خُطْبَةِ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ (1441هـ - 2020م)

محمد البدر
1441/12/06 - 2020/07/27 00:17AM
خُطْبَةِ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ
قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.الْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ »رَوَاهُ مُسلِمٌ . في هذه الأَيَّامِ يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا طاعة لله واقتداء بالنبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ: الْعِيدَ فرصة لزيارة الأقارب وصلة الأرحام قَالَ تَعَالَى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ والشَجْنَةٌ:هي القرابة. وعليكم ببرِّ الوالدين ،وأحسنوا الرعايةَ للزوجات والأولادِ والخدَم ومن ولاّكم الله أمرَه، وأدّوا حقوقهم، واحمِلوهم على ما ينفعهم، وجنِّبوهم ما يضرّهم، وتخلقوا بالآداب الفاضلة قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ونذكركم باتباع التعليمات الاحترازية ومنها التباعد ولبس الكمام والحذر من استعمال أي شيء للغير مثل(السجادات أوالمناشف وغيرها)ولا تكن سبا في نقل هذا الفيروس إلى بيتك فهو خطر على والديك وأبناءك وزوجتك وخطر على من حولك فمازالت الجائحة باقية.
عِبَادَ اللهِ: بعد صلاتنا هذه يبدأ ذبح الأضاحي قربة لله قَالَ تَعَالَى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ﴾. وَإيّاكم والشِّركَ بالله وصرف العبادة لغير الله والذّبح لغير الله والدّعاءِ والاستِعانة والاستِغاثة والاستِعاذة والنذر والتوكُّل والخوف والرجاء ونحو ذلك قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾. وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ« إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
عِبَادَ اللهِ: فلنحمد الله على نعمة الإسلام ونعمة الأمن والاستقرار في الأوطان فالأمن من نعم الله توجب الشكر للمنعم لتدوم وتزيد ومن أجل النعم العيش في بلاد الحرمين الشريفين أرض التوحيد والسنة وَمهبط الوحي قَالَ تَعَالَى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور:55].
عِبَادَ اللهِ:تواصوا فيما بينكم بالمحافظة على الصلوات ،وأدّوا زكاةَ أموالِكم طيّبةً بها نفوسُكم ،وتعاونوا على غرس العقيدة الصحيحة في أبناءنا وحذروهم من الجماعات المنحرفة والأحزاب المدمرة مثل(الاخوان المفسدين والتبليغ المبتدعين والصوفية المخرفين المنحرفين وغيرهم) وعليكم بالعلمُ الشرعي الصحيح من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين والأخذ من العلماء المعروفين بسلامة المنهج والعقيدة قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الامن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِى الامر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ: كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذهب إلى النساء فيعظهن وينصحهن وبما أن الصوت ولله الحمد يبلغهن فنقول من هنا وبالله التوفيق قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يَا أَمَةَ اللهِ احذري من دعاة التحرر والفجور والسفور والاختلاط وإلتزمن الحجاب قَالَ تَعَالَى:﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ﴾ وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: « خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلى المُصَلَّى فَمَرَّ عَلى النِّساءِ فَقَالَ: يا مَعْشَرَ النِّساءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنّي أُريتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وَبِمَ يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشيرَ، ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتٍ عَقْلٍ وَدينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ قُلْنِ: وَما نُقْصانُ دِينِنا وَعَقْلِنا يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أَلَيْسَ شَهادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ قُلْنِ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصانِ عَقْلِها، أَلَيْسَ إِذا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصانِ دِينِها» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ قَالَ « مَنْ شَاءَ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ فَلْيَأْتِهَا وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتَخَلَّفَ فَلْيَتَخَلَّفْ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ الأَلبَانيُّ صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ وَيَقُولُ الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَاز -رَحِمَهُ اللهُ:..من حضرها من الناس حضر العيد، ساغ له ترك الجمعة وأن يصلي ظهراً في بيته أو مع بعض إخوانه إذا كان حضر العيد، وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل، وإن ترك صلاة الجمعة لأنه حضر العيد وصلى العيد فلا حرج عليه، لكن عليه أن يصلي ظهراً، فرداً أو جماعة.الا وصلوا...
المرفقات

خُطْبَةِ-عِيدِ-الأَضحَى-المُبَارَكِ-1441

خُطْبَةِ-عِيدِ-الأَضحَى-المُبَارَكِ-1441

المشاهدات 1534 | التعليقات 0