خطبة عيد الأضحى 1437هجرية

عبدالوهاب بن محمد المعبأ
1437/12/10 - 2016/09/11 19:02PM
خطبة عيد الـأضحى 1437هــ
عبدالوهاب المعبأ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وبعَفوِه تُغفَر الذُّنوب والسيِّئات، وبكرَمِه تُقبَل العَطايا والقُربَات، وبلُطفِه تُستَر العُيُوب والزَّلاَّت، الحمدُ لله الذي أماتَ وأحيا، ومنَع وأعطَى، وأرشَدَ وهدى، وأضحَكَ وأبكى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: 111].

الله أكبر، الله أكبر ما لبس الحَجِيج ملابسَ الإحرام، الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدَؤُوها بالتحيَّة والسلام، الله أكبر ما استلَمُوا الحجر، وطافُوا بالبيت، وصلُّوا عند المقام، الله أكبر ما اهتدوا بنور القرآن، وفرحوا بهدي الإسلام، الله أكبر ما وقَف الحجيج في صَعِيد عرفات، الله أكبر ما تضرَّعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات، الله أكبر ما غفَر لهم ربهم، وتحمَّل عنهم التَّبعات، الله أكبر ما رموا وحلَقُوا وتحلَّلوا ونحَرُوا، فتمَّت بذلك حجَّة الإسلام، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

الحمدُ لله الذي جعَل الأعياد في الإسلام مَصدرًا للهناء والسُّرور، الحمد لله الذي تفضَّل في هذه الأيَّام العشر على كلِّ عبدٍ شَكُور، سبحانه غافِر الذنب وقابِل التَّوب شديد العِقاب.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

ربنا لك الحمدُ سرًّا وجهرًا، ولك الحمدُ دومًا وكرًّا، ولك الحمد شعرًا ونثرًا.

لك الحمدُ يوم أنْ كفَر كثيرٌ من الناس وأرشدتنا للإسلام، لك الحمدُ يومَ أنْ ضلَّ كثيرٌ من الناس وهديتنا للإيمان، لك الحمدُ يوم أنْ جاعَ كثيرٌ من الناس، وأطعمتنا من رزقك، لك الحمدُ يومَ أنْ نام كثيرٌ من الناس، وأقمتَنا بين يدَيْك من فضلك:

وَاللهِ لَوْلاَ اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا *** وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَـلَّيْنَا
فَـأَنْـزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا *** وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا

فلك الحمدُ ربنا عددَ الحجَر، لك الحمدُ عدد الشجَر، لك الحمدُ عدد البشَر.

أيُّها المسلمون، عبادَ الله: الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير، وتُعلن للفرحة النفير؛ ليعيشها الرجل والمرأة، ويَحياها الكبير والصغير، أعيادنا تهليلٌ وتكبيرٌ.

إذا أذنا كبَّرنا الله، وإذا أقَمنا كبَّرنا الله، وإذا دخَلنا في الصلاة كبَّرنا الله، وإذا ذبَحنا كبَّرنا الله، وإذا وُلِد المولود كبَّرنا الله، وإذا خُضنا المعارِك كبَّرنا الله، وإذا جاء العيدُ بالتكبير استَقبَلناه وقلنا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إنَّه تنفيذٌ لتَوجِيهات الله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

كان لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قبَّة في منى، فإذا جاء العيد كبَّر عمر فكبَّرت منى، فكبَّرت الأرضُ، وكأنَّك أمامَ أمَّة تُعلِن أنَّ الخنوع والخضوع لا يكونان إلاَّ لله، وأنَّ الذلَّة والانكِسار لا يكونان إلاَّ لذات الله، وأنَّ الاستِمدَاد والاستِلهَام لا يكونان إلاَّ من الله، وأنَّ العَوْن والتوكُّل لا يكونان إلاَّ على الله، وأنَّ الحفظَ والاستِعانة لا يكونان إلاَّ بالله سبحانه وتعالى.

العيد كلمةٌ ذات معنى؛ العيد: هو كلُّ يومٍ فيه جمعٌ، وأصل الكلمة من عاد يَعود؛ قال ابن الأعرابي: "سُمِّيَ العيد عيدًا؛ لأنَّه يَعُود كلَّ سنة بفرحٍ مُجدَّد".

العيد في الإسلام كلمةٌ رقيقة عَذبة تملأ النفس أنسًا وبهجةً، وتملأ القلبَ صفاءً ونَشوَة، وتملأ الوَجه نَضارة وفَرحَة، كلمةٌ تُذكِّر الوحيدَ بأسرته، والمريضَ بصحَّته، والفقيرَ بحاجته، والضعيفَ بقوَّته، والبعيدَ ببلده وعَشِيرته، واليتيمَ بأبيه، والمِسكِين بأقدس ضَرُورات الحياة، وتُذكِّر كلَّ هؤلاء بالله، فهو سبحانه أقوى من كلِّ قوي: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 21]،
وأغنى من كلِّ غني: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15]، وأعزُّ من كلِّ عزيز: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 26].

الأعياد في الإسلام ليست انطِلاقًا وراءَ الشَّهوات، وليسَتْ سِباقًا إلى النَّزوات، وليست انتِهاكًا للمُحرَّمات، أو سَطْوًا على الحدود أو الحرمات.

الأعيادُ في الإسلام طاعةٌ تأتي بعد الطاعة؛ عيد الفطر ارتَبَط بشَهرِ رمضان الذي أُنزِلَ فيه القُرآن، وفيه الصوم الذي يذكِّر بهَدْي القرآن، موسم يُختَم بالشُّكر والتَّكبير: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

وعيد الأضحى ارتَبَط بفريضة الحج، موسم يُختَم بالذِّكر والتَّكبير: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203]،
عباد الله فأكثروا في هذا اليوم من ذكر الله وشكره، تهليلاً وتكبيراً وحمداً وثناءً فهو المستحق سبحانه، وكم نحن بحاجة لعطفه ورحمته وفضله وتوفيقه في زمن كثرت فيه المشاكل والصراعات والفتن والابتلاءات في بلاد المسلمين، حتى غدت بلاد المسلمين وأرضهم وديارهم مسرحًا للحروب والصراعات والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فسُفكت الدماء، ودُمرت الأوطان وتشرد الملايين، وعمت الفوضى، وانتشرت العصبيات المذهبية والطائفية والعِرقية والحزبية، ولم يعد هناك في بلاد العالم وشعوب الدنيا من حروب أو قتل أو دمار وخراب أو مخيمات ولاجئين أو فقر وجوع وبطالة إلا في بلاد العرب والمسلمين.

وما حدث ذلك إلا بتقصيرنا وضعف إيماننا وتنافسنا على الدنيا، وأخطر من ذلك الركون إلى أعدائنا، وتنفيذ مخططاتهم، والسير وراء توجيهاتهم؛ ترغيباً وترهيباً، وهذا كله ابتلاء وتمحيص للحق من الباطل والخير من الشر والإيمان من النفاق.. قال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35].

وقال سبحانه وهو أصدق القائلين: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ولَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ والضَّرَّاءُ وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة : 214]..

وقال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ ولَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وإِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) [آل عمران : 186].
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري *** ولا الشؤون التي تجري بتقديري

لي خالق رازق ما شاء يفعل بي *** أحاط بي علمًا من قبل تصويري

جاء في الأثر أن موسى -عليه السلام- سأل ربّه: "ما يُدني من رضاك؟! قال: إن رضاي في رضاك بقضائي". وهذا لقمان الحكيم يوصي ولده فيقول له: "أوصيك بخصال تقرّبك من الله، وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت".

واعلم أن البلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة، فقد قضى الله -عزَّ وجلَّ- على كل إنسان نصيبه من البلاء، قال تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان: 2-3]، فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلائه، فيهون عليه الأمر، ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه.

روي أنه كان في زمن حاتم الأصم رجل يقال له: معاذ الكبير، أصابته مصيبة، فجزع منها وأمر بإحضار النائحات وكسر الأواني، فسمعه حاتم فذهب إلى تعزيته مع تلامذته، وأمر تلميذًا له، فقال: إذا جلست فاسألني عن قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات: 6]. فسأله فقال حاتم: ليس هذا موضع السؤال. فسأله ثانيًا، وثالثًا. فقال: معناه أن الإنسان لكفور، عداد للمصائب، نسَّاء للنعم، مثل معاذ هذا، إن الله تعالى متعه بالنعم خمسين سنة، فلم يجمع الناس عليها شاكرًا لله -عز وجل-، فلما أصابته مصيبة جمع الناس يشكو من الله تعالى؟!! فقال معاذ: بلى، إن معاذًا لكنود، عدّاد للمصائب نسّاء للنعم. فأمر بإخراج النائحات وتاب عن ذلك.

دَعِ الأَيّامَ تَفعلُ ما تَشاءُ *** وَطِب نَفسًا إِذا حَكَمَ القَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي *** فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلدًا *** وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ

وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ *** فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التأَنّي *** وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ

وَلا حُزنٌ يدومُ وَلا سُرورٌ *** وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قلبٍ قَنوعٍ *** فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ

وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا *** فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكن *** إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
عباد الله اليوم كم نحن بحاجة إلى مراجعة أخطائنا وأعمالنا وسلوكياتنا، وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كمسلمين!! وكم نحن بحاجة إلى إعادة بناء النفوس بالإيمان وقيم الخير والحب والتراحم والتسامح!! وكم نحن بحاجة إلى بثّ الأمل في النفوس ونشر التفاؤل!! لذلك يأتي العيد كمحطة تبث الفرح والسرور، وتعيد للأرواح الأمل والتفاؤل، وتوحي للنفوس أن بعد العسر يسرًا، وبعد الشدة فرجاً ومخرجاً، ويطرق في أذهان المسلمين أنهم أمة واحدة.
اللهم اجمعنا على طاعتك، واهدنا لحمدك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من عبادك الصالحين.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم.

الخطــبة الثانية:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهل الثناء والمجد، لا رب لنا سواه، ولا خالق غيره، ولا رازق إلا هو، مستحق للشكر والحمد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم..

أما بعد: عباد الله: ألا فليقم كل من ضحى إلى أضحيته، فله عند الله أجر عظيم، وأطعموا منها البائس والفقير والمحروم، وتفقدوا أحوال الضعفاء والأيتام والمساكين، وأدخلوا عليهم البهجة والفرح والسرور، ومن لم يضحِّ لضيق العيش والحاجة فلا يبتئس ولا يحزن فقد ضحى عنه وغيره من المسلمين رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أربعة عشر قرناً من الزمان..

واذكروا الله كما هداكم، واشكروه على ما أعطاكم؛ وجدّدوا إيمانكم وحسّنوا أخلاقكم، واحفظوا دماءكم، واجتنبوا الفتن، وحافظوا على صلاتكم وسائر عباداتكم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وقولوا كلمة الحق، واعملوا على ازدهار أوطانكم وتطور مجتمعاتكم، وأخلصوا في أعمالكم تفوزوا برضا ربكم..

فهنيئاً لكم بالعيد يا أهل العيد، وأدام الله عليكم أيام الفرح، وسقاكم سلسبيل الحب والإخاء. ولا أراكم في يوم عيدكم مكروهاً... ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، ولمّ شعثهم، وألّف بين قلوبهم واحقن دمائهم..

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين.. اللهم تقبل من حجاج بيتك أعمالهم وردهم إلى بلادهم سالمين غانمين، واغفر لنا ولهم أجمعين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبدالوهاب المعبأ
773027648جوال
المشاهدات 1807 | التعليقات 0