خطبة عيد الأضحى 1433هـ (الأضحية حكم وتأملات)
عمر الدهيشي
1433/12/09 - 2012/10/25 04:29AM
خطبة عيد الأضحى لعام 1433هـ [الأضحية حكم وتأملات].
الله أكبر الله أكبر كبيراً تجلى جلاله وعظمته وكبرياؤه في كمال أسمائه وجمال صفاته وكريم فعاله،خلق الخلق فأحسن خلقهم وأنعم عليهم بالفروض والواجبات والسنن كي تستقيم حالهم وتصلح أحوالهم، لطفاً بعباده وخبرة بهم (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فيلطف سبحانه بعباده فيسوق إليهم البر والإحسان من حيث لا يشعرون، ويعصمهم من الشر من حيث لا يحتسبون، ويرقيهم إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال، حتى إنه يذيقهم المكاره ليتوصلون بها إلى المحاب الجليلة والمقامات النبيلة، فلا يملك العبد المنصف معها إلا الإقرار بأن تلك الواجبات وهاتيك السنن جمال الحياة وكمال العيش السعيد.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله.. شعار يومنا وعنوان عيدنا التكبير والتهليل والتحميد والنسك تقرباً لله وحده وعبودية بالقلب واللسان والمال والجوارح، وحقيقة النسك قربان يقدمه العبد عنه وعن أهل بيته راضية بها نفسه مطمئنة لها دون منٍ ولا أذى أو بخل وشح ، وهي سنة المرسلين وسبيل خاتم النبيين (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) فالنحر أو الذبح ذكرى لفداء إسماعيل عليه السلام فهو آية من آيات الله وطاعة من طاعات عبديه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهدي خير المرسلين وقدوة الناس أجمعين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقام رسول الله ﷺ بالمدينة عشر سنين يضحي . رواه أحمد ،وفيها فرح بالعيد واستبشار به، وتوسعة على الأهل والخلان،وصدقة لله تعالى بإطعام الفقراء والمساكين ومشابهة الحجيج في بعض مناسكهم، وهو قبل ذلك وبعده قربة إلى الله تعالى يتعبد العبد بها ربه في هذه الأيام الأربع عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى. رواه مسلم ،وصدق الله(لكم فيها خير) للمضحي وغيره من الأكل والصدقة والانتفاع والثواب والأجر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما أنفقت الورق في شيء أفضلَ من نحيرة في يوم عيد) رواه الدارقطني.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله..الأمر بنحر الأضاحي وذبحها اقترن في كتاب الله تعالى بذكر اسم الله تعالى عليها،إذ هو جوهرها ومقصدها ،فإن أظهر ما في عملية النحر ذكر اسم الله تعالى على الأضحية؛ فكأنما هو الهدف المقصود من النحر لا النحر ذاته، ولذا جهر النبي ﷺ بالتسمية والتكبير تعليماً وتذكيراً بهذا المقصد الأعظم والأساس عن أنس رضي الله عنه قال:ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ،قال: ورأيته يذبحهما بيده ،ورأيته واضعاً قدمه على صفاحهما، ويقول: باسم الله ، والله أكبر. رواه مسلم بل من شروط صحة الذكاة ذكر اسم الله عليها عند الذبح وجوباً (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق)، فلحوم الأضاحي وجلودها ومنافعها عائدة إلى العبد أما رب العالمين فلن ينال لحومها ولا دماؤها لكونه الغني الحميد وإنما يناله الاستجابة والانقياد له، والإخلاص والاحتساب فيها، والنية الصالحة في ابتغاء وجه الله لا فخراً بها ولا رياء ولا سمعة بل ولا مجرد عادة (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله..بهيمة عجماء أعطيت قوة ومنعة عَظُم خلْقها وشُدَّ عظمها وهيئت للتحمل ونقل الأثقال بل وحمل الإنسان (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) تقاد وتنقاد بين يدي جزارها مستسلمة خاضعة يصرفها حيث شاء ويصنع بها ما أراد فينحرها صواف، أو يضجعها على جنب فيذبحها مسخرة ميسرة ،وقد كانت ذا قوة ومنعة وربما غلبت الإنسان وأردته قتيلاً ولكنه تسخير رب العالمين وقدرة أحكم الحاكمين(كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) فإنه لولا تسخير الله لها، لم يكن لنا بها قوة، وليس لنا بها طاقة، ولكنه سبحانه ذللها وسخرها رحمة بعباده وإحساناً إليهم مما يوجب الحمد والشكر لله تعالى على جزيل نعمه وفاضل عطائه.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أعوذ بالله من الشيطان (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين). أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين أما بعد : فاتقوا الله حق التقوى. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.عباد الله.. اجتمع في يومكم هذان عيدان عيد الأضحى المبارك وعيد الأسبوع الجمعة ،وقد حصل مثل هذا في عهد النبي ﷺ فكان من حاله عليه الصلاة والسلام أن قال في خطبته لصلاة العيد: يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع) رواه الطبراني. وعليه فقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل. ومن لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً. وأن من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر...الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد..هذا وصلوا..