خطبة عن القلوب
عبدالله عوض الأسمري
الخطبة الأولى
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
*يقول الله عز وجل " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم "
*أنواع القلوب ثلاثة :
-قلب سليم , أو قلب ميت , أو قلب مريض .
فالقلب السليم هو قلب المؤمن , والقلب الميت هو قلب الكافر أو المشرك والذي لا يعمل بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة . أما القلب المريض فهو قلب فيه إيمان وشهوات أو شبهات فمرة يتأثر بالقرآن والسنة والعمل بها ومرة تغلب عليه المعاصي والشهوات كالزنا وغيره أو الشبهات كالشك في القرآن والسنة فإن غلب على هذا القلب الدين والإيمان فهو من المؤمنين مع القلوب المؤمنة السليمة وأن غلب عليه المعاصي فهو مع القلوب الميتة .
*فلنحذر من أصحاب القلبين السيئة وهي القلوب الميتة والقلوب المريضة وعلينا أن نهتم بالقلوب السليمة التي تنفع صاحبها يوم القيامة .
* قال صلي الله عليه وسلم : في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما " ألا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب " متفق عليه . فينبغي أن نهتم بهذا القلب وذلك أن يكون سليماً ويكون موحداً لله يكره الشرك و الكفر وأهله وأن يكون بعيداً عن الشهوات يكره الزنا واللواط وشرب الخمر وكل الشهوات المحرمه عموماً
أن يكون سليماً من الحقد والغل والحسد والكبر وكل أمراض القلوب والرياء
أن يكون سليماً بعيداً عن حب الدنيا والإقبال عليها وأن يكون مقبلاً علي الله والدار الآخرة هذا هو القلب السليم الذي ينفع صاحبه يوم القيامة .
أما القلب الذي فيه شهوات أو أحقاد أو حسد أو كبر على المسلمين فإن هذا قلباً مريضاً
ويحتاج أن يعالج نفسه من هذه الأمراض التي ربما تجعله قلباً ميتا مع قلوب المنافقين .
سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي الناس أفضل الناس قال صلي الله عليه وسلم " كل مخموم القلب صدوق اللسان " قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : " هو التقي النقي لا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد" صححه الألباني
هذا هو أفضل القلوب القلب التقي النقي الموحد لله الذي يقوم بمااوجب الله عليه في القرآن والسنة ويحب للآخرين ما يحب لنفسه ليس في قلبه غل او حسد على عباد الله
عباد الله
قد يهتم كثير من الناس بأعمال الجوارح والأمور الخارجية في الدين كالصلاة والزكاة والحج وغيرها لكن تجد قلبه مريضاً بالشهوات أو الشبهات في الدين أو حب الدنيا أو الغل أو الحسد نسأل الله السلامة والعافية وقد ثبت في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم رواه مسلم .
فاهتموا عباد الله بأعمال القلوب لذلك كان يكثر الرسول صلي الله عليه وسلم من دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " رواه الترمذي وأيضاَ " اللهم أني اسألك
قلبا سليما " فنسأل الله أن يثبت قلوبنا على الدين .
أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم
عباد الله
عرفنا القلب السليم وأن ينجي صاحبه يوم القيامة
فعلينا أن ننظر في قلوبنا هل فيها شي من هذه الأمراض إما ضعفاَ في الدين أو فيه شهوة من الشهوات التي لا زالت فيه كبراً او غلاً أو حقداً أو حسداً على عباد
فعليه أن يعالج نفسه بالدعاء فالدعاء هو الفعال بأن يذهب عنك ما تجد في قلبك من مرض , ومعالجة هذه الأمراض في الدنيا خير لك أن يستمر معك بعد موتك ثم تحاسب بهذا الذنب الذي يبقي معك بعد الموت لأن القلوب المريضة والميتة إن لم تكون سليمة فسوف تحاسب يوم القيامة نسال الله ان يجعل قلوبنا سليمه
الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعواناان الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم.
المرفقات
القلوب-16
القلوب-16