خطبة عيد الأضحى المبارك 1442هـ ،، ( خطبة قصيرة )

يوسف العوض
1442/12/07 - 2021/07/17 12:11PM

الخطبة الاولى 

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي منَّ عَلَى عِبَادِهِ بمواسم الْقُرُبَاتِ وَوَفَّق مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لاغتنامها بِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَخَذَل مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ فَكَان حَظُّه التَّفْرِيطَ وَالْخُسْرَانَ والنداماتِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْأَرْضِ والسماوات وَوَاسِعُ الْكَرْمِ وَالْجُودِ وَالْهِبَاتِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَدَى الدُّهُورِ وَالْأَوْقَاتِ وَسَلَّم تسليماً مزيداً 

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ،،

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ :  فِي هَذَا الْيَوْمِ تَجْتَمِعُ الْبَهْجَةُ والسُّرورُ والفَرحةُ وَالْحُبُورُ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، فَهَذِه الأيَّامُ تَجْتَمِعُ فِيهَا عباداتٌ جَلِيلَةٌ وَعَظِيمَةٌ ، فالبارحةُ وَقَفَ الْحَجِيجُ عَلَى عرفَاتٍ وَقَبْلَه كَانَت الأيَّامَ الْمُبَارَكَاتِ وَالْيَوْمُ خِتَامُهَا وختامُها مِسْكٌ ، يَحجُّ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ فيَرمُون جمرةَ العقبةِ وَيَنْحَرُون ويَحلِقُون رُؤوسَهم ويُقصِرُون ويَطوفُون بالبيتِ ويَسعُون هذا في المشاعرِ ، وأما في الأقاليمِ والمدنِ فالمسلمونَ يصلِّون صَلَاةَ الْعِيدِ فِي يومٍ هُو الْأَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وهم يستشعرُون أنَّ أَيَّامَ الْعِيدِ أيّامُ فَرِحٍ لَا أيَّامَ تَرِحٍ ، أَيَّامُ اجتماعٍ لَا تفرّقَ وَاخْتِلَافَ ، فتَسَامَحُوا فِيهَا وتَصَافَحوا وتوادُّوا وَتَعَاوَنُوا وأَفْشُوا السَّلَامَ  وأطعِموا الطَّعامَ وصِلُوا الْأَرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تدخلوا الجَنَّةَ بسلامٍ .

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ،،

عِبَادَ اللَّهِ : حَثَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالحةِ فِي الأيَّامِ الْعَشْرِ ، فَمَنْ فَاتَتْهُ التِّسعُ فَالْيَوْمُ عَاشِرُهَا فأَكْثَرُوا فِيهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ومِن شُكْرِهِ وَحَمدِه أَن بلَّغَكُم هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ ، فَهَذَا الْيَوْمُ يومٌ مُبَارَكٌ رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى ذَكْرَه ، وسمَّاه يَوْمَ الحجِّ الْأَكْبَرِ ، وَفِيه جَعَلَ إحْيَاءَ سُنّةِ نبيِّه إِبْرَاهِيمَ عليه السَّلام فشرَعَ لِلْمُسْلِمِين الْأُضْحِيَّةَ ليَطيبوا نفساً بِهَا ، فَبَادِرُوا بَعْدَ الصَّلاةِ مباشرةً إلَى أضاحِيكم فَالْخَيْرُ فِي الْإِسْرَاعِ إلَيْهَا ، كُلُوا مِنْهَا وتصدَّقوا وَأَطْعِمُوا وَاهْدُوا وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَكُم مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فاستغفروه إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،،

 

 الخطبة الثانية 

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ،،

عِبَادَ اللَّهِ : يَقولُ اللهُ سُبحانَه : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) فَكَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ عِبَادَةٌ فالنَّحرَ وَالذَّبَْحَ أَيْضًا عِبَادَةٌ ،جاءَ عَنِ البَرَاءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ، فقال: (إنَّ أوَّلَ ما نبدأُ مِن يَوْمِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثم نرجِعَ فنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومَن نَحَر فإنَّما هو لحْمٌ يقَدِّمُه لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ ) رواه البُخاريُّ ومُسلمٌ ، فهذه هي السنَّةُ يومَ العيدِ   .

  اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ،،

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : وَيَجِبُ أَنْ يَجْتنِبَ الْمُسْلِمُ الْعُيُوبَ فِي الأَضَاحِي وَقَد أجْمَلَها النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ فَقَالَ: أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ فَقَالَ الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنقي أي (لَيْسَ لَهَا مُخٌّ) صحَّحه الألباني. 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ الذَّاكِرِينَ الشَّاكِرِينَ الصَّابرِينَ الحَامِدِينَ وهَو خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ،،

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ،،



المشاهدات 7289 | التعليقات 1

خطبة قصيرة ومختصرة تناسب المقام نظرا لوجود الاحترازات واستعجال المصلين في الخروج بعد صلاة العيد لكي يذبحوا ضحاياهم فخير الكلام ما قلّ ودلّ