خطبة عيد الأضحى المبارك - 1445 ، أمور تهم المسلم، الأضحية، موعظة خاصة للنساء

زكي اليوبي
1445/12/09 - 2024/06/15 01:18AM

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي من على عِبَادِهِ بمَوَاسِمَ الطَّاعَاتِ، وَرَغَّبَهم في فِعْلَ الصَّالِحَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.  الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم مجزيون على أعمالكم صغيرها وكبيرها، إن الله لا يظلم مثقال ذرة قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}. [سورة البقرة: آية 281]

أيها المسلمون: إن العبادات تنبني على تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تقبل العبادة إلا بشرطين: الأول: الإخلاص لله عز وجل، وهو ما تتضمنه شهادة أن لا إله إلا الله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) }[الذاريات]  الشرط الثاني: اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعنى إلا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، ومعنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله عز وجل إلى جميع الخلق من الجن والإنس.

عباد الله: اعلموا أن أحَبُّ الأعمال إلى اللهِ الفَرائِضُ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: " ما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ" السلسلة الصحيحة.  والنوافل من الصَّلاةِ والصِّيامِ، وغيرِهما من أعمالِ البِرِّ والطَّاعةِ؛ تُقَرِّبُ إلى اللهِ، وهي تُكَمِّلُ الفرائِضَ، فإذا أكثَرَ الإنسانُ مِنَ النَّوافِلِ مع قيامِه بالفرائِضِ، نال محبَّةَ اللهِ، فيُحِبُّه اللهُ، وإذا أحَبَّه اللهُ سُبحانَه يكونُ مُسَدِّدًا له في هذه الأعضاءِ الأربعةِ؛

عباد الله: اتقوا الله تعالى: وأقيموا الصلاة أدوها في وقتها بشروطها وأركانها، فهي عمود الدين، قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «من حافظ عليها يعني الصلوات كانت له نورا، وبرهانا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عيها لم يكن له نور، ولا برهان، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» ، وقال عليه الصلاة والسلام: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب، وخسر» واحذروا من إضاعة الصلاة، والاستخفاف بها، فقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا - إِلَّا مَنْ تَابَ} [مريم: 59 - 60] فمن ترك الصلاة كلها، أو فوت وقتها ، فهو مضيع لها، فسوف يلقى شرًا وضلالا وخيبة في جهنم.

عباد الله: إن الْأُضْحِيَّةُ، سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، عن عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدِّمَاءِ؛ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" (مشكاة المصابيح (1/ 462) صحيح. تحقيق الألباني).  وَيُجْزِئُ مِنَ الْأُضْحِيَّةِ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ، وَهُوَ مَا لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَالثَّنِيُّ مِنَ الْمَعْزِ مَا لَهَا سَنَةٌ، وَمِنَ الْبَقَرِ مَا لَهَا سَنَتَانِ، وَمِنَ الْإِبِلِ مَا لَهَا خَمْسٌ سنين وَتُجْزِئُ الْبَقَرُ وَالْإِبِلُ عَنِ السَّبْعَةِ، وَيَنْوِي الْمُضَحِّي بِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ شَاءَ.  ويشترط فيها السلامة من العيوب، فلا تجزئ العجفاء، والعرجاء، والعوراء، والمريضة؛ لحديث البراء بن عازب - رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البيِّنُ عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والعجفاء التي لا تُنْقِي". والعجفاء: الهزيلة، ومعنى (لا تنقي): أي لا مُخَّ لها لهزالها. ويقاس على هذه العيوب الأربعة ما في معناها.  ووقت ذبح هدي التمتع والأضاحي بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق. 

أيها المسلمون: اعمروا أوقاتكم بذكر الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} [الأحزاب]، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم؛ فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟  قالوا: بلى. قال: ذِكرُ اللهِ. قال معاذُ بنُ جبلٍ: "ما عمل العبدُ عملًا أنجى له من عذابِ اللهِ من ذكرِ اللهِ".  أخرجه الترمذي، وابن ماجه وصححه الألباني

عباد الله: إن ديننا الحنيف حث على بر الوالدين، فبر الوالدين من أفضل الأعمال؛ بل هو الحق الثاني بعد حق الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) } الإسراء، واعلموا أن من والداه أو أحدهما قد فارق

الحياة الدنيا، فإن باب البر ما زال مفتوحاً ، روى مالك بن ربيعة الساعدي بينَما أَنا جالسٌ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، إذ جاءَه رجلٌ منَ الأنصارِ فقالَ: هل بقِيَ مِن برِّ والديَّ شيء بعدَ موتِهِما؟، قالَ: "نعَم، خصالٌ أربعٌ: الصَّلاةُ عليهِما والاستغفارُ لَهُما، و إنفاذُ عَهْدِهِما بعدَ موتِهما، وإِكْرامُ صديقِهِما ، وصِلةُ الرَّحمِ الَّتي لا رَحمَ لَكَ إلَّا مِن قِبَلِهِما" والصلاة عليهما أي الدعاء لهما ، كذلك الصدقة عنهما لحديث عائشة أم المؤمنين أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وأُرَاهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا. رواه البخاري، استوصوا بالنساء خيرا عاشروهن بالمعروف، من بذل الإحسان وحسن المعاملة وكف الأذى.

أيها المسلمون: العيد فرصة سانحة لإصلاح ذات البين؛ (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 1]؛ أفشوا السلام بينكم، ، وصِلوا أرحامكم، ولا تقطعوها، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ " أي قاطع رحم، رواه مسلم، وتصدقوا وأحسنوا؛ (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56]،  وفي العيد يحصل التواصل بين المسلمين، فيصلون أرحامهم وجيرانهم وأصدقاءهم، فحري بمن هجر أخاه المسلم لخلافات دنيوية ونزغات شيطانية، أن يبادر بوصله والسلام عليه، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" متفق عليه،

عباد الله: عاملوا الناس بالرفق واللين والأخلاق الحسنة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ" أخرجه أبو داود والترمذي واللفظ له وصححه الألباني،

عباد الله:  اتقوا الله حقَّ التقوى، اجتنبوا سوء الخلق فإنَّ سوءَ الخُلُقِ يُحبِطُ العمل، ويُضيعُ الثَّوابَ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ" أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط وصححه الألباني،  واجتنبوا المحرمات ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يومَ القيامةِ بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تهامةَ بيضًا فيجعلُها اللهُ عزَّ وجلَّ هباءً منثورًا قال ثوبانُ يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا جَلِّهم لنا أن لا نكونَ منهم ونحنُ لا نعلمُ قال أما إنهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم ويأخذون من الليلِ كما تأخذون ولكنَّهم أقوامٌ إذا خَلْوا بمحارمِ اللهِ انتهكُوها" أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني ، واجتنبوا أذية المسلمين بكافة صورها وأشكالها، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

عباد الله: احذروا الظلم وأدوا الحقوق التي عليكم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ" رواه مسلم.

أسأل الله أن يعينَني وإياكم على شكرِه وذِكره، وأن يجعلَنا من المتّقين الذين يستمِعون القول فيتّبعون أحسنه، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

أما بعد:

يَا نِسَاءَ المُسلمينَ اتقين الله، والتزمن الحجاب الشرعي طاعة لله عز وجل، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة الأحزاب: آية59]، قال ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه في هذه الآية: أَمَرَ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إذا خرجن من بيوتهن في حَاجَةٍ أَنْ يُغَطِّينَ وُجُوهَهُنَّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِنَّ بِالْجَلَابِيبِ، وخص النبي عليه الصلاة النساء بموعظه كما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: " يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ" أخرجه مسلم،

والمرادُ بالعَشيرِ الزَّوجُ، والمعنى: لا يَشكُرنَ أزواجَهُنَّ، ولا يَعتَرِفنَ بِفضلِهم، وقد فسَّره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في روايةٍ أُخرى عند البُخاريِّ ومُسلِمٍ بقَولِه: «لو أحسَنْتَ إلى إحداهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّه، ثمَّ رأَت منكَ شَيئًا، قالت: ما رأيتُ مِنك خيرًا قَطُّ!»، فتقابِلُ ذلك الإحسانَ بالجُحودِ والإنكارِ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالاستغفار والصدقة، وعلَّلَ هذا الأمرَ بكَونِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأى أكثَرَ أهلِ النَّارِ من النِّساءِ، فيكونُ أمرُه لهنَّ بالصَّدقةِ؛ لأنَّها تَزيدُ في الحَسناتِ وتُطفِئُ غضَبَ الربِّ،

 

عباد الله؛ لقد جعل الله تبارك وتعالى خاتمة هذه العشر ونهاية أيامها عيدا للمسلمين يفرحون فيها، بما يسر الله لهم في هذه العشر من الطاعات والعبادات والقربات، ولهذا يلتقي المسلمون يوم العيد هذا اليوم العظيم يهنئ بعضهم بعضا، قائلين ما قاله الصحابة الكرام في ذلك اليوم: تقبل الله منا ومنك،

اللهم أعز الإسلام، وانصر المسلمين، اللهم تول أمر إخواننا المستضعفين في فلسطين، وفي السودان، اللهم احقن دماءهم، اللهم انصر عبادك الموحدين في كل مكان، اللهم إنا نسألك من خير ما سالك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذ منك عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم دمر أعداء الدين أجمعين، اللهم يسر للحجاج حجهم، الله وفقهم للحج المبرور، اللهم احفظهم، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين، وهيأ له البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير، وتعينه عليه، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم كل من أراد بلدنا هذا بسوء وسائر بلاد المسلمين، فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.  ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، عباد الله: {إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل: 90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المشاهدات 1239 | التعليقات 0