خطبة عيد الأضحى ( الشكر )

خالد الكناني
1444/12/06 - 2023/06/24 13:56PM

خطبة عيد الأضحى ( الشكر )

الحمد لله ربّ العالمين ، صاحب الفضل والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

أيها المسلمون : اشكروا الله تبارك وتعالى على ما أنتم فيه من النعم ، أمن وأمان ، طعام ورخاء ، صحة في الأبدان .... فبالشكر تزيد النعم ، وبالكفر تزول .

قال تعالى : ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))

كيف تُشكر النعم ؟

أن نستشعر ما نحن فيه من النعم التي لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ  )) ، (لَا تُحْصُوهَا  ) العجز عَنْ تَعْدَادِ النِّعَمِ فَضْلًا عَنِ الْقِيَامِ بِشُكْرِهَا، وأن تنسب إلى المنعم والمتفضل بها ، وأن نتوكل ونعتمد على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب والسعي للحصول على المطلوب  ، قال صلى الله عليه وسلم ((لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا)) ، وأن نجهد في العبادات والطاعات،  شاكرين لرب الأرض والسموات بما أنعم به علينا

* فعندما أنعم الله تعالى عل أهل مكة ، بالنعم ، قال تعالى : ((لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2).

أمرهم بتوحيده  وعبادته وحده جل في علاه ، ((فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ))(( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )) ، بالتوحيد يتحقق الأمن في الأوطان ، وفي القلوب والأرواح ، وفي الأبدان ، وفي الصحة والاقتصاد وفي كل شأن . قال تعالى :

((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) ، وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أي : بِشِرْكٍ .

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

وهذا إمام الموحدين وقدوة الناس أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما منّ الله تعالى عليه بالنعم ، أمره ربه أن يتحدث بها ، قال تعالى : (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ))

(( فَحَدِّثْ )) أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة ، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.

وفي موضع آخر في القرآن الكريم ،  عدَّد الله تعالى نعمه على نبيه - صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) (( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)

ثم أمره أن يتفرغ لعبادته وأن يتوجه إليه وحده ، قال تعالى :(( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ )) (( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ))

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم

الحمد لله ربّ العالمين ، الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ، الكريم المنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وكبروه تعالى تكبيرا .

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

أيها المسلمون : إن من حق المنعم علينا تبارك وتعالى ، أن نجهد في طاعاته وأن نصرف كل العبادات له دون ما سواه ،

أيها المسلمون :  لقد أنعم الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، بالخير الكثير، والفضل الغزير ومن ذلك أعطاه نهرا  من أنهار الجنة يسمى الكوثر ، قال تعالى : ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ))  ، وهذه نعمة عظيمة تستوجب الشكر ، فأمره سبحانه وتعالى بالصلاة والنحر ، قال تعالى  : (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  )) ،

أَيْ أخلص له صلاتك وذبحك، قال تعالى : ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ((لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)

 قال الشيخ السعدي في تفسيره : ((لما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.

عباد الله : إن مما شُرع في هذا اليوم من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق ، الأضحية ،  وهي سنة مؤكدة في حق الموسرين

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي كُلَّ سَنَةٍ ))

وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»

فتقربوا إلى ربكم بذبح ضحاياكم وتحقيق مراده من ذلك ، قال تعالى : ((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ))

عباد الله : في أيامكم هذه كلوا واشربوا وافرحوا وكبروا الله تعالى

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»

اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .

هذا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللهم أعز الاسلام والمسلمين ، واجعل بلادنا آمنة وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه يا رب العلمين ، اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام واجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا من المقبولين وارحمنا برجمتك يا ارحم الرحمين واغفر لنا أجمعين ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين

الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

 

 

 

المرفقات

1687604169_خطبة عيد الأضحى ( الشكر ).pdf

المشاهدات 1087 | التعليقات 0