خطبة عيد الأضحى ١٤٤٥
راشد بن عبد الرحمن البداح
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
الحَمْدُ للهِ الذِيْ جَعَلَ لَنَا دِيْنًا هُوَ خَيْرُ الأَدْيَانِ، وَأَنْزَلَ لَنَا كِتَابًا هُوَ خَيْرُ الكُتُبِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُوْلاً هُوَ خَيْرُ الرُّسُلِ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. أَمَّا بَعْدُ:
اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا
فالعيدُ يعودُ علينا بالفرحِ والسُّرورِ، والعيدُ موسمُ التواصلِ والتهادِيوالاجتماعِ على الطعامِ، والعيدُ فرصةٌ للنفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها. فأصلِحُوا ذاتَ بينِكم، وتنازَلُوا عن بعضِ حقوقِكم، وأهدُوا من لحمِ أضاحِيكم، وإذا أهداكَ لحمةً مَن كان بينَك وبينَه شحناءُ فاشكرهُوانطلقْ لتَناسِي ما كان في نفسِك من تلكَ الشحناءِ، وأعِدْ مياهَالصفاءِ إلى مجارِيها.
إنه عيدُ الأضحى، ما أجلَّه وما أجملَه! فهل تعلمونَ أنه أفضلُ من عيدِ الفطرِ، وفي كلٍ فضلٌ؟!
قالَ ابنُ رجبٍ رحمهُ اللهُ: الصَّلاةُ والنَّحرُ الذي يَجْتَمعُ في عيدِ النَّحرِ أفضلُ مِن الصَّلاةِ والصَّدقةِ الذي في عيدِ الفطرِ.. وعيدُ الأضحى عيدٌلجميعِ المسلمينَ، لِمَن حجَّ ومَن لم يَحُجَّ؛ لاشتراكِهِم في العتقِ والمغفرةِ يومَ عرفةَ، وفي التَّقرُّبُ بإراقةِ دماءِ القرابينِ.. وفي عيدِ النَّحرِ وأيَّامِ التَّشريقِ يَحرُمُ الصيامُ؛ لأنَّ النَّاسَ كلَّهُم فيها في ضيافةِ اللهِ -عزَ وجلَ-، ولا يَنْبَغي للكريمِ أنْ يُجَوِّعَ أضيافَهُ. ولهذا بَعَثَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَن يُنادِي بمكَّةَ أنَّها أيَّامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ -عزَ وجلَ-، فلا يَصومَنَّ أحدٌ().
فكلُوا من أضاحِيكم، واحتسِبُوا بأكلِكُم أنكم تقتدونَ بنبيِكم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلَ مِنْ لَحْمِهَا، وَشَرِبَ مِنْ مَرَقِهَا. رواهُ مسلمٌ().
ومَن ضعُفَتْ بهِ النفقةُ عن شراءِ أضحيةٍ بألفينِ وبثلاثةٍ، فليضحِبسبعِ مئةِ ريالٍ عن طريقِ منصةِ إحسانٍ أو منصةِ أضحيتِي. ﵟوَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاﵞ[الطلاق7].
ولتملؤُوا قلوبَكم تعظيماً لأضاحِيكُم، وذكّرُوا أهلِيْكُم بقصةِإسماعيلَ حينَما أرادَ أن ينحرَه أبوهُ إبراهيمُ، ففداهُ اللهُ بذِبحٍ عظيمٍ. وتذكرُوا أن مَقامَ نحرِ الأضحيةِ مقامٌ مَهيبٌ، وليس مجالاً للضحكِ والمزاحِوالتهكمِ، بل المقامُ فيه تعظيمٌ للهِ وشعائرِهِ: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} وليسَ المقصودُ من الأضاحِي التلذذَبكبدتِها، وشواءِ لحمتِها، بل إحياءٌ للقلوبِ لتقوَى علامِ الغيوبِ: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}.
فاللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
الحمدُ للهِ وصلَى اللهُ وسلمَ على رسولِ اللهِ، أما بعدُ:
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ
اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا
فيا أيُها المضحِي بعدَ قليلٍ: إليكَ وصايا قد تَخفَى عليكَ:
أشرِكْ محارمَك ليرَوا ذبحَ أضحيةِ البيتِ –ولو من وراءِ حجابٍ- ليستشعِرُوا هذه العبادةَ، ويعظِمُوا شعائرَ اللهِ، وعوِّدْ أولادَكَ على السلخِوالتقطيعِ والتجهيزِ، وأما الذبحُ فلا يَذبحْ إلا عارفٌ؛ لئلا يعذِبَها، ولذا أَمَرَ أَبُو مُوسَى بَنَاتِهِ أَنْ يضحِّينَ بأيدِيهنَّ. رواهُ البخاريُ().
وإذا فرغتُمْ من أضاحِيكم -تقبلَ اللهُ منكُمْ- فاغسِلُوا ما بقيَ من الدماءِ والشحومِ واللحومِ، ولا تغسِلُوه غسلاً ينتقلُ بمخلفاتِهِ للشارعِ، فيتأذَى به جيرانُكم والمارةُ، فرسولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولُ: مَنْآذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ. أخرجهُ الطبرانيُبسندٍ حسنٍ().
أيُها المضحونَ لأمواتِهم: لا تتحزَّنُوا، ولا تَسْتَجِرُّوا دموعَكم على راحلينَ لم يَشهَدُوا أضاحِيَهم، بل لِندْعُ لهم فالدعاءُ هوَ الذي ينفعُهم، لا التحزُّنَ والبكاءَ، ولنشكرْ لأولئكَ الذين تولَوا ذبحَ أضاحِي موتاهُم، واحتسَبُوا تنفيذَ وصاياهُم، فنفَعُوا الحيَ والميتَ، فجزَى اللهُ خيرًا أولئكَالمحتسِبينَ المنفذينَ للوصايا والأوقافِ بكلِ أمانةٍ وديانةٍ.
وبعدَ ذبحِ أضاحِيْكَ ولُقْيا أحبابِكَ فاتركْ تلكَ الأسئلةَ المزعجةَ: بكم اشتريتَ أضحيتَك؟ كم ضَحَّيتُمْ من أضحيةٍ؟!ّ أينَ ضحَّيتُمْ؟! متى انتهيتُمْ من الذبحِ؟! دعْ تلكَ الأسئلةَ؛ لئلا تُحرِجَ مديوناً لم يُضَحِ، ولئلا تقعَ أو تُوقعَ في الرياءِ والفخرِ، فينقصَ الأجرُ، فكما أنكَ لا تقولُلصاحبِكَ: كمْ ركعةً صليتَ البارحةَ، فكذلكَ الأضحيةُ؛ لأنها عبادةٌ خالصةٌمقارِنةٌ للصلاةِ: (ﵟفَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ)ﵞ[الكوثر2].
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
• اللهم لكَ الحمدُ كالذي تقولُ وخيرًا مما نقولُ.
• اللهم لكَ صَلاتُنا ونُسكُنُا ومَحيانا ومَماتُنا، وإليكَ مآبُنا.
• اللهم اقبَلْ منا النُسُكَ والنَسائكَ.
• اللهمَّ وارحمْنا ووالدِينا وأمواتَنا، وهبْ لنا من أزواجِنا وذرياتِنا قرةَ أعينٍ.
• اللهم احفظْ دينَنَا وبلادَنا وأدِمْ أمنَنا، وادحرْ أعداءَنا، وأجبْ دعاءَنا.
• اللهم وفقْ وليَ أمرِنا ووليَ عهدِه لهُداكَ. واجعلْ عمَلَهما في رضاكَ. واجزِهمْ على التيسيرِ على المسلمينَ، وعلى خدمةِ الحجيجِ والحرمينِ.
• اللهم احفظْ مرابطينا ومجاهدينا، وحجاجَنا ومنظمي حُجاجِنا.
• اللهم صلِ وسلمْ على محم
المرفقات
1718266626_خطبة عيد الأضحى 1445.docx
1718266626_خطبة عيد الأضحى 1445.pdf