خُطْبَة عَنْ «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَ

محمد البدر
1441/04/14 - 2019/12/11 08:26AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾‏‏‏.وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ. الوضوء من العبادات التي يحبها الله ويرتب عليها الأجر الجزيل والفضل الكبير ،فالوضوء سبب لصحة الصلاة، ومفتاح للصلاة، والصلاة لا تُقبل إلا بوضوء ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَمَنْ سمع النداء للصلاة فليبادر إلى الْوُضُوءَ بأَنْ يَنْوِيَ الْوُضُوءَ بِقَلْبِهِ بِدُونِ نُطْقٍ بِالنِّيَّةِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْطِقْ بِالنِّيَّةِ فِي وُضُوئِهِ، وَلِأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي الْقَلْبِ، فَلَا حَاجَةَ أَنْ يُخْبِرَ عَمَّا فِيهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
ثُمَّ يُسَمِّي فَيَقُولُ:(بِسْمِ اللهِ)ويسمي؛ لأنه المشروع وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم مع الذكر، فإن نسي أو جهل فلا حرج قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً، ثُمَّ لِيَنْثُرْ ..» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.  
ثُمَّ يَغْسِلُ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ بِالْمَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَعَنْ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ قِيلَ لَهُ تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَأَكْفَأَ مِنْهَا عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدَةٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا..» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ قَالَ «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنَ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ عَرْضًا، وَمِنْ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ إِلَى أَسْفَلِ اللِّحْيَةِ طُولًا فَعَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ ابْنِ عَفْرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عِنْدَهَا فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ قَرْنِ الشَّعْرِ كُلِّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعْرِ لَا يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .و من كانت له لحية فله أن يخللها فقد كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ، فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ وَقَالَ« هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ رُؤُوسِ الْأَصَابِعِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، يَبْدَأُ بِالْيُمْنَى ثُمَّ الْيُسْرَى ،ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، يَبُلُّ يَدَيْهِ ثُمَّ يُمِرُّهُمَا مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مُقَدَّمِهِ أما لو كان على رأسه عمامة فله أن يمسح على مقدمة رأسه مع مسحه على العمامة فَعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. أما مسح العنق فلم يأتِ في حديث صحيح فلا يشرع مسحه ،ثُمَّ يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً، يُدْخِلُ سَبَّابَتَيْهِ فِي صِمَاخِهِمَا، وَيَمْسَحُ بِإِبْهَامَيْهِ ظَاهِرَهُمَا ،ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ رُؤُوسِ الْأَصَابِعِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، يَبْدَأُ بِالْيُمْنَى ثُمَّ الْيُسْرَى ،فَهَذِهِ كَيْفِيَّةُ الْوُضُوءِ... وبعد الانتهاء من الوضوء يقول كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ : من الأخطاء المعروفة في الوضوء: الاستعجال في الوضوء حتى ان بعض الأجزاء لا يصل إليها الماء، مثل المرفقِ وعقبِ القدم ،وبذلك يبطل وضوءه وتبطل صلاته.
كذلك من الأخطاء :طلاء الأظافر للنساء (المناكير) فهي تمنع وصول الماء إلى ما تحتها ،وليست مجرد لون كالحناء وغيره،كذلك بعض العمال يتوضأ وفي يديه ورجليه ووجهه بقع الدهان (البويا)أو الإسمنت والجبس وما شابه ذلك مما يمنع وصول الماء إلى هذه الأجزاء.. ويجب عليهم إزالة هذه البقع أولاً ثم الوضوء بعد ذلك، ولا يجوز التهاون فيه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومن الأخطاء في الوضوء: الإسراف في الماء والزيادة على ثلاث مرات في غسل العضو فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ «كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ : يستحب المحافظة على الوضوء قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» مُتّفَقٌ عَلَيْهِ. وهذه الأحاديث تحثنا على المبادرة إلى الوضوء والبقاء على طهارة دائماً لما في ذلك من الأجر العظيم.
 وصلُّوا وسلِّموا.
المرفقات

عَنْ-لَا-يُحَافِظُ-عَلَى-الْوُضُوءِ-إ

عَنْ-لَا-يُحَافِظُ-عَلَى-الْوُضُوءِ-إ

المشاهدات 868 | التعليقات 0