خطبة عن بعض أخطاء الملصلين

 

الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد :

إن المتأمل في حال المصلين ليجد الأخطاء الكثيرة التي تقع في الصلاة بسبب الجهل وبعضها سببه التساهل والغفلة ومن هذه الأخطاء ما يؤدي إلى بطلان الصلاة ومنها ما يوقع المصلي في الإثم ومنها ما يفُّوت عليه أجراً عظيما  .

فمن هذه الأخطاء الغفلة عن السنن التي تفعل عند الذهاب إلى المسجد فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم الدعاء عند المشي إلى المسجد فيحرص المسلم على تطبيق هذا الدعاء الوارد فقد جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال :  فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعطني نورا  )

و تقديم رجله اليمنى عند الدخول إلى المسجد وإذا خرج يخرج باليسرى  والدعاء عند الدخول فيقول ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك  )

وكان من هدية صلى الله عليه وسلم الخروج إلى الصلاة بسكينة ووقار فلا يسرع ولا يكثر التلفت  

ومن الأخطاء عدم صلاة تحية المسجد فالسنة إذا دخل يصلي ركعتين جاء في حديث أبي قتادة رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )  ويكفي عن تحية المسجد السنة الراتبة القبلية كسنة الفجر .

ومن الأخطاء عدم أخذ الزينة عند الذهاب إلى المسجد فبعض الناس يصلي بثياب النوم وبثياب العمل بينما لو دعي إلى مناسبة لأخذ زينته يقول الله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف : 31 )

ومن الأخطاء الإتيان إلى المسجد بالروائح التي تؤذي المصلين كالبصل والثوم والكراث جاء في الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )

وفي لفظ ( فليقعد في بيته ) والبصل والثوم مع أنه حلال ولكن لا يأتي الإنسان المسجد ومعه رائحته بل يزيلها وأشد من البصل والثوم الدخان لأنه محرم شربه .

والواجب على المصلي أن يبتعد عن كل ما فيه أذية لإخوانه المصلين ومن ذلك النغمات الموسيقية في الجوال وهي محرمة خارج المسجد فكيف إذا كان المصلي داخل المسجد فيحرص المسلم على وضع المنبه على صوت ليس فيه موسيقى ويغلقه عند دخول المسجد .

ومن الأخطاء عدم قراءة الفاتحة قراءة صحيحة وقراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة جاء في صحيح مسلم من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )  .

فيجب على المصلي أن يحفظها وأن يقرأها قراءة صحيحة  .

ومن الأخطاء الجهر خلف الإمام بالأذكار أو القراءة وهذا فيه إشغال للمصلين فالواجب على المصلي أن يقول الأذكار ويقرأ بقدر ما يسمع نفسه ويكفي تحيرك اللسان بالأذكار وبالقراءة  .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد :

من الأخطاء رفع البصر إلى السماء في الصلاة وهذا أمر محرم وجاء فيه الوعيد فقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة لينتهن أو ليخطفن الله أبصارهم )

ويكثر هذا عند الرفع من الركوع وعند القنوت في رمضان .

فالمسلم يكون نظره في الصلاة إلى موضع سجوده إلا في التشهد إذا حرك أصبعه السبابة فإنه يرمي ببصره إليها  .

ومن الأخطاء عدم الطمأنينة في الصلاة فبعض الناس يصلي بسرعة ولا يطمئن في صلاته خاصة الجلسة بين السجدتين والقيام الذي بعد الركوع وهذا صلاته غير صحيحة والنبي صلى الله عليه وسلم رد الرجل الذي كان يسرع في صلاته فقال له ارجع فصل فإنك لم تصلِ .

ومن الأخطاء مسابقة الإمام في الصلاة في الركوع والرفع والسجود وفي القيام ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار )

والواجب أن لا يركع حتى يركع الإمام ولا يسجد حتى يسجد الإمام  

ومن المسابقة أن بعض المصلين يأتي متأخراً فيدخل مع الإمام ويبقى عليه ركعة أو ركعتان مثلاً فتجد أنه إذا سلم الإمام التسلمية الأولى قام حتى يقضي ما عليه وهذا خطأ الواجب أن ينتظر حتى يسلم الإمام التسليمة الثانية ثم يقضي ما عليه  

ومن الأخطاء عدم السجود على الأعضاء السبعة وهو ركن من أركان الصلاة فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين )  .

بعض المصلين لا يضع أنفه على الأرض أثناء السجود وبعضهم يرفع قدميه أثناء السجود أو يرفع واحدة   .

فعلينا عباد الله أن نحرص على التفقه في الدين وندعو إخواننا الذي نرى منهم مثل هذه الأخطاء بالحكمة والرفق واللين  .

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق العصيان واجعلنا هداة مهتدين .....

 

 

 

المرفقات

1705576524_خطبة عن أخطاء المصلين.docx

المشاهدات 1029 | التعليقات 0