خطبة عيد الاضحى المبارك

احمد محمد مخترش
1436/12/08 - 2015/09/21 20:57PM
خطبة عيد الأضحى المبارك

الله أكبر...الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر
الله أكبر كبيرا... والحمد لله كثيرا... وسبحان الله بكرة وأصيلا

الله أكبر كلما لمع نجم ولاح، الله أكبر كلما رجع مُذنِب وتاب، الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر، الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج ولبوا وعدد ما طافوا وسعوا وعدد ما وقفوا بالمشاعر ورموا وحلقوا، الله أكبر عدد ما نحروا وكبروا وشكروا ودعوا، الله أكبر ما وقف الحجيج بصعيد عرفات، وباتوا بمزدلفه في أحسن مبات، ورموا الجِمار بمنى تلك الجمرات، الله أكبر كلما طيف بالبيت الحرام. ن

حمدك الله ونستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونثني عليك الخير كله ونشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك ونشهد أن نبينا محمد عبدك ورسولك صلى الله وسلم عليه ورضي الله عن أزواجه أمهات المؤمنين وعن آله الطيبين الطاهرين وعن صحبه الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:-
معاشر المسلمين: يجتمع المسلون اليوم في جميع أنحاء الأرض ليحتفلوا بتلك الفريضة الغالية والركن العظيم ركن الحج يشاركون حجاج بيت الله الحرام مشاعرهم وشعائرهم يحتفلون بإكمال الله لنا الدين وإتمام النعمة فيوم أن حج رسول الله صلي الله عليه وسلم حجة الوداع أنزل الله عز وجل هذه الآية ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]. يقول ابن كثير: هذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلاف، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه. ونحمد الله عز وجل على أن جعلنا مسلمين، من أهل هذا الدين دين الإسلام، موحدين مؤمنين نعبد الله وحده لا نشرك معه شيء، فلنعتز ونفتخر بهذا الدين ولنعمل بما جاء فيه فهو خير الأديان وشرعه أفضل الشرائع، فهو الدين المقبول عند الله عز وجل يقول تعالى: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلا.

أيها الناس:
أذكركم ونفسي بتلك الشعيرة العظيمة، بتلك الفريضة الجليلة، بالصلوات الخمس؛ لاحظ في الإسلام لمن تركها، من تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله، من تركها انقطع عنه حبل الله، من تركها خرج من ذمة الله، من تركها أحل دمه وماله وعرضه. تارك الصلاة عدو الله، عدو لرسول الله، عدو لأولياء الله. تارك الصلاة محارب لمنهج الله، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء، مغضوب عليه في الأرض. تارك الصلاة تلعنه الكائنات، والعجماوات، تتضرر النملة في جحرها من تارك الصلاة، وتلعنه الحيتان في الماء لأنه ترك الصلاة. تارك الصلاة لا يؤاكل، ولا يشارب، ولا يجالس، ولا يرافق، ولا يصدّق، ولا يؤتمن. تارك الصلاة خرج من الملة، وتبرأ من عهد الله، ونقض ميثاق الله. تارك الصلاة يأتي ولا حجة له يوم العرض الأكبر. وليعلم تارك الصلاة أن أول جواب يجاوبه أهل النار عند سؤالهم ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾ [المدثر: 42] أي ما سبب دخولهم النار فكان أول جوابهم ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 43] والصلاة هي أول ما سيسأل العبد عنها يوم القيامة فإن صلحت صلح باقي عمله ونظر إليه وإن فسدت فسد باقي عمله ولم ينظر إليه، فالله الله في الصلاة، فوالله لو أننا علمنا ما فيها من خير عظيم وعظمناها وأديناها على الوجه الذي ينبغي لعمنا من الخير والسعادة ما الله به عليم، فحافظوا عليها فإنها آخر وصايا محمد قبل فراق الدنيا، وهو في سكرات الموت.

عباد الله:
أوصيكم ونفسي بعد تقوى الله - عز وجل - بصلة الرحم؛ فإن الله تبارك وتعالى لعن قاطعي الأرحام، فقال عز من قائل: ﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الأرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء الدَّار ﴾ [الرعد: 25] فقاطع الرحم ملعون، لعنه الله في كتابه، وصح عنه أنه قال: ((لما خلق الله الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. قالت: بلى يارب. قال فذلك لك)) فعهِد الله أن يصل من وصل رحمه، وأن يقطع من قطع رحمه، وهذا العيد عباد الله من أكبر الفرص للعودة إلى الحي القيوم، فمن لم يعد إلى الله فما أستفاد من العيد، ومن لم يتفقد أرحامه بالصلة والزيارة والبر فما عاش العيد، العيد أن تصل من قطعك، العيد أن تعطي من حرمك، العيد أن تعفو عمن ظلمك، العيد أن تُخرج البغضاء من روحك، فجاهد نفسك - أيها المسلم - لتكون سليمَ الصدر بعيداً عن القطيعة لإخوانك المسلمين رحيماً لهم، حتى تسود الرحمة في المجتمع بدلاً من الشحناء والقطيعة والتباغض والنفعية المادية التي سرعان ما تتهشم وتنكشف حين تقلّ أو تضعف، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)) فيا أخي ألا تحب أن ترفع أعمالك وتغفر لك ذنوبك، أعلنها أخي أعلنها الآن أعلنوها جميعاً توبة إلى الله عز وجل وحب التآخي والمودة فيما بيننا، وأصلحوا فيما بينكم وتراحموا وتعاونوا وتعاطفوا فوالله هذه هي صفة المؤمنين فيما بينهم.

وعليكم عباد الله ببر الوالدين ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [الإسراء: 23] وأعلموا أن أعظم عقوبة تُعَجَلُ لصاحبها في الدنيا مع ما يدخره الله له من العذاب الشديد في الآخرة عقوق الوالدين، فإذا عصيت أحد والديك جعل الله لك أبناً يعصيك ويعقك، فكما تدين تدان، جزاءً وفاقا.

عباد الله:
أوصيكم بكتاب الله، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه. كتاب الله، حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، كتاب الله، النور الذي لا ظلمة فيه. كتاب الله الهداية الذي لا ضلال بعده. كتاب الله: ﴿ لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]. كتاب الله من استمسك به بلّغه الله منازل السعداء، ومن صدف عنه كبّه الله على وجهه في دركات الأشقياء، اقرؤوه آناء الليل والنهار، ضووا به بيوتكم تدارسوه مع أبنائكم، اجعلوه قربة تتقربون بها إلى ربكم.

الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

أيها المسلمون:
احذروا الزنا فهو من عظائم الذنوب، فعنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ما من ذنب أعظمُ عند الله بعد الشرك من أن يضع الرجل نطفته في فرج حرام )). والزناة محرومون من كلام الله ومحرومون من نظر الله إليهم نظر الرحمة والمغفرة، ومحرومون من تزكية الله إياهم. والزنا دينٌ على صاحبة إن لم يتب.

وإياكم واللواط فإنه فاحشة وساء سبيلا، فليعلم فاعلها أن هذه الفاحشة يهتزُ منها عرش الرحم-ن غضباً عند فعلها، وليعلم فاعلها أنه قد أحل على نفسه لعنة الله والعياذ بالله قال - صلى الله عليه وسلم - ((لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط)) واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.

واحذروا عباد الله:
الغناء وتلك الدشوش والقنوات وتلك المجلات والمنتديات الخليعة التي هاجمنا بها أعداء الله، فتن بها وتربا عليها كثيرٌ من شباب الإسلام، فوالله ما عكف على هذه الملهيات إنسان وأُشرِب بها قلبه إلا قسا قلبه، وابتعد عن طاعة رب العباد، فبهذه المنكرات كثر الفساد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهذه معصية حُورِبَ بها الله - تبارك وتعالى - فو الله ما انتشرت هذه المعاصي إلا بسبب البعد عن الله وعن كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فاحذروا المعاصي فو الله ما أهلكت الأمم التي قبلنا إلى بسبب معصيتهم لرب الأرض والسماء، ووالله ما نزعت البركات وقلت الخيرات في الآونة الأخيرة إلى بسبب الذنوب والمعاصي، فاحذروا المعاصي قبل أن يحال بينكم وبين ما تشتهون. وليعلم العاصي أنه يعصي ربه وخالقه، يعصي من بيده ملكوت السماوات والأرض، يعصي المتصرف في كل شيء، يعصي القوي الجبار المتعال، يعصي الله عز وجل الذي إليه المعاد. فالله ألله في التوبة النصوح، وفي العودة إلى الواحد الأحد سبحانة، قبل أن يحل علينا عقابه ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].

واحذروا يا عباد الله: شرب الخمور والمسكرات، فأصحابها ملعونون من الله عز وجل فعنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها))، فكل هؤلاء ملعونون من الله عز وجل، وإن من مات وهو مدمن لها فإن الجنة عليه حرام، حرمها الله عز وجل عليه، ويسقيه من طينة الخبال - أي من صديد وعصارة أهل النار - وهو القيح الذي يخرج من فروج الزانيات والزواني والعياذ بالله.

واحذروا عباد الله: الغيبة والنميمة، وشهادة الزور، والكذب والخيانة والغش، واعلموا إن قذف المحصنات الغافلات من المؤمنات من كبائر الذنوب قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23] وقال - صلى الله عليه وسلم -:((قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة)) لا إله إلا الله فأعمارنا وأعمالنا قد لا تتجاوز الستين أو السبعين سنة، فبقذف المحصنات يهدم المرء ما قدم من أعمال والعياذ بالله.

أيها المسلمون:
استوصوا بالنساء خيرا وربّوا أبناءكم التربية الإسلامية، فهم أمانة في أعناقكم،واعلموا أنكم مسؤلون عنهم وعن تربيتهم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6].

عباد الله:
أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فإنهما من واجبات الإسلام، وأكرموا الجار، وكفّوا الأذى عنه، وفي الحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)).وحافظوا على دينكم وقوموا بواجباته وأركانه، فهو دين الشمول والكمال، قام على أُسُسٍ عظيمة وأركان متينة، من لم يأت بها فقد خسر دينه.

الله أكبر كبيرا... والحمد لله كثيرا... وسبحان الله بكرة وأصيلا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله كما أمر، واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، واشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك، إرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، الشافع المشفع في المحشر وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وعلى التابعيين ومن تبعهم بإحسان ما غابَ كوكب وظهر.

أما بعد:
أيها المسلمون.. اتقوا الله تعالى وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون واستقيموا على شرعه وشكروه على عموم نعمه وترادف مننه، ألا من نعمة الله عليكم هذه الأنعام التي خلقها لكم وسخرها وذللها لكم، فمنها ركوبكم ومنها تأكلون لعلكم تشكرون، فعظموا شعائر ربكم فإن ذلك من تقوى القلوب، ألا من الشعائر الظاهرة ما شرعه الله لعباده في هذا اليوم العظيم من التقربِ إليه من ذبح الأضاحي، فهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام، ونبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، أما سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الأضاحي فقد خرّج البخاري ومسلم في صحيحهما أنه ضحى بكبشينِ أملحين أقرنين، ذبحهما بيدهِ وسمى وكبّر، وقال "هذا عن محمد وآل محمد، وهذا عن من لم يضحي من أمة محمد" وقد يسّر الله على عباده في هذه الشعيرة، حيثُ تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته، فينبغي للعباد أن يتقربوا إلى الله في هذا اليوم بالقيام بهذا العمل العظيم، فما عُمل يوم النحرِ عملٌ أفضلُ من إراقة دم، وأن للمضحي بكل شعرة وصوفه وقطرة دم أجر عظيم وثواب جزيل، فعلى المضحي أن يطيب نفساً بأضحيته وأن يختار ما كان سميناً ثميناً صحيحاً سليماً، سليم من العيوب التي تمنع الإجزاء، وهي ما ورد في الحديث الصحيح، أربع لا تجزي في الأضاحي، العوراء البين عورها والعرجاء البين ضلعُها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تُنقي.وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل وأعظم أجرا، ومن كان منكم يحسن الذبح بنفسه فليذبح أضحيته بيده، ومن كان لا يحسن فليحضر ذبحها فإن ذلك أفضل، فإذا ذبحت عنه وهو غائب فلا بأس ويسميها عند الذبح فيقول إذا أضجعها للذبح: بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك اللهم هذه عن فلان أو فلانة، فمن لم يقل باسم الله على الذبيحة فذبيحته ميتة نجسة حرام أكلها لقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 121]، وحدوا السكين ولا تحدوها وهي تنظر، ولا تذبحوها وأختها تنظر إليها، وامروا السكين بقوة وسرعة، ولا تلووا يدها على عنقها من خلفها عند الذبح فإن ذلك تعذيب لها وإيلام بلا فائدة لها، ولا تسلخوها أو تكسروا رقبتها قبل أن تموت. وكلوا من الأضاحي واهدوا وتصدقوا، ولا تعطوا الجزار أجرته منها بل أعطوه أجرته من عندكم وأعطوه من الأضحية إن شئتم هدية إن كان غنياً أو صدقة إن كان فقيراً، وليس المقصود يا عباد الله مجرد اللحم الذي يؤكل فقط ولكن ما تتضمنه هذه الشعيرة من تعظيم لله جلا جلاله واظهار للشكر له وامتثال لأمره يقول سبحانه : ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37] فلا نعتبر الأضحية لحم يؤكل، أو عادة سنوية، بل تكون نيتنا بها تعظيم الله والشكر له وامتثالا لأمره.

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!.

فإتقوا الله أيها المسلمون وانبذوا عن أنفسكم البخل والشح فقد أعطاكم الله الكثير وطلب منكم القليل وضحوا في هذه الأيام المباركة، فيوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده كلها وقت للذبح بحمد الله والأفضل في الأضاحي أن تنزع أثلاثا يأكل ثلث ويهدي ثلث ويتصدق بثلث فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله في هذه الأيام المباركة فأيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل.

أيها المسلمون:
اتقوا الله واستعدوا ليوم الدين فإنكم عن قريب بين يدي الله موقوفون وبأعمالكم مجزيون فطهروا بواطنكم وظواهركم لعلكم تفلحون واعلموا أن محل نظر الله للأعمال القلوب وليس لحسن الصورة والثياب والمظاهر الجميله والمراكب الفاخره فكم من مبيض لثيابه مدنس لدينه وكم من مكرم لنفسه بالمأكل والمراكب وهو لها مستهين بالمعاصي والمخالفات لأوامر رب العالمين.

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!.

عباد الله.. صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله حيث أمرنا بذلك في قوله ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56] ، اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأربعة المهديين وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين من الكفرة والملحدين وسائر المفسدين يا رب العالمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، اللهم سلم الحجاج والمعتمرين،اللهم عدهم إلى بلادهم سالمين غانمين، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، اللهم وفقنا وإياكم لمراضيه واجعل مستقبل حالنا وحالكم خيراً من ماضيه، اللهم أعد إلينا وعليكم هذا العيد أعياداً عديدة وأزمنة مديدة.

عباد الله.. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعضكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل بذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
المرفقات

لعيد الأضحى المبارك ب 10121432هـ.doc

لعيد الأضحى المبارك ب 10121432هـ.doc

المشاهدات 2202 | التعليقات 0