خطبة عن الواتس آب
طلال شنيف الصبحي
1437/07/21 - 2016/04/28 23:22PM
خطبة عن الواتس أب
الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ فقدره وعلمَ مَوردَ كلَّ مخلوقٍ ومصدره وأثبتَ في أمِّ الكتاب ما أرادهُ وسطَّره فلا مؤخِّرَ لما قدمهُ ولا مقدمَ لما أخره ولا ناصرَ لمن أخذلهُ ولا خاذلَ لمن نصره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرد بالملكِ والبقاءِ والعزةِ والكبرياءِ فمن نازعَهُ في ذلك أحقره, الحيُّ القيوم فما أقومه بشؤونِ خلقهِ وأبصره أشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أوضح سبيل الهداية ونَوّره صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الكرام البررة وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.أما بعد:" يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله
عباد الله:كم لله من نعمةٍ نتفيؤا ظِلالها ونتقلبُ في أعطافها في هذا الزمان الذي تكاثرت فيه وسائل الراحة وتنوعت فيه الملذات وتسارعت فيه التقنيات لاسِيّما في مجال الاتصالات إذ شهدت تطورا عجيبا وتسابقا غريبا وإن هذه التقنيات وتفاصيلها المبهرة هي قطرة من علم الله عز وجل الذي تفضل به سبحانه على البشر{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ومن أبرز تقنيات الاتصال في زماننا تقنية الهاتف النقال أو ما يسمى بالجوال الذي أصبح مُشاعا في أيدي الناس، الكبير والصغير ،الذكر والأنثى, فكان لأناس نعمة ولآخرون نقمة،به التواصل وبه التقاطع وبه نشر الخير وبه بث الشر, أفرح وأحزن وأضحك وأبكى دل على الطاعات وأوقع في السيئات لذا كان الحديث عنه مهما والتنبيه حوله ملحا
عبـاد الله:وإن من أجدر ما ينبه عليه في هذا الزمان من وسائل الاتصال هو خدمة الرسائل (الواتس آب) التي ماجت ببعض الناس وألهتهم وأسرتهم فابتلينا بأخبار مكذوبة ،مفزعة أو مبشرة وبأحاديث موضوعة مخترعة لم تصح عن النبي وبأوقات تهدر في غير نفع ولا فائدة في دينه ودنياه .إن أدب الرسائل خلق شمله الإسلام بأصوله الشرعية وقواعده المرعية التي تحكم تصرفات الناس القولية والفعلية ، فيجب التَمَثّل بما جاء به ديننا القيم النبيل الذي يدعو إلى أحسن الأخلاق وأرقاها وأكملها وأنقاها ومن ذلك عباد الله يجب على المرسل التثبت من الأخبار والأحكام قبل إرسالها وليحذر المرسل أن رسالته ربما تداولتها الأيدي وانتشرت في الأفاق فله ظُلمها وعليه غرمها فلينظر ماذا يحب أن يُنقل عنه أو يتسبب فيه ،فإن تعمد الكذب فيها فعليه وزر مداولتها وانتشارها وفي الحديث الصحيح الذي أخبر عنه النبي أنه قال:"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" فكم نُشرت من إشاعة فيها ترويع للمسلمين وإفزاع لهم لم يتحقق صاحبها من خبره وإن كانت نيته في تنبيه الناس حسنة فإنه ملوم على تسرعه, وليس كل من أراد الحق يدركه ، فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء وحطمت من عظماء وهدمت من وشائج وفككت من علاقات وصداقات.نعم يا عباد الله كم نُشرت عبر هذه الرسائل من بدعة ورُوّج لها بل وتُوّعد من لم ينشرها بكذا وكذا وفي هذا يقول الله تعالى:{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.وكم جاءت الرسائل بأحاديث مكذوبة أو ضعيفة لا تثبت عن النبي ولكن أرسلها من أرسلها بُغية الفضل والثواب إلا أنهم أخطأوا فجانبوا الصواب أفلا سألوا عن درجة الحديث قبل أن يبثوه في الناس أفلا ألقوه على أهل العلم ليميزوه .
أمــــــة الإسلام :إن من أعظم الظلم وأكبر الكبائر إشاعة الفواحش بين الناس عن طريق هذه الرسائل ، إتهام الناس أو تناقل سقطاتهم وزلاتهم ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله .وكم من صورة محرمة أو أخبار فاضحة تناقلها المرسلون ناسين أو متناسين قوله تعالى : { إن الله كان على كل شيء رقيبا } أولئك الذين لم يكتفوا بتحميل أنفسهم الضعيفة ما لا تحتمل من الأوزار والذنوب فأضافوا لذلك نشر السوء بين الآخرين . فإلى من يرسل عبر جهازه ما يهتك الأستار ويشيع الفاحشة بين المسلمين, اعلم أن أوزار الناضرين لها تعود عليك إن لم تتب إلى الله تعالى وتحسن ما صنعته في الماضي يقول عليه الصلاة والسلام : " ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الآثام مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا " وقال الله تعالى { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .ويالله كم من حيٍّ سيغدو إلى قبره يوما, وفوق الأرض سوءه الذي نشره وأرسله ، تأتيه حسراتها وهو في قبره وعليه وزرها يوم نشره .
عباد الله:ومن آفات الرسائل تمجيد أصحاب المخدرات والمسكرات وأنهم أصحاب فكر ودهاء وطرفة, وكذلك السخرية على الأقوام والبلدان والقبائل وهذه الرسائل أو ما تسمى بالنكتة جُلها قائم على الكذب والافتراء وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام:" ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له "والله تعالى يقول:{ يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاؤلئك هم الظالمون } بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
أما بعـــــــــــــد عبـــــــــــاد الله : لقد سهل اليوم في عالم التقنية الحديثة على مستخدميها نشر أي شيء عن أي شيء في كل شيء.. حتى اختلط الحق بالباطل والصواب بالخطأ والصدق بالكذب..حتى للأسف بين أهل الخير والراغبين في نشر الخير.. ، فلا تنشر يا عبد الله حديثا إلا بعد التحقق من صحته ولا آية إلا بعد تأكدك من سلامتها وعدم وقوع خطأ في كتابتها أو نصها. ولا تنشر خبرا إلا بعد أن تتحقق من صحته وأنه من مصدر موثوق. ولا تنقل نصا عن عالم أو شيخ معاصر أو متوفى إلا بعد التأكد من صحته خاصة إذا كان من مصدر مجهول. وتأكد من خلو المقاطع التي تريد نشرها من أصوات محرمة أو مناظر فاضحة قد تتسبب في فتنة مسلم من حيث لا تدري. وضع نصب عينيك دائما ألا تنشر إلا ما يرضيك أن تراه في صحيفة أعمالك يوم أن تلقى الله عز وجل.
عباد الله :إن كانت الرسائل كلفتها قليلة أو مجانية فتذكر أنها ليست مجانية عند الله{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } . إن الكلمات التي تُكتب وتنقل وتسري في الناس إنها عند الله { في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } وقال ايضا : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } . فأوصيكم ونفسي باستغلال هذه الرسائل لتكون سهما في الدعوة إلى الله فكما أنّ فيها الشر ففيها الخير الكثير تقديم نصيحة أو تذكير بسنة أو تحذير من معصية .قال تعالى : { ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } .{ واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }
الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ فقدره وعلمَ مَوردَ كلَّ مخلوقٍ ومصدره وأثبتَ في أمِّ الكتاب ما أرادهُ وسطَّره فلا مؤخِّرَ لما قدمهُ ولا مقدمَ لما أخره ولا ناصرَ لمن أخذلهُ ولا خاذلَ لمن نصره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرد بالملكِ والبقاءِ والعزةِ والكبرياءِ فمن نازعَهُ في ذلك أحقره, الحيُّ القيوم فما أقومه بشؤونِ خلقهِ وأبصره أشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أوضح سبيل الهداية ونَوّره صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الكرام البررة وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.أما بعد:" يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله
عباد الله:كم لله من نعمةٍ نتفيؤا ظِلالها ونتقلبُ في أعطافها في هذا الزمان الذي تكاثرت فيه وسائل الراحة وتنوعت فيه الملذات وتسارعت فيه التقنيات لاسِيّما في مجال الاتصالات إذ شهدت تطورا عجيبا وتسابقا غريبا وإن هذه التقنيات وتفاصيلها المبهرة هي قطرة من علم الله عز وجل الذي تفضل به سبحانه على البشر{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ومن أبرز تقنيات الاتصال في زماننا تقنية الهاتف النقال أو ما يسمى بالجوال الذي أصبح مُشاعا في أيدي الناس، الكبير والصغير ،الذكر والأنثى, فكان لأناس نعمة ولآخرون نقمة،به التواصل وبه التقاطع وبه نشر الخير وبه بث الشر, أفرح وأحزن وأضحك وأبكى دل على الطاعات وأوقع في السيئات لذا كان الحديث عنه مهما والتنبيه حوله ملحا
عبـاد الله:وإن من أجدر ما ينبه عليه في هذا الزمان من وسائل الاتصال هو خدمة الرسائل (الواتس آب) التي ماجت ببعض الناس وألهتهم وأسرتهم فابتلينا بأخبار مكذوبة ،مفزعة أو مبشرة وبأحاديث موضوعة مخترعة لم تصح عن النبي وبأوقات تهدر في غير نفع ولا فائدة في دينه ودنياه .إن أدب الرسائل خلق شمله الإسلام بأصوله الشرعية وقواعده المرعية التي تحكم تصرفات الناس القولية والفعلية ، فيجب التَمَثّل بما جاء به ديننا القيم النبيل الذي يدعو إلى أحسن الأخلاق وأرقاها وأكملها وأنقاها ومن ذلك عباد الله يجب على المرسل التثبت من الأخبار والأحكام قبل إرسالها وليحذر المرسل أن رسالته ربما تداولتها الأيدي وانتشرت في الأفاق فله ظُلمها وعليه غرمها فلينظر ماذا يحب أن يُنقل عنه أو يتسبب فيه ،فإن تعمد الكذب فيها فعليه وزر مداولتها وانتشارها وفي الحديث الصحيح الذي أخبر عنه النبي أنه قال:"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" فكم نُشرت من إشاعة فيها ترويع للمسلمين وإفزاع لهم لم يتحقق صاحبها من خبره وإن كانت نيته في تنبيه الناس حسنة فإنه ملوم على تسرعه, وليس كل من أراد الحق يدركه ، فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء وحطمت من عظماء وهدمت من وشائج وفككت من علاقات وصداقات.نعم يا عباد الله كم نُشرت عبر هذه الرسائل من بدعة ورُوّج لها بل وتُوّعد من لم ينشرها بكذا وكذا وفي هذا يقول الله تعالى:{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.وكم جاءت الرسائل بأحاديث مكذوبة أو ضعيفة لا تثبت عن النبي ولكن أرسلها من أرسلها بُغية الفضل والثواب إلا أنهم أخطأوا فجانبوا الصواب أفلا سألوا عن درجة الحديث قبل أن يبثوه في الناس أفلا ألقوه على أهل العلم ليميزوه .
أمــــــة الإسلام :إن من أعظم الظلم وأكبر الكبائر إشاعة الفواحش بين الناس عن طريق هذه الرسائل ، إتهام الناس أو تناقل سقطاتهم وزلاتهم ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله .وكم من صورة محرمة أو أخبار فاضحة تناقلها المرسلون ناسين أو متناسين قوله تعالى : { إن الله كان على كل شيء رقيبا } أولئك الذين لم يكتفوا بتحميل أنفسهم الضعيفة ما لا تحتمل من الأوزار والذنوب فأضافوا لذلك نشر السوء بين الآخرين . فإلى من يرسل عبر جهازه ما يهتك الأستار ويشيع الفاحشة بين المسلمين, اعلم أن أوزار الناضرين لها تعود عليك إن لم تتب إلى الله تعالى وتحسن ما صنعته في الماضي يقول عليه الصلاة والسلام : " ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الآثام مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا " وقال الله تعالى { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .ويالله كم من حيٍّ سيغدو إلى قبره يوما, وفوق الأرض سوءه الذي نشره وأرسله ، تأتيه حسراتها وهو في قبره وعليه وزرها يوم نشره .
عباد الله:ومن آفات الرسائل تمجيد أصحاب المخدرات والمسكرات وأنهم أصحاب فكر ودهاء وطرفة, وكذلك السخرية على الأقوام والبلدان والقبائل وهذه الرسائل أو ما تسمى بالنكتة جُلها قائم على الكذب والافتراء وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام:" ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له "والله تعالى يقول:{ يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاؤلئك هم الظالمون } بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
أما بعـــــــــــــد عبـــــــــــاد الله : لقد سهل اليوم في عالم التقنية الحديثة على مستخدميها نشر أي شيء عن أي شيء في كل شيء.. حتى اختلط الحق بالباطل والصواب بالخطأ والصدق بالكذب..حتى للأسف بين أهل الخير والراغبين في نشر الخير.. ، فلا تنشر يا عبد الله حديثا إلا بعد التحقق من صحته ولا آية إلا بعد تأكدك من سلامتها وعدم وقوع خطأ في كتابتها أو نصها. ولا تنشر خبرا إلا بعد أن تتحقق من صحته وأنه من مصدر موثوق. ولا تنقل نصا عن عالم أو شيخ معاصر أو متوفى إلا بعد التأكد من صحته خاصة إذا كان من مصدر مجهول. وتأكد من خلو المقاطع التي تريد نشرها من أصوات محرمة أو مناظر فاضحة قد تتسبب في فتنة مسلم من حيث لا تدري. وضع نصب عينيك دائما ألا تنشر إلا ما يرضيك أن تراه في صحيفة أعمالك يوم أن تلقى الله عز وجل.
عباد الله :إن كانت الرسائل كلفتها قليلة أو مجانية فتذكر أنها ليست مجانية عند الله{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } . إن الكلمات التي تُكتب وتنقل وتسري في الناس إنها عند الله { في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } وقال ايضا : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } . فأوصيكم ونفسي باستغلال هذه الرسائل لتكون سهما في الدعوة إلى الله فكما أنّ فيها الشر ففيها الخير الكثير تقديم نصيحة أو تذكير بسنة أو تحذير من معصية .قال تعالى : { ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } .{ واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }