خطبة عيد الأضحى - مختصرة

عبدالله حامد الجحدلي
1441/12/07 - 2020/07/28 01:18AM

عيد الأضحى

  10/12/1441هـ

الخطبة الأولى

﴿الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾([1])  الحمد لله؛ خالق الخلق، وقاسم الرزق، ومدبر الأمر، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه،

وهو سريع الحساب.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،

صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ([2])

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر ما هل هلال وأدبر، الله أكبر ما حج حاج واعتمر، الله أكبر ما لبى ملب وكبر.
الله أكبر عدد من وقفوا بعرفات، الله أكبر عدد ما رُفع لله تعالى من الدعوات،

 الله أكبر عدد ما قضى سبحانه من الحاجات.
الله أكبر، كم من قلب لله تعالى خشع! وكم من عين من خشيته دمعت! وكم من دعوة إليه رفعت!

قال تعالى :

 ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾([3])
عباد الله: إنَّ يومكم هذا عيد الأضحى يوم فضَّله الله على سائر الأيام، قال تعالى:

﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾([4])  

فهو يومٌ مُبارَك، رفعَ الله قدرَه، وأعلى ذِكرَه، وسمَّاه: "يوم الحجِّ الأكبر"،

أيها المؤمنون : أقيموا الصلاة كما أمركم ربكم وأدُّوا زكاة أموالكم واصدقوا في أقوالكم وأخلِصوا في أعمالكم، وصِلوا أرحامكم، وبَرُّوا بآبائكم وأمهاتكم في حياتهم، وكذلك بعد مماتهم، بالدعاء لهم والصدقة عنهم، وغير ذلك من وجوه البر المشروعة.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

عباد الله: اليوم عيدنا؛ فافرحوا به وأظهروا الفرح والسرور والسعادة على مُحيَّاكم، والابتسامة والبِشْرَ على وجوهكم، واستشعروه بوجدانكم، وتواصلوا فيما بينكم محبةً وودًّا، إن كان اليوم تصعب المصافحة، ويشق علينا العناق، واكتفينا من السلام بالنظر حتى نعود بحذر، لكن لا يمنع مقابلة الأحبة والأخوة والأصحاب بالترحيب والتهنئة، والابتسامة بكل حب وترحاب، وإن لم تتصافح أكفُّنا، فلتتصافَ قلوبنا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيتها النساء: اتقينَ الله واحفظنَ ألسنتكنَ من قول الإثم، وربِّين أولادكن تربية صالحة، واحفظن للزوج حقَّه، كما يجب على الزوج حفظ حق زوجته، معاشرةً بالمعروف، وإحسانَ وصحبة، وأكثرنَ من الصدقات، والتزمنَ الحجابَ الكاملَ، والبسن الساترَ الواسعَ الطويلَ من الثياب الذي لا يكون فيه فتنةٌ، ولا تَلْبَسْنَ أو تُلْبِسْنَ بناتكن قصيرًا أو ضيِّقًا أو شفافًا فإنكن عن بناتكن مسؤولات.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم،

أقول ما تسمعون وأستغفر الله إنه كان غفاراً.

 

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى،

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

عِبَادَ اللَّهِ... الأُضْحِيَةُ سُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ، تُذْبَحُ بَعْدَ صلاَةِ العيد،

وَاعْلَمُوا أَنَّ وَقْتَ ذَبْحِ الْأَضَاحِي يَمْتَدُّ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ،

 وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وهي أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، يشرع فيها التكبير، وَيَجُوزُ الذَّبْحُ لَيْلًا وَنَهَارًا، والنهارُ أفضلُ، ويومُ العيدِ أفضلُ مما بعدَه ،

فَيَأْكُلُ مِنْهَا صَاحِبُهَا وَيُهْدِي لِلْأَقَارِبِ، وَيتَصَدَّقُ علَى الْمَسَاكِينِ،

 ثم اعْلَمُوا أَنَّه قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، عِيدُ الْجُمُعَةِ، وَعِيدُ الْأَضْحَى؛ وَإِذَا وَافَقَ الْعِيدُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ جَازَ لِمَنْ حَضَرَ الْعِيدَ أَنْ يُصَلِّيَ جُمْعَةً أَوْ أَنْ يُصَلِّيَهَا ظُهْرًا في بيته؛

 لِما ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا، وَالْأفْضَلُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ الجُمُعَةَ؛ فَهَذَا يَوْمُ النَّحْرِ أفْضَلُ أيَّامِ اللهِ قَدِ اجْتَمَعَ مَعَ يَوْمِ الجُمُعَةِ أفْضَلُ أيَّامِ الأُسْبُوعِ،

فِي أيامٍ هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ، فاحْرِصُوا عَلَى صَلاةِ الجُمُعَةِ.

تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُمُ الطَّاعَاتِ والصَّالِحَاتِ، وَأَجَابَ الدُّعَاءَ، وَحَقَّقَ الرَّجَاءَ.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون: افرحوا بالعيد فإنه يوم فرح وسرور، واحذروا المنكرات،

 وأكثروا الذكر والطاعات، شكرا لله تعالى على ما هداكم وأعطاكم.

أعاده الله تعالى علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ([5]).

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ

 وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين

اللَّهُمَّ اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين

اللهمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى ،

اللَّهُمَّ وَفِّقه و وَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ لِمَا تُحِبُّهُ وَ تَرْضَاهُ،.

اللَّهمَّ وانْصُرْ جُنُودَنَا فِي الحَدِّ الجَنُوبِيِّ يَا ربِّ العَالَمِينَ..

اللَّهمَّ اغْفِرْ لِآبَائِنا وَأُمَّهاتِنَا و أرحامِنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.

اللّهُمَّ وَفِّقْ مَنْ شَيَّدَ هذا الجامع  وبنَاهُ ، ومن أعاد بنائه وساهم فيه وأشرف عليه

اللهمَّ تَقَبَّلْ مِنهُم واجعل ذلك في ميزان حسناتهم يا ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ.

[ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [([6])

[سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[([7])

([1]) الإسراء : 111 .

([2]) آل عمران  : 102 .

([3]) المائدة  : 3 .

([4]) التوبة  : 3 .

([5]) الأحزاب : 56 .

([6]) البقرة : 201.

([7]) الصافات : 180-182.

المرفقات

جمعة-عيد-الأضحى-1441

جمعة-عيد-الأضحى-1441

المشاهدات 1538 | التعليقات 0