خطبة عن حكمة الإسلام فى تحريم المخدرات والإدمان للشيخ سعد الشهاوى
الدكتورسعد الشهاوى
1436/11/21 - 2015/09/05 23:01PM
خطبة عن حكمة الإسلام فى تحريم المخدرات والإدمان للشيخ سعد الشهاوى
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاك
من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المذابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره استعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا.من أطعمنا وسقانا..من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله,,,هو الله...هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، أرسله ربه رحمة للعالمين وإماماً للموحدين وقدوة للمتقين الصابرين فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غُلفاً.اللهم اجزِه عنا أفضل ما جزيت نبياً عن أمته، وأَعْلِ على جميع الدرجات درجته، واحشرنا تحت لوائه وزمرته، وأوردنا حوضه في الآخرة. وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً
صلى عليك الله يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأيام
هتفت لك الأرواح من أشواقها وازينت بحديثك الأقلام
العناصر
موقف الإسلام من المخدرات بأنواعها
أسباب انتشار المخدرات بين الشباب
خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع
سبل العلاج والوقاية من خطر الإدمان
موقف الإسلام من المخدرات بأنواعها
إن الله تبارك وتعالى قد أحل لعباده الطيبات من المآكل والمشارب، وحرم عليهم الخبائث التي تعود عليهم بالضرر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف جميل فقال : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) سورة الأعراف. فذكر الله تعالى عددًا من صفات نبينا -عليه الصلاة والسلام-، ومن ذلك قال الله عنه: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)، فأحلّ الله تعالى لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس ومن المكاسب وغيرها، وحرم الله تعالى علينا الخبائث،
وبيّن النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- في أحاديث كثيرة التحريم العظيم في أن يتعاطى الإنسان شيئًا من المحرمات فقال -عليه الصلاة والسلام-: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"، وقال -صلوات ربي وسلامه عليه-: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [المؤمنون: 51].وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ" ( أخرجه مسلم) "
كما نهى الإسلام عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع , فعَنْ أم سَلَمَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلًّ مُسْكِرٍ ومُفْتِرٍ" . أخرجه أحمد 6/309 قال : و"أبو داود" 3686 , قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح، وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ .أخرجه أحمد 1/255(2307) و(ابن ماجة) 2337 , (رواه احمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) 0
والمخدرات هذه السموم القاتلة، فقد ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات والإنسان سوف يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه وصحته , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:لاَ تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ , وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ.أخرجه الترمذي (2416) الألباني :حسن ، الصحيحة ( 946 ) ، التعليق الرغيب ( 1 / 76 ).ومن هنا فقد جاء تحذير الإسلام من جميع الخبائث والمحرمات، ومنها: إدمان الخمور والمخدرات والأمور المذهبة للعقل والمال والعرض.
واعلموا -أيها المسلمون- أنه مما حرم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأجمع المسلمون على تحريمه الخمر، التي هي"أم الخبائث" والإدمان والمخدرات –بجميع أنواعها- سواء كانت نباتاً، أو حبوباً، أو مطعوماً، أو مشروباً، أو استنشاقاً، أو إبراً. أوالأفيون ، المورفين ، الكوديين ، الهيروين ، الكوكايين ، الحشيش ، البانجو ،القات ، المسهرات ، المنشطات ، المنومات ، المهدئات ، الحبوب المخدرة بجميع أنواعها : كالكبتاجون والترامادول والتامول وغيرها أو إدمان النت والفيس بوك وغير ذلك . حرمه الله وحرمه رسوله -صلى الله عليه وسلم-لما فيه من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تُسبِّب لمتعاطيها من تحوله إلى إنسان شرير يُتوقَّع منه الإفساد والجريمة، ولا يُرْجى منه خيرٌ، وقد نادى عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من وَيْلات المخدرات؛ لما شاهدوا من الكوارث.
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) سورة المائدة .
فالخمور والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطراً يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار.
فالخمر والمخدرات وما كان فى معناهما حرام قليله وكثيره ،حتى وان لم يذهب العقل إلا بالكثير منه فقليله حرام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" سنن ابى داود
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ مَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ " الترمزىوفي رواية:" الْحَسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ".الترمذي
وعليه فكل ما كان مسكرا فهو حرام مهما تغيرت الاسماء ومهما تغير شكله ولونه ما بقيت فيه العلة وهى الإسكار وعن أَبى مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا "سنن ابى داود وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيَسْتَحِلَّنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ " صحيح الجامع
لقد أطلقوا اليوم على الخمر أسماءً متعددة من باب التغطية ، فكما جاء في الحديث يسمونها بغير اسمها ، فسموها المشروبات الروحية ، والبيرة ، ومشروب الشعير ، والمقويات ، والمسهرات ، وغير ذلك من الأسماء ، وفي الحقيقة هي المدمرات!!!
وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "أوصاني خليلي.. ولا تشرب الخمر؛ فإنها مفتاح كل شر" رواه ابن ماجه والبيهقي.
ولذلك لعنها الله تعالى ولعن كل من شارك فيها وَلَعَنَ كُلَّ مَنِ اقْتَرَبَ مِنْهَا؟ من قريب او من بعيد حتى لعن الله في الخمر عشرة فعن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وآكل ثمنها " [ أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد وابن ماجة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5091 ] .
وحرم تجارتها وثمنها عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ حَرَّمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِجَارَةَ الْخَمْرِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن ابْن عَبَّاسٍ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ثَمَنُ الخَمْرِ حَرَامٌ" رَوَاهُ أَحْمَد.
وعن ابْن عَبَّاسٍ رضى الله عنه قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَثَمَنِ الْكَلْبِ وَثَمَنِ الْخَمْرِ" رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد
أيها الإخوة: هل رأيتم صورة المدمنين وهم ميتون أثناء أخذهم للجرعات ولم يتم اكتشافهم إلا بعد أن تعفنت أجسادهم وفاحت الروائح الكريهة منها؟ هل رأيتم تلك الصور التي نشرتها بعض وسائل الإعلام؟.شاب في الثلاثين من عمره زاد الجرعة فانفجر مخه وخرج من أنفه ووجد بعد ثلاثة أيام متعفنا في غرفته؛ أتدرون على أي حال كان؟ وُجد ساجدا! وجد ساجدا على قطعة من المخدرات وقد تحجر الدم في وجهه وصدره فأصبح وجهه أسود كأنه قطعة فحم، والروائح الكريهة العفنة تملأ أرجاء الغرفة, لا إله إلا الله! أي خاتمة سيئة؟ وأي نهاية مؤلمة؟ وأي فضيحة وعار في الدنيا والآخرة؟!.
صفات المتعاطي: يجب علينا جميعا أن نعرف ما هي صفات المتعاطي:
المسلم ينبغي أن يحذر ويعرف الأساليب التي يكتشف بها ولده إن كان يتعاطى المخدرات، فإذا رأيت ولدك كثير النوم، رأيت ولدك مضطربًا، ليس مجتمع الفكر والعقل بين يديه، يحب أن يجلس وحده دائمًا، له اتصالات مريبة، إن دخلتم عليه أقفل هاتفه، لا تقرؤوا رسائل جوالي، أنا سأخرج مع فلان وهو مع آخر، إذا كان عنده علاقات لا يريدك أن تعرف عنها أبدًا شيئًا، أو كان معه مال لا تدري من أين يحضره، عندها يجب على الأب أن يدقق في مثل ذلك، أو إذا كان الابن يسرق من أهله ويصرف المال، كل يوم تُفقد خمسمائة أو ألف أو ألفان، يُفقد ذهب أو أجهزة، ينبغي أن يكون الأب دقيقًا في مثل ذلك، وأن يكون حازمًا في التعامل مع مثل هذه المظاهر.
وإذا رأيت عينيه يغلب عليهما اللون الأحمر فشُكَّ فيه مباشرة فهذا إنسان غير عادي.
إذا رأيته يخلد إلى النوم كثيرا أو يواصل يومين أو ثلاثة وراء بعض، شك فيه مباشرة هذا إنسان غير عادي.
إذا رأيته يسرق منك أو من أمه أو من أخواته، أو يقول لك: بعت الهاتف، ويصرف المال بأسلوب غريب! ضع عندك علامة استفهام مباشرة!.إذا رأيته يغيب عن البيت فسألته: كنت مع من؟ ذهبت مع من؟ ويكذب كثيرا، ضع علامة استفهام مباشرة؟.
إذا رأيته يضحك أحيانا من غير سبب، هكذا يضحك، كأنه خفيف العقل، شك فيه مباشرة.
فمتعاطي الحشيش، المراقوانة، وما شابه ذلك يظهر عليه صفات لا بد على الآباء وعلى كل ناصح سواء أكان أبا أو غير أب، أن يلاحظها، ادخل اليوم إلى الانترنت واقرأ: ما هي صفات متعاطي الهيروين؟ ما هي صفات متعاطي الحشيش؟ ما هي صفات متعاطي الحبوب المخدرة؟ ما هي صفاته؟ اقرأ حتى لا تصطدم يوما من الأيام بأن أحدا من أحبتك يتعاطها.
ولا يقولن قائل: أنا والله سليم من ذلك وولدي عاقل، أنا لا أتهم ابني ولا ابنك، لا أتهم، لكن؛ مِن مَأمَنِهِ يُؤتَي الحذِر! ما يمنع أن تكتسب معلومات؟ اقرأ ، تعلم، اكتسب معلومات، ما هي صفات متعاطي الحشيش؟ ما هي صفات متعاطي الحبوب؟ وهو أكثر شيء منتشر؟
يا مَن سألتُم عن الإدمان قصَّتُه *** تُدمي القلوبَ وفيها الخوف والرَّهَبُ
لا تسألوني! فحَدُّ السيفِ منصلتٌ *** والخمر تُحدث ما لا يحدث العنب
لا تسألوني! فإن النار موقدةٌ *** وإن عقلي ووجداني لها حطَب
أمي تخاطب في قلبي أمومتها *** فما ترى غير جفن ماله سبب
يدور في القلب طاحون الشقاء فما *** للنوم حينئذ في مقلتي أَرَب
وتشتكي كلُّ أعضائي وأوردتي *** فالروح مخنوقةٌ والعقلُ مضطرب
يا رحلةَ البؤس لا سيارتي وصلَتْ *** ولا تورع عن عن إرهاقيَ التعب
أرى لباسي عبئا حين ألبسُهُ *** وأبذل العهد محتارا وأنقلب
أبيع نفسي لأشري حَبَّةً سكنت *** بالموت فالقلب منها منزل خرب
أرى الحياة ظلاما لا يخالطه *** نورٌ فلا فرحٌ عندي ولا طرب
ويأكل الخدَر المشؤوم أوردتي *** وفي خيالي رؤىً تنأى وتقترب
أحبو على الأرض أحيانا وأحسِبني *** أجري وأكبو وظني أنني أثب
طورا أثرثر حتى تشتكى شفتي *** وتارة في مَجَلِّ القول أقتضب
أبي يراقبني والطرف منكسرٌ *** أمي تراقبني والدمع ينسكب
ما عدتُّ كالأمس إشراقاً ولا أملا *** وكيف يشرق مَن في قلبه لهب؟
أبي يسائلني عمَّا بُليتُ به *** وقد تمكَّن من وجدانه الغضب
متى؟ وكيف جرى هذا؟ أما نفَعَتْ *** فيك النصائح والتهذيب والأدب؟
نشرته ولدي في جو أسرتنا *** حكاية في مداها يكثر الشغب
أيها الآباء والأبناء: هذه الصور تغني عن آلاف الكلمات وعشرات الخطب والمواعظ، إنها صور من الواقع لمن كان له قلب، إنها صور تحكي حالة إنسان يوم يصبح ألعوبة للشيطان، إنها صرخات في أذن كل عقل: إن الوقاية خير من العلاج، وإن الإيمان حصن من الشيطان.
أسباب انتشار المخدرات بين الشباب
من أهم أسباب انتشار المخدرات الجهل فكان العربي في الجاهلية يعتقد أن الخمر تجعل المرء يعيش في عالم من الخيالات الحالمة التي ينسى بها فقره وألمه وأحزانه , وهو لعمري وهم كبير ولذة عاجلة وكان المشركون في الجاهلية يعاقرون الخمر ويشربونها شرب المُغْرَمِ بها حتى الموت، لأنها تنسيهم الواقع المرير وتجعلهم في غفلة دائمة.
وقال أبو محجن الثقفي:
إذا مت فادفنيّ إلى جنب كرمة * تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف * إذا متّ أن لا أذوقها
ولم يكن ذلك دأب العرب كلهم فقد كان منهم حكماء حلماء يرون أن الخمر تذهب العقل والشرف والمروءة .
سُئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ! فقيل له : ولِمَ ؟ قال : كنت أصون عرضي ، وأحفظ مروءتي
وهذا قصيّ بن كلاب - يروي أنه لما احتُضر قال لأولاده: اجتنبوا الخمرة، فإنها لا تصلح الأبدان بل تفسد الأذهان. وقال عثمان بن مظعون: لا أشرب شيئا يُذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد. وقيل للعباس بن مرداس لم تركت الشراب؟ فقال: (أكره أن أصبح سيد قوم وأمسي سفيههم) .
لقد كان بعضُ أهل الجاهلية يَمْتنع عن المسكرات؛ لما ظهر له من خطرها وأثرها، هذا أحدُهم كان شرَّابًا للخمر، مولعًا بها، وذات يوم سكر، فغَمَز مؤخِّرةَ ابنته، وهو سكران، وشتم والديه، وأعطى الخمارَ مالاً كثيرًا، فلمَّا أفاقَ وأخبروه بما فَعَل؛ حرَّمها على نفسه، وقال
رَأَيْتُ الخَمْرَ صَالِحَةً وَفِيهَا * * * خِصَالٌ تُفْسِدُ الرَّجُلَ الحَلِيمَا
فَلا وَاللهِ أَشْرَبُهَا صَحِيحًا * * * وَلا أَشْفِي بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا
وَلا أُعْطِي بِهَا ثَمَنًا حَيَاتِي * * * وَلا أَدْعُو لَهَا أَبَدًا نَدِيمَا
فَإِنَّ الخَمْرَ تَفْضَحُ شَارِبِيهَا * * * وَتَجْنِيهِمْ مِنَ الأَمْرِ العَظِيمَا
وممّن حرّمها في الجاهليّة أيضاً: قيس بن عاصم، وذلك أنّه سكر ذات ليلة فقام لابنته أو لأخته، فهربت منه، فلمّا أصبح سأل عنها فقيل له: أوما علمت ما صنعت البارحة، فأخبر القصّة، فحرّم الخمر على نفسه.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أصدقاء السوء فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات كان وراءهم رفقاء السوء وإذا جلَستُ مع عشرات التائبين، وقرأت قصص النادمين، وحسرات المدمنين، تجدهم -بلا استثناء- يجمعوا على أن السبب الأول في الوقوع في الهاوية هم جلساء السوء، لكنهم عرفوا بعد فوات الأوان. كم من الشباب الذين أدمنوا ولم يجدوا مالا لشراء المخدر فكان الثمن أن يحضر للبائع كل يوم مجموعة من زملائه في المدرسة كزبائن! وهذه هي خطوات الشيطان، من مجرد تسلية إلى متعاطٍ إلى مروِّج، والثمن فلذات الأكباد،فليحذر الإنسان من رفاق السوء من أن يصاحبهم.
لا تَصْحَـبْ أَخَا الْجَهْلِ وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ *** فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى حَلِيمًا حِينَ آخَاهُ
يُقَاسُ الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ إِذَا مَا الْمَرْءُ مَاشَاهُ *** وَلِلشَّيْءِ مِـنَ الشَّيْءِ مَقَايِيسٌ وَأَشْبَاهُ
فالإنسان إذا خالط أمثال هؤلاء لم يقولوا: تعالوا نصلي، قم نصلي الوتر، قم نصلي صلاة الليل ، تعال نتصدق، تعال نحضر درسًا، كلا، بل يحاولون أن يبحثوا عما يسلون به وقتهم، وربما أوقعوه في أنواع من هذه المخدرات لذلك فإني أوصيك أخي الشاب بتقوى الله، واختيار الصديق العاقل، ومجالسة الصالحين
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا: الظن أن الخمور والمخدرات تزيد الباءة والنشاط الجنسي، ويكفي أن أقول: إنه ثبت طبيا أن المتعاطي تنخفض لديه إفرازات الغدة النخاعية من الهرمونات المنمية للغدة التناسلية، مما يفقده الرغبة في الجنس، بل ربما أصيب بالعنة وفقدان الباءة، والعاقل يعلم الضعف والهزال والقلق الذي يتصف به المتعاطي والعياذ بالله!.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:إهمال الوالدين، وسوء التربية، ومن أراد الدليل على إهمال بعض الآباء فلينظر إلى بعض الشباب وهم في الشوارع والأرصفة إلى ساعات متأخرة من الليل فترى أطفالا دون العاشرة وقد سهروا حتى صلاة الفجر، ويقطعون الشوارع على أقدامهم طولا وعرضا بدون حسيب ولا رقيب! إن ذلك الأب الذي يغيب عن أبنائه طويلاً، ولا يتابعهم في ذهابهم وإيابهم، ولا يدري مع من يمشون ويصاحبون ويجيئون ويغدون، لا يلومَنَّ إلا نفسه يوم يقع أحد أبنائه -لا قدَّر الله- في مصيبة إدمان المخدرات وتعاطيها؛ لأنه سبب رئيس يوم أهمل أولاده وأهمل متابعتهم ومراقبتهم حتى حصل ما حصل.
وحين يتعلم المراهق التدخين، وهو بداية الطريق، فالأنامل التي اعتادت على سيجارة التدخين لا تصعب عليها سيجارة الحشيش! وهكذا تبدأ النهاية!.فأين آباء وأمهات هؤلاء؟ أين الحب والحنان؟!شباب وفتيات تربية أسواق وقنوات، وغناء ومجلات، إنه عقوق للأبناء والبنات، وكما تدين تدان، فتربية الأولاد مسؤولية وأمانة عظيمة.
إن أول واجب يقع على الأسرة، على كاهل الأب والأم والإخوة في مراقبة الأولاد ، ومتابعتهم وتربيتهم منذ الصغر على كراهة هذه القاذورات، ومحاربة هذه المنكرات، وبيان شرور هذه السموم، وآثارها المدمرة منذ الصغر، وتحذيرهم، وبيان آثار أولئك الأشرار في ترويج هذه المخدرات وإيقاع الناس في شركها وفي آثارها.
ولهذا فلْيتق اللهَ الآباءُ في القيام بهذه المهمة العظيمة، وليستحضروا قول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم:6]، ويستحضروا قول النبي -صلى الله علي وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وليهتم الآباء بمراقبة أبنائهم ومتابعتهم، وليحرصوا على القيام بهذه الأمانة والمسؤولية، فسيسألهم ربهم ويحاسبهم يوم القدوم عليه على هذه الأمانة أمانة تربية الأولاد والأبناء، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27].ليلهج الإباء وليتضرعوا بالدعاء إلى الله -عز وجل- بأن يحفظ أبناءهم وذريتهم من الوقوع في هذه الشرور والآفات، وليسدوا كل باب يمكن أن يتطرق إليه الفساد إلى أبنائهم وأخلاقهم وسلوكهم وأديانهم وعاداتهم وتقاليدهم.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات:المشاكل الأسرية، والتي قد تنتهي بالطلاق، ثم يتزوج الأب وتتزوج الأم ويتركوا الأولاد لا يجدون من يرعاهم ومن يهتم بهم وينقسم البيت إلى فريقين! فيبقى الأبناء بتردٍّ وصراع نفسي، هل ينضمون لفريق الأم، أو لفريق الأب؟ مما يؤدي إلى تفكك الأسرة، ومن ثم الفرار إلى الخمور والمخدرات ملاذا ومهربا من ضغط المشاكل الأسرية.
فيا أيها الأبوان! احذرا الخلاف والنقاش أمام الأولاد؛ فإن له آثارا نفسية سلبية، إياكم والتفكك الأسري، فإن عدد كبيرممن وقع فى الإدمان كان بسبب تفكك أسري عندهم من طلاق بين أبويهم،وغيره ، فليحذر الإنسان من مثل ذلك، ويحذر من أن يقع فيه.
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا:: الْهُرُوبُ مِنَ الْوَاقِعِ السَّيِّئِ، وَمِنْ مشاكل الحياة ومَصَائِبِ الدُّنْيَا وَهمومها ، كفقد الأهل والأحباب، أو الفشل في العمل أو الزواج، أو الدراسة أو المرض أوالْفَقْرِ والحاجة للمال ، وَتَرَاكُمِ الدُّيُونِ، وَضِيقِ الْعَيْشِ، وغيرها من مشاكل الدنيا فيصاب الإنسان بالإحباط واليأس، ولا يجد ملاذا سوى الخمور والمخدرات فَيَظُنُّ هَذَا الْمِسْكِينُ أَنَّ سَبِيلَ الْمُخَدِّرَاتِ يُخَفِّفُ عَنْهُ هَذِهِ الْمُعَانَاةَ الْجَاثِمَةَ عَلَى صَدْرِهِ، وَمَا عَلِمَ أَنَّهَا نَفَقٌ مُظْلِمٌ، وَنِهَايَةٌ سَوْدَاءُ مَأْسَاوِيَّةٌ إِنْ لَمْ يَتَدَارَكْهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ ولو تدبر آية واحدة في القرآن لكفته؛ وهي قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [آل عمران:101].
ومن أهم أسباب انتشار المخدرات أيضا: وسائل الإعلام، والكلام عنها يطول، وباختصار: وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في الترويج للمخدرات وللأسف!، وخاصة الغربية منها، وذلك بنشر المستوى الفكري والأخلاقي الهابط، وبإبعاد الشباب عن الدين، وبالإثارة الجنسية، وجعل من يسمون بالفنانين نجوما وكواكب يقتدى بهم، ليقلدهم الشباب، وبعضهم مصابون بداء شرب الخمور وإدمان المخدرات!. والأدهى من ذلك أن بعضهم قد وصل به الأمر إلى الترويج لها، وإدارة أماكن لاستخدامها، وكم كتبت الصحف عن الفضائح والعفن الفني، وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط: حكاية الفنانين مع الهيروين والكوكايين، وأنها أصبحت الشغل الشاغل للصحافة الفنية وغير الفنية في مصر، وفي غيرها من البلاد العربية.
وكم هي المشاهد للمهربين والمتعاطين والمدمنين والتي تستمرئها عيون أولادنا، والتي تجعل من هؤلاء طوال ساعات(الفيلم) أبطالا يحتالون ويسخرون برجال الأمن، حتى إذا لم يبق على نهاية(الفيلم) سوى خمس دقائق فربما قبض عليهم، وربما انتهى بانتصارهم! فأي أثر تتركه أمثال هذه المشاهد وما فيها من مغامرات على الشباب المراهق المغامر؟.
وأستطيع أن أقول باطمئنان أن كثيرا من وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفاز وسينما وفيديو تقوم بدور رهيب ، لإشاعة الفاحشة ، وللإغراء بالجريمة بكل صورها ، وأشكالها ويكفى ذلك أن تراجع الإحصائيات الدقيقة لهذه الوسائل لتتعرف على صدق ذلك : فليس هذا الكلام للإثارة أبداً .فكم عدد الأفلام التي تعرض للعوالم والراقصات ؟ وكم عدد الأفلام التي تعرض لتصور الفاحشة والانحراف والشذوذ ؟وكم عدد الأفلام التي تعرض لتعلم أبناءنا الجريمة والانحراف والفهلوة وشرب الخمر؟وكم عدد الصور التي تلصق يوميا بالأحجام الكبيرة بالألوان على الجدران للساقطين والساقطات للعزف على وتر الجنس وإثارة الشهوات الكامنة والغرائز الهاجعة ؟ وكم عدد المجلات الهابطة والأشرطة الساقطة التي تحطم الأخلاق وتدمر الفضيلة . ؟!فماذا تنتظرون بعد ذلك يا سادة من شباب يقتله الفراغ الديني والذهني. وهو يسمع ويرى ما يحول العُباد الزهاد إلى فساق فجار . ومع عجزه أن يُحصَّل شيئا لا يجد أمامه سوى بحر من الأوهام والأحلام الخادعة والذي يتمثل في الاتجار بالمخدرات أو تعاطيها.
وأخيرا؛ فإن من أهم وأعظم أسباب انتشار المخدرات أيضا:ضعف الإيمان، وانعدام الخوف من الله، أو ما يسميه أهل التربية ضعف الوازع الديني، وقد قلتها مرارا: إن ضياع الإيمان سبب للإدمان
خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع
لا يخفى على أدنى عاقل ما تحدثه ظاهرة الإدمان من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع ، وقد ذكر العلماء والباحثون قديماً وحديثاً أضراراً كثيرة لهذه المواد المدمنة، بل أفردها بعضهم بالتصنيف .ولهذا قال ابن حجر الهيتمي - بعد أن ذكر الحشيشة والمخدرات - : " وفي أكلها مائة وعشرون مضرة دينية ودنيوية " ثم ذكر بعض مضارها .
أولا خطورة الإدمان في الدنيا
أضرار المخدرات ومفاسدها كثيرة؛ منها ما عرفه الناس، ومنها ما لم يُعرف بعد فشرب الخمور والمخدرات كبيرة من كبائر الذنوب .. فهي أم الخبائث .. ومفتاح كل شر .. تغتال العقل .. تستنزف المال .. تصدع الرأس .. كريهة المذاق .. رجس من عمل الشيطان ؛ توقع العداوة والبغضاء بين الناس .. وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، تدعو إلى الزنا ، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم ، المخدرات تذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة .. وتلحق شاربها بالمجانين .. تهتك الأستار .. تظهر الأسرار .. تدل على العورات .. تهوِّن ارتكاب القبائح والمآثم .. تخرج من القلب تعظيم المحارم .. ومدمنها كعابد صنم .
المخدرات : كم هيجت من حرب ؟.. وأفقرت من غني ؟.. وذلت من عزيز؟.. ووضعت من شريف ؟.. وسلبت من نعمة ؟.. وجلبت من نقمة ؟.. وكم فرقت الخمور والمخدرات بين رجل وزوجته ؟.. فذهبت بقلبه وراحت بلبّه . وكم أورثت من حسرة أو جرّت من عبرة ؟.. وكم أغلقت الخمور والمخدرات في وجه شاربها باباً من الخير ، وفتحت له باباً من الشر ؟
المخدرات كم أوقعت في بلية وعجّلت من منية ؟ المخدرات كم جرّت على شاربها من محنة ، وأدخلته في فتنة ؟ فهي جماع الإثم ومفتاح الشر ، وسلاّبة النعم ، وجلاَّبة النقم .
الأضرار الصحية للخمور والمخدرات :
وأَضْرَارُ الْخَمْرِ والمخدرات والمسكرات عَلَى الصِّحَّةِ الْبَدَنِيَّةِ؛ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، وَأَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُظْهَر، فَالْخَمْرُ يَفْتِكُ بِالْجِسْمِ فَتْكَ الْمُخَدِّرَاتِ بَلْ أَشَدُّ، حَيْثُ يَمْتَدُّ تَأْثِيرُهُ إِلَى جَمِيعِ أَجْزَاءِ الْجِسْمِ، وَتَتَرَكَّزُ مُعْظَمُ التَّأْثِيرَاتِ فِي الْجِهَازِ الْعَصَبِّيِّ، فَيُفْقِدُهُ الْقُدْرَةَ عَلَى التَّوَازُنِ، وَتُؤَثِّرُ عَلَى مَرْكَزِ التَّنَفُّسِ فِي الْمُخِّ، وَقَدْ يُؤَدِّي إِلَى الْمَوْتِ. وَالْخَمْرُ يُسَبِّبُ سَرَطَانَ الْمَرِّيء، وَيُؤَثِّرُ عَلَى الْمَعِدَةِ، فَيُسَبِّبُ احْتِقَانَ الْغِشَاءِ الْمُخَاطِيِّ، وَزِ
المرفقات
خطبة عن حكمة الإسلام فى تحريم المخدرات والإدمان للشيخ سعد الشهاوى .doc
خطبة عن حكمة الإسلام فى تحريم المخدرات والإدمان للشيخ سعد الشهاوى .doc
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
ما شاء الله خطبة مستوفية شيخ سعد نفع الله بك وزادك الله من فضله ونفعنا بعلمك وجمعك شاكرين لكم كرم الحضور.
تعديل التعليق