خطبة عن شكر الله عز وجل

عبدالله عوض الأسمري
1439/09/11 - 2018/05/26 14:24PM

خطبة عن شكر الله عز وجل

الخطبة الأولى

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وبعد ..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

قال الله عز وجل " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم أن عذابي لشديد " ابراهيم . شكر الله عز وجل من مقامات العبادة التي يجب على المسلم القيام بها ومعني الشكر هو الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع وقال إبن القيم : الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافاً وعلى قلبه شهوداً ومحبة وعلى جوارحه انقياداً وطاعة " وقيل الشكر هو الثناء على المنعم بما أولاك من معروف

وللشكر أركان ثلاثة وهي :

1-الاعتراف بالمنعم ومعني ذلك أن تقر بقلبك وتوقن وتجزم أن الذي اسداك تلك النعمة وهو الله عز وجل فلا يجوز أن تنسب النعمة على أي أحد من الناس فقد يكونوا أسباباً لكن صاحب الفضل الحقيقي هو الله عز وجل وهو سبحانه وتعالى الذي سخر لك اشخاصاً حتي تحقق لك ما تريد , ثم حتي يعلم المسلم نعم الله عليه لا تنظر إلي من هو أكثر منك في أي نعمة بل تنظر الي من هو أقل منك حتى تعلم أن الله عز وجل فضلك على كثير من الناس  ولذلك قال صلي الله عليه وسلم (انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهذا اجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) صححه الألباني فكم من الناس لا يبصر وجعلك الله بصيراً وهذه نعمة كم من الناس مقعد في المستشفي من سنوات وأنت تمشي على قدميك وفي بيتك وبين أولادك في خير وعافيه وكم من الناس ليس عنده قوت يومه وأنت لديك قوت يومك وهكذا فأنظر إلي من هو أقل منك حتى تعرف نعم الله عليك فتزيد شكرك لله عز وجل .

2-الركن الثاني : من أركان الشكر هو التحدث بالنعم باللسان فتشكر الله عز وجل بلسانك دائماً وخاصة إذا سألك احد عن حالك وعن نعمة الله عليك فلا تتذمر من نعم الله عليك وتقول فلان أحسن مني في النعم بل قل الحمد لله والشكر لله بقلبك وبلسانك. 

3-الركن الثالث من أركان الشكر أن تستخدم النعم في طاعة الله عز وجل ولا تستخدمها في المعاصي فإذا أكرمك الله بمالاً استخدمه في طاعة الله من زكاة وانفاق ولا تستخدمه في حرام ومعاصي ومن رزقه الله ذرية عليه أن يربيهم على الدين وشكر الله عز وجل في الجوارح أن تستعملها في طاعة فالعينين لا تنظر بها إلي  حرام في التلفاز أو وسائل الإعلام الحديث أو الأسواق فأنت قد عصيت في نعمة البصر لأنك استخدمتها في حرام وذلك نعمة السمع لا تسمع بالاذنين إلا حلالاً وهذا شكر لهذه النعمة فإن استخدمتها في سماع الغيبة والنميمة والأغاني والمحرمات فأنت قد عصيت النعمة وهكذا اليدين والرجلين وغيرهما من هذه الجوارح

عباد الله : من صفات المؤمنين أنهم يشكرون في السراء ويصبرون في الضراء أي البلاء فقد بين في الحديث عن صهيب رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " عجباً لأمر مؤمن ان أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا لمؤمن أن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وأن أصابه ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم

ثم أعلموا أن الشكر سبب في رضي الله عز وجل عن الصبر { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر 7 .

ولذلك الشكر أمان من العذاب { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } النساء 147 . وسبب في حفظ النعم وزيادتها { لئن شكرتم لأزيدنكم } إبراهيم7

نسأل الله أن يوقفنا لشكر نعمه ظاهرة وباطنة أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

  

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة على محمد  وبعد ..

وإذا سألنا أنفسنا كيف نكون شاكرين لله عز وجل فإن عليك أخي المسلم حتي تكون شكوراً لله عز وجل عليك بأمور منها :

1-تقوى الله عز وجل والعمل بطاعته قال تعالي{ فاتقوا الله لعلكم تشركون } .

2-القناعة والرضا بما قسم الله لك روي عنه صلي الله عليه وسلم " كن قنعا تكن   أشكر الناس " ذهب رجل إلي أحد العلماء وشكي فقره :

فقال له العالم : أيسرك أنك أخرس ولك عشرة ألف درهم قال الرجل : لا

فقال له العالم : ايسرك أنك أعمى ولك عشرة ألف درهم . قال الرجل : لا

فقال له العالم : أيسرك أنك مجنون ولك عشرة ألف درهم فقال الرجل : لا

فقال له العالم : أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألف درهم فقال الرجل : لا

فقال العالم : أما تستحي أن تشكر مولاك في فقرك وله عندك نعم بخمسين ألفاً فعرف الرجل نعم الله عليه وظل يشكر ربه ويرضي بحاله ولا يشتكي إلي أحد أبداً

وعلينا أن نشكر الله  ونرضي بما قسم الله لنا وعلينا أن نهتم بصلاة الضحي لأنها تكفي عن شكر المفاصل

وأن نقول الدعاء اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتقول كل صباح ومساء وتقول  " اللهم ما أصبح بي من نعمة أو باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد والشكر "  في الصباح والمساء

نسأل أن يعينا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.

المرفقات

عن-شكر-الله-عز-وجل

عن-شكر-الله-عز-وجل

المشاهدات 19592 | التعليقات 0