصف ،(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) .
وفي التكبير سر اخر فيا عباد الله اليست عبارة (الله اكبر الله اكبر) هي تلك العبارة التي يطلقها المنتصر على اعدائه تلك العبارة التي تشق عنان السماء مبشرة بالإستعلاء على الاعداء!!! فلماذا يؤتى بها هنا ؟؟؟؟ لماذا يؤتى بها في ختام شهر الصبر /شهر المصابرة/ شهر الامتناع عن الملذات والالتحاق بكتائب الطاعات.
انها ياعباد الله اشارة وتوجيه بل تهنئة وتثبيت تقول لك/ مرحا مرحا ايها الصائم / مرحا مرحا ايها القائم /مرحا مرحا لقد فزت وانتصرت . انتصرت يوم ان اذعنت للملك الديان فامتنعت عن الحلال شهرا كاملا لا اكل ولاشرب ولا جماع في اوقات محدده لتتهيء للانتصار على خطرات الحرمان ونزغات الشيطان وهمزات العصيان ولفحات الخذلان ولتعلم انك تستطيع عندما تستشعر ان الله اكبر من كل كبير واعظم من كل عظيم واقوى من كل قوي تستطيع ان تنتصر على كل معصية وان تهزم كل خطيئة.
أيها المسلم، جولة الانتصار الحقيقية في حياتك والانجازات العظيمة تكمن في البقاء على مبادئك والثبات على قيمك والاستمرار على طاعتك. إن أعظم إنجاز يُكتب في تاريخ الواحد منا حفاظه على قيمه ومبادئه أن تلوّثها الحياة المادية أو تخدشها تشوهات الإعلام المرئية، هذا هو سر العزة الحقيقة بهذا الدين. إننا في زمنٍ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، لكنها سنن الله تعالى في الأرض، تكتب قمة الانتصارات لأشخاص حرروا أنفسهم من ذل الخطيئة ووحل المعصية، وظل الواحد منهم يرتقي بدينه مستعليا على الأرض ومادياتها بعون من الله وتوفيق.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله قد مر الشهر وارتحل، رحل شاهدًا على من رضي به دليلاً في الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى، والفوز بالجنة والنجاة من النار. ودليلا على آخرين رفضوا أن يصحبوه في هذا الطريق وزعموا أنها شاقة وعرة لا طاقة لهم بها.
عباد الله ذهب رمضان بعد ان كان ملئ السمع والبصر ذهب وهو يقول لنا ياعباد الله هكذا تطوى الأعمار: هكذا تفنى الدهور يوما بعد يوم، ثم يرى الإنسان نفسه قد أقبل على ربه، ويري الحياة بطولها ليست إلا ساعة من نهار كما قال الله عز وجل: ]كأنهم يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ[ ]كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا[ . حين يسأل الله المقصرين اللاهين يوم القيامة فيقول: ]كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ[. تكون الإجابة ]لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ العَادِّينَ. قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[
عباد الله هذا شهر مر كلحظات كنا نستقبله ويدعو بعضنا بعضا للاجتهاد فيه، وها نحن نودِّعه وها هو يفارقنا إلى الله رب العالمين، وهكذا الأعمار، ولذلك فالعاقل يتعلم من رمضان أن يمسك عن الشهوات حتى يفطر على الملذات عند الله تبارك وتعالى، يوم يفرح بصيامه وقيامه وطاعاته.
اللهم اجعل رمضان لنا الى الخير دليلا والى النعيم سبيلا .
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله لقد عشنا العشر الاواخر ونحن جميعا نلهج بنداء واحد نداء تسيل معه دموعنا وتهفو لقبوله قلوبنا وترنوا لاستجابته ارواحنا الا وهو ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) فياطالب العفو /اليوم يوم العفو وياطالب الصفح /اليوم يوم الصفح ...وياطالب الرحمة /اليوم يوم الرحمة ... لئن كنت الفقير الضعيف المفرط المقصر تطلب من العزيز الغني ان يعفو عنك ويغفر لك ويتجاوز فلما لا تكن كذلك مع ارحامك وابنائك وجيرانك ؟
عباد الله هذا اليوم الذي يجب ان توصل فيه الأرحام المقطوعة، وتتقارب فيه القلوب المتباعدة، وتذهب فيه الشحناء البغيضة.
عباد الله لا يكون العيد عيدا إلا حينما تتلاقي النفوس وتتقارب القلوب.
لا يكون عيدا ولي قريب أقاطعه. لا يكون عيدا ولي رحم لا أصلها.
لا يكون عيدا ولي جار بيني وبينه شحناء. لا يكون العيد عيدا وصدري ممتلئ بالغل لأحد من المسلمين.إنما يكون العيد الحقيقي بسلامة الصدر من الغل والشحناء. وما خرجنا من رمضان إلا وقد سلمت صدورنا وشُفيت من الأحقاد والأضغان، فيجب أن نتمثل صفة أهل الجنة لنكون من أهلها في الآخرة. فأهل الجنة يقول الله عنهم: ]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)
نحن في هذا اليوم أيها الأخوة والأخوات جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء. فيجب اليوم أن تتواصل أرحامنا وتتقارب قلوبنا. هذا هو جوهرالعيد في الإسلام. الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
شباب الإسلام، أنتم أمل الأمة ورجال المستقبل، ولن تبنوا أمجادكم وتؤمنوا مستقبلكم وتقوموا بحمل الأمانة تجاه دينكم وأمتكم وبلادكم إلا بالاستقامة على دين الله والتحلي بالصبر والمثابرة والأخلاق الكريمة والبعد عن الرذائل والفساد والانحراف، صونوا أنفسكم ـ يا عباد الله ـ عن الملهيات والمغريات، تفطنوا لمخططات أعدائكم تجاهكم، وكونوا منها على حذرٍ وحيطة.وإياكم والانسياق خلف الأفكار الهدامة والفئات الضالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجمعة ومن شذ شذ في النار.
لا تغتروا ـ أيها الشباب ـ بشبابكم وصحتكم، فالموت لا يفرق بين صغير وكبير، ولا غني وفقير.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد أيتها المرأة المسلمة، وتمشيًا مع سنة المصطفى في تخصيص موعظة للنساء فإني أقول لأخواتي المسلمات: اتقين الله عز وجل في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف، كنَّ من الصالحات القانتات، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهًا بالكافرات وتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة. وتخلقي بأخلاق الإسلام، واحذري التبرج والسفور، وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰاحذري أخلاق أعداء الإسلام، تمسكي بما انت عليه من عفة وحشمة وكرامة ومحافظةٍ على هذه الأخلاق الكريمة.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله لئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرحالهموم، ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقا وغربا تتقاضى أننحزن لمحنتهم ونغتم، ونعنى بقضاياهم ونهتم؟ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذيتسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حينيبدو في العيد متماسكا متعاونا متراحما، حتى ليخفق فيه كل قلب بالحب، والبر،والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارثوالنكبات. ولا يراد من ذلك تذارف الدموع، ولبس ثياب الحدادفي العيد، ولا يراد منه أيضا أن يعتكف الإنسان كما يعتكف المرزوء بفقد حبيب أوقريب، ولا أن يمتنع عن الطعام كما يفعل الصائم.
وإنما يرادمن ذلك أن تظهر أعيادنا بمظهر الأمة الواعية التي تلزم الاعتدال في سرائها وضرائها؟فلا يحول احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزحون تحتها وينوؤن بكلكللها.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين لاتنسوا فقرائكم فهم اخوانكم ادخلوا البهجة عليهم والسرور اليهم ، ادعوهم الى ولائمكم فخير طعام الوليمة طعام يدعى اليه الفقراء ، اعينوهم بما انعم الله به عليكم فكثير من الكماليات عندنا ضروريات عندهم فكم من فقير يكتم حاجته بسبب الحياء والعفة فتفقدوا اخوانكم واعلموا ان الفقراء الضعفاء من اسباب الرزق والنصر فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ابغونيالضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) رواه ابو داود بإسناد حسن.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين وان من حق الديانة والاخوة ان لاننسى اولئك الاخوة الوافدين الى بلادنا فبعضهم ترك اولاده وآثر الغربة طلبا للقمة العيش والتكسب والتعفف عن سؤال الناس. فلهم حق البشاشة واشعارهم بزوال الغربة ومن ذلك دعوتهم لموائد العيد.
فرابطة الاخوة الايمانية تزداد بالتواصل والتواد.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
اللهم اجعل عيدنا فوزًا برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا.
ألا وصلوا ـ عباد الله ـ على خير البرية أجمعين ورسول رب العالمين نبي الهدى والرسول المجتبى، فقد أمركم مولاكم بذلك في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وصحابته المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين...
وقوموا الى عيدكم غير مأمورين ...تقبل الله منا ومنكم.
الحمد لله كثيراً والله اكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد ،
الحمدلله عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وورق الأشجار وقطر الأمطار.وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار وأشهد أن محمد عبده ورسوله النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله المهاجرين والأنصار وكل من سار على دربهم وأتبع الآثار .الله أكبر الله اكبر ولله الحمد ..الله اكبر وأجل ..الله اكبر على ما هدانا . الله اكبر الله اكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد . الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله تحصل الدرجات وبكرمه تبدل الخطيئات , الحمد لله على تمام الشهر وكمال الفضل , فالفضل لك وحدك لا شريك لك ..أنت أمن به وأفضل , فتقبل منا وأعف عنا, وتجاوز عن تقصيرنا , وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها .
أيها المسلمون : في العيد معانٍ نستلمها في صباحه المشرق ، فنعيد بها مراسم حياتنا ونحن نفرح به ، وإليكم أهم هذه المعاني :
أولاً : العيد والتكبير : البارحة دوّى التكبير في بيوت المسلمين ، وفي طرقاتهم ، وراح المسلمون كلهم يأتمرون بأمر الله تعالى ، ويحيون سنة عظيمة في تاريخ الإسلام حين يلهجون بالتكبير في كل فجاج من أرضهم ، وبات صدى الصوت البارحة وهذا اليوم معلماً من معالم الإسلام ، وصورة حية من صور الاقتداء . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . والمتأمل في هذه الكلمة يدرك بعضاً من أسرارها : فالله أكبر من كل شيء يعارض منهجه ، ويخالف شريعته . الله أكبر من كل مخلوق يعارض به الناس ربوبيته . الله أكبر كلمة دوّت في بيوتنا ، وعلى أرضنا ، وقبل ذلك دوّت بكل ما فيها من قوة في قلوبنا عقيدة صلبة ، وتوحيداً خالصاً ، وتوجّهاً صادقاً .
أيها المسلمون : لا إسلام بلا عقيدة ، ولا عبادة بلا توحيد ، إن الشرك مع التوحيد ضدان لا يجتمعان إلا كما تجتمع الماء والنار . ولقد وصف الله تعالى أقواماً يقدمون يوم القيامة مستبشرين بأعمالهم ، فرحين بجهودهم ، يرجون الفوز عند ربهم فإذا بتلك الأعمال كالرماد الذي يذره الإنسان في يوم ريح عاصف ،(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) .
وفي التكبير سر اخر فيا عباد الله اليست عبارة (الله اكبر الله اكبر) هي تلك العبارة التي يطلقها المنتصر على اعدائه تلك العبارة التي تشق عنان السماء مبشرة بالإستعلاء على الاعداء!!! فلماذا يؤتى بها هنا ؟؟؟؟ لماذا يؤتى بها في ختام شهر الصبر /شهر المصابرة/ شهر الامتناع عن الملذات والالتحاق بكتائب الطاعات.
انها ياعباد الله اشارة وتوجيه بل تهنئة وتثبيت تقول لك/ مرحا مرحا ايها الصائم / مرحا مرحا ايها القائم /مرحا مرحا لقد فزت وانتصرت . انتصرت يوم ان اذعنت للملك الديان فامتنعت عن الحلال شهرا كاملا لا اكل ولاشرب ولا جماع في اوقات محدده لتتهيء للانتصار على خطرات الحرمان ونزغات الشيطان وهمزات العصيان ولفحات الخذلان ولتعلم انك تستطيع عندما تستشعر ان الله اكبر من كل كبير واعظم من كل عظيم واقوى من كل قوي تستطيع ان تنتصر على كل معصية وان تهزم كل خطيئة.
أيها المسلم، جولة الانتصار الحقيقية في حياتك والانجازات العظيمة تكمن في البقاء على مبادئك والثبات على قيمك والاستمرار على طاعتك. إن أعظم إنجاز يُكتب في تاريخ الواحد منا حفاظه على قيمه ومبادئه أن تلوّثها الحياة المادية أو تخدشها تشوهات الإعلام المرئية، هذا هو سر العزة الحقيقة بهذا الدين. إننا في زمنٍ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، لكنها سنن الله تعالى في الأرض، تكتب قمة الانتصارات لأشخاص حرروا أنفسهم من ذل الخطيئة ووحل المعصية، وظل الواحد منهم يرتقي بدينه مستعليا على الأرض ومادياتها بعون من الله وتوفيق.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله قد مر الشهر وارتحل، رحل شاهدًا على من رضي به دليلاً في الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى، والفوز بالجنة والنجاة من النار. ودليلا على آخرين رفضوا أن يصحبوه في هذا الطريق وزعموا أنها شاقة وعرة لا طاقة لهم بها.
عباد الله ذهب رمضان بعد ان كان ملئ السمع والبصر ذهب وهو يقول لنا ياعباد الله هكذا تطوى الأعمار: هكذا تفنى الدهور يوما بعد يوم، ثم يرى الإنسان نفسه قد أقبل على ربه، ويري الحياة بطولها ليست إلا ساعة من نهار كما قال الله عز وجل: ]كأنهم يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ[ ]كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا[ . حين يسأل الله المقصرين اللاهين يوم القيامة فيقول: ]كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ[. تكون الإجابة ]لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ العَادِّينَ. قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[
عباد الله هذا شهر مر كلحظات كنا نستقبله ويدعو بعضنا بعضا للاجتهاد فيه، وها نحن نودِّعه وها هو يفارقنا إلى الله رب العالمين، وهكذا الأعمار، ولذلك فالعاقل يتعلم من رمضان أن يمسك عن الشهوات حتى يفطر على الملذات عند الله تبارك وتعالى، يوم يفرح بصيامه وقيامه وطاعاته.
اللهم اجعل رمضان لنا الى الخير دليلا والى النعيم سبيلا .
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله لقد عشنا العشر الاواخر ونحن جميعا نلهج بنداء واحد نداء تسيل معه دموعنا وتهفو لقبوله قلوبنا وترنوا لاستجابته ارواحنا الا وهو ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) فياطالب العفو /اليوم يوم العفو وياطالب الصفح /اليوم يوم الصفح ...وياطالب الرحمة /اليوم يوم الرحمة ... لئن كنت الفقير الضعيف المفرط المقصر تطلب من العزيز الغني ان يعفو عنك ويغفر لك ويتجاوز فلما لا تكن كذلك مع ارحامك وابنائك وجيرانك ؟
عباد الله هذا اليوم الذي يجب ان توصل فيه الأرحام المقطوعة، وتتقارب فيه القلوب المتباعدة، وتذهب فيه الشحناء البغيضة.
عباد الله لا يكون العيد عيدا إلا حينما تتلاقي النفوس وتتقارب القلوب.
لا يكون عيدا ولي قريب أقاطعه. لا يكون عيدا ولي رحم لا أصلها.
لا يكون عيدا ولي جار بيني وبينه شحناء. لا يكون العيد عيدا وصدري ممتلئ بالغل لأحد من المسلمين.إنما يكون العيد الحقيقي بسلامة الصدر من الغل والشحناء. وما خرجنا من رمضان إلا وقد سلمت صدورنا وشُفيت من الأحقاد والأضغان، فيجب أن نتمثل صفة أهل الجنة لنكون من أهلها في الآخرة. فأهل الجنة يقول الله عنهم: ]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)
نحن في هذا اليوم أيها الأخوة والأخوات جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء. فيجب اليوم أن تتواصل أرحامنا وتتقارب قلوبنا. هذا هو جوهرالعيد في الإسلام. الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
شباب الإسلام، أنتم أمل الأمة ورجال المستقبل، ولن تبنوا أمجادكم وتؤمنوا مستقبلكم وتقوموا بحمل الأمانة تجاه دينكم وأمتكم وبلادكم إلا بالاستقامة على دين الله والتحلي بالصبر والمثابرة والأخلاق الكريمة والبعد عن الرذائل والفساد والانحراف، صونوا أنفسكم ـ يا عباد الله ـ عن الملهيات والمغريات، تفطنوا لمخططات أعدائكم تجاهكم، وكونوا منها على حذرٍ وحيطة.وإياكم والانسياق خلف الأفكار الهدامة والفئات الضالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجمعة ومن شذ شذ في النار.
لا تغتروا ـ أيها الشباب ـ بشبابكم وصحتكم، فالموت لا يفرق بين صغير وكبير، ولا غني وفقير.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد أيتها المرأة المسلمة، وتمشيًا مع سنة المصطفى في تخصيص موعظة للنساء فإني أقول لأخواتي المسلمات: اتقين الله عز وجل في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف، كنَّ من الصالحات القانتات، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهًا بالكافرات وتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة. وتخلقي بأخلاق الإسلام، واحذري التبرج والسفور، وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰاحذري أخلاق أعداء الإسلام، تمسكي بما انت عليه من عفة وحشمة وكرامة ومحافظةٍ على هذه الأخلاق الكريمة.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
عباد الله لئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرحالهموم، ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقا وغربا تتقاضى أننحزن لمحنتهم ونغتم، ونعنى بقضاياهم ونهتم؟ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذيتسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حينيبدو في العيد متماسكا متعاونا متراحما، حتى ليخفق فيه كل قلب بالحب، والبر،والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارثوالنكبات. ولا يراد من ذلك تذارف الدموع، ولبس ثياب الحدادفي العيد، ولا يراد منه أيضا أن يعتكف الإنسان كما يعتكف المرزوء بفقد حبيب أوقريب، ولا أن يمتنع عن الطعام كما يفعل الصائم.
وإنما يرادمن ذلك أن تظهر أعيادنا بمظهر الأمة الواعية التي تلزم الاعتدال في سرائها وضرائها؟فلا يحول احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزحون تحتها وينوؤن بكلكللها.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين لاتنسوا فقرائكم فهم اخوانكم ادخلوا البهجة عليهم والسرور اليهم ، ادعوهم الى ولائمكم فخير طعام الوليمة طعام يدعى اليه الفقراء ، اعينوهم بما انعم الله به عليكم فكثير من الكماليات عندنا ضروريات عندهم فكم من فقير يكتم حاجته بسبب الحياء والعفة فتفقدوا اخوانكم واعلموا ان الفقراء الضعفاء من اسباب الرزق والنصر فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ابغونيالضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) رواه ابو داود بإسناد حسن.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين وان من حق الديانة والاخوة ان لاننسى اولئك الاخوة الوافدين الى بلادنا فبعضهم ترك اولاده وآثر الغربة طلبا للقمة العيش والتكسب والتعفف عن سؤال الناس. فلهم حق البشاشة واشعارهم بزوال الغربة ومن ذلك دعوتهم لموائد العيد.
فرابطة الاخوة الايمانية تزداد بالتواصل والتواد.
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد
اللهم اجعل عيدنا فوزًا برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا.
ألا وصلوا ـ عباد الله ـ على خير البرية أجمعين ورسول رب العالمين نبي الهدى والرسول المجتبى، فقد أمركم مولاكم بذلك في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وصحابته المهاجرين منهم والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين...
وقوموا الى عيدكم غير مأمورين ...تقبل الله منا ومنكم.