خطبة عيد الأضحى(محرمات استهان بها الناس)10/12/1442

عبدالرزاق بن محمد العنزي
1442/12/08 - 2021/07/18 21:29PM

الخطبة الأولى:                                                                    

إخوة الإيمان: التقوى تكررت كثيراً جداً في القرآن المجيد أمراً بها وذكراً لفضائلها ومدحاً لأهلها، وحقيقة التقوى كما يُعلم: ( فعل الأوامر وترك النواهي ) فالعبد يتعبد لله سبحانه بفعل ما أمر وباجتناب ما نهى عنه الله ورسوله وزجر  وبالذات عندما تقوى دواعي المعصية!                                 

وإن من أعظم ما يعيننا على ذلك: استشعار النصوص التي قبحت صورة المعصية ليقع استبشاعها في قلوبنا فنجتنب الذنوب ونستقيم على أمر علاّم الغيوب وهذا من رحمة وحكمة الشارع الحكيم.                                                                         

فمن أعظم المحرمات،بل إنه يحتل المرتبة العليا من الموبقات،وهو أشد خطراً من الشرك بالله!                                                    

إنه القول على الله تعالى بغير علم: والتقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك في الفتيا أو في القضاء والحكم، قال تعالى: «قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون».                     

فجعل الله سبحانه وتعالى المحرمات: أربع دركات، وبدأ بأدناها وهي الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريماً منها وهو الإثم والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً منهما وهو الشرك به سبحانه، ثم ربع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم.                                                       

وهذا يعم القول عليه سبحانه وتعالى بلا علم في ذاته، وأسمائه وصفاته، وأقواله وأفعاله، ودينه وشرعه.

فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله تعالى من القول عليه بلا علم، ولا أشد إثماً، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين: فأساسها القول على الله تعالى بلا علم، لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى، ونسبته إلى مالا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات مانفاه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، وتحريم ما أحله، وتحليل ما حرمه.                             

وقد قال الله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب، هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب: لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم».قال الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى: (ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا، وحرم كذا، فيقول الله له: كذبت، لم أحل كذا، ولم أحرم كذا).                                                          

ومما يدل على خطورة الفتوى بغير علم: ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفتي بغير علم: كان إثمه على من أفتاه»، رواه أبوداود وابن ماجه.                                                                              ولو نظرنا في سير سلف الأمة الصالحين: لوجدناهم من أورع الناس في الفتيا عن رب العالمين.                                     

كان سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى لايكاد يفتي في سؤال إلا تضرع لذي الجلال، وقال: (اللهم سلمني، وسلم مني) رواه البيهقي. ومن أخطر الذنوب وأعظمها الشرك بالله،قال تعالى:( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)وفي صحيح مسلم: ((مَن لَقِي الله لا يُشرك به شيئًا، دخَل الجنة، ومَن لَقِيه يُشرك به شيئًا، دخَل النار)).                          

 فالشِّرْكَ أَعْظَمُ الْمُحَرَّمَاتِ وَأَسْوَأُ الْمُعْتَقَدَاتِ،وَأَقْبَحُ الذُّنُوبِ وَأَشَرُّ الْعُيُوبِ.                                                                          

وَكُلُّ ذَنْبٍ يُمْكِنُ أَنْ يَغْفِرَهُ اللهُ إِلَّا الشِّرْكَ فَلا بُدَّ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، وَالشِّرْكُ مِنْهُ مَا هُوَ أَكْبَرُ مُخْرِجٌ عَنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، صَاحِبُهُ مُخَلَّدٌ فِي النَّارِ إِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وَمِنْهُ مَا هُوَ أَصْغَرُ لَيْسَ كَذَلِكَ.                                                                            

وَمِنْ مَظَاهِرِ هَذَا الشِّرْكِ الْمُنْتَشِرَةِ: السِّحْرُ وَالْكَهَانَةُ وَالْعِرَافَةُ: أَمَّا السِّحْرُ فَإِنَّهُ كُفْرٌ وَمِنَ السَّبْعِ الْكَبَائِرِ الْمُوبِقَاتِ، وَهُوَ يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ،وَمِنَ السِّحْرِ الذِي صَارَ يَنْتَشِرُ بَيْنَ النَّاسِ وَهُمْ يَظُنُّونَهُ جَائِزَاً وَخَاصَّةً النِّسَاءُ, مَا يُسَمَّى بِسِحْرِ الْعَطْفِ، أَيْ: أَنَّ السَّاحِرَ يَسْحَرُ الشَّخْصَ لِيُقَرِّبَهُ مِنَ الآخَرِ، فَتَطْلُبَ الزَّوْجَةُ مِنَ السَّاحِرِ أَنْ يَسْحَرَ زَوْجَهَا لِيُحِبَّهَا وَلا يُطِلِّقَهَا، أَوْ رُبَّمَا يَسْحَرُونَهُ لِيَتَزَوَّجَ فُلانَةً أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، عِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَاَل رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ليسَ مِنّا مَنْ تَطيَّر أوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أو تَكَهَّنَ أو تُكُهِّنَ لَهُ، أو سَحَر أوْ سُحِرَ لَهُ، ومَنْ أتى كاهِناً فصدَّقَهُ بما يقولُ؛ فقدْ كَفَر بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).                                                                

وَأَمَّا الْكَاهِنُ وَالْعَرَّافُ فَكِلَاهُمَا كَافِرٌ بِاللهِ الْعَظِيمِ لِادِّعَائِهِمَا مَعْرِفَةَ الْغَيْبِ، وَلا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ، وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاءِ يَسْتَغْفِلُ السُّذَّجَ لِأَخْذِ أَمْوَالِهِمْ، وَيَسْتَعْمِلُونَ وَسِائِلَ كَثِيرَةً مِنَ التَّخْطِيطِ فِي الرَّمْلِ أوْ ضَرْبِ الْوَدَعِ أَو قِرَاءَةِ الْكَفِّ وَالْفِنْجَانِ أَوْ كُرَةِ الْكِرِيسْتَالِ وَالْمَرَايَا وَغَيْرِ ذَلِكَ.                                

وَهُؤُلاءِ الْكَهَنَةُ لَوْ صَدَقُوا مَرَّةً فَإِنَّهُمْ يَكْذِبُوا تِسْعَاً وَتِسْعِينَ مَرَّةً, وَلَكِنَّ الْمُغَفَّلِينَ لا يَتَذَكَّرُونَ إِلَّا الْمَرَّةَ التِي صَدَقَ فِيهَا هَؤُلاءِ الْأَفَّاكُونَ، فَيَذْهَبُونَ إِلَيْهِمْ لِمَعْرِفَةِ الْمُسْتَقْبَلِ، أَوِ لِمَعْرِفَةِ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ فِي زَوَاجٍ أَوْ تِجَارَةٍ وَالْبَحْثِ عَنِ الْمَفْقُودَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.                                                             

وَحُكْمُ الذِي يَذْهَبُ إِلَيْهِمْ إِنْ كَانَ مُصَدِّقَاً بِمَا يَقُولُونَ فَهُوَ كَافِرٌ خَارِجٌ عَنِ الْمِلَّةِ، وَإِنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ فَلا تُقْبَلُ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ" (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ). وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".                 

وَمِنْ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ التِي اسْتَهَانَ بِهَا النَّاسُ وَجَهِلُوا ضَرَرَهَا:  الاعْتِقَادُ فِي تَأْثِيرِ النُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ فِي الْحَوَادِثِ وَحَيَاةِ النَّاسِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).                                   

وَمِنْ ذَلِكَ اللُّجُوءُ إِلَى أَبْرَاجِ الْحَظِّ فِي الْجَرَائِدِ وَالْمَجَلَّاتِ لِيَعْرِفَ حَظَّهُ أَوْ مُسْتَقْبَلَهُ، فَإِنِ اعْتَقَدَ مَا فِيهَا مِنْ أَثَرِ النُّجُومِ وَالْأَفْلَاكِ فَهُوَ مُشْرِكٌ, وَإِنْ قَرَأَهَا لِلتَّسْلِيَةِ فَهُوَ عَاصٍ آثِمٌ، لِأَنَّهُ لا يَجُوزُ التَّسَلِّي بِقِرَاءَةِ الشِّرْكِ.                                                           الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ....                                                           

بارك الله لي ولكم،،،،،

الخطبة الثانية:                                                                                          

عباد الله: من الكبائر المنتشرة والعادات السيئة الغيبة! وفيها نصوص عديدة، ومن أشدها أن جعل الله المغتاب كمن يأكل لحم أخيه ميتا! ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ لو أننا نتخيل هذا الصورة الفظيعة حين نتغاب أو ننوي الغيبة لكانت حاجزاً قوياً عن الغيبة! وباعثاً إلى التوبة الصادقة وتجديدها! والغيبة في هذا الزمن قد زادت؛ لأن وسائل الكلام والكتابة كثرت وتنوعت،وفي الحديث: " لما عُرج بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون وجوهَهم وصدورَهم! فقلتُ: من هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال: هؤلاءِ الذين يأكلون لحومَ الناسِ، ويقَعون في أعراضِهم " أخرجه أبو داوود وصححه الألباني.            

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.......                                                  

إخوة الإيمان: ومن بلايا هذا الزمان المخدرات وفي الحديث عند مسلم "كلُّ مُسكِرٍ خَمرٌ"؛ إذا فالمسكرات بأنواعها الحديثة تدخل في وعيد الخمر حمانا الله وإياكم.                                                 

أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أنَّ رجلًا قدم من جيشانَ ( وجيشانُ من اليمنِ ) فسأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن شرابٍ يشربونَه بأرضهم من الذرةِ يقال لهُ المِزْرُ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( أوَمسكر هوَ؟) قال: نعم. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (كل مسكرٍ حرامٌ. إنَّ على اللهِ، عزَّ وجلَّ عهدًا، لمن يشربُ المسكرَ، أن يسقيَه من طينةِ الخبالِ ) قالوا: يا رسولَ اللهِ! وما طينةُ الخبالِ ؟ قال ( عرقُ أهلِ النارِ. أو عصارةُ أهلِ النارِ). لو استحضر شارب الخمر أو متعاطي المسكر أو من يفكر في ذلك عرق أهل النار أو ما يخرج من جلودهم من قيح وصديد وجلود ذائبة لو استشعره لبعثه على التوبة وعلى تكرارها لو ضعف ورجع إليها، وحين يتصور هذا المعافى من الخمر فإنه يزداد بعدا عنها ، ومن شدة الوعيد فيها أن أكده بـ " إن على الله عهدا لمن يشرب المسكر"، قال العلماء وهذا الوعيد فيمن مات مصرا عليها ولم يتب منها.                                                             الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.......                                                  

إخوة الإسلام: من صفات المؤمنين حفظ الفروج، ومن الكبائر التي تعددت فيها النصوص الزنا، ومما ورد من العقاب لهم أنهم أشد ما يكونون انتفاخاً وأنتنه رائحة كأن ريحهم المراحيض! لو استحضر المسلم هذا لامتنع من الزنا! و فرّ من أسبابه! وجاء في حديث الرؤيا في البخاري: " فانطلقْنَا إلى ثَقْبٍ مثلَ التَّنُّورِ أعلاه ضيقٌ وأسفلُه واسعٌ يَتَوَقَّدُ تحتَه نارًا، فإذا اقتربَ ارتفعُوا حتى كادُوا أَنْ يَخْرُجُوا، فإذا خَمَدَتْ رجَعُوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عُرَاةٌ " ثم أخبر أنهم الزناة والزواني .                                                    

إن تذكر هذه النصوص يسقي غراس العفة، ويبعث الزاني على التوبة وعلى الإكثار من الحسنات الماحية.                                          

 أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.......                                                  

إن دين الله قوي متين،وأحكامه راسخة واضحة ،لاتغيرها الظروف ولا تهونها الأزمات والصروف ،أساسها التوحيد وعمادها الصلاة { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} قال ابن عباس رضي الله عنه كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المساجد فصلوا.                                                                      

وفي صحيح البخاري قالت عائشةُ رضي الله عنها: كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يكُونُ في مِهْنةِ أهلهِ، فإذا حضرَتِ الصلاةُ، خرج إلى الصلاةِ .                                                                                 

 ومَنْ قَرَأَ قِصَّةَ مَرْيَمَ وَزَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عَلِمَ أَنَّ الْأَرْزَاقَ مُعَلَّقَةٌ فِي مَحَارِيبِ الصَّلَاةِ، وَأَنَّ مُنَاجَاةَ الْعَبْدِ رَبَّهُ فِي صَلَاتِهِ يَسْأَلُهُ حَاجَتَهُ لَا تَضِيعُ أَبَدًا، بَلْ تُفَرَّجُ كُرْبَتُهُ، وَيَزُولُ هَمُّهُ، وَيَنَالُ مُرَادَهُ، وَيُوَسَّعُ لَهُ فِي رِزْقِهِ، مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ مِنْ عَظِيمِ الْأَجْرِ فِي الْآخِرَةِ.                                                                         

قال تعالى:﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.                                                                               

 فَمَنْ أَرَادَ سَعَةَ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَ رِزْقَ الْآخِرَةِ فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ، وَمَنْ أَرَادَهُمَا جَمِيعًا فَعَلَيْهِ بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّهَا مُفَرِّجَةُ الْكُرُوبِ، طَارِدَةُ الْهُمُومِ، جَالِبَةُ الْأَرْزَاقِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:          

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾،،،            

عباد الله: احمدوا الله الذي هداكم، وضحُّوا تقبَّل الله ضحاياكم، وسمُّوا الله واذكروه على ما رزقكم،واشكروه على ما آتاكم، من كان محسنًا للذبح فليذبح بنفسه، ومن كان لا يحسن فليحضر ذبيحته، أخلصوا لله وابتغوا ما عنده واتقوه؛ فـ ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]، كُلُوا وتصدَّقوا، وأهْدوا وادَّخروا، تواصَلُوا وتزاوَرُوا، وتصافَحُوا وتصالَحُوا، وأفشوا السَّلامَ بينكم تفلحوا، فإِنَّكُم في أيامِ عيدٍ وأكلٍ وشُربٍ وذكرٍ للهِ، يَحرُمُ صومُهَا، وتُعَظَّمُ الشَّعَائِرُ فيها، من صلاواتٍ وطاعاتٍ وقرباتٍ ،(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).                   

ثم صلوا وسلموا،،،،

 

المشاهدات 1137 | التعليقات 0