خطبة عيد الأضحى1435
عبدالله بن رجا الروقي
1435/12/08 - 2014/10/02 15:38PM
خطبة عيد الأضحى 1435
الحمد لله والله أكبر , الله أكبر لاإله إلا الله والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد, الله أكبرُ خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عٓزَّ ربُنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً عنت الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته. أشهد أن لاإله إلا هو وحده لاشريك الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
امابعد: فإن يومكم هذا يوم عظيم فهو أفضل أيام العام قال عنه ﷺ :إن أفضل الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر .رواه ابوداود.
وقد شرع الله في هذا اليومِ عبادةً جليلة ألا وهي عبادة ذبح الأضاحي فإن اللحم ليس هو المقصودَ من الإضحية فحسب بل المقصود الأعظم هو إراقة الدم تقرباً إلى الله عزوجل يقول تعالى (لن ينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم )
قال ابن القيم رحمه الله: الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه... ولهذا لو تصدق عن دم المتعة والقِرَان بأضعاف أضعاف القيمة لم يقم مقامَه وكذلك الأضحية.ا.هـ
وقال أيضاً - رحمه الله - : ذبح الشاة الواحدة يوم النحر أحب إلى الله من الصدقة بأضعاف أضعاف ثمنها وإن كثر ثواب الصدقة.ا.هـ
وهذه العبادة يتعلق بها أحكام شرعية:
منها وقت الذبح وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
فتكون أيامُ الذبح أربعةً: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل فراغ صلاةالعيد، أو بعد غروب الشمس يومَ الثالث عشر لم تصح أضحيته.
ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهاراً، والذبح يوم العيد أفضل وكل يوم أفضل مما يليه؛ لمافيه من المبادرة إلى فعل الخير.
ويشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته،ويُهدي، ويتصدق لقوله تعالى: {فَكُلُواْمِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }. فالقانع السائل المتذلل.
والمعترُّ هو المتعرض للعطية بدون سؤال.
فدلت الآية على الأكل منها والصدقة والهدية.
وقال ﷺ : «كلوا وأطعموا وادخروا». رواه البخاري.
والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء.
ويحرم بيعُ شيئ من الأضحية لا لحمٍ ولاجلدٍ ولاغيرِه.
ولا يُعطى الجازرُ شيئاً منها في مقابل الأجرة أو بعضِها لأن ذلك بمعنى البيع.
ثم اعلموا رحمكم الله أن للذكاة آداباً ينبغي مراعاتها ولا تشترط في حل الذبيحة بل تحل بدونها فمنها:
1-استقبال القبلة بالذبيحة حين تذكيتها.
2- ذبح الغنم على جنبها الأيسر، فإن كان الذابح أعسر يعمل بيده اليسرى ذبحها على الجنب الأيمن إن كان أريحَ للذبيحة وأمكنَ له.
ويسن أن يضعَ رجله على عنقها ليتمكن منها.
3ـ أن يستر السكين عن البهيمة عند حدها فلاتراها إلا عند الذبح.
4 ـ أن يكبر الله تعالى بعد التسمية.
5 ـ أن يذكر عند ذبح الأضحية من هي له بعدالتسمية والتكبير، ويسأل الله قبولها فيقول:بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك ,اللهم هذه عني ـ إن كانت له - أو عن فلان إن كانت لغيره.اللهم تقبل مني - إن كانت له - أو من فلان - إن كانت لغيره - .
ويجب الإحسان في تذكيتها فيذبحها بآلة حادة يُمِرُّها على محل الذكاة بقوة وسرعة لقول النبي ﷺ : «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنواالقتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدأحدكم شفرته، وليرح ذبيحته». رواه مسلم.
ويحرم أن يكسر عنق الذبيحة أو يسلخها قبل خروج روحها.
واعلموا رحمكم الله أنه يشرع التكبير في هذا اليوم وفي أيام التشريق الثلاثة فيقال التكبير بعد السلام من الصلوات المفروضات مباشرة ثم تقال بعده الأذكار المعروفة , وكذلك يكون التكبير في سائر الاوقات في البيوت والطرقات والاسواق.
معاشر المسلمين أيام التشريق تبدأ من يوم غد وهي أيام فاضلة وهي من أعياد أهل الإسلام قال النبي ﷺ: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام.
ولهذا يحرم صومها إلا لحاج لا يجد الهدي فيصومها بدلاً عنه.
وهي أيام ذكر لله عزوجل قال ﷺ : أيام منى أيام
أكل وشرب وذكر الله عزوجل. رواه مسلم.
فأحيوا أعيادكم بذكر الله واجتنبوا فيها مايُغضب الله.
أيها المسلمون
إن العيد ينبغي أن يكون سبباً لصفاء القلوب وزوال الشحناء بين المسلمين فلنصل في هذا العيد أقاربنا ولنحذر من قطيعة أرحامنا
قال النبي ﷺ: الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. متفق عليه.
وقال ﷺ : لايدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
أي قاطع رحم.
ويحرم أن يهجر المسلم أخاه أكثر من ثلاثة أيام لقول النبي ﷺ: لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا ، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ.رواه البخاري.
وقال ﷺ: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس . فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا . إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
اقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
...أما بعد فإن النبي ﷺ خطب في العيد خطبة ثانية وخص بها النساء وأمر الرجال أن يجلسوا لها فاقتداء بسنة النبي ﷺ أقول:
إن من واجب النصح تحذيرَ المسلمات من أمر انتشر وهو من كبائر الذنوب ألا وهو التساهل في الحجاب الشرعي ووقوعُهن في معصية التبرج التي نهى الله عنها فترى المرأة تمشي بين الرجال في الأسواق كأنها في بيتها وتلبس عباءة هي في الحقيقة تحتاج إلى عباءة.
إن هذا مجاهرة بالمعصية والنبي ﷺ قال : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )رواه البخاري ومسلم.
فخروج المرأة متبرجة تبارز الله بالمعصية مجاهرةٌ بها وفتنةٌ للناس وتكون قدوةً سيئة للنساء فهي ظلمات بعضها فوق بعض .
وقد نهى الله عن ذلك بقوله : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
ومعنى الآية كما جاء في تفسير ابن سعدي رحمه الله : لا تكثرن الخروج متبرجات متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لاعلم عندهم ولا دين .ا.هـ
وقال ﷺ : صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا.
رواه مسلم.
ياله من وعيد شديد على معصية التبرج والسفور
(لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها) ألا من وقعت في هذه المعصية فلتبادر بالتوبة قبل هجوم الأجل.
وفي الصحيحين أن امرأة سوداء جاءت إلى النبي ﷺ فقالت له يا رسول الله إني أُصرٓع وإني أٓتَكٓشّفُ فادع الله لي قال : إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله عز وجل أن يعافيك قالت اصبر.
ففي الحديث شدة حرصها رضي الله عنها على ستر نفسها فإنه لماّ وعدها النبي ﷺ بالجنة إذا صبرت ذكرت أمرا آخرٓ وهو أنها تنكشف عندما تُصرع فطلبت من النبي ﷺ أن يدعو الله لها ألا تتكشف فدعا لها .
فهذه المرأة حرصت على الستر مع أن هذا ليس بإرادتها فكيف بمن تكشف شيئا مما حرم الله بإرادتها.
ومما يحذر منه النساءُ الاختلاطُ بالرجال والعمل معهم جنبًا إلى جنب في ميادين العمل فإن هذا من أعظم أسباب الفساد للجنسين قال ﷺ : ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
رواه البخاري
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
" ولاشك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة. وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له. فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها" انتهى كلامه رحمه الله.
الا فاتقين الله وسارعن إلى مغفرة من ربكن وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين ارجعوا من غير الطريق الذي جئتم معه اقتداء بسنة نبيكم ﷺ يقول جابر رضي الله عنه: كان النبي ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق. رواه البخاري
اللهم أصلح المسلمين والمسلمات وقهم الشرور والسيئات ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله والله أكبر , الله أكبر لاإله إلا الله والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد, الله أكبرُ خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عٓزَّ ربُنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً عنت الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته. أشهد أن لاإله إلا هو وحده لاشريك الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
امابعد: فإن يومكم هذا يوم عظيم فهو أفضل أيام العام قال عنه ﷺ :إن أفضل الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر .رواه ابوداود.
وقد شرع الله في هذا اليومِ عبادةً جليلة ألا وهي عبادة ذبح الأضاحي فإن اللحم ليس هو المقصودَ من الإضحية فحسب بل المقصود الأعظم هو إراقة الدم تقرباً إلى الله عزوجل يقول تعالى (لن ينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم )
قال ابن القيم رحمه الله: الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه... ولهذا لو تصدق عن دم المتعة والقِرَان بأضعاف أضعاف القيمة لم يقم مقامَه وكذلك الأضحية.ا.هـ
وقال أيضاً - رحمه الله - : ذبح الشاة الواحدة يوم النحر أحب إلى الله من الصدقة بأضعاف أضعاف ثمنها وإن كثر ثواب الصدقة.ا.هـ
وهذه العبادة يتعلق بها أحكام شرعية:
منها وقت الذبح وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
فتكون أيامُ الذبح أربعةً: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل فراغ صلاةالعيد، أو بعد غروب الشمس يومَ الثالث عشر لم تصح أضحيته.
ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهاراً، والذبح يوم العيد أفضل وكل يوم أفضل مما يليه؛ لمافيه من المبادرة إلى فعل الخير.
ويشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته،ويُهدي، ويتصدق لقوله تعالى: {فَكُلُواْمِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }. فالقانع السائل المتذلل.
والمعترُّ هو المتعرض للعطية بدون سؤال.
فدلت الآية على الأكل منها والصدقة والهدية.
وقال ﷺ : «كلوا وأطعموا وادخروا». رواه البخاري.
والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء.
ويحرم بيعُ شيئ من الأضحية لا لحمٍ ولاجلدٍ ولاغيرِه.
ولا يُعطى الجازرُ شيئاً منها في مقابل الأجرة أو بعضِها لأن ذلك بمعنى البيع.
ثم اعلموا رحمكم الله أن للذكاة آداباً ينبغي مراعاتها ولا تشترط في حل الذبيحة بل تحل بدونها فمنها:
1-استقبال القبلة بالذبيحة حين تذكيتها.
2- ذبح الغنم على جنبها الأيسر، فإن كان الذابح أعسر يعمل بيده اليسرى ذبحها على الجنب الأيمن إن كان أريحَ للذبيحة وأمكنَ له.
ويسن أن يضعَ رجله على عنقها ليتمكن منها.
3ـ أن يستر السكين عن البهيمة عند حدها فلاتراها إلا عند الذبح.
4 ـ أن يكبر الله تعالى بعد التسمية.
5 ـ أن يذكر عند ذبح الأضحية من هي له بعدالتسمية والتكبير، ويسأل الله قبولها فيقول:بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك ,اللهم هذه عني ـ إن كانت له - أو عن فلان إن كانت لغيره.اللهم تقبل مني - إن كانت له - أو من فلان - إن كانت لغيره - .
ويجب الإحسان في تذكيتها فيذبحها بآلة حادة يُمِرُّها على محل الذكاة بقوة وسرعة لقول النبي ﷺ : «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنواالقتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدأحدكم شفرته، وليرح ذبيحته». رواه مسلم.
ويحرم أن يكسر عنق الذبيحة أو يسلخها قبل خروج روحها.
واعلموا رحمكم الله أنه يشرع التكبير في هذا اليوم وفي أيام التشريق الثلاثة فيقال التكبير بعد السلام من الصلوات المفروضات مباشرة ثم تقال بعده الأذكار المعروفة , وكذلك يكون التكبير في سائر الاوقات في البيوت والطرقات والاسواق.
معاشر المسلمين أيام التشريق تبدأ من يوم غد وهي أيام فاضلة وهي من أعياد أهل الإسلام قال النبي ﷺ: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام.
ولهذا يحرم صومها إلا لحاج لا يجد الهدي فيصومها بدلاً عنه.
وهي أيام ذكر لله عزوجل قال ﷺ : أيام منى أيام
أكل وشرب وذكر الله عزوجل. رواه مسلم.
فأحيوا أعيادكم بذكر الله واجتنبوا فيها مايُغضب الله.
أيها المسلمون
إن العيد ينبغي أن يكون سبباً لصفاء القلوب وزوال الشحناء بين المسلمين فلنصل في هذا العيد أقاربنا ولنحذر من قطيعة أرحامنا
قال النبي ﷺ: الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. متفق عليه.
وقال ﷺ : لايدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
أي قاطع رحم.
ويحرم أن يهجر المسلم أخاه أكثر من ثلاثة أيام لقول النبي ﷺ: لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا ، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ.رواه البخاري.
وقال ﷺ: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس . فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا . إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
ربنا لاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
اقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
...أما بعد فإن النبي ﷺ خطب في العيد خطبة ثانية وخص بها النساء وأمر الرجال أن يجلسوا لها فاقتداء بسنة النبي ﷺ أقول:
إن من واجب النصح تحذيرَ المسلمات من أمر انتشر وهو من كبائر الذنوب ألا وهو التساهل في الحجاب الشرعي ووقوعُهن في معصية التبرج التي نهى الله عنها فترى المرأة تمشي بين الرجال في الأسواق كأنها في بيتها وتلبس عباءة هي في الحقيقة تحتاج إلى عباءة.
إن هذا مجاهرة بالمعصية والنبي ﷺ قال : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )رواه البخاري ومسلم.
فخروج المرأة متبرجة تبارز الله بالمعصية مجاهرةٌ بها وفتنةٌ للناس وتكون قدوةً سيئة للنساء فهي ظلمات بعضها فوق بعض .
وقد نهى الله عن ذلك بقوله : (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
ومعنى الآية كما جاء في تفسير ابن سعدي رحمه الله : لا تكثرن الخروج متبرجات متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لاعلم عندهم ولا دين .ا.هـ
وقال ﷺ : صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا.
رواه مسلم.
ياله من وعيد شديد على معصية التبرج والسفور
(لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها) ألا من وقعت في هذه المعصية فلتبادر بالتوبة قبل هجوم الأجل.
وفي الصحيحين أن امرأة سوداء جاءت إلى النبي ﷺ فقالت له يا رسول الله إني أُصرٓع وإني أٓتَكٓشّفُ فادع الله لي قال : إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله عز وجل أن يعافيك قالت اصبر.
ففي الحديث شدة حرصها رضي الله عنها على ستر نفسها فإنه لماّ وعدها النبي ﷺ بالجنة إذا صبرت ذكرت أمرا آخرٓ وهو أنها تنكشف عندما تُصرع فطلبت من النبي ﷺ أن يدعو الله لها ألا تتكشف فدعا لها .
فهذه المرأة حرصت على الستر مع أن هذا ليس بإرادتها فكيف بمن تكشف شيئا مما حرم الله بإرادتها.
ومما يحذر منه النساءُ الاختلاطُ بالرجال والعمل معهم جنبًا إلى جنب في ميادين العمل فإن هذا من أعظم أسباب الفساد للجنسين قال ﷺ : ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
رواه البخاري
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
" ولاشك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة. وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له. فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها" انتهى كلامه رحمه الله.
الا فاتقين الله وسارعن إلى مغفرة من ربكن وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين ارجعوا من غير الطريق الذي جئتم معه اقتداء بسنة نبيكم ﷺ يقول جابر رضي الله عنه: كان النبي ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق. رواه البخاري
اللهم أصلح المسلمين والمسلمات وقهم الشرور والسيئات ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.