خطبة عيد الاضحى 1433
علي القرني
1433/12/09 - 2012/10/25 12:09PM
تم اعدادها من عدة خطب والاضافة والتعديل فيها عسى الله ان ينفع بها
الخطبة الاولى
[font="]الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر عدد ما ذكره الحاجون وبكوا! والله أكبر عدد ما طافوا بالبيت الحرام وسعوا! الله أكبر عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته! الله أكبر عدد ما وقف الحجاج في عرفات، الله أكبر عدد ما رفعوا من الدعوات، الله أكبر عدد ما سكبوا من العَبرات، الله أكبر عدد ما رموا من الجمرات. الله أكبر وله الحمد؛ سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفاهم أجوره من خزائن جوده التي لا تحصر، ومنّ عليهم بأعياد تعود عليهم بالخيرات وتتكرر، نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تحصر، ونشكره على فضله وحق له أن يشكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدر، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل من تعبد لله، وصلى وزكى وحج واعتمر، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر، وعلى أصحابه الذين سبقوا بالخيرات فنعم الصحب والمعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور.[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]عباد الله: ها هو عيد الأضحى المبارك يحل ضيفًا على أمة الإسلام في أصقاع الأرض شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، في القرى والمدن، في الصحاري وعلى ضفاف الأنهار وسواحل المحيطات والبحار، اختص الله به أمة الإسلام من دون سائر الأمم، وجعله -سبحانه وتعالى- عيدًا للمسلمين يظهر فيه المسلم توحيده لله وذكره وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، هو يومٍ فرح وسرورٍ وتواصل وتعاون وتكافل بين أفراد هذه الأمة الواحدة في عقيدتها ومبادئها وأخلاقها، فالعيد في حياة الأمة يعد مظهرًا من مظاهر التجديد في حياتها، تجديدًا للإيمان والعقيدة في نفوس أبنائها، فحجاج بيت الله ما قصدوا البيت الحرام إلا توحيدًا لله، واستجابة لنداء الخليل إبراهيم -عليه السلام[/font]- [font="]عندما أمره ربه بأن يؤذن في الناس، قال تعالى[/font]: ([font="]وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ[/font]) font="]الحج:27[/font.[font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]العيد ايها الاحباب مظهر من مظاهر التجديد والتطهير للنفس البشرية التي أفسدتها الذنوب والمعاصي، فيأتي العيد وأيام العشر من ذي الحجة لتكون سببًا في تطهير وتجديد حياة المسلم، فالحاج يعود كيوم ولدته أمه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن حَجّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَع كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ". البخاري 1733 و1734.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله صلاة العيد وذكر الله بالتكبير والتحميد والتهليل يوم العيد وأيام التشريق فيه تربية للمسلم على عبودية الله وتعظيمه بعد أن ركنت النفوس إلى الاموال واللذات والشهوات حتى أنساها الشيطان ذكر الله، وقد حذّر الله من ذلك فقال[/font]: ([font="]وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ[/font]) font="]الحشر: 19]. والله -عز وجل- يقول[/font]: ([color=red][font="]وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ[/font][/color]) [[font="]البقرة: 203]، وقال تعالى[/font]: ([color=red][font="]وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ[/font][/color]) [[font="]الحج: 28[/font[font="][/font]
[font="]العيد عباد الله مظهر من مظاهر التجديد في سلوك المسلم في نظافته ..في ملابسه الجميلة دون رياء أو كبر أو إسراف وتبذير؛ ليعلم أن هذا الدين دين النظافة والجمال، وهكذا يعيش المسلم طوال حياته، فالله جميل يحب الجمال.[/font][font="][/font]
[font="]في العيد ايضا عباد الله تجديد سلوك المسلم ومعاملته الآخرين من حوله، ففي العيد يظهر بر الوالدين وصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران والمرضى، ويظهر التكافل والبذل والعطاء والصدقة والإنفاق والتسامح والتغافر بين المسلمين والتصافح والسلام؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما". الألباني صحيح الجامع (1/44)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا". حسنه الألباني في صحيح الجامع (1/1072).[/font][font="][/font]
[font="]وكل هذه الأعمال وغيرها في العيد تدفع المسلم إلى معالجة أخطائه والإحسان في معاملته للآخرين من حوله، فيظهر المجتمع المسلم بثوبه الجديد، مجتمع متعاون ومتآلف ومترابط، يسود بين أبنائه الحب والود والتراحم.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله: السموات رفعت، والأرض بسطت، وخلق الله الخلائق، ونصبت الموازين، والجنة أزلفت، وجهنم أحضرت، والآخرة أعدت، والدنيا كلها أقيمت، لأي شيء؟! انه لتوحيد الله وإفراده بالعبادة قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ)، أي يوحدونه. ولـ"لا إله إلا الله" عقيدة يدين بها المؤمن للواحد الديان، فالخضوع الحقيقي هو عند بابه، واللائذ القوي من لاذ بجنابه، مكث محمد -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد، ثم هاجر إلى المدينة عشر سنوات يبدأ في التوحيد ويعيد، سكرات الموت تعالج روحه الشريفة وهو يصيح في التوحيد، فيمن؟! في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة الكرام أسود التوحيد، كل هذا ليبعث رسالة قوية للأمة أن التوحيد هو رأسُها، وهو تاجها، وهو أول وآخر أمرها.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font]
[font="]عباد الله ..يا أهل التوحيد: تعالوا معًا نقلّب مواجع واقعنا مع التوحيد، تعالوا لنذرف دمعة على عتبة التوحيد.[/font][font="][/font]
[font="]إن هناك صنمًا يعبد من دون الله موجود في بيوت كثير من المسلمين، بل موجود في شوارعنا وأسواقنا أفعالنا وأقوالنا إلا ما رحم الله، إنه صنم الهوى، قال سبحانه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتّخَذَ إِلَـَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلّهُ اللّهُ عَلَىَ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىَ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىَ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللّهِ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ).[/font][font="][/font]
[font="]ما اجترحت السيئات إلا اتباعًا للهوى، وما تركت الواجبات إلا خضوعًا للهوى، وما عصي الله الا اتباعا للهوى ما طيع الشيطان الا اتباعا للهوى كم هم الهائمون من شبابنا في سرداب التبعية، تشبهًا بالكفار حذو القذة بالقذة، أليس هذا جرحًا للتوحيد؟![/font][font="][/font]
[font="]كم هي المجالس والبرامج والمسلسلات التي يُستهزأ فيها بدين الله وبأهل الدين، ويجلس أمامها بل ويضحك لها أبناء التوحيد، أليس هذا جرحًا للتوحيد؟![/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]أيها الناس: ومن آكد الأمور بعد التوحيد: إقام الصلاة، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)، وقال سبحانه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، احذروا من التهاون بأمر الصلاة، أو التفريط فيها، أو تأخيرها عن وقتها المشروع، فقد جاء الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد لمن فعل ذلك، قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، وقال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً)، وويل وغي واديان من أودية جهنم والعياذ بالله.[/font][font="][/font]
[font="]شبابنا انكم في خطر , الموت يأتي بغته ..لا صلة لك مع الله , الصلاة لا تستغرق دقائق من يومك , خمس صلوات بأجر خمسين صلاة . أي عاقل يتركها وهي اول ما يحاسب عليه العبد , وهي الصلة مع الله , أي محب للرسول صلى الله عليه وسلم يتركها وهي من اخر وصايها لكم على فراش الموت .[/font]
[font="]فاتقوا الله ايها الاحباب وحافظوا على الصلاة فهي حجابكم من النار وهي نوركم في قبوركم وهي سعادتكم في دنياكم .[/font]
[font="]أيها الناس: مُروا بالمعروف أمرًا رفيقًا، وانهوا عن المنكر نهيًا حليمًا حكيمًا رقيقًا ، احفَظوا أقدارَ العلماء، وصونوا أعراضَ أهلِ الحسبة ورجال الهيئة ، أطيعوا أمرَ من ولاّه الله من أموركم أمرًا، وحذار أن تقربوا من الفتنة شرَرًا ولا جمرًا، وعليكم بالصدق والوفاء بالعهد، والأمانة والحشمة ، وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام، تسامحوا تراحموا، تعاطفوا تلاحموا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا،[/font]
[font="] احذَروا الغشّ وقولَ الزور والكذب والخيانةَ، فإنها بئست البطانة، واحذروا الربَا والرشوةَ، واجتنبوا المسكِرات والمخدّرات، فإنها من الكبائرِ، وسببُ البلايا والجرائر، وإياكم والنميمةَ والغيبةَ والظلم والبهتان والشائعات والتساهلَ في حقوق العباد؛ فإنها مجلبةٌ لغَضَب الجبار، والذلّةِ والصغار، وحَطِّ الأقدار، بل هي الآثام والأوزار، أجارنا الله وإياكم من ذلك كلِّه، فاجتنبوا المسالكَ المعوجَّة، والطرقَ الملتوِية، واحذروا مخالفةَ الأحكام القرآنيّة، وعليكم بالأوامر الربانية، والتوجيهاتِ النبويّة، والقواعدِ الشرعية، بها ينجو الراعي والرعية.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله: في العيد يشعر المسلم بإخوانه المسلمين في بقاع الأرض ويدرك أهمية هذه الأخوة والرابطة الإيمانية بين المسلمين في قوتهم وسعادتهم، وهو بذلك يسعى للقيام بواجباته نحوهم وأداء حقوقهم التي شرعها الإسلام وأمر بها، وما ذاك إلا لأهميتها؛ حيث جعل -سبحانه وتعالى- الأخوة وسيلة لاكتساب حلاوة الإيمان التي فقدتها القلوب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ". رواه البخاري ومسلم.[/font][font="][/font]
[font="]وهي طريق المؤمنين وسبيلهم إلى الجنة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ". رواه مسلم.[/font][font="][/font]
[font="]فكيف لحلاوة الإيمان أن تمتلئ بها قلوبنا وقد ظهرت الخصومات والأحقاد والحسد وفساد ذات البين بين المسلمين!! حتى تجرأ المسلم على أخيه المسلم وأكل ماله وتعدى على حقه واغتصب ملكه واستطال في عرضه دون وجه حق، ، فحل الشقاء وظهرت العداوات وفسدت الأحوال، واستبدلوا شرع الله وحكمه بقول فلان وعلان وعاذرة القبيلة وسايرة تلك الحادثة ، [/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله ابنوا واجمعوا لاخرتكم اصلحوا احوالكم ..وحاسبوا انفسكم .. جاهدوا انفسكم الامارة بالسوء .. اطيعوا ربكم ولا تتبعوا الشيطان واعلموا أن المصير المحتوم بعد هذه الدنيا هو لقاء الله والحساب والعقاب والجنة والنار.[/font][font="][/font]
[font="]فلتكن الإخوة الإيمانية رابطة كل مسلم مع إخوانه، وليسعى كل مسلم لجعلها سلوكًا عمليًّا في الحياة، يرضي بها ربه، ويقوي بها صفه، ويحفظ بها أمته ومجتمعه ووطنه؛ قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:92]، وقال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 52].[/font][font="][/font]
[font="]اتقوا الله في السر والعلن، واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإياكم والمعاصي فإنها مغيرات النعم، وإنها المهلكات إذا زلت القدم، وإنها داعية لكل سوء ومكروه، وإنها المسودة للصحائف والوجوه، وإنها محبطات الأعمال وماحقات الأرزاق، وإنها سبب ذل المخلوق وغضب الخلاق، فاستغفروا الله واحذروها، فإنها الفاضحات يوم التناد[/font] ([font="]وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ[/font]) font="]آل عمران:30[/font.[font="][/font]
[font="]بارك الله لي ولكم بالقرآن، ونفعني وإياكم بما فيه من البيان، وأستغفر الله الغفور الرحمن لي ولكم ولسائر الأهل والصحب والإخوان، فاستغفروه هو أهل التقوى والغفران[/font].[font="][/font]
[font="] [/font]
الخطبة الاولى
[font="]الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر عدد ما ذكره الحاجون وبكوا! والله أكبر عدد ما طافوا بالبيت الحرام وسعوا! الله أكبر عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته! الله أكبر عدد ما وقف الحجاج في عرفات، الله أكبر عدد ما رفعوا من الدعوات، الله أكبر عدد ما سكبوا من العَبرات، الله أكبر عدد ما رموا من الجمرات. الله أكبر وله الحمد؛ سهل لعباده طريق العبادة ويسر، ووفاهم أجوره من خزائن جوده التي لا تحصر، ومنّ عليهم بأعياد تعود عليهم بالخيرات وتتكرر، نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تحصر، ونشكره على فضله وحق له أن يشكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، انفرد بالخلق والتدبير، وكل شيء عنده بأجل مقدر، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله أفضل من تعبد لله، وصلى وزكى وحج واعتمر، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر، وعلى أصحابه الذين سبقوا بالخيرات فنعم الصحب والمعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور.[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]عباد الله: ها هو عيد الأضحى المبارك يحل ضيفًا على أمة الإسلام في أصقاع الأرض شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، في القرى والمدن، في الصحاري وعلى ضفاف الأنهار وسواحل المحيطات والبحار، اختص الله به أمة الإسلام من دون سائر الأمم، وجعله -سبحانه وتعالى- عيدًا للمسلمين يظهر فيه المسلم توحيده لله وذكره وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، هو يومٍ فرح وسرورٍ وتواصل وتعاون وتكافل بين أفراد هذه الأمة الواحدة في عقيدتها ومبادئها وأخلاقها، فالعيد في حياة الأمة يعد مظهرًا من مظاهر التجديد في حياتها، تجديدًا للإيمان والعقيدة في نفوس أبنائها، فحجاج بيت الله ما قصدوا البيت الحرام إلا توحيدًا لله، واستجابة لنداء الخليل إبراهيم -عليه السلام[/font]- [font="]عندما أمره ربه بأن يؤذن في الناس، قال تعالى[/font]: ([font="]وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ[/font]) font="]الحج:27[/font.[font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]العيد ايها الاحباب مظهر من مظاهر التجديد والتطهير للنفس البشرية التي أفسدتها الذنوب والمعاصي، فيأتي العيد وأيام العشر من ذي الحجة لتكون سببًا في تطهير وتجديد حياة المسلم، فالحاج يعود كيوم ولدته أمه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن حَجّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَع كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ". البخاري 1733 و1734.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله صلاة العيد وذكر الله بالتكبير والتحميد والتهليل يوم العيد وأيام التشريق فيه تربية للمسلم على عبودية الله وتعظيمه بعد أن ركنت النفوس إلى الاموال واللذات والشهوات حتى أنساها الشيطان ذكر الله، وقد حذّر الله من ذلك فقال[/font]: ([font="]وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ[/font]) font="]الحشر: 19]. والله -عز وجل- يقول[/font]: ([color=red][font="]وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ[/font][/color]) [[font="]البقرة: 203]، وقال تعالى[/font]: ([color=red][font="]وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ[/font][/color]) [[font="]الحج: 28[/font[font="][/font]
[font="]العيد عباد الله مظهر من مظاهر التجديد في سلوك المسلم في نظافته ..في ملابسه الجميلة دون رياء أو كبر أو إسراف وتبذير؛ ليعلم أن هذا الدين دين النظافة والجمال، وهكذا يعيش المسلم طوال حياته، فالله جميل يحب الجمال.[/font][font="][/font]
[font="]في العيد ايضا عباد الله تجديد سلوك المسلم ومعاملته الآخرين من حوله، ففي العيد يظهر بر الوالدين وصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران والمرضى، ويظهر التكافل والبذل والعطاء والصدقة والإنفاق والتسامح والتغافر بين المسلمين والتصافح والسلام؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما". الألباني صحيح الجامع (1/44)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا". حسنه الألباني في صحيح الجامع (1/1072).[/font][font="][/font]
[font="]وكل هذه الأعمال وغيرها في العيد تدفع المسلم إلى معالجة أخطائه والإحسان في معاملته للآخرين من حوله، فيظهر المجتمع المسلم بثوبه الجديد، مجتمع متعاون ومتآلف ومترابط، يسود بين أبنائه الحب والود والتراحم.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله: السموات رفعت، والأرض بسطت، وخلق الله الخلائق، ونصبت الموازين، والجنة أزلفت، وجهنم أحضرت، والآخرة أعدت، والدنيا كلها أقيمت، لأي شيء؟! انه لتوحيد الله وإفراده بالعبادة قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ)، أي يوحدونه. ولـ"لا إله إلا الله" عقيدة يدين بها المؤمن للواحد الديان، فالخضوع الحقيقي هو عند بابه، واللائذ القوي من لاذ بجنابه، مكث محمد -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد، ثم هاجر إلى المدينة عشر سنوات يبدأ في التوحيد ويعيد، سكرات الموت تعالج روحه الشريفة وهو يصيح في التوحيد، فيمن؟! في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة الكرام أسود التوحيد، كل هذا ليبعث رسالة قوية للأمة أن التوحيد هو رأسُها، وهو تاجها، وهو أول وآخر أمرها.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font]
[font="]عباد الله ..يا أهل التوحيد: تعالوا معًا نقلّب مواجع واقعنا مع التوحيد، تعالوا لنذرف دمعة على عتبة التوحيد.[/font][font="][/font]
[font="]إن هناك صنمًا يعبد من دون الله موجود في بيوت كثير من المسلمين، بل موجود في شوارعنا وأسواقنا أفعالنا وأقوالنا إلا ما رحم الله، إنه صنم الهوى، قال سبحانه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتّخَذَ إِلَـَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلّهُ اللّهُ عَلَىَ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىَ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىَ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللّهِ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ).[/font][font="][/font]
[font="]ما اجترحت السيئات إلا اتباعًا للهوى، وما تركت الواجبات إلا خضوعًا للهوى، وما عصي الله الا اتباعا للهوى ما طيع الشيطان الا اتباعا للهوى كم هم الهائمون من شبابنا في سرداب التبعية، تشبهًا بالكفار حذو القذة بالقذة، أليس هذا جرحًا للتوحيد؟![/font][font="][/font]
[font="]كم هي المجالس والبرامج والمسلسلات التي يُستهزأ فيها بدين الله وبأهل الدين، ويجلس أمامها بل ويضحك لها أبناء التوحيد، أليس هذا جرحًا للتوحيد؟![/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]أيها الناس: ومن آكد الأمور بعد التوحيد: إقام الصلاة، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)، وقال سبحانه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، احذروا من التهاون بأمر الصلاة، أو التفريط فيها، أو تأخيرها عن وقتها المشروع، فقد جاء الوعيد الشديد، والتهديد الأكيد لمن فعل ذلك، قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، وقال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً)، وويل وغي واديان من أودية جهنم والعياذ بالله.[/font][font="][/font]
[font="]شبابنا انكم في خطر , الموت يأتي بغته ..لا صلة لك مع الله , الصلاة لا تستغرق دقائق من يومك , خمس صلوات بأجر خمسين صلاة . أي عاقل يتركها وهي اول ما يحاسب عليه العبد , وهي الصلة مع الله , أي محب للرسول صلى الله عليه وسلم يتركها وهي من اخر وصايها لكم على فراش الموت .[/font]
[font="]فاتقوا الله ايها الاحباب وحافظوا على الصلاة فهي حجابكم من النار وهي نوركم في قبوركم وهي سعادتكم في دنياكم .[/font]
[font="]أيها الناس: مُروا بالمعروف أمرًا رفيقًا، وانهوا عن المنكر نهيًا حليمًا حكيمًا رقيقًا ، احفَظوا أقدارَ العلماء، وصونوا أعراضَ أهلِ الحسبة ورجال الهيئة ، أطيعوا أمرَ من ولاّه الله من أموركم أمرًا، وحذار أن تقربوا من الفتنة شرَرًا ولا جمرًا، وعليكم بالصدق والوفاء بالعهد، والأمانة والحشمة ، وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام، تسامحوا تراحموا، تعاطفوا تلاحموا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا،[/font]
[font="] احذَروا الغشّ وقولَ الزور والكذب والخيانةَ، فإنها بئست البطانة، واحذروا الربَا والرشوةَ، واجتنبوا المسكِرات والمخدّرات، فإنها من الكبائرِ، وسببُ البلايا والجرائر، وإياكم والنميمةَ والغيبةَ والظلم والبهتان والشائعات والتساهلَ في حقوق العباد؛ فإنها مجلبةٌ لغَضَب الجبار، والذلّةِ والصغار، وحَطِّ الأقدار، بل هي الآثام والأوزار، أجارنا الله وإياكم من ذلك كلِّه، فاجتنبوا المسالكَ المعوجَّة، والطرقَ الملتوِية، واحذروا مخالفةَ الأحكام القرآنيّة، وعليكم بالأوامر الربانية، والتوجيهاتِ النبويّة، والقواعدِ الشرعية، بها ينجو الراعي والرعية.[/font][font="][/font]
[font="]الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله: في العيد يشعر المسلم بإخوانه المسلمين في بقاع الأرض ويدرك أهمية هذه الأخوة والرابطة الإيمانية بين المسلمين في قوتهم وسعادتهم، وهو بذلك يسعى للقيام بواجباته نحوهم وأداء حقوقهم التي شرعها الإسلام وأمر بها، وما ذاك إلا لأهميتها؛ حيث جعل -سبحانه وتعالى- الأخوة وسيلة لاكتساب حلاوة الإيمان التي فقدتها القلوب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ". رواه البخاري ومسلم.[/font][font="][/font]
[font="]وهي طريق المؤمنين وسبيلهم إلى الجنة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ". رواه مسلم.[/font][font="][/font]
[font="]فكيف لحلاوة الإيمان أن تمتلئ بها قلوبنا وقد ظهرت الخصومات والأحقاد والحسد وفساد ذات البين بين المسلمين!! حتى تجرأ المسلم على أخيه المسلم وأكل ماله وتعدى على حقه واغتصب ملكه واستطال في عرضه دون وجه حق، ، فحل الشقاء وظهرت العداوات وفسدت الأحوال، واستبدلوا شرع الله وحكمه بقول فلان وعلان وعاذرة القبيلة وسايرة تلك الحادثة ، [/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله ابنوا واجمعوا لاخرتكم اصلحوا احوالكم ..وحاسبوا انفسكم .. جاهدوا انفسكم الامارة بالسوء .. اطيعوا ربكم ولا تتبعوا الشيطان واعلموا أن المصير المحتوم بعد هذه الدنيا هو لقاء الله والحساب والعقاب والجنة والنار.[/font][font="][/font]
[font="]فلتكن الإخوة الإيمانية رابطة كل مسلم مع إخوانه، وليسعى كل مسلم لجعلها سلوكًا عمليًّا في الحياة، يرضي بها ربه، ويقوي بها صفه، ويحفظ بها أمته ومجتمعه ووطنه؛ قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:92]، وقال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 52].[/font][font="][/font]
[font="]اتقوا الله في السر والعلن، واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإياكم والمعاصي فإنها مغيرات النعم، وإنها المهلكات إذا زلت القدم، وإنها داعية لكل سوء ومكروه، وإنها المسودة للصحائف والوجوه، وإنها محبطات الأعمال وماحقات الأرزاق، وإنها سبب ذل المخلوق وغضب الخلاق، فاستغفروا الله واحذروها، فإنها الفاضحات يوم التناد[/font] ([font="]وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ[/font]) font="]آل عمران:30[/font.[font="][/font]
[font="]بارك الله لي ولكم بالقرآن، ونفعني وإياكم بما فيه من البيان، وأستغفر الله الغفور الرحمن لي ولكم ولسائر الأهل والصحب والإخوان، فاستغفروه هو أهل التقوى والغفران[/font].[font="][/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 5274 | التعليقات 2
جزاك الله خيرا على هذه الخطبة الشاملة عظيمة النفع والفائدة
علي القرني
[font="]الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.[/font]
[font="]الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرًا، الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيرًا وذكرًا، الله أكبر ما توالت الأعياد عمرًا ودهرًا، فلك المحامد ربَّنا سرًّا وجهرًا، ولك المحامد ربَّنا دومًا وكرَّا. لك المحامد ربَّنا شعرًا ونثرًا.[/font]
[font="]يقول الحق -سبحانه وتعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الحج:36]، [/font][font="] [/font]
[font="]عباد الله: تقربوا إلى الله بإسالة الدماء، وذبح الأضاحي، والأكل والتصدق منها في هذه الأيام العظمية، وبذل الأموال في الأضاحي أفضل من بذلها في الصدقات، فتقربوا إلى الله بذبح الأضاحي، وبخيرها وأفضلها، وهي خير أعمال يوم النحر.[/font][font="][/font]
[font="]فضحوا -عباد الله- عن أنفسكم وأهليكم ليتحصل لكم الأجر العظيم، اقتداءً بهديه وسنته -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث ضحى عن نفسه وعن أهل بيته وعن أمّته، فالتشريك في الثواب لا حصر له، فها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحّى عن كل أمته، فكثير من الناس يحرم نفسه وأهله من الأجر والثواب، فلا يضحي إلا عن نفسه أو عن فلان وفلان، دون أن يجعل لنفسه ولأهل بيته فيها نصيبًا من الأجر والثواب، والأولى أن يضحي عن الجميع.[/font][font="][/font]
[font="]واعلموا -عباد الله- أن من شروط الأضحية أن تكون من الأنعام، وأن تبلغ السن المقررة شرعًا: فالضأن ما اكمت ستة أشهر والاغنام ما اكملت [/font][font="] السنة [/font]
[font="]ومن شروط الأضحية: أن تكون خالية من العيوب؛ العرجاء البيِّن عرجها، والعوراء البيِّن عورها، والمريضة البيِّن مرضها، والكبيرة التي لا تنقي، فإذا أصابت هذه العيوب الأضحية فإنها لا تجزئ، فعن البراء بن عازب قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء بين عورها، والمريضة بين مرضها، والعرجاء بين ظلعها، والكبيرة التي لا تنقي".[/font][font="] [/font][font="]وهناك نوع خامس وهو العضباء التي ذهب أكثر قرنها وأذنها الصحيح أنها لا تجزئ؛ لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن الضحية بالعضباء، وهي التي ذهب أكثر قرنها أو أذنها أو ذهب قرنها وأذنها كلها .[/font][font="] كما افتى الشيخ ابن باز بعدم جواز الاضحية بمقطوع الذنب او الالية اما من كانت خلقته اصلا هكذا بدون اليه فجائز .[/font]
[font="]ومن شروط الأضحية أن تقع في الوقت المقرر شرعًا من بعد صلاة العيد، وينتهي وقتها بغروب شمس ثالث أيام التشريق أي انها اربعة ايام ، الذبح يبدأ من الان وحتى غروب شمس يوم الاثنين القادم فمَن ذبَح قبل صلاة العيد فقد خالف السنة، ولا تجوز أضحيته، ويجب عليه أن يعيد ذبح شاة مكانها بعد الصلاة؛ لما رواه الإمام مسلم عن جندب بن سفيان قال: شهدت الأضحى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يعد أن صلى وفرغ من صلاته وسلم، فإذا هو يرى لحم أضاحي قد ذبحت قبل أن يفرغ من صلاته، فقال: "مَن كان ذبَح أضحيته قبل أن يصلي -أو نصلي- فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح فليذبح باسم الله".[/font][font="][/font]
[font="]إذًا فأيام الذبح أربعة: يوم العيد، وأيام التشريق الثلاثة، وأفضلها يوم العيد، ويجوز ذبحها في كل وقت في الليل والنهار، والنهار أفضل.[/font][font="][/font]
[font="]عباد الله: إنّ ما يطلب وما يستحب وما يجوز وما ينبغي من المضحي أن يفعله هو ما يلي:[/font][font="][/font]
[font="]فيُسَنُّ له أن يذبح أضحيته بنفسه إن أحسن الذبح اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يذبح أضحيته بنفسه، وأصحابه كذلك، وذلك لأنها قربة يتقرب بها العبد إلى الله، فندب إلى مباشرتها، ومن كان لا يحسن الذبح فليحضر عند الذبح، فقد أمر رسول الله فاطمة -رضي الله عنها- أن تشهد ذبح أضحيتها.[/font][font="][/font]
[font="]وينبغي له أن يسمي، ويستقبل القبلة بالذبيحة، ويدعو الله بما دعا به رسول الله.[/font][font="] فيقول بسم الله والله اكبر [/font]
[font="]ويجوز له الانتفاع بالأضحية، فيجوز للمضحي أن يأكل منها، فهو سنة مستحَبَّة اقتداءً به -صلى الله عليه وسلم-، ويدخر، ويتصدق على الفقراء، وله أن ينتفع بأي شيء منها، ولا يجوز له أن يبيع شيئًا منها مطلقًا، لا لحمًا ولا شحمًا ولا صوفًا ولا وبرًا ولا جلدًا ولا رأسًا، ولا أن يعطي الجزار منها شيئًا أجرة على ذبحها أو سلخها؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام- لعلي -رضي الله عنه-: "تصدق بجلالها وخطامها، ولا تعطِ أجر الجزار منها شيئًا". ولكن له ان يعطيه منها صدقة والنهي عنه نهي عن البيع أيضًا؛ لأنه في معنى البيع، ولو أكل أو باع أو أعطى الجزار الأجرة منها فيضمن، وذلك بتقدير القيمة والتصدق بمثلها.[/font][font="][/font]
[font="]ويستحب أن تقسم إلى ثلاث: ثلث للأكل والادخار، وثلث للصدقة، وثلث للهدية، فلك ما تصدقت فأبقيتَ، وما أكلت فأفنيت.[/font][font="][/font]
[font="]واعلموا -عباد الله- أن من حكم مشروعية الأضحية إغناء الفقراء في مثل هذا اليوم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم"، وفيه إدخال البهجة والسرور والمحبة في النفوس، وإزالة الشحناء والبغضاء منها، وتثبيت المودة في القلوب، ومن حكم مشروعيتها -عباد الله- التربيةُ على العبودية، وإحياء سنة أبينا إبراهيم، حيث رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، فتعلم الإنسان التضحية في سبيل الله بالنفس والمال والولد، كذلك التقربُ إلى الله تعالى بامتثال أوامره، ومنها إراقة الدم.[/font][font="][/font]
[font="]ثم تذكير مهم ايها الاحباب لاتنسوا التكبير دبر كل صلاة وحتى غروب شمس اخر ايام التشريق فهذه سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم .[/font]
[font="]أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : إِنَّهُ قَدْ تَوَافَقَ فِي يَوْمِنَا هَذَا عِيدَانِ : عِيدُ الأَضْحَى وَالْجُمْعَةُ , وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا , فَعنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلْعِيدَ , ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ, فَقَالَ (مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ) [رواه وابن ماجه وصححه الألباني][/font][font="] [/font]
[font="]ولهذا فان الجمعة ستقام فِي الْجَوَامِعِ , فَمَنْ حَضَرَهَا مِمَّنْ حَضَرَ الْعِيدَ فَهُوَ أَفْضَلُ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ لا يَحْضُرَ فَلا بَأْسَ . وَلَكِنْ هُنَا لابُدَّ أَنْ يُصَلِّيَ الْظُهْرَ ![/font][font="][/font]
[font="]وَلا يَظُنَّنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ يَسْقُطُ عَنْهُ الظُّهْرُ , فَهَذَا غَلَط , فَلا بُدَّ أَنْ يُصَلِّي الْجَمْعَةَ أَوِ الظُّهْرَ . وَلَكِنْ أَيْنَ يُصَلِّي الظُّهْرَ ؟ الْجَوَابُ : يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ وَلا يَجُوزُ أَنْ تُقَامَ صَلاةُ الظُّهْرِ فِي الْمَسَاجِدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ولا الاذان لها , وَقَدْ نَصَّ عَلَى مَنْعِ ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , كَالشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللهُ مُفْتِي الدَّيَارِ السُّعُودِيَّةِ سَابِقَاً ,,, وَالشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ حَيْثُ قَالَ :" إِنَّهُ لَوْ أُقِيمَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ فِي الْمَسَاجِدِ مَعَ وُجُودِ الْجُمْعَةِ فِي الْجَوَامِعِ لَكَانَ ذَلِكَ تَنَاقُضَا ".[/font][font="][/font]
[font="]اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ وَعُمَّارِهِ مَنَاسِكَهُمْ وَلا تَحْرِمْنَا مِمَّا أَعْطَيْتَهُمْ , اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَجَنِّبْنَا كُلَّ شَرٍّ , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنِا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا ,وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلام , وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُّ الرَّحِيم وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِينَ لَهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا .[/font]
[font="]اللهم انصر اخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان , اللهم ارفع رايتهم وقو شوكتهم واجمع كلمتهم ويسر امرهم وفرج همهم ياذا الجلال والاكرام[/font]
[font="]اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلاةَ أُمُورِنَا وَأَصْلِحْ لِوُلاةِ أمُورِنَا بِطَانَتَهَمْ وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ,[/font]
[font="]اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد , وبارك اللهم على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد[/font]
[font="] سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ , وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/font]
تعديل التعليق