خطبة عيد الأضحى 1445 هـ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا.
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيراً.
أَمَّا بَعْدُ: فَأَوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ فَفِيهَا الفَوزُ وَالفَلَاحُ وَسَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [يونس63 ـ 64 ]
أَوْصِيكُمْ وَنَفْسِي بِلُزُومِ التَّقْوَى، وَالتَّزَوُّدِ مِنْهَا، وَالثَّبَاتِ عَلَيهِا، وَالحَذَرِ مِمَّا يَصْرِفُ عَنْهَا؛ مِنْ شَهَوَاتٍ أَوْ شُبُهَاتٍ أَوْ دُعَاةِ ضَلَالٍ.
إِيَّاكُمْ - عِبَادَ اللهِ - وَالمَعَاصِي أَنْ تَفْعَلُوهَا أَوْ تَقْرَبُوهَا.
ابْتَعِدُوا عَنْهَا وَعَنْ أَصْحَابِهَا وعَـنْ أَمْكِنَتِهَا وَعَنْ كُلِّ وَسِيلَةٍ تُفْضِي إِلَيْهَا؛ فَمَنِ ابْتَعَدَ سَلِمَ - بِإِذْنِ اللهِ - وَمَنِ اقْتَرَبَ؛ فَهُوَ كَالرَّاعِي يَرْعَي حَوْلَ الحِمَى يُوْشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ.
عَصَمَنَا اللهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَأَجَارَنَا مِنْ زَيغِ القُلُوبِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: نِعْمَةٌ عَظِيْمَةٌ أَنْ بَلَّغَنَا اللهُ تَعَالَى العَشْرَ؛ خَيْرَ أَيَّامِ الدُّنْيَا، بَلَّغَنَا يَومَ عَرَفَةَ؛ يَومَ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ وَبَلَّغَنَا يَومَ عِيدِ الأَضْحَى؛ يَومَ النَّحْرِ؛ يَومَ الحَجِّ الأَكْبَرِ بِلَّغَنَا اللهُ هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ؛ وَنَحْنُ بِأَحْسَنِ حَالٍ وَأَتَمِّ نِعْمَةٍ؛ فَلْنَشْكُرِهُ تَعَالَى عَلَى سَابِغِ إِنْعَامِهِ، وَعَظِيمِ إِحْسَانِهِ.
ثُمَّ لْنَفْرَحَ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - بِعِيْدِنَا، وَلْنَسْعَدْ وَلْنُدْخِلِ السَّعَادَةَ وَالسُّرُورَ عَلَى مَنْ حَوْلَنَا؛ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَطِيبِ الكَلَامِ وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ وَالأَهْلِ وَالأَوْلَادِ وَالجِيْرَانِ، نَسْعَدُ فِي عِيْدِنَا بِإِزَالَةِ الشَّحْنَاءِ بَيْنَنَا، نَسْعَدُ بِالتَّوَاضُعِ؛ نَسْعَدُ بِالعَفْوِ وَالصَّفْحِ.
نَسْعَدُ بِالزِّيَارَةِ، وَالمُكَالَمَةِ، وَالرِّسَالَةِ، وَبَذْلِ الهَدِيَّةِ.
نَكُونُ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَكَالجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْه
عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا... ) الخ
إِيَّاكُمْ - عِبَادَ اللهِ - وَحُقُوقَ النَّاسِ؛ لَا تَظْلِمُوا؛ فَالظُّلمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ؛ لَا تَظْلِمُوا قَرِيْبًا وَلَا بَعِيْدًا، لَا وَلَدًا، وَلَا زَوْجًا، وَلَا عَامِلًا، وَلَا مَرْؤُوسًا، وَلَا خَادِمَةً؛ لَا تَظْلِمُوا أَحَدًا فِي نَفْسِهِ وَلَا فِي مَالِهِ وَلَا فِي عِرْضِهِ، لَا تَبْخَسُوا أَحَدًا حَقَّهُ، أَوْ تُسِيئُوا مُعَامَلَتَهُ، أَوْتُكَلِّفُوهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ.
تَذَكَّرْ يَا مَنْ قَدِرْتَ عَلَى أَحَدٍ؛ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيكَ؛ وَاعْتَبِرْ بِمَا رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْـــفِي صَوْتًا: ( اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: ( أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ )
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأكْثِرُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - مِنَ التَّكْبِيرِ؛ فَهُوَ مَشْرُوعٌ فِي كُلِّ العَشْرِ، وَمُسْتَمِرُّ يَومَ العِيدِ وَأيَّامَ التَّشْرِيقِ؛ وَهَذَا هُوَ التَّكْبِيرَ المُطْلَقَ؛ أَمَّا المُقَيَّدُ؛ فَهُوَ الَّذِي يُقَالُ أَدْبَارِ الصَّلوَاتِ المَفْرُوضَةِ، وَقَدْ بَدَأَ مِنْ فَجْرِ يَومِ عَرَفَةَ وَيَسْتَمِرُّ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: الأُضْحِيَةُ مِنْ أَفْضَلِ القُرُبَاتِ، وَلَمْ يَدَعْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَلمَّا سَئِلَ شَيخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيِمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ عَمَّنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْأُضْحِيَّةِ؛ هَلْ يَسْتَدِينُ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ لَهُ وَفَاءٌ فَاسْتَدَانَ مَا يُضَحِّي بِهِ فَحَسَنٌ وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ.
فَلْنَحْرِصْ عَلَى هَذِهِ الشَّعِيرَةِ؛ وَلْنُؤَدِّهَا عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ: أَنْ تَبْلُغَ السِّنَّ المُعْتَبَرَ؛ خَمْسُ سِنِينَ لِلإبِلِ وَسَنَتَانِ لِلبَقَرِ وَسَنَةٌ لِلغَنَمِ، وَيَجُوزُ مِنَ الضَّأنِ مَا أَتَمَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
وَكَذَلِكَ أَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِنَ العُيُوبِ المَانِعَةِ مِنَ الإِجْزَاءِ وهي: العَوَرُ البَيِّنِ، وَالمَرَضُ البَيِّنِ، وَالعَرَجُ البَيِّنِ، والكِبَرُ المُتَنَاهِي.
أَمَّا وَقْتُ الذَّبْحِ؛ فَيَومُ العِيْدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ اليَومِ الثَّالِثَ عَشَرَ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } [النساء 59]
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْـرِ وَالْيُسْـرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ) [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]
أَلَا فَالْزَمُوا جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، وَعُلَمَاءَهُمْ؛ فَإِنَّهُ مِنْ طَاعَةِ اللهِ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَّا يُحْفَظُ بِهِ الْأَمْنُ؛ وَتُقْمَعُ بِهِ الفِتَنُ.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَرَّمَ الإِسْلَامُ الْمَرْأَةَ، وَأَمَرَ بِإِكْرَامِهَا، وَحَرَّمَ ظُلْمَهَا، وَأَوْجَبَ لَهَا وَعَلَيْهَا حُقُوقًا؛ فَلْتَقُمْ بِحَقِّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ، وَالْتِزَامِ شَرْعَهُ، وَلْتَقُمْ بِحَقِّ زَوجِهَا؛ وَرِعَايَةِ بَيْتِهَا وَأَوْلَادِهَا وَحُسْنِ تَرْبِيَتِهِمْ.
فَهِيَ رَاعِيَةٌ وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.
اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيراً.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَانْصُـرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَبِلَادَنَا وَأَمْنَنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ؛ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ، اللَّهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، وَشَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا.
اللَّهُمَّ وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1718408413_خطبة عيد الأضحى 1445 هـ.pdf
1718408488_خطبة عيد الأضحى 1445 هـ.doc