خطبة عيد الأضحى 1444ه ( ذكر الله )

خالد الكناني
1444/12/04 - 2023/06/22 23:01PM

خطبة عيد الأضحى 1444ه ( ذكر الله )

الحمد لله ربّ العالمين ، عدد ما ذكره الذاكرون ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

أيها المسلمون : إنكم في يوم عظيم ، هو يوم النحر ، يوم الحج الأكبر ، في هذا اليوم اجتمعت للحجاج عبادات عظيمة ، فهم يرمون الجمرة الكبرى ويذبحون الهدي ويحلقون رؤوسهم ويطوفون ويسعون ويكبرون ، وغير الحجاج يصلون صلاة العيد ويذبحون الأضاحي ويكبرون الله تعالى ، وثبت أن هذا اليوم هو من أعظم الأيام عند الله تعالى .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»

أيها المسلمون : إن من الأمور التي ينبغي أن نحافظ عليها في هذا اليوم العظيم وفي الأيام الثلاثة التي بعده (( التكبير )) اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

قال تعالى : ((وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )) وقال تعالى : ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)) قال ابن عباس رضي الله عنهما :  الأيام الْمَعْلُومَاتُ أَيَّامُ الْعَشْرِ ، والأيام المعدودات أيام التشريق ، قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ ))

أيها المسلمون : ذكر الله تعالى من أعظم العبادات ، وإن من مقاصد العبادات التي شرعت في هذه الأيام ، إقامة ذكر الله تعالى

عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْكَعْبَةِ , وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ , وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ - عز وجل )) ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ

الحجاج وهم يقفون بعرفات يذكرون الله تعالى ، ويدعون الله تعالى ، جُّل يومهم ذكرا لله جل في علاه ، ثم يأمرهم ربهم تبارك وتعالى بالمداومة على ذكره ، قال تعالى :  ((فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ))

 أكثروا من ذكر الله والاستغفار ، بل جاء التوجيه القرآني الحكيم بالمداومة على ذكر الله تعالى بعد إنهاء المناسك العظيمة في الحج ، قال تعالى : (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ))

أيها المسلمون : ذكر الله تعالى والمداومة عليه حياة للإنسان وللقلب.

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»

ذكر الله خير وأزكى وارفع للدرجات وانجى من العذاب .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.

أمرنا تعالى بذكره ، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره،

قال تعالى : ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ))

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ )) اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ ،،،                                                    أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم.

الحمد لله ربّ العالمين ، الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ، الكريم المنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وكبروه تعالى تكبيرا .

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

أيها المسلمون :  إن مما شُرع في هذا اليوم من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق ، الأضحية ،  وهي سنة مؤكدة في حق الموسرين

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي كُلَّ سَنَةٍ ))

وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»

فتقربوا إلى ربكم بذبح ضحاياكم وتحقيق مراده من ذلك ، قال تعالى : ((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ))

عباد الله : في أيامكم هذه كلوا واشربوا وافرحوا وكبروا الله تعالى

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

هذا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللهم أعز الاسلام والمسلمين ، واجعل بلادنا آمنة وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه يا رب العلمين ، اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام واجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا من المقبولين وارحمنا برحمتك يا ارحم الرحمين واغفر لنا أجمعين ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين

الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

 

 

المرفقات

1687464090_خطبة عيد الأضحى 1444ه.pdf

المشاهدات 821 | التعليقات 0