خطبة عيد الأضحى ( الإحسان )

عبدالإله بن سعود الجدوع
1438/12/09 - 2017/08/31 02:35AM

الحمد لله ربّ العالمين،يجيب السائلين،ويحبُّ المحسنين، أحمد ربِّي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ المتقين، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد،وعلى آله وصحبه أجمعين.

الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر عدد ما أحرم حاج واعتمر ، الله أكبر عدد ما لبى ملبي لله وذكر ، الله أكبر عدد ما تاب تائب لله واستغفر ، الله أكبر عدد ماضحى لله مضحي ونحر .

أَمَّا بَعْدُ عباد الله : اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَكَبِّرُوهُ وَعَظِّمُوهُ، وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوهُ، وَاحْمَدُوهُ وَسَبِّحُوهُ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ هِيَ أَعْظَمُ الأَيَّامِ، وَفِيهَا تَجْتَمِعُ العِبَادَاتُ الكِبَارُ، وَتُتَوَّجُ بِأَكْبَرِ أَعْيَادِ الإِسْلاَمِ، ؛ {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }

وتعلمون أيها الأفاضل أن في هذه الأيام تتنوع وتكثر شعائر الله  ( وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ)

ومن تلك الشعائر الأضحية سنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد عليهما الصلاة والسلام ، فالتَّقَرُّبُ للهِ تَعَالَى بِالذَّبْحِ قَدِيمٌ قِدَمَ البَشَرِ ، وَفِي قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ المَذْكُورَةِ فِي سُورَةِ المَائِدَةِ أَنَّهُمَا {قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ}

بَيْدَ أَنَّ أَعْجَبَ قِصَّةٍ نُقِلَتْ إِلَيْنَا فِي التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِالذَّبَائِحِ هِيَ الابْتِلاءُ العَظِيمُ الَّذِي وَقَعَ لِلْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ابْتُلِيَ بِمَا فَرِحَ بِهِ، ابْتُلِيَ فِي بِكْرِهِ وابنه إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ الأَبُ المُشْفِقُ عَلَى الوَلَدِ، وَلَمْ يُرْزَقْ وَلَدًا إِلاَّ عَلَى كِبَرٍ، ولما قص الأب على ابنه الخبر قال ( افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) فَأَعَانَ الوَلَدُ وَالِدَهُ عَلَى تَنْفِيذِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى بِاسْتِسْلاَمِهِ وَطَاعَتِهِ، وَوَعْدِهِ بِالصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ المَوْتِ.

وَحَانَتْ سَاعَةُ التَّنْفِيذِ ، وَالأَبُ يَسُوقُ ابْنَهُ لِلْمَوْتِ، وَيُضْجِعُهُ لِلذَّبْحِ، في موقف عصيب اسْتَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ وإِسْمَاعِيلُ فيه لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، ثم جَاءَ الفَرَجُ مِنْ الله سُبْحَانَهُ بِالفِدَاءِ العَظِيمِ؛ قال جل وعلا {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} تأمل كيف علل الله سبب هذا الفرج بقوله ( إنا كذلك نجزي المحسنين ) فالإحسان سبب لنزول الفرج من الله ، والإحسان سبب لرحمة الله ، قال جل وعلا ( إن رحمت الله قريب من المحسنين ) ومن أراد أن يكون الله معه ومؤيده ونصيره ، فعليه بالإحسان ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) ويامن يريد أن الله يحبه ، عليك بالإحسان ، قال جل  وعلا  (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )

 وإذا كنت متحليا بالإحسان ، فأنت أكثر الناس هداية وانتفاعا بالقرآن ، قال تعالى عنه ( هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ ) ( ويامن تريدُ جنَّاتِ الخُلدِ وملكٍ لايبلى كنْ من المحسنين ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) ، ويامن تريد النَّظر إلى وجهِ الله الكريم  كن من المحسنين (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا دَخَلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ يقولُ الله عز وجل تريدون شيئاً أزيدكُم؟ فيقولون ألم تبيضْ وجوهَنا ألم تُدخلنا الجنة وتنجِّنا من النارِ؟ قال: فَيُكشَفُ الحجابُ فما أُعطوا شيئاً أحبَّ إليِهم من النظرِ إلى ربِّهم). ثم تلا صلى الله عليه وسلم  قوله تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

أيها المحسنون :

هذا اليوم قال عنه  صلى الله عليه وسلم ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ) سماه يوم النحر ، لأنه النسك الأبرز عند كل المسلمين ، ومع أن النحر فيه من الإيلام مافيه ، إلا أننا أمرنا كذلك بالإحسان إلى أضحياتنا قال صلى الله عليه وسلم (  إنّ الله كتب الإحسان على كلِّ شيء،فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتلة،وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة،وليُحدَّ أحدكم شفرتَه،ولْيُرح ذبيحته )

 وروي أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا أضجع شاة، فوضع رجله على عنقها، وهو يحدُّ شَفْرته، فقال له صلى الله عليه وسلم: ((ويلك، أردت أن تميتها موتتين ؟ هلا أحددت شَفْرتك قبل أن تضجعها( وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وقلبه ينبض بالرحمة ، فقال : إني لأذبح الشاة وإني لأرحمها ، فقال له نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ( والشاة إن رحمتها رحمك الله )  كل هذا يدلل على أهمية الرحمة والإحسان لذبائحنا ، لكن ياكرام ، لنتأمل أكثر في الحديث الآنف الذكر ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) نعم ، في كل شيء ، وإلى كل شيء ، وتجاه كل شيء ،  والمسلم الموفق ، لا ينظر إلى الإحسان على أنه قيمة يجمل التخلق به فحسب، بل ينظر إليه على أنه جزء من عقيدته ، وعامل مهم في إسلامه، إذ إن مراتب الدين ثلاثة وهي: الإسلام والإيمان والإحسان ، ومرتبة الإحْسَان على درجتين ، الدَّرجة الأولى: وهي ((أن تعبد الله كأنَّك تراه)). الدَّرجة الثَّانية: أن تعبد الله لأنَّه يراك، والمعنى : أن إذا لم تستطع أن تعبد الله كأنَّك تراه وتشاهده رأي العين ، فانزل إلى الدرجة الثَّانية، وهي أن تعبد الله لأنَّه يراك، فالأولى عبادة رغبة ، والثَّانية عبادة خوف ورهبة . فلابد للمسلم أنْ يعبدَ ربَّهُ مستحضرًا قُرْبِهِ منه، واطِّلاعِهِ عليهِ، وأنّهُ بين يديهِ كأنَّهُ يراهُ! وذلكَ يوجبُ الخشيةَ منهُ -تباركَ وتعالى  ،   وأيضا من الإحسان مع الله أن نوقن بحسن شرعه وأن نرضى بقضائه وقدره ،  فنسلم بما جاء به الله تعالى ولانجعل شرع الله عرضة للإستفتاءات ولا إلى الشورى (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ  )

وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث :"إنّ الله كتب الإحسانَ على كلّ شيء" له معنيان:  المعنى الأوَّل: أنّ الله –تعالى- كتب الإحسانَ في كلِّ شيء من الأعمال الواجِبة، بأن يؤدِّيَها المسلم على وجه الكمال وأن يحسن في مقصدها فيخلص النية لله تعالى ، وأن يحسن في موافقتها شرع الله واتباع ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،       والمعنى الثَّاني: إنَّ الله كتبَ الإحسانَ على كُلِّ أحدٍ .. إلى كُلِّ مخلوقٍ ، فالإحسانُ إلى كُلِّ مخلوق بحَسَبه. ، والإحسان هو مرتبة فوق العدل ، فالعدل أن تعطي المقدار الواجب ، أما الإحسان فأنت تزيد عن المقدار الواجب إحسانا   ،،،،،،               

الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

أيها الكرام: إن أولى المخلوقين بالإحسان هم الذين ثنى الله بهم بعد حقه سبحانه وتعالى ( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) إحسانا ! برِّهما بالمعروف، وطاعتهما في غير معصية الله، وإيصال الخير إليهما، وكفِّ الأذى عنهما، والدُّعاء والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما   في حياتهما أو بعد موتهما ،،،،   ثم الإحسان لأقرب الأقارب وهي زوجتك   قال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع ( ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن ) ، وحتى – لاقدر الله – آلت الأمور إلى طلاق ، فأنت مأمور كذلك بالإحسان ، قال تعالى ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) بإحسان وليس بظلم أو قهر أو ابتزاز أو مماطلات أو أي نوع من أنواع الظلم .

ومن الإحسان وجمال الحياة ، الإحسان إلى أولادك وبناتك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( وإن لولدك عليك حقا ) وقال ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وإذا أحسنت للبنات فلتبشر بحديث رسول الله (من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار"

ثم يأتي الإحسان للأقارب عموما بوصلهم ، وفعل ما يَجْمُل فعله معهم ، وترك ما يسيء إليهم،

وإن كنت قد تشاحنت مع أقربين أو أبعدين،فسيزداد عيدك بهاءً،وحسنا إذا عفوت وصفحت وتواصلت ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ، وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ،   والإحسان للجار مندوحة وإيمان ، قال صلى الله عليه وسلم : مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) وجاء أن  رجلا قال لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ)   وهو مع اليتامى بالإحسان إليهم وبرعايتهم والعطف عليهم والمحافظة على أموالهم وأداء حقوقهم ،وهو للضعفاء والمساكين بسدِّ جوعهم، وستر عورتهم، وعدم احتقارهمو ظلمهم ، وإيصال النَّفع إليهم بكل ماتستطيع ،  شكا رجل إلى رسول الله قسوة قلبه، فقال له : امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين.     وقال تعالى ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) كل الناس نقول لهم حسنا ونتعامل معهم بالإحسان ، ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم )  فإذا لم تتكلم بالحسنى مع الناس ، فالشيطان سيجد بغيته وينزغ بينك وبين كل أحد ، بل حتى ولو اضطررت للجدال مع أحد ، فجادلهم بالتي هي أحسن ،

ومِن أجلِّ أنواع الإحْسَان: الإحْسَان إلى مَن أساء إليك بقولٍ أو فعلٍ. قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصاحب الحظ العظيم هو من صبر ودفع بالتي هي أحسن .   

 الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 ويتنوع صور الإحسان كذلك ياكرام : فهو للخادم والخادمة  بإتيانه أجره ، وبعدم إلزامه ما لا يلزمه، أو تكليفه ما لا يطيق، وبصون كرامته (والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ . رواه مسلم

ومن صور الإحسان ، الإحسان في البيع والشراء والقضاء ، قال صلى الله عليه وسلم : رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى ، سمحا إذا قضى سمحا إذا اقتضى )  وإذا قضى المرء دينه بكل يسر للمدين ، أو قدم موعد قضاء دينه أو كافئه بغير اتفاق مسبق فهو محسن ، قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم أحسنكم قضاء )

ومن صور الإحسان : الإحسان لقادتنا وعلمائنا بالدعاء لهم وبذكرهم بالذكر الحسن والكف عن مساوئهم ، وأيضا الإحسان لوطننا ، بأن نتبع نظامه وأن نحافظ على ممتلكاته ومكتسباته ، وأن نتعاون مع حكامه وجنوده ورجال أمنه في الإبلاغ عمن يخل بأمنه واستقراره

أيها الفضلاء والفضليات : إن أول مستفيد من الإحسان هو أنت وأنتِ ، قال تعالى: ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) وأعظم جزاء للإحسان هو طيب العيش في الآخرة ({ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ )     (وفي الدنيا .. ما أن يشيع الإحسان في مجتمع إلا وساد عليهم السرور ، وجملت حياتهم وطاب عيشهم ، وأصبح التفاؤل والسعادة سائدا بينهم ، يحسن بعضهم إلى بعض ، في جو من الرحمة والإحسان .

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها لايصرف سيئها عنا إلا أنت ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. قلت ماقلت ولي ولكم وأستغفر الله فاستغفروه

**************

أخواتي المسلمات : هل تأملتم لماذا توصف النساء بالمحصنات بالغافلات؛ كمافي الآية القرآنية في سورة النور : قال السعدي في تفسيره الْمُحْصَنَاتِ : أي: العفائف عن الفجور { الْغَافِلاتِ } التي لم يخطر ذلك بقلوبهن .

 إذن فوصف الغافلات: وصفٌ لطيفٌ محمودٌ، وصفٌ يُجسد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهراتٍ ناصعاتٍ لا يعرفن الإثم، غافلاتٍ عن الملوثات  ، فكوني على حذر يا أختي المسلمة ممن يريد بك شرا من العلمانين والليبرانين والمجهولين في أهدافهم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، وأنت ترون - عبادالله - أنه حين تنتَكِس الفِطَر، وتختلُّ القِيَم،      وتغورُ الأخلاق، ترى الاستخدام المبتذل للحسن والجمال، واختصاره في مشاهد السُّفور ، أو صور التعرِّي، أو مناظر الإغواء والإغراء ، وكل هذا في شرع الله منكرٌ وفُحشٌ، وإنْ سمَّاه أهلُه بالجمال أو الموضة ، بل الجمال يمكن أن يكون نقمةً على صاحبتها ، ففي الحديث : ( وكانت امرأة بَغِيٌّ يُتمَثَّل بحسنها ) يعني: يُضْرَب المثل بحسن مظهرها ، لكنها قبيحة بصنيعها ، قبيحة بفعلها  واستحقت ما استحقت ولم يفدها حسن خلقتها ، ولذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نتزوج النساء قال ( فاظفر بذات الدين ) لأن هذا هو الجمال الحقيقي .

احذري أختي المسلمة أن تلبسي مايرضي الناس ويسخط الله ، فمن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه ، وأرضى عليه الناس ، تذكري يا أختي المسلمة : أن حسنك وجمالَك في حياءِك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنَّ الله حيي سِتِّير يحب الستر والحياء ) رواه  أبوداود وصححه الألباني ،

وبعد ياكرام :

ويا إخوة الإيمان: أيامُكم هذه أيامٌ فاضلاتٌ، أيامُ شُكْرٍ، وأوقاتُ ذِكْرٍ، فزيدُوا  العيدَ جمالاً بالصلةِ والتَّلاحُمِ، والعطفِ والتراحمِ.    

   افتحوا أبوابَ التفاؤلِ والأملِ والإحسان في حياتِكم، والزموا حدودَ ربِّكُم، وكبروا الله على ماهداكم ، وصوموا عن المحارمِ دهرَكم، تَدُمْ لكم الأيامُ عيدًا، وتَبتسمُ لكم الحياةُ سرورًا.

 

اللهم يامن مجزي المحسنين وياذا الفضل العظيم نسألك أن تحسن إلينا ، وأن تغفر لنا ، وأن تجلو همنا ، وتختم بالسعادة آجالنا ياإلاهنا ويامولانا ،

اللهم ياخير الحافظين ، احفظ الحجاج والمعتمرين والمسافرين ، وأرجعهم لديارهم سالمين غانمين اللهم وتقبل منهم صالحالتهم يارب العالمين  اللهم ومن أراد الحجاج وديننا وبلادنا وقادتنا وعلمائنا بسوء أو كيد ،اللهم فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يارب العالمين .اللهم اجز الخادمين للحرمين الشريفين وضيوفهما ، اللهم اجزهم خير ماجزيت محسنا على إحسانه اللهم اجز خادم الحرمين والشريفين ونائبيه على مايقومون به من جهود عظيمة في خدمة الحجاج والمعتمرين ، واجعلهم ياربنا خير معين وناصر للإسلام والمسلمين .اللهم وياربنا واجز جنودنا ورجال أمننا على بذلهم وتضحيتهم ، اللهم واجعل جزاءهم موفورا وسعيهم مشكورا  يارب العالمين . ، اللهم احفظ جنودنا بالحد الجنوبي ، اللهم اكلأهم برعايتك واحفظهم بحفظك ، وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين منتصرين يارب العالمين

المشاهدات 1541 | التعليقات 0