خطبة عن تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم
ابومها ابومها
1433/08/16 - 2012/07/06 00:15AM
تمثيل الصحابة
أيها المؤمنون : اصطفى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم النبيين، ورسوله إلى جميع الثقلين ، واختارلصحبته قوما يحبونه ويعزرونه ويطيعونه ويصدقونه ويقدمونه على المال والولد والوالد والنفس ، آمنوا به حين كفربه الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وآووه حين أخرجه قومه ، وهاجروا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم وأوذوا في سبيل الله وقاتلوا وقتلوا ، فما زادهم ذلك إلا إيمانا وتسليما . وقد زكاهم الله ، وشهد بفضلهم وسابقتهم ، وأمر باتباعهم وإجلالهم ، وجعل ذلك من الإيمان ، وحذر من بغضهم واستنقاصهم وجعله من النفاق ، ولهم من الفضائل والمناقب والأعمال الصالحات ما ليس لمن بعدهم ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) ، وقال سبحانه : (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحسنى ) . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - :قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما من الله عليهم به من الفضائل ؛ علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله ) .
أيها المؤمنون : كل قول أو عمل يؤول إلى انتهاك حرمة الصحابة ، أوتقليل شأنهم في النفوس ، أوتسويتهم بغيرهم ، فباطل يجب اجتنابه ، وذنب تجب المبادرة إلى التوبة منه ، ومن ذلك تمثيل الصحابة في المسلسلات والأفلام .ولقد طالعتنا وسائل الإعلام بأن هناك استعدادات لإخراج أفلام وتمثيليات على الفضائيات ، يظهر فيها ممثلون بشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم ، وبالاخص ما ظهر هذه الايام واثير حوله ضجه كبيره واسعه في اوساط المسلمين حيث سيعرض في شهر رمضان المبارك وهو مسلسل عمر بن الخطاب
وهذه المسألة جد خطيرة لتعلقها بمقام الصحبة ، الذي هو حصن النبوة ، والخط الأول للدفاع عن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم فتمثيل الصحابة شرعا حكمه التحريم ، كما أفتى به جماعة من علماء العصر كالشيخ ابن باز والألباني وغيرهما و أفتت كثير من المجامع والهيئات الإسلامية بحرمة تمثيل دور الصحابة ، كالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، وهيئة كبار العلماء ، وإليكم عباد الله ماذكرته الهيئة في تعليل وجوب منع تمثيل الصحابة حيث جاء في القرار ( 1- إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، ناهيك عن ان بعضهم من غير المسلمين او من ارباب الفرق الضاله مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك ).انتهى بيان تعليل الهيئة لحرمة تمثيل الصحابة اقول ماتسمعون واستغفرالله فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
أيها المسلمون بعد ذكر بيان حرمة تمثيل الصحابة ومايترتب عليه من المفاسد العظيمة فان الواجب علينا ان نقاطع هذه القنوات التي تبث مسلسلات الصحابة وبالاخص مسلسل عمر بن الخطاب وذلك بحذفها وتحذير الأولاد والزوجة من حرمة ذلك الفعل الذي فيه تنقص لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحرمة مشاهدته على القنوات الفضائيه وتبيين فضل الصحابة رضوان الله عليهم للأبناء وماهم فيه من المناقب العالية والصفات الحميده التي اثنى الله عليهم بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ووجوب محبتهم والاقتداء بهم وقراءة سيرتهم وعدم سبهم او تنقصهم
قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يَجْرَحُوا شهودنا لِيُبْطِلُوا الكتاب والسنة، والْجَرْح بهم أولى، وهم زَنَادِقة.اهـ
أيها المؤمنون : اصطفى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم النبيين، ورسوله إلى جميع الثقلين ، واختارلصحبته قوما يحبونه ويعزرونه ويطيعونه ويصدقونه ويقدمونه على المال والولد والوالد والنفس ، آمنوا به حين كفربه الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وآووه حين أخرجه قومه ، وهاجروا وأخرجوا من ديارهم وأموالهم وأوذوا في سبيل الله وقاتلوا وقتلوا ، فما زادهم ذلك إلا إيمانا وتسليما . وقد زكاهم الله ، وشهد بفضلهم وسابقتهم ، وأمر باتباعهم وإجلالهم ، وجعل ذلك من الإيمان ، وحذر من بغضهم واستنقاصهم وجعله من النفاق ، ولهم من الفضائل والمناقب والأعمال الصالحات ما ليس لمن بعدهم ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) ، وقال سبحانه : (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحسنى ) . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - :قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما من الله عليهم به من الفضائل ؛ علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله ) .
أيها المؤمنون : كل قول أو عمل يؤول إلى انتهاك حرمة الصحابة ، أوتقليل شأنهم في النفوس ، أوتسويتهم بغيرهم ، فباطل يجب اجتنابه ، وذنب تجب المبادرة إلى التوبة منه ، ومن ذلك تمثيل الصحابة في المسلسلات والأفلام .ولقد طالعتنا وسائل الإعلام بأن هناك استعدادات لإخراج أفلام وتمثيليات على الفضائيات ، يظهر فيها ممثلون بشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم ، وبالاخص ما ظهر هذه الايام واثير حوله ضجه كبيره واسعه في اوساط المسلمين حيث سيعرض في شهر رمضان المبارك وهو مسلسل عمر بن الخطاب
وهذه المسألة جد خطيرة لتعلقها بمقام الصحبة ، الذي هو حصن النبوة ، والخط الأول للدفاع عن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم فتمثيل الصحابة شرعا حكمه التحريم ، كما أفتى به جماعة من علماء العصر كالشيخ ابن باز والألباني وغيرهما و أفتت كثير من المجامع والهيئات الإسلامية بحرمة تمثيل دور الصحابة ، كالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، وهيئة كبار العلماء ، وإليكم عباد الله ماذكرته الهيئة في تعليل وجوب منع تمثيل الصحابة حيث جاء في القرار ( 1- إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، ناهيك عن ان بعضهم من غير المسلمين او من ارباب الفرق الضاله مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك ).انتهى بيان تعليل الهيئة لحرمة تمثيل الصحابة اقول ماتسمعون واستغفرالله فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
أيها المسلمون بعد ذكر بيان حرمة تمثيل الصحابة ومايترتب عليه من المفاسد العظيمة فان الواجب علينا ان نقاطع هذه القنوات التي تبث مسلسلات الصحابة وبالاخص مسلسل عمر بن الخطاب وذلك بحذفها وتحذير الأولاد والزوجة من حرمة ذلك الفعل الذي فيه تنقص لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحرمة مشاهدته على القنوات الفضائيه وتبيين فضل الصحابة رضوان الله عليهم للأبناء وماهم فيه من المناقب العالية والصفات الحميده التي اثنى الله عليهم بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ووجوب محبتهم والاقتداء بهم وقراءة سيرتهم وعدم سبهم او تنقصهم
قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يَجْرَحُوا شهودنا لِيُبْطِلُوا الكتاب والسنة، والْجَرْح بهم أولى، وهم زَنَادِقة.اهـ
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق