خطبة عن مراقبة الله عز وجل
عبدالرحمن العبدالسلام
1438/02/02 - 2016/11/02 09:49AM
مراقبة الله
الخطبة الأولى
أيها المسلمون : هل نحن مراقبون ؟ هل نحن متابعون ؟ ومن هو الذي يراقبنا ؟ ومن هو الذي يتابعنا ؟!! جاءني بعض الشباب وقالوا سمعنا واعظاً في احدى المساجد يقول ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا انكم مراقبون ومتابعون ومحاسبون .. فقلت لهم نعم نحن كذلك ولم لا والله جل جلاله يقول: {إن الله كان عليكم رقيبا} وقال سبحانه{وكان على كل شيء رقيبا} وقال سبحانه{وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير} وقال {الم يعلم بأن الله يرى} . عباد الله حديثنا اليوم يحتاج اليه الكبير والصغير , الرجل والمرأة لا سيما في هذا الزمن الذي تكاثرت فيه الفتن وصار الإنسان يستطيع أن يصل إلى المحرمات وهو جالس في بيته ومن دون أن يشعر به احد (إنها العبادة المفقودة مراقبة الله جل جلاله) الله اكبر احد الأئمة السابقين كان عنده طلابه فأعطى اربعة منهم اربعة طيور كل واحد منهم له طائر وسكين وقال لهم كل واحد يذبح الطائر الذي معه في مكان لا يراه فيه احد , فرجع ثلاثة منهم كل واحد ذبح الطائر الذي معه الا الطالب الرابع اتى بالطائر لم يذبحه قال له الامام لما لم تذبح طائرك فقال لم اجد مكاناً لا يراني الله فيه , فأعجب به الإمام وقبل رأسه نعم انها مراقبة الله جل في علاه .
اذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أنما يخفى عليه يغيب
عباد الله .. لقد أُوغل كثيرٌ من الناس في فعل الحرام واكل الحرام , لقد وقع الكثير في الشهوات واستكثروا منها واستحسنوها وزينها الشيطان وحسبوا أن اعمالهم الصالحة ستكفر السيئات عنهم وما دروا ان الله سبحانه سيجعلها هباءً منثورا عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(لأعلمن اقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ امثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال (اما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون , ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) رواه ابن ماجه . كان بعض السلف اذا قرأ هذا الحديث أو سمعه جثى على ركبتيه لعظم هذا الحديث يا لها من خسارة وأي خسارة يوم أن يأتي المسلم بحسنات عظيمة صلاة وصيام وحج وعمرة وصدقة وقيام ليل وغيره ثم لا تقبل منك وتكون هباءً منثورا لأنك اذا خلوت بمعصية أنساك الشيطان ثم لم تعلم بأن الله يرى , يقول ابن دينار رضي الله عنه خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة وفي بعض الطريق انحدر علينا راعي غنم فقال له عمر يا راعي بعني شاة من هذه الغنم فقال الراعي إنني مملوك فقال قل لسيدك أكلها الذئب قال الراعي فأين الله , فبكى عمر ثم غدا الى المملوك فأشتراه من مولاه واعتقه وقال هذه الكلمة اعتقت في الدنيا , وارجو يعتقك الله بها يوم القيامة , الله أكبر يوم أن اخذت جوالك وفتحته على الصور والمقاطع أين الله ؟ ألم تعلم بأن الله يرى يوم أن جلست على الحاسوب أو أي جهاز تقلبه أين الله؟ ألم تعلم بأن الله يرى , يوم سافرت خارج البلاد وعصيت الله , أين الله ؟ ألم تعلم بأن الله يرى , يوم أن خلوت بمرأة لفعل الفاحشة ! أين الله؟ ألم تعلم بأن الله يرى ,
وإذا خلوت ريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
عباد الله : كم نحن بحاجة إلى أن ندفع الشهوات بصرخة يوسف عليه السلام , فلقد راودته امرأة العزيز وكانت ذات منصب وجمال وهي سيدته وغلقت الأبواب وهو في ريعان شبابه , وتهيأت له الشهوة فأعلنها مدوية قوية (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) . كم نحن بحاجة إلى أن ندفع الشهوات بقوة وثبات , الربيع بن خثيم رحمه الله , خرج من المسجد يوماً فتعرضت له امرأة سافرة عاهرة تريد أن تغويه فأخرجت له زينتها , فزجرها وقال كيف بكِ اذا نزل بك ملك الموت اكنت تريدين ذلك , كيف بكِ اذا ادخلت الغد كيف بك اذا ساقتك الملائكة الى النار , فسترت المرأة نفسها وتابت توبة نصوحا حتى سميت عابدة الكوفة .
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما تخفيه علي يغيب
عبد الله لا تنظر الى صغر الخطيئة , ولكن انظر الى عظمة من عصيت إنه الله العظيم , (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) .
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمدلله على احسانه ....
كيف نحيي مراقبة الله في نفوسنا , عن سعيد بن يزيد الازدي رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: (اوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) وقال عليه الصلاة والسلام : (استحيوا من الله حق الحياء) . اعلم يا عبد الله أن جوارحك التي سعيت بها الى الحرام واستعملتها في الحرام ستشهد عليك قال تعالى:{حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ..} وقال تعالى :{اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} .
للمراقبة ثمار عظيمة :
1 أن المراقبة من اسباب دخول الجنة .
2 أن بها يكسب العبد رضا الله سبحانه وتعالى عنه .
3 انها من اعظم البواعث على المسارعة الى الطاعات .
4 أنها تعين على ترك المعاصي والمنكرات .
5 أنها من افضل الطاعات واغلاها.
6 انها من خصال الإبمان وثمراته .
اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب و الشهادة اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك , اللهم من علينا بمراقبتك في السر والعلانية يارب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الخطبة الأولى
أيها المسلمون : هل نحن مراقبون ؟ هل نحن متابعون ؟ ومن هو الذي يراقبنا ؟ ومن هو الذي يتابعنا ؟!! جاءني بعض الشباب وقالوا سمعنا واعظاً في احدى المساجد يقول ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا انكم مراقبون ومتابعون ومحاسبون .. فقلت لهم نعم نحن كذلك ولم لا والله جل جلاله يقول: {إن الله كان عليكم رقيبا} وقال سبحانه{وكان على كل شيء رقيبا} وقال سبحانه{وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير} وقال {الم يعلم بأن الله يرى} . عباد الله حديثنا اليوم يحتاج اليه الكبير والصغير , الرجل والمرأة لا سيما في هذا الزمن الذي تكاثرت فيه الفتن وصار الإنسان يستطيع أن يصل إلى المحرمات وهو جالس في بيته ومن دون أن يشعر به احد (إنها العبادة المفقودة مراقبة الله جل جلاله) الله اكبر احد الأئمة السابقين كان عنده طلابه فأعطى اربعة منهم اربعة طيور كل واحد منهم له طائر وسكين وقال لهم كل واحد يذبح الطائر الذي معه في مكان لا يراه فيه احد , فرجع ثلاثة منهم كل واحد ذبح الطائر الذي معه الا الطالب الرابع اتى بالطائر لم يذبحه قال له الامام لما لم تذبح طائرك فقال لم اجد مكاناً لا يراني الله فيه , فأعجب به الإمام وقبل رأسه نعم انها مراقبة الله جل في علاه .
اذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أنما يخفى عليه يغيب
عباد الله .. لقد أُوغل كثيرٌ من الناس في فعل الحرام واكل الحرام , لقد وقع الكثير في الشهوات واستكثروا منها واستحسنوها وزينها الشيطان وحسبوا أن اعمالهم الصالحة ستكفر السيئات عنهم وما دروا ان الله سبحانه سيجعلها هباءً منثورا عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(لأعلمن اقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ امثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال (اما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون , ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) رواه ابن ماجه . كان بعض السلف اذا قرأ هذا الحديث أو سمعه جثى على ركبتيه لعظم هذا الحديث يا لها من خسارة وأي خسارة يوم أن يأتي المسلم بحسنات عظيمة صلاة وصيام وحج وعمرة وصدقة وقيام ليل وغيره ثم لا تقبل منك وتكون هباءً منثورا لأنك اذا خلوت بمعصية أنساك الشيطان ثم لم تعلم بأن الله يرى , يقول ابن دينار رضي الله عنه خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة وفي بعض الطريق انحدر علينا راعي غنم فقال له عمر يا راعي بعني شاة من هذه الغنم فقال الراعي إنني مملوك فقال قل لسيدك أكلها الذئب قال الراعي فأين الله , فبكى عمر ثم غدا الى المملوك فأشتراه من مولاه واعتقه وقال هذه الكلمة اعتقت في الدنيا , وارجو يعتقك الله بها يوم القيامة , الله أكبر يوم أن اخذت جوالك وفتحته على الصور والمقاطع أين الله ؟ ألم تعلم بأن الله يرى يوم أن جلست على الحاسوب أو أي جهاز تقلبه أين الله؟ ألم تعلم بأن الله يرى , يوم سافرت خارج البلاد وعصيت الله , أين الله ؟ ألم تعلم بأن الله يرى , يوم أن خلوت بمرأة لفعل الفاحشة ! أين الله؟ ألم تعلم بأن الله يرى ,
وإذا خلوت ريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
عباد الله : كم نحن بحاجة إلى أن ندفع الشهوات بصرخة يوسف عليه السلام , فلقد راودته امرأة العزيز وكانت ذات منصب وجمال وهي سيدته وغلقت الأبواب وهو في ريعان شبابه , وتهيأت له الشهوة فأعلنها مدوية قوية (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) . كم نحن بحاجة إلى أن ندفع الشهوات بقوة وثبات , الربيع بن خثيم رحمه الله , خرج من المسجد يوماً فتعرضت له امرأة سافرة عاهرة تريد أن تغويه فأخرجت له زينتها , فزجرها وقال كيف بكِ اذا نزل بك ملك الموت اكنت تريدين ذلك , كيف بكِ اذا ادخلت الغد كيف بك اذا ساقتك الملائكة الى النار , فسترت المرأة نفسها وتابت توبة نصوحا حتى سميت عابدة الكوفة .
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما تخفيه علي يغيب
عبد الله لا تنظر الى صغر الخطيئة , ولكن انظر الى عظمة من عصيت إنه الله العظيم , (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) .
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمدلله على احسانه ....
كيف نحيي مراقبة الله في نفوسنا , عن سعيد بن يزيد الازدي رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: (اوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) وقال عليه الصلاة والسلام : (استحيوا من الله حق الحياء) . اعلم يا عبد الله أن جوارحك التي سعيت بها الى الحرام واستعملتها في الحرام ستشهد عليك قال تعالى:{حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ..} وقال تعالى :{اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} .
للمراقبة ثمار عظيمة :
1 أن المراقبة من اسباب دخول الجنة .
2 أن بها يكسب العبد رضا الله سبحانه وتعالى عنه .
3 انها من اعظم البواعث على المسارعة الى الطاعات .
4 أنها تعين على ترك المعاصي والمنكرات .
5 أنها من افضل الطاعات واغلاها.
6 انها من خصال الإبمان وثمراته .
اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب و الشهادة اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك , اللهم من علينا بمراقبتك في السر والعلانية يارب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد