خُطْبَةُ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ مختصرة 1444
محمد البدر
خُطْبَةُ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ مختصرة 1444
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أَمَّا بَعْدُ:اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.وَقَالَﷺ:«إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.الْيَوْمُ يَوْم عِيدٍ وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ فاشكروا الله على نعمة بلوغ عِيدُ الأَضحَى المُبَارَكِ وَيَومُ النَّحرِ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ حُجَّاجًا وَمُقِيمِينَ ،وهو من آخِرُ الأَيَّامِ العَشرِ المَعلُومَاتِ فلنحمد الله على نعمة الإسلام أولاً ونعمة توحيد الله واتباع النبي المجتبى والحبيب المصطفىﷺولنشكر الله أيضاَ على نعمة الأمن والاستقرار في الأوطان والفضل لله أولاً وأخراً ثم لولاة الأمر وفقهم الله وسددهم فالأمن من نعم الله توجب الشكر للمنعم لتدوم وتزيد وتقر قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَﷺ:«أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ»رَوَاهُ مُسلِمٌ.في هذه الأَيَّامِ يَجمَعُ المُسلِمُونَ بَينَ ذِكرِ اللهِ بِالصَّلاةِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، وَبَينَ التَّقَرُّبِ إِلَيهِ بِذَبحِ الأَضَاحِي وَإِرَاقَةِ دِمَائِهَا طاعة لله واقتداء بالنبيﷺوصحبه رضوان الله عليهم ومن تبعهم إلى يوم الدين .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾وَقَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ﴾.
وَقَالَﷺ:«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.فاليوم ذَبحِ الْهَدْيِ وَالأَضَاحِي تَّقَرُّبِاَ إِلَى الله فاحذروا الذّبح لغير الله فهو شِّركَ بالله،فَكُلُوا مِنْ أَضَاحِيِّكُمْ وَتَصَدَّقُوا وَأَهْدُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ وَقْتَ ذَبْحِ الْهَدْيِ وَ الْأَضَاحِي يَمْتَدُّ إِلَى آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ .اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الحَمدُ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا.
عِبَادَ اللهِ:حافظوا على الصلاةَ فإنها مَنْ أَرْكَان الْإِسْلَامِ وناهيَةٌ عن الفحشاء والمنكر والبغي فأقيموها في بيوتِ الله جماعة؛ وأدّوا زكاةَ أموالِكم طيّبةً بها نفوسُكم ،وعليكم ببرِّ الوالدين ،وعليكم بصِلَة الأرحام ،وأحسنوا الرعايةَ للزوجات والأبناء والخدَم ومن ولاّكم الله أمرَهم، وأدّوا حقوقهم، واحمِلوهم على ما ينفعهم، وجنِّبوهم ما يضرّهم،قَالَ تَعَالَى:﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ﴾وَقَالَﷺ«أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.واحذروا من انزلاق الأبناء في أوحال الجماعات المنحرفة وخطر الأحزاب المدمرة أمثال(الاخوان المفسدين والرافضة المخذولين والتبليغ المبتدعين والصوفية المخرفين المنحرفين وغيرهم)فوالله وتالله وبالله لا نجاة ولا فلاح ولاطريق صحيح سليم الا بالتمسك بتوحيد الله واتباع سنة سيد المرسلين وإمام المتقين وهو الطريق الوحيد الموصل إلى الجنة قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ﴾وَقَالَﷺ:«مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وتخلقوا يا عِبَادَ اللهِ بالآداب الفاضلة من غض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة اللسان، وعليكم بالصدق والأمانة واجتنبوا الكذب والخيانة والغيبة والنميمة والحسد والربا والزنا وشرب الدخان وتعاطي المسكرات والمخدرات ومن أخطر أنواع الْمُخَدِّرَاتِ على الإطلاق مَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّرَ، فاحذروا يا عبادالله من كل أنواع المخدرات وانتبهوا لأبناءكم وجنبوهم المخدرات فهي شر ولا خير فيها،واجتنبوا المعاملات الخبيثة، والمكاسب المحرمة وغيرها،وعلينا أن نتعاون في غرس العقيدة الصحيحة في أبناءنا وابعادهم عن الغلو والتطرف والسفور وتحذيرهم من الخروج عن الشرع والتحلل من أحكامه وقيمه وتوجيههم للعلم الصحيح على الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة الصالحين والأخذ بفتاوى العلماء المعتبرين المعروفين بسلامة المنهج والعقيدة والرأي السليم قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الامن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرسول وإلى أُوْلِى الامر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ .
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ
عِبَادَ اللهِ:كانﷺيذهب إلى مصلى النساء خلف صفوف الرجال لأنه لا يصلهم أي شيء من الخطبة فيعظهن وينصحهن و الآن وبحمد الله الصوت يصلهم عبر مكبرات الصوت لذلك اقتداء بالنبيﷺ نقول يا معشرَ النِّساء،اتَّقين اللهَ ،وأطِعن الله ورسوله، وحافِظن على صلاتِكنّ، وأطعنَ أزواجكنّ، وأحسِنَّ الجوار، وعليكنّ بتربيةِ الأبناء التربيةَ الإسلامية ورعاية الأمانة، وإيّاكنّ والتبرجَ والسفور والاختلاطَ بالرّجال،وعليكنّ بالسِّتر والعفاف،واحذرن من بعض المخالفات في اللبس وأياكن والخروج بكامل الزينة والخضوع بالقول واحذرن من رفع التكلف بالمزاح والضحك مع الرجال الأجانب واحذرن من كشف بعض المفاتن مثل حسر الرأس وكشف الوجه ،فكل ذلك يورث الفتنة و النبيﷺحذر من الذهاب للمسجد بهذه الصفة فكيف بغيره،قَالَﷺ«إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ«أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
المرفقات
1687646746_خُطْبَةُ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ مختصرة 1444.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق