خطبة عن فضائل العشر من ذي الحجة والحج للشيخ سعد الشهاوى

الدكتورسعد الشهاوى
1436/11/26 - 2015/09/10 06:39AM
[FONT="]خطبة [/FONT][FONT="]عن فضائل العشر من ذي الحجة والحج للشيخ سعد الشهاوى[/FONT] [FONT="][/FONT]

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .""يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"
أما بعد....، فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي سيدنا محمد [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

العناصر
من فضل الله تعالي على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات
من فضائل العشر من ذي الحجة من القران والسنة
ما يستحب فعله في الأيام العشر
فضائل الحج والعمرة
ما يجتنبه في العشر من أراد الأضحية

من فضل الله تعالي على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويغفر فيها كثير من المعاصي والسيئات، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات وتعرض لهذه النفحات.

جاء في الحديث الذي أخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] أنه قال: " اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فاسألوا الله أن يستر عوراتكم ويُؤمِّن روعاتكم"
وفي رواية الطبراني من حديث محمد بن مسلمة[FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال:" إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً ".

أيها المسلمون:
إن أعمار هذه الأمة هي أقصر أعمارا من الأمم السابقة، قال صلى الله عليه وسلم : " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين " [رواه الترمذي وابن ماجة].

ولكن الله بمنه وكرمه عوضها بأن جعل لها كثيرا من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، فكأن من عملها رزق عمرا طويلا، ومن ذلك ليلة القدر التي قال الله فيها: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر:3].
قال الرازي : " اعلم أن من أحياها فكأنما عبد الله نيفا وثمانين سنة، ومن أحياها كل سنة فكأنما رزق أعمارا كثيرة ".

ومن الأعمال المباركة أيضا التى يتضاعف فيها الأجر على قلة العمل الصلاة حيث فرضت علينا خمس فى العمل وخمسين فى الأجر والثواب

ومن الأوقات المباركة أيضاً هذه العشر التي ورد في فضلها آيات أحاديث منها قول الله تعالى: { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [الفجر:2،1].قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.

فها نحن نعيش في هذه الأيام مواسم الخيرات والطاعات التي أكرمنا بها رب الأرض والسماوات مواسم الصلاح التي يُضَاعف للمؤمنين فيها من الأجور والأرباح، وهذه هبات ربانية لا تكون إلا للأمة المحمدية أمة العمل القليل والأجر الكبير والفضل العظيم.

أخرج البخاري من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: " مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيراً فقال: من يعمل لي غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل أجراً !؟ قال: هل نقصتكم من حقكم شيئاً؟ قالوا: لا، قال: ذلك فضلي أوتيه من أشاء ".

إن إدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عبده ، لأنه يدرك موسماً من مواسم الطاعة التي تكون عوناً للمسلم - بتوفيق الله - على تحصيل الثواب واغتنام الأجر ، فعل المسلم أن يستشعر هذه النعمة ، ويستحضر عظم أجر العمل فيها ، ويغتنم الأوقات ، وأن يُظهر لهذه العشر مزية على غيرها ، بمزيد الطاعة ، وهذا شأن سلف هذه الأمة ، كما قال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: ( كانوا يعظمون ثلاث عشرات : العشر الأخير من رمضان ، والعشر الأَوَّلَ من ذي الحجة ، والعشر الأَوَّلَ من المحرم ) لطائف المعارف ص (39) ، وأبو عثمان النهدي ترجمه الحافظ في تهذيب التهذيب (6/249) وقد مات في نهاية القرن الأول .) .

فالحمد لله الذي أنعم على الأمة المحمدية بمواسم الطاعات وميادين الخيرات وساحات المغفرة والرحمات حيث يتسابقون فيها إلى رضوانه ويتنافسون فيما يقربهم من فضله وإحسانه، وهذه المواسم منحة ومنة من الله تعالى على عباده؛ لأن العمل فيها قليل والأجر والثواب جزيل، وهى والله فرصة عظيمة لا يحرم خيرها إلا محروم، ولا يغتنمها إلا مَن وفَّقهُ الله.

ومن مواسم الخير والطاعة والعبادة: العشر الأُول من ذي الحجة.
فقد نوَّه القرآن الكريم بفضلها، وأسفر صحيح السنة النبوية عن شرفها وعلو قدرها.

من فضائل العشر من ذي الحجة من القران والسنة
أولاً: أن الله أقسم بها: فقال في محكم التنزيل: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1ـ2)ومعلوم أن الله إذا أقسم بشيء دل ذلك على عظمته وأهميته
وقد أقسم الله تعالى بها كما أقسم بأشياء أخرى عظيمة غيرها ليدل على عظمها وأهميتها وفضلها فقد أقسم الله تعالى
بالقلم فقال تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)القلم من 1-15

وأقسم الله تعالى بالليل والنهار فقال تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14 )الليل من 1-14

وكما أقسم الله تعالى بالليل والنهار أقسم الله تعالى ببعض أجزاء النهار فقد أقسم الله تعالى بالفجر فقال تعالى (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5))الفجر من 1-5

وأقسم الله تعالى بالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فقال تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8))الشمس من1-8

وأقسم الله تعالى بالضحى فقال تعالى (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11))سورة الضحى

وأقسم الله تعالى بالعصر فقال تعالى(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) سورة العصر

وأقسم الله تعالى ببعض المأكولات وبعض الأماكن فقد أقسم بالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين فقال تعالى
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) سورة التين

وفى موضوعنا هذا قال تعالى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1ـ2) قال غير واحد من السلف والخلف: هي عشر ذي الحجة، وهو قول جماهير المفسرين، واختاره ابن كثير.وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره (4/651): والليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة كما قال بذلك ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد وقتادة والضحاك والسدى ومقاتل ومسروق، وغير واحد من السلف والخلف.
وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ كما في لطائف المعارف صـ470: وأما الليالي العشر فهي عشر ذي الحجة، هذا هو الصحيح الذي عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم، وهو الصحيح عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ . أهـ

ثانياً: ومن فضلها أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره عما رَزَقَ من بهيمة الأنعام: قال تعالى: { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } (الحج: 27- 28])

قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله تعالي: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } «الأيام المعلومات أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق» أى الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة رواه البخاري معلَّقاً مجزوماً به، وهو صحيح. قاله النووي، وهو قول الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل.
وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ: وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.

ثالثاً: ومن فضلها أنها من جملة الأربعين يوماً التي واعَدَهَا الله سبحانه وتعالى سيدنا موسي [FONT="][FONT="]u[/FONT][/FONT] قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } (الأعراف: 142)
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية (2/325): وقد اختلف المفسرون في هذه العشر، ما هي ؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي: ذو القعدة والعشرـ عشر ذي الحجة ـ قال بذلك مجاهد، ومسروق، وابن جريج، وروي ذلك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهم.
روي أبو الزبير عن جابر [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: { وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} قال: عشر الأضحى .
وعن مجاهد ـ رحمه الله ـ قال: ما من عمل من أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة، قال: وهي العشر التي أتممها الله [FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT] لموسي [FONT="][FONT="]u[/FONT][/FONT].

رابعاً: أن الله أكمل لنبيه [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] دين الإسلام في يوم من أيامها وهو يوم عرفة حين نزل على النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قوله تعالي: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} (المائدة:3). وكان رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قائماً بعرفة يوم الجمعة.
وكان أحبار اليهود يقولون: لو نزلت فينا معشر اليهود لاتخذناها عيداً.


خامساً: ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها: يتم الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج، وما أدراك ما الحج !؟
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

سادسا:- وكذلك فيها يوم النحر ـ وهو يوم الحج الأكبرـوقد قال النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] كما عند الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني: " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" ( صحيح الجامع: 1094)
ـ يوم القر: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرّون فيه بمنىٍ.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: خير الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر. كما جاء في الحديث

وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ لأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف.
والصواب: القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء" أهـ
وسواء كان هو الأفضل أم يوم عرفة، فليحرص المسلم حاجاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.

سابعا:-. وكذلك فيها يوم عرفة: ويوم عرفة هو يوم عظيم يعتق الله فيه عباده من النار، ويتجاوز عن الذنوب والأوزار، ويباهي بأهل الموقف الملائكة.

وصيام يوم عرفة ( لغير الحاج ) فإن الله يُكَفِّر به سنتين: سنة قبله، وسنة بعده. كما أخبر بذلك الحبيب النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي قتادة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] أنه قال: " صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"
فانظر أخي المسلم... إلى سعة رحمة الله وفيض جوده وكرمه، أن جعل صيام يوم واحد سبباً لمغفرة ذنوب سنتين من الصغائر( أما الكبائر فتحتاج إلى توبة وندم وعزم على عدم العودة إليها أبداً وإقلاع عن المعصية )
فإن شق عليك أخي الحبيب صيام أيام التسع الأولى من ذي الحجة، فلا تحرم نفسك من صيام يوم عرفة لما فيه من عظيم الأجر وجزيل المثوبة.

قال الطيبي ـ رحمه الله ـ تعليقاً على الحديث السابق: وكان القياس أن يقول النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]: " أرجو من الله " موضع كلمة "أحتسب" وعدّاه بعلى التي للوجوب علي سبيل الوعد مبالغة في تحقيق حصوله". أهـ
ـ يكفر السنة التي قبله: يعني الصغائر المكتسبة فيها
ـ يكفر السنة التي بعده: بمعنى أن الله تعالي يحفظه من أن يذنب فيها. أو أن يعطي من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها. أو أن يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ، ويكون المكفِّر مقدماً على المكفَّر.

لطيفة: إذا نظرت إلى الحديث الذي فيه أن صيام يوم عرفة يكفر الله به سنتين، وجدت أن: صيام 12 ساعة تقريباً = مغفرة 24 شهر. فيكون صيام ساعة = مغفرة شهرين. يعني كل 60 دقيقة = 60 يوم إذن صيام دقيقة = مغفرة يوم.فهل هناك عاقل يضيع دقيقة واحدة من هذا اليوم.

أما الحجاج فلا ينبغي لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنهم أضياف الرحمن، والكريم لا يجوع أضيافه فقد أخرج أبو داود وابن ماجة: " نهي رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] عن صوم يوم عرفة بعرفات".
وصح عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] كما عند البخاري: أنه أفطر بعرفة ـ أرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب.

و يستحب في يوم عرفة الآتي: حفظ الجوارح من المحرمات في هذا اليوم: أخرج الإمام أحمد بسند فيه مقال، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] أنه قال عن يوم عرفة:" إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه: غُفر له" ( صححه الشيخ/ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ )

الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق: فإنها أصل الدين وأساسه وركيزة بنائه ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: كان أكثر دعاء النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو علي كل شيء قدير"
وفي الموطأ وسنن الترمذي أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "خير الدعـاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، [ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير][FONT="] [/FONT]". ( صحيح الترمذي:2837)
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ كما في التمهيد (6/41):وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر"لا إله إلا الله". أهـ
وقال الخطابي ـ رحمه الله ـ معلقاً على الحديث:ومعناه: أكثر ما أَفْتَتِح به دعائي، وأقدمه أمامي من ثنائي على الله [FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT] وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله [FONT="][FONT="]I[/FONT][/FONT] ويقدمه أمام مسألته فَسُمِّي الثناء دعاءً. أهـ

كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق: فإنه يُرجى إجابة الدعاء فيه، فقد روى ابن أبي الدنيا عن علي [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أنه قال: " ليس يوم أكثر فيه عتق للرقاب من يوم عرفة، فأكثروا فيه أن تقولوا: اللهم اعتق رقبتي من النار، ووسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الإنس والجان".
وأخرج الإمام مسلم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال:" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء".
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ كما في التمهيد (1/20):وهذا الحديث يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي الملائكة بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران. والله أعلم.

وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب".

ولنحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق فيه وقبول الدعاء ومنها: الإصرار على عدم التوبة والوقوع في الكبائر والذنوب، والرجوع إلى المعصية بعد انقضاء الطاعة والاختيال والكبر لما أخرجه البزار والطبراني من حديث جابر عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] أنه قال: "ما يُرى يوم أكثر عتقاً ولا عتيقاً من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال "
ـ والمختال : هو المتعاظم في نفسه المتكبرقال الله تعالي:{ ِإنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } (لقمان:18)

ثامنا: ومن فضلها أنها خير أيام الدنيا على الإطلاق. فقد أخرج البزار من حديث جابر [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" (صحيح الجامع: 1133)

ما يستحب فعله في الأيام العشر

وفي العشر أعمال فاضلة وطاعة كثيرة ، ومن ذلك :

1- الإكثار من الأعمال الصالحة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالي منه في بقية العام أخـرج البخـاري والبيهقي واللفظ له من حديث ابن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي[FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال:" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشرـ قالوا: يا رسول الله. ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما عن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال : ( ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظمُ أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى ) قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ( ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل - إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه الدارمي بإسناد حسن )سنن الدارمي (1/358) وانظر « إرواء الغليل » (3/398) .) .

ولهذا كان السلف أحرص ما يكونون على اغتنام هذه الأيام.
فقد أخرج الدرامي بسند حسن عن سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ : (وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق): "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه "رواه البيهقي والدارمي وحسنه الألباني
وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام. أورده ابن رجب
وقال مجاهد: «العمل في العشر يضاعف» أورده ابن رجب.
وقال: «العمل في هذه الأيام العشر أفضل من العمل في أيام عشر غيرها» ا.هـ
وقال: «ويستثنى جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد» ا.هـ
وهو أن يُعقر جواده ويهراق دمه «وذكر ابن رجب ما معناه» أن الحج المفروض أفضل من التطوع بالجهاد، والتطوع بالجهاد أفضل من التطوع بالحج، إلا أن يكون الرجل ليس من أهل الجهاد فحجه أفضل من جهاده، كالمرأة....

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه الطبراني في المعجم الكبير.

قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في لطائف المعارف: وقد دل الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء.
وقال أيضاً: إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلاً، ولهذا قالوا: "يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد"ثم استثني جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد فإنه سُئل [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] : "أي الجهاد أفضل؟، قال: من عقر جواده وأهريق دمه، وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله" (أخرجه أحمد وحسنه الألباني في الصحيحة:552)

وأخرج ابن حبان بسند صحيح صححه الأرنؤوط: "أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] سمع رجلاً يدعو يقول: اللهم أعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين قال: إذن يعقر جوادك وتستشهد".
فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر، وأما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله [FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT] منها وكذلك سائر الأعمال.
وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
ثم قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:

ما فعل في العشر في فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض، فقد تضاعف صلواته المكتوبة، على صلوات عشر رمضان، وما فعل فيه من نفل أفضل مما فعل في غيره من نفل. أهـ

فيا من أدركته العشر... اغتنم هذه الفرصة، فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله مما في غيرها من الشهور، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله، والمحروم من ضيع هذه الفرصة، ومن جَدَّ وجد ويسر له سبل الخير، فجاهد نفسك في طاعة الله.قال تعالي: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69)


2- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات.
انظر إلى ثواب المشي إلى المسجد
لأن الله يكتب لك بكل خطوة حسنة ويُمحي عنك خطيئة، ويرفع لك درجة.
فقد أخرج الإمام أحمد من حديـث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قـال: قال رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]: "من راح إلى مسجد الجماعة، فخطوةٌ تمحو سيئة، وخطوةٌ تكتب له حسنة ذاهباً وراجعاً".
وعند مسـلم: "من تطهر في بيته ثم مشي إلى بيت من بيوت الله؛ ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خُطوتَاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة".
وعند مسلم من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط. فذلكم الرباط".

أخرج ابن حبان في صحيحه أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له نُزلاً في الجنة كلما غدا أو راح" (صحيح ابن حبان: 2037)

ـ بل وانظر إلى ثواب السعي والمجيء يوم الجمعة. فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحـاكم بسند صحيح وهو في صحيح الترغيب (693) عن أوس بن أوس قـال:
سمعت رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] يقول:"من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشي ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها". (ضعفه البعض)
ـ غسل واغتسل: قال البعض: هو من باب التوكيد وكلاهما بمعني واحد بدليل قوله:
ومشي ولم يركب. وقال البعض: معني غسّل: أي أوجب على أهله الغسل قبل خروجه واغتسل هو.
وقال آخرون: إنما هو "غَسَل" بالتخفيف ومعناه: غسل رأسه ثم اغتسل جميعه، وهذا من باب التأكيد على غسل الرأس، لأن العرب لهم شعور، فربما تغيرت رائحتها من الحر والعرق، فيحتاج إلى زيادة تنظيف، فلا يكفي إفاضة الماء عليها كما يكفي في بقية الجسد.
ـ ثم نأتي إلى بيت القصيد ألا وهي الصلاة: وهذا عام في كل الأيام، إلا أنه في هذه الأيام يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل فإن ذلك من أفضل القربات.
فقد أخرج مسلم من حديث ثوبان [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: سمعت رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]: " عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة". " [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال:"أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقي من درنه شيء؟ قالوا: لايبقى من درنه شيء، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".

ـ بل من حافظ على هذه الصلوات الخمس ليس له جزاء إلا الجنة. فقد أخرج أبو داود عن عبادة بن الصامت [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: سمعت رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] يقول: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة".

ـ بل انظر إلى كلمة ( آمين ) وما فيها من الفضل. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه".

ـ بل انظر إلى الذكر بعد الصلاة وما فيه من الأجر والفضل.فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: "جاء الفقراء إلى رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين".

ـ بل انظر إلى فضل صلاة النافلة فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أم حبيبة ـ بنت أبي سفيان ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] يقول: "ما من عبد مسلم يصلي لله تعـالي في كل يومٍ ثِنْتَي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بني الله له بيتاً في الجنة أو FONT=SimSun]إلا بُني له بيت في الجنة[/FONT "

وعند النسائي من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: قال رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]:"من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة: أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر".

ـ بل انظر إلى ركعتي الفجر وما فيها من فضل وأجرفقد أخرج البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

ـ بل بالمحافظة على النوافل قبل الظهر وبعده يحرم الإنسان على النار
فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي عن أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرّمه الله علي النار".

3- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة، فإن صيام تسع ذي الحجة من أفضل الأعمال الصالحة التي حث عليها النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] ، فيكون استحباب صومها مستفاداً من عموم الأدلة .
فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" رواه الإمام احمد و أبو داود والنسائي .

وفي رواية أخرى: "أربع لمن يكن يدعهن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] صيام عاشوراء، والعشرـ يعني من ذي الحجة ـ وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يصوم العشر وممن قال بفضل صومه الحسن وابن سيرين وقتادة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا ".

إنه بصوم يوم في سبيل الله يُبَاعد بين العبد وبين النار كما بين السماء والأرض، أو سبعين خريفاً كما أخبر الصادق المصدوق. فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" أي مسيرة سبعين عاماً.
وعند البخاري ومسلم أيضاً: "من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".
ومن المعلوم أن المسافة التي بين السماء والأرض خمسمائة عام كما أخبر الحبيب النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]
سبحان الملك !!! بصيام يوم واحد يباعد الله وجهك عن النار سبعين خريفاً
وفي رواية: "مائة عام"، وفي رواية: "خمسمائة عام"
في حين أن الله تعالي يقول في كتابة الكريم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } (آل عمران:185)

4 - الإكثار من الصدقة أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] أن النبي [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] قال: "من تَصدَّق بعدل تمرة من كسب طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".

وعند البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: سمعت رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] يقول:"ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يري إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ".
وفي رواية: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق ثمرة فليفعل".
وفي رواية: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".

ـ ومن أراد أن يُغْفَر له خطاياه فليتصدق.فقد أخرج أبو يعلي بسند صحيح: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
واعلم... أن مالك الحقيقي هو الذي تقدمه بين يديك وتتصدق به، وما تتركه فهو للورثة.
فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: قال رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]:"أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدّم، ومال وارثه ما أخّر"

وصدق ربنا حيث قال: { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } (المزمل:20)

5 - الإكثار من ذكر الله تعالى وأيام العشر هي أيام ذكر وعبادة لله سبحانه وتعالى .قال الله تعالى: [FONT="][FONT="])[/FONT][/FONT]ويذكروا اسم الله في أيام معلومات[FONT="][FONT="]([/FONT][/FONT]. سورة الحج (28).
وقال تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} (200) سورة البقرة.
فالذكر مقصود العبادات الأعظم، والذكر يتجلى غاية التجلي في الحج، فما شرع الطواف بالبيت، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار إلا لإقامة ذكر الله
* فإذا أكثر الحاج من الذكر في تلك المواضع أنس بالذكر، واطمأنت نفسه به، وزاد قرباً من ربه، وكان داعياً لاعتياد الذكر، والإكثار منه بعد الحج.
ولا شك أن الذكر جاءت جملة من الأدلة التي تدل على استحبابه بصفة عامة، وفي هذه الأيام على وجه الخصوص، فمن فضل الذكر ما ذكر في كتاب الله سبحانه (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35]

وما أخرجه مسلم في صحيحه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فمروا على جبل يقال له: جمدان فقال: سيروا هذا جمدان سبق المفردون، قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات). وقد ورد حديث آخر في مستدرك الحاكم بسند ظاهره الصحة وإن كان فيه نزاع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أولا أدلكم على خير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟ (قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله.(

ويكفي في فضل الذكر أن نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يعينه بأخيه هارون، فقال (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرً [طه:33-35] فالعلة هنا ذكرها نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام قال: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا [طه:33-35] . ويكفي أن سيدنا زكريا عليه السلام مع كونه منع من الكلام كدليل على أن امرأته حملت، لكنه لم يمنع من الذكر، قال الله سبحانه وتعالى: على لسان زكريا (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً [آل عمران:41] أي: علامة على حمل زوجتي (قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا [آل عمران:41] ومع هذا الامتناع (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران:41(
ولم لا
- فقولك سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تكن لك أفضل من مائة بدنة
-والحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تكن لك أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله
-والله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تكن لك أفضل من عتق مائة رقبة
فعن عمرو بن شعيب [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]:" من قال سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة, ومن قال الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله , ومن قال الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة , ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجىء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه" حسن : صحيح الترغيب "658"

إذن لو فعلت ذلك فى يوم وليلة لَكُتِبَ لك أجرٌ أفضل من:
200 بدنة (يُتصدق بها فى سبيل الله) بإذن الله
200 فرس (يُحملُ عليها فى سبيل الله) بإذن الله
200 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله
إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَكُتِبَ لك أجرٌ أفضل من:
2000 بدنة (يُتصدق بها فى سبيل الله) بإذن الله
2000 فرس (يُحملُ عليها فى سبيل الله) بإذن الله
2000 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله

قُل هذا الدعاء إذا دخلت سوقاً من الأسواق " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"

والآن... هل تعلم أنك لو قُلتَ هذا الدعاء لَكُتِبَ لك 1.000.000 حسنة وحُطّ عنك 1.000.000 سيئة , وبُني لك بيتٌ في الجنة
- إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَكُتِبَ لك: 10.000.000 حسنة وحُطّ عنك 10.000.000 سيئة وبُني لك 10بيوت في الجنة

- فعن عمر أن رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT]: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً في الجنة" حسن:صحيح الجامع"11176"

أخى فى الله : هل تطمعُ فى مليارات الحسنات؟؟ فى ثوانى معدودات؟؟ إذن قُل: اللهم اغفر للمؤمنين و للمؤمنات الأحياء منهم والأموات فعن عبادة بن الصامت [FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT] قال: قال رسول الله [FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT] : "من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة" حسن :صحيح الجامع "10970"
وتذكَّر دعوة سيدنا نوحِ عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا }[نوح: 28].إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَضُو
المرفقات

خطبة عن فضائل العشر من ذي الحجة والحج للشيخ سعد الشهاوى.doc

خطبة عن فضائل العشر من ذي الحجة والحج للشيخ سعد الشهاوى.doc

المشاهدات 2368 | التعليقات 0