خطبة عيد الأضحى المبارك 1436هـ

الشفق الشفق
1436/12/10 - 2015/09/23 20:33PM
خطبة عيد الأضحى 1436هـ جمعتها من عدة خطب لبعض الشائخ الفضلاء


اللهُ أَكبَرُاللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِالحَمدُ . اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا ، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا ، وَسُبحَانَ اللهِبُكرَةً وَأَصِيلاً .


الحَمدُ للهِالَّذِي لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرضِ وَلَهُ الحَمدُ في الآخِرَةِوَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ، أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُعَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحسَانٍ " يَا أَيُّهَاالنَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُملَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ


أَيُّهَا النَّاسُ: وَقَفَ إِخْوَانُكُمُ الْحُجَّاجُ بِالْأَمْسِ فِي عَرَفَاتٍ،وَأَلَحُّوا عَلَى اللَّـهِ تَعَالَى بِالدَّعَوَاتِ، وَسَكَبُوا الْعَبَرَاتِ،وَتَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِرَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، فَمَا ظَنُّكُمْبِاللَّـهِ الْكَرِيمِ وَهُمْ يَسْأَلُونَهُ وَيَدْعُونَهُ؟ وَمَا ظَنُّكُمْبِالْغَنِيِّ الْحَمِيدِ وَهُمْ يَرْجُونَهُ وَيُؤَمِّلُونَهُ؟ وَمَا ظَنُّكُمْبِاللَّطِيفِ الرَّحِيمِ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَهُ وَيَسْتَرْحِمُونَهُ؟ تَرَكُوادِيَارَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَرَاءَهُمْ، وَبَذَلُوا أَمْوَالَهُمْ، وَعَالَجُواأَسْفَارَهُمْ، وَخَاطَرُوا بِأَنْفُسِهِمْ؛ لِيَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ، فَوَقَفُوابِهَا شُعْثًا غُبْرًا مُتَذَلِّلِينَ مُسْتَكِينِينَ، يُظْهِرُونَفَقْرَهُمْ وَفَاقَتَهُمْ وَضَعْفَهُمْ لِلَّـهِ تَعَالَى.. أَتَظُنُّونَ أَنَّالْكَرِيمَ يَرُدُّهُمْ؟ أَتَظُنُّونَ أَنَّ الرَّحِيمَ يُعَذِّبُهُمْ؟أَتَظُنُّونَ أَنَّ اللَّطِيفَ يُخَيِّبُهُمْ؟ لَا، وَاللَّـهِ لَا يَرُدُّهُمْرَبُّنَا وَلَا يُخَيِّبُهُمْ.. هَذَا ظَنُّنَا بِهِ سُبْحَانَهُ، وَيَجِبُ أَنْيَكُونَ هَذَا ظَنَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بِرَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا، قَالَ ابْنُالمُبَارَكِ: جِئْتُ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَهُوَ جَاثٍعَلَى رُكْبَتَيْهِ وَعَيْنَاهُ تَهْمُلَانِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَسْوَأُ هَذَاالْجَمْعِ حَالًا؟ قَالَ: الَّذِي يَظُنُّ أَنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُلَهُمْ.


وَالْبَارِحَةَ بَاتَ إِخْوَانُكُمُ الْحُجَّاجُ فِي مُزْدَلِفَةَ،وَوَقَفُوا فِي المَشْعَرِ الْحَرَامِ يَذْكُرُونَ اللهَ تَعَالَى وَيَدْعُونَهُ،ثُمَّ سَارُوا إِلَى مِنًى لِرَمْيِ الْجِمَارِ، وَهُمُ الْآنَ يَسِيرُونَإِلَيْهَا فِي جُمُوعٍ لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، يَجْأَرُونَبِالتَّلْبِيَةِ، فَإِذَا رَمَوُا الْجِمَارَ؛ قَرَّبُوا أَنْسَاكَهُمْ، وَحَلَقُوارُؤُوسَهُمْ، وَحَلُّوا إِحْرَامَهُمْ، وَطَافُوا بِالْبَيْتِ. فَيَا لَعَظَمَةِالتَّقَرُّبِ لِلَّـهِ تَعَالَى بِالمَنَاسِكِ! وَيَا لَرِقَّةِ الْقُلُوبِ فِيتِلْكَ المَوَاضِعِ، وَياَ لَرَوْعَةِ هَذِهِ المَشَاهِدِ.


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّـهِ الْحَمْدُ.


أَيُّهَاالمُسلِمُونَ ، تَتَوَالى الشُهُورُ وَتَتَصَرَّمُ الأَيَّامُ ، وَهَا نَحنُ فيخِتَامِ العَامِ ، في مَوسِمٍ حَافِلٍ وَيَومٍ فَاضِلٍ ، قَالَ – صَلَّى اللهُعَلَيهِ وَسَلَّمَ – " أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ "


أَجَل – أَيُّهَاالمُسلِمُونَ – الأَيَّامُ تَمضِي وَالأَعوَامُ تَنقَضِي ، وَالبَشَرُ يَذهَبُونَوَاحِدًا وَاحِدًا وَلا يَعُودُونَ ، وَفي كُلِّ عَامٍ يَشِبُّ صِغَارٌ وَيَكتَهِلُشَبَابٌ ، وَيَشِيخُ كُهُولٌ وَيَمُوتُ شُيُوخٌ ، وَنَفقِدُ وُجُوهًا كُنَّانَرَاهَا ، وَيَغِيبُ عَنَّا مَن كَانَ مِلءَ السَّمعِ وَالبَصَرِ مِنَّا " وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإِكرَامِ " ذَلِكُم – أَيُّهَاالمُسلِمُونَ – أَنَّ اللهَ الوَاحِدَ الأَحَدَ الفَردَ الصَّمَدَ ، لم يَخلُقِالبَشَرَ لِلبَقَاءِ وَالدَّوَامِ ، وَإِنَّمَا جَعَلَ لَهُم عَلَى هَذِهِ الأَرضِحَيَاةً مَحدُودَةً ، وَأَجَلاً مُسَمًّى لا يَستَأخِرُونَ عَنهُ سَاعَةً وَلايَستَقدِمُونَ ، بَل يَمُوتُونَ وَيُرَدُّونَ إِلى اللهِ مَولاهُم الحَقِّ " أَلالَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحَاسِبِينَ "لَقَد جَعَلَسُبحَانَهُ - البَقَاءَ لِنَفسِهِ ، وَتَفَرَّدَ بِالمُلكِ وَالخَلقِ وَالأَمرِوَالتَّدبِيرِ ، وَأَمَّا البَشرُ


فَقَد خَلَقَهُم لِغَايَةٍ عَظِيمَةٍ كَرِيمَةٍ بَيَّنَهَا لَهُم بِقَولِهِ :


" وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّلِيَعبُدُونِ "وَهَكَذَا فَالحَجُّوَمَا بِهِ مِن مَنَاسِكَ ، وَالهَديُ وَالأَضَاحِي ، وَالتَّلبِيَةُ وَالتَّكبِيرُعِندَ الرَّميِ وَالذَّبحِ ، كُلُّهَا تَوحِيدٌ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَوُقُوفٌعِندَ حُدُودِهِ ، وَإِظهَارٌ لِلعُبُودِيَّةِ وَالانقِيَادِ ، وَعَظَمَةِالخَالِقِ – سُبحَانَهُ – وَافتِقَارِ المَخلُوقِ وَضَعفِهِ


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ


أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : يَشْتَكِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ رِجَالاًوَنِسَاءً كِبَارَاً وَصِغَاراً مِنْ فَقْدِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالرَّاحَةِ فِيالْبُيُوتِ , وَوُجُودِ مَشَاكِلَ تَكَادُ تَكُونُ دَائِمَةً وَمُزْمِنَةً بَيْنَأَفْرَادِ الْعَائِلَةِ , حَتَّى نَتَجَتْ مُضَاعَفَاتٌ لِهَذِهِ الأَعْرَاضِعَصَفَتْ بِالأُسْرَةِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيَانِ , وَشَتَّتَتِ الْبَيْتَوَجَعَلَتْ أَفْرَادَهُ شَذَرَ مَذَر , فَالزَّوْجَةُ مُطَلَّقَةٌ أَوْ تُعَامَلُمُعَامَلَةً قَاسِيَةً , وَالأَبُ بَعِيدٌ عَنْ أُسْرَتِهِ , إِمَّا يَلْهَثُوَرَاءَ سَرَابِ الدُّنْيَا الذِي لا يَنْقَطِعُ , أَوْ يَهْرُبُ يَمْنَةًوَيَسْرَةً مَعَ زُمَلاءِ الْعَمَلِ أَوْ أَصْدِقَائِهِ فِي الْاستراحة أو في السفريات, بَيْنَمَاتَرَكَ زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهُ يُرَبِّيهِمُ الشَّارِعُ وَأَصْحَابُ السُّوء , أَوْ تُرَبِّيهِمْ وَسَائِلُ الإِعْلامِ الْمُغْرِضَةِ , وَالْمَوَاقِعِالْهَابِطَةِ , وَهَذَا أَدَّى إِلَى ضَيَاع ِالأَوْلادِ وَجَعَلَهُمْ بَيْنَهَارِبِينَ مِنَ الْمَنْزِلِ , أَوْ تَارِكِينَ لِلدِّرَاسَةِ , أَوْ سَاقِطِينَفِي أَوْحَالِ المخدرات والْمَعَاصِي وَبَيْنَ أَحْضَانِ أَصْحَابِ السُّوءِ وَصَاحِبَاتِالسُّوء من دَاعِشٍ وغيرها من التنظيمات الضالة .
حَتى رَأَينَا مِن بعض شَبَابِنَا اليَومَ فِتيَانًا غَرِيبَةً هَيئَاتُهُم، مُرِيبَةً تَصَرُّفَاتُهُم، بَعِيدِينَ عَنِ الأَسلافِ في سِمَاتِهِم وَصِفَاتِهِم، تَفكِيرُهُم سَطحِيٌّ غَيرُ عَمِيقٍ، وَغَايَاتُهُم دَنِيئَةٌ غَيرُ شَرِيفَةٍ، مُتَهَوِّرُونَ في قِيَادَتِهِم، مُتَعَجِّلُونَ في سَيرِهِم، لا يُقِيمُونَ لِصَلاةٍ وَزنًا، وَلا يَرعَونَ لَكَبِيرٍ قَدرًا، وَلا يَعرِفُونَ لِقَرِينٍ حَقًّا، شَبَابٌ يَدُورُ مَعَ الشَّهوَةِ حَيثُ دَارَت، وَلا يُفَكِّرُ في غَيرِ اللَّذَّةِ أَينَمَا كَانَت، فَأَينَ نَشَأَ أُولَئِكَ الفِتيَةُ وَأَينَ تَرَبَّوا؟ أَلَيسُوا قَد تَرَعرَعُوا في بُيُوتِنَا؟ أَلم يَجلِسُوا في مَجَالِسِنَا وَيَدرُسُوا في مَدَارِسِنَا؟ فَمَا السِّرُّ إِذًا فِيمَا نَرَاهُم عَلَيهِ مِن حَالٍ لا تُرضِي اللهَ وَلا تُفرِحُ عِبَادَ اللهِ؟ .
وَاللهِ مَا حَصَلَ بَلاءٌ وَلا مَصَائِبُ إِلَّا بِالْبُعْدِ عَنْ هَذَا الدِّينِالْقَوِيمِ , وَمَا حَصَلَ خَيْرٌ وَصَلَاحُ إِلَّا بِالاسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ , كَيْفَ لا ؟ وَهُوَ دِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ سُبْحَانَهُ (قَدْ جَاءَكُمْمِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَرِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِبِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( 0


أَيُّهَا الإِخْوَةُ فِي اللهِ : إِنَّ مُعَامَلَةَ الزَّوْجَةِالْمُعَامَلَةَ الطَّيَّبَةَ وَإِعْطَاءَهَا حَقَّهَا وَحُسْنَ مُعَاشَرَتِهَامِمَّا يَجْعَلُ الأُسْرَةَ تَسْتَقِرُّ بِإِذْنِ اللهِ , فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَاللهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ , وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .


وَجَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى رَفِيعِ مُعَامَلَةِ الزَّوْجَةِ خِلافاًلِأَهْلِ الْجَفَاءِ وَالْغِلْظَةِ , حَتَّى أَثَّرَتْ مُعَامَلَتُهُمُالْقَاسِيَةُ عَلَى نَفْسِيَّاتِ أَوْلادِهِمْ , وَظَهَرَتِ النُّفْرَةُ مِنَالأَبِ وَالْبَيْتِ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ سُوءِ مُعَامَلَةِ أَبِيهِمْ لِأُمِّهِمْ , وَهَذَا خِلافُ الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ , فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَاقَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِأَسْفَارِهِ , وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ , فَقَالَ لِلنَّاسِ (تَقَدَّمُوا) فَتَقَدَّمُوا , ثُمَّ قَالَ (لِي تَعَالَيْحَتَّى أُسَابِقَكِ) فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ , فَسَكَتَ عَنِّي , حَتَّى إِذَاحَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ , خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ , فَقَالَ لِلنَّاسِ (تَقَدَّمُوا) فَتَقَدَّمُوا , ثُمَّ قَالَ (تَعَالَيْ حَتَّىأُسَابِقَكِ) فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي , فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ (هَذِهِ بِتِلْكَ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ , فَتَأَمَّلُوا _أَيُّهَا الإِخْوَةُ_ هَذِهِ الْمُعَامَلَةَ النَّبَوِّيَةَ وَهَذِهِ الأَخْلاقَالْمُحَمَّدِيَّةِ مَعَ الزَّوْجَةِ , فَهلْ نَحْنُ بِهِ مُقْتَدُونَ ؟ وَهَلْنَحْنُ لَهُ مُتَّبِعُونَ ؟


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ


أَيُّهَا الأَبُ الفَاضِل : إِنَّ زَوْجَتَكَ وَأَوْلادَكَ فِيحَاجَةِ حَنَانِكَ وَرِعَايَتِكَ وَتَوْجِيهِكَ وَنُصْحِكَ , إِنَّهُمْ فِيضَرُورَةٍ لِأَنْ تَجْلِسَ مَعَهُمْ وَتَأْكُلَ مَعَهُمْ وَتُمَازِحَهُمْوَتُلاعِبُهُمْ , إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ أَمَامَهُمْ , وَيَسْمَعُونَصَوْتَكَ وَيُحِسُّونَ بِرِعَايَتِكَ لَهُمْ !!! إِنَّكَ بِجُلُوسِكَ مَعَهُمْتُدْخِلُ عَلَيْهِمُ السُّرُورَ وَالأُنْسَ , وَتَطْرُدُ عَنْهُمُ الْمَلَلَوَتُبْعِدُ عَنْهُمُ السَآمَةَ !


أَيُّهَا الأَبُالكَرِيم : إِنَّ نُصْحَكَ لِأَفْرَادِ أُسْرَتِكَ بِشَفَقَةٍ وَحُسْنِ أُسْلُوبٍلَهُ أَثَرٌ فِي صَلاحِهِمْ , وَلَهُ قُوَّةٌ فِي هِدَايَتِهِمْ ! فَاسْتَعْمِلْهَذَا وَاسْتَمِرَّ مَعَهُمْ وَأَبْشِر فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَكَ وَلَنْيُخَيِّبَ سَعْيَك !


وإِنَّالعِيْدَ أَيُّها الإِخْوَةُ فُرْصَةٌ لِبِدَايَةِ التَّغْيِيرِ فِي تَعَامُلِكَمَعَ أُسْرِتِكَ وَفِي قُرْبِكَ مِنْ أَوْلادِكَ , دَعْ عَنْكَ أَصْحَابَكَ الذِينَشَغَلُوكَ عَنْ أَهْلِكَ وَأَخَذُوكَ عَنْ زَوْجَتِكَ وَأَوْلَادِكَ , وَلْتَرَأُسْرَتُكَ فِي هَذَا العِيْدِ مَا يُدْخِلُ السَّعَادَةَ فِي قُلُوبِهِمْ وَمَايَجْلِبُ الأُنْسَ لِنُفُوسِهِمْ , فَاجْلِسْ مَعَهَمْ أَيَّامَ العِيدِوَآنِسْهُمْ وَضَاحِكْهُمْ , وَخُذْهُمْ مَعَكَ لِزِيَارَةِ أَرْحَامِكَوَأَقَارِبِكَ , تَعَمَّدْ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ طَلْعَةً بَرْيَّةٍ أَوْ نُزْهَةً, وَلْتَكُنْ أَنْتَ وَأُسْرَتُكَ الصَّغِيْرَةُ فَقَطْ , ثُمَّتَأَمَّلْ حِينَهَا حُسْنَ أَثَرِهَا عَلَيْهِمْ صِغَاراً وَكِبَاراً , ثُمَّعَاوِدْ مِثْلَ هَذِهِ العِنَايَةِ بِأُسْرَتِكَ وَأَبْشِرْ بِإِذْنَ اللهِ بِمَايَسُرُّك .


فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ , وَاحْفَظُوا بُيُوتَكُمْ وَارْعَوْا أَوْلادَكُمْوَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ زَوْجَاتِكُمْ وَكُونُوا مُتَعَاوِنِينَ مَعْهُنَّ فِيإِصْلاحِ الأَوْلادِ مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ , فَإِنَّ هَذَا مِنْ أَعْظَمِأَسْبَابِ اسْتِقْرَارِ حَيَاتِكُمْ وَطُمَأْنِينَةِ قُلُوبِكُمْ , لِأَنَّ صَلاحَالأَوْلادِ وَالزَّوْجَةِ أَوْلَى مَطَالِبِ الْعُقَلاءِ , قَالَ اللهُ تَعَالَىفِي صِفَاتِ الْمُؤْمِنِيَن وَحَاكِيَاً دُعَاءَهَمْ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَرَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍوَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).


فَاللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُيَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ نَسْأَلُكَ أَنْ تُصْلِحَ بُيُوتَنَا وَتَحْفَظَأَهَالِيَنا وَتَهْدِيَ أَوْلادَنَا , رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَاوَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا , اللَّهُمَّ احْمِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَاحْفَظْهُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ , وَاجْعَلْهُمْ هُدَاةً مُهْتَدِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.


أَقُولُ قَولِي هَذَا وأَسْتَغْفِرُاللهَ العَظِيمَ لِيْ ولَكُمْ فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُالرَّحِيْمُ .اللهُ أَكبَرُاللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّاللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِالحَمد


الخطبة الثانية :


الحَمدُ للهِالَّذِي شَرَحَ صُدُورَنَا لِلرَّشَادِ ، وَوَفَّقَنَا لِلتَّوحِيدِ وَصَحِيحِالاعتِقَادِ ، أَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ،وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ،


شَهَادَةً أَرجُو بها النَّجَاةَيَومَ المَعَادِ .


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ


عِبَادَ اللهِ ،اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُم ، وَاستَغفِرُوهُ مِن ذَنبِكُم ، وَاستَعِدُّوابِطَاعَتِهِ لما أَمَامَكُم ، لا تَغُرَّنَّكُمُ الفَانِيَةُ فَتُؤثِرُوهَا عَلَىالبَاقِيَةِ ، أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وَصُومُوا شَهرَ رَمَضَانَوَحُجُّوا البَيتَ الحَرَامَ ، وَجَاهِدُوا في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَأَحسِنُوا ،تَصَافَوا وَتَوَاصَلُوا ، وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا ، أَفشُوا السَّلامَ ،وَأَطعِمُوا الطَّعَامَ ، تَوَاضَعُوا وَلِينُوا ،


وَإِيَّاكُم وَقَطِيعَةَالأَرحَامِ وَهَجرَ الأَقَارِبِ وَالجِيرَانِ .


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّـهِ الْحَمْدُ.


أَيَّتُهَا المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ: تَعِيشِينَ فِي بَلَدٍ أَنْعَمَ اللهُتَعَالَى عَلَيْهَا بِالْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ. وَالِاضْطِرَابُ يُحِيطُ بِهَامِنْ كُلِّ جَانِبٍ، مِمَّا يَسْتَدْعِي الْخَوْفَ وَالْفَزَعَ إِلَى اللَّـهِتَعَالَى وَالِاسْتِغَاثَةَ بِهِ أَنْ يَحْفَظَ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ، وَإِنَّفِي صُوَرِ النِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ الْغَرْقَى عَلَى شَوَاطِئِ الْبِحَارِفِرَارًا مِنْ مَوَاطِنِ الْحُرُوبِ وَالنِّزَاعِ لَأَعْظَمَ عِظَةٍ وَعِبْرَةٍتَقُودُ إِلَى التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، وَالْقِيَامِ بِأَمْرِ اللَّـهِتَعَالَى؛ لِئَلَّا يُصِيبَنَا مَا أَصَابَ غَيْرَنَا.


وَالمَرْأَةُ لِلرَّجُلِفِتْنَةٌ، فَإِمَّا سَرَّتْهُ فِي الْحَلَالِ فَسَعِدَ بِهَا فَشَكَرَ اللهَتَعَالَى، وَأَعَانَتْهُ هِيَ عَلَى الشُّكْرِ، وَإِمَّا فُتِنَ بِهَا فَعَصَىاللهَ تَعَالَى لِأَجْلِهَا، وَاسْتَوْجَبَ عُقُوبَتَهُ سُبْحَانَهُ بِسَبَبِهَا،وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْأَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾فَكُنَّ -أَيَّتُهَا المُسْلِمَاتُ- عَوْنًا لِلرِّجَالِ عَلَى طَاعَةِ اللَّـهِتَعَالَى، وَلَا تَكُنَّ سَبَبًا فِي مَعَاصِيهِمْ؛ فَإِنَّ أَمْرَ الْبُيُوتِوَالْأُسَرِ فِي هَذَا الزَّمَنِ صَارَ فِي أَيْدِي النِّسَاءِ، وَالمَرْأَةُرَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.


طَهِّرِي -أَيَّتُهَا المَرْأَةُ- بَيْتَكِ مِنَ المُحَرَّمَاتِ، وَرَبِّي أَوْلَادَكِ عَلَىالْخَوْفِ مِنَ اللَّـهِ تَعَالَى، وَاغْرِسِي فِي قُلُوبِهِمْ مَحَبَّتَهُسُبْحَانَهُ وَطَاعَتَهُ، فَإِنَّكِ إِنْفَعَلْتِ ذَلِكَ؛ دَرَأَ اللهُ تَعَالَى الْعُقُوبَاتِ عَنَّا، وَحَفِظَ عَلَيْنَاأَمْنَنَا وَإِيمَانَنَا، وَكَانَ أَوْلَادُنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ لَنَا. حَفِظَاللهُ نِسَاءَ المُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَوَقَاهُنَّ وَأَوْلَادَهُنَّ شَرَّالْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَصْلَحَ لَهُنَّ أَزْوَاجَهُنَّوَأَوْلَادَهُنَّ.


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّـهِ الْحَمْدُ.


أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: تَخْرُجُونَ الْآنَ مِنْ مُصَلَّيَاتِكُمْ، فَتَتَقَرَّبُونَ لِلَّـهِ تَعَالَىبِضَحَايَاكُمْ، وَيَمْتَدُّ وَقْتُ الذَّبْحِ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ يَوْمِالثَّالِثَ عَشَرَ، وَهُوَ آخِرُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الَّتِي لَا يَجُوزُصِيَامُهَا. وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَطْعَمُونَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا لُحُومُأَضَاحِيكُمْ، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَهْدُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا،وَأَظْهِرُوا الْبَهْجَةَ وَالسُّرُورَ بِعِيدِكُمْ، وَاجْتَنِبُوا مَا حَرَّمَاللهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ، وَاشْكُرُوا اللهَ تَعَالَى الَّذِي هَدَاكُمْوَأَعْطَاكُمْ، وَلَا تَنْسَوْا إِخْوَانَكُمُ المُسْتَضْعَفِينَ وَاللَّاجِئِينَوَالمُشَرَّدِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، فَآوُوهُمْ،وَأَطْعِمُوا جَوْعَاهُمْ، وَدَاوُوا مَرْضَاهُمْ، وَاسْعَوْا عَلَى أَرَامِلِهِمْ،وَاكْفُلُوا أَيْتَامَهُمْ، وَأَظْهِرُوا إِحْسَاسَكُمْ بِهِمْ، وَوَاسُوهُمْ بِمَاأَنْعَمَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ، وَخُصُّوهُمْ بِدُعَائِكُمْ فَإِنَّالْبَذْلَ وَالْعَطَاءَ دَافِعٌ لِلْمَصَائِبِ وَالْبَلَاءِ.


اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّـهِ الْحَمْدُ.


أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَىالمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ،وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَمِنَ المُسْلِمِينَ صَالِحَالْأَعْمَالِ.
اللَّهُمَّ تَقَبَّل مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ وَعُمَّارِهِ مَنَاسِكَهُمْوَلا تَحْرِمْنَا مِمَّا أَعْطَيْتَهُمْ , اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى كُلِّ خَيْرٍوَجَنِّبْنَا كُلَّ شَرٍّ , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنِا وَأَلِّفْ بَيْنَقُلُوبِنَا ,وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلام , وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن , الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَاقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللَّهُمَّ اُنْصُرِ الْـمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا، اللَّهُمَّ اُخْلُفْهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ خَيْـرًا، وَاِحْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ، اللَّهُمَّ صَوِّبْ رَمْيَهُمْ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وَاُنْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ عَدُوِّهِمْ، وَاُنْصُرْهُمْ عَلَى عَدِوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِالْحُوثِيِّينَ الظَّلَمَةِ، وَبِـمَنْ أَعَانَـهُمْ، اللَّهُمَّ شَتِّتُ جَمْعَهُمْ، وَفَرِّقْ شَمْلَهُمْ، وَاِجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَاوَذُرِّيَاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُّ الرَّحِيموَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِينَ لَهَاوَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلاةَ أُمُورِنَا وَأَصْلِحْلِوُلاةِ أمُورِنَا بِطَانَتَهَمْ ! اللَّهُمَّ أَغِثْنَا , اللَّهُمَّ أَغِثْنَا , اللَّهُمَّ أَغِثْنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ويَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين , والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّالْعَالَمِينَ
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُواللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
المشاهدات 1734 | التعليقات 0