خطبة عن ( الــخــدم )
عبدالإله بن سعود الجدوع
1434/04/18 - 2013/02/28 23:54PM
هذه خطبة عن ( الخدم ) ولاغنى لي عن تصويباتكم وملحوظاتكم ، بارك الله فيكم
من المشُاهد -أيها الأفاضل- أن الله أنعم علينا بكثير من النعم التي قد توافرت وتكاثرت وتيسرت بفضل الله ، مما كان لها أثر كبير في تنوع سبل الراحة والتيسير في حياتنا اليومية ، ولو مكثنا في تعداد شيء من ذلك لما أحصيناها ، كيف ، والله تعالى يقول ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )
ومن تلك النعم التي تُذكر فتشكر أن الله سخّر العباد بعضهم لبعض ، فما منّا من أحد إلا وقد مرّ به يوم احتاج فيه لأحد ليخدمه في شأن ما ، بل كثير من الناس الآن قد يضطر لوجود من يخدمه يومياً في بيته . وهو أمرٌ متوفِرٌ ومشاهدٌ ومعلومٌ .
لكن – أيها الأخوة – لو أمْعَـنا النظرَ قليلاً لوجدنا أن الحديث عن الخدم مهم جداً ، ذلك لأن المتأمل في النصوص الشرعية يجد أن في إحسانه للخدم أجر عظيم ، بل وقد يكون سبباً لدخوله الجنة ، والتي هي مطمعِ كلِ مسلم ، والتقصير والإساءة مع الخدم قد يكون سبباً لدخول النار كما سيأتي في ثنايا هذه الخطبة بإذن الله ، وحديثنا معكم ليس في جانب ما هو المطلوب منهم ، إنما ماهو المطلوب منا تجاههم ، وما الذي وجهنا الإسلام به حيال هذا الموضوع؟ وما الذي حذرنا منه ؟ وهو الذي سنحاسب عنه يوم القيامة ،
ونحن هنا لن نأتي على كل ما في هذا الموضوع من نقاط ، لكنها شذرات متفرقة علّ الله أن ينفع بها المتكلم والسامع .
من الأمور: وهي ماينبغي التذكير به أولاً ، وهو أن الأصل استغناءُ الفرد بنفسه ، يقول أحد الصحابة فيما رواه مسلم في صحيحه : [ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: على ألا نسأل الناس شيئاً حتى إن أحدنا ليسقط سوطه على الأرض لا يقل لأحد: ناولني ] والنبي صلى الله عليه وسلم قال في جزء من حديث ( ومن يستغن يغنه الله ) قال الشيخ محمد بن عثيمين في تعليقه على هذا الحديث (هذا خُلُق ينبغي للإنسان أن يحافظ عليه بأن يستغني عن كل الناس ، وقد بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسألوا الناس شيئاً ، لأن السؤال مذلة ، إذا استغنيت بما أعطاك الله فإن الله يغنيك) ا . هـ
قد يقول قائل سأجد مشقة وتعب إذا استغنيت عمن يخدمني ، نقول له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وابنته فاطمة حينما طلبا خادماً يخدمهما ، قال لهما النبي : { ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان}رواه البخاري ، قال علي رضي الله عنه: ما تركتها بعدما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين رواه أحمد .
وليلة صفين هي ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عن الجميع .
- من الأمور المهمة في الأجير والخدم : ألا يَطلُب إلا القويّ الأمين كما أشارت لذلك الآية الكريمة ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) وهو من يجمع بين المهارة والأمانة .
- من الأمور المهمة كذلك : أنه إذا استقدم خادمة بالأخص ، فإنه لايطلب إلا مسلمة ، ذلك لأن الموضوع يتعلق بعقيدة المسلم ، فالكافر قطعاً يكره المسلم كما قال تعالى مبيّناً عداوة الكفار للمسلمين وإن أظهروا عكس ذلك يقول الله [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image001.gif[/IMG][FONT="]كَيْفَ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ[/FONT] [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image002.gif[/IMG] ناهيك – أيها الفاضل – من الأثر الذي تحدثه الخادمة غير المسلمة في الطفل أو الطفلة ، يحكى أن إحدى المدرسات للسنة الأولى الابتدائية ، تقول أن إحدى طالباتها سألتها : كم يوجد من إله؟! فأجابتها المدرسة: ليس لنا إلا إله واحد هو الله تعالى ،
فردَّت الطالبة قائلة: لكن خادمتنا تقول: إنه يوجد ثلاثة : الله، ومريم، وروح القدس !! فانظر كيف استقت الطفلة هذه المعلومة؟!
هذا الكلام وهذا التحذير أيها الأخوة لا يعني أيضاً الترحيب بأن تقوم الخادمة المسلمة مقام الأم في البيت ، وذلك بأن يُوكَل كل شؤون الأبناء للخادمة من مأكلهم ومشربهم ونظافتهم ، وتجد أن في بعض البيوت لايُعوّد الإبن على الإهتمام بنظافة المكان ويقال له اذهب ستأتي الخادمة تنظفه ، بل يُقال أن في بعض البيوت توكل الخادمة بترتيب دروس الأبناء لليوم التالي من المدرسة !! وهكذا .. تجد مظاهر تربية الأبناء الصادرة من الوالدين والتكليف بالمسؤوليات والتعويد على الإعتماد على النفس تكاد تكون منعدمة والله المستعان ، وكل هذا والله من الخطأ في التربية .
- من الأمور التي ينبغي مراعاتها في جانب من يخدم : أن هناك من يتساهل في أمر تكشف المرأة أمام الزوج والأبناء ، أو عكس ذلك أن تتكشف ربة البيت للسائق مثلاً ، وتقول سائق ، بينما الله أوصى المؤمنين والمؤمنات بأن يغضوا من أبصارهم ، ويبقى هذا ذنب ينبغي الحذر منه ومن تبعاته .
- أيضاً من الأمور التي تنبغي مراعاتها مع الخدم : التلطف معهم ، ويتجلى ذلك حينما قال رسول الله{ إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه ، فليناوله أكلة أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين } رواه البخاري ، واعلم أيها الفاضل أنك إن فعلت ذلك فأنت مأجور بإذن الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم{ وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة }رواه أحمد
ومن التلطف – أيها الكرام - أن لايُحمّلوا فوق طاقتهم وكأنهم مكائن تعمل لجميع من البيت كل الأوقات ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ . رواه مسلم
[FONT="]بارك الله ..[/FONT]
من الأمور التي يتأكد التنبيه عليها في أمور الخدم : أنْ إياك إياك أيها المرء! أن تتوانى أو تتأخر في إعطائه أجرته في حينها، يقول صلى الله عليه وسلم: { أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه }رواه ابن ماجةوصححه الألباني
وعليك -أيها المرء- أن تتنبه لذلك، وإلا فاعلم أنك خصيم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حيث يقول:{ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة -وذكر منهم-: رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } رواه البخاري
فاتقوا الله يا كُفلاء ! واتقوا الله يا أصحاب الشركات والمؤسسات والتعهدات! أعطوا العمال والخدم أجورهم في أوقاتها المحددة، وإلا فأعدوا جواباً لمخاصمة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة .
ومن الأمور أيها الأخوة : إياكم وضرب العمال والخدم، فقد ضرب أبو مسعود غلاماً له فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فناداه قائلاً { اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منه، فقال أبو مسعود : يا رسول الله فهو حر لوجه الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما إن لو لم تفعل لمستك النار أو للفحتك النار } رواه مسلم ، بل الأمر لايقتصر على مس اليد فحسب، بل وحتى اللفظ باللسان من شتم أو لعن أو دعاء عليهم ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: { لا تدعوا على خدمكم } رواه مسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:{ لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة } رواه مسلم
- من الأمور الهامة أيها الأخوة : ضرورة دعوتهم للإسلام إن لم يكونوا مسلمين ، وأعظم الطرق لدعوتهم هو بحسن معاملتهم ، وإذا أسلم فلك أجر بمثل كل حسنة يفعلها كما في الحديث ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النَعم ) متفق عليه، أما إذا كانوا مسلمين فينبغي الإهتمام بتعليمهم المزيد عن هذا الدين مادام أنهم في بلد التوحيد وبين أناس موحدين ، وأيضاً ينبغي الإهتمام بتعليمهم الفاتحة وبعض السور وبعضاً من الأحكام الفقهية التي تواجههم .
يحكى أن خادمة كافرة أتت لإحدى الأسر ، فأحسنوا التعامل معها وأسلمت وحسن أسلامها وأخذت تقرأ في كتاب الله كثيراً ، ثم قدر الله عليها ظروفاً في بلدها اضطرت خلالها لطلب السفر قبل انتهاء العقد ، وكانت تقول للأسرة -وبمعنى كلامها- أنكم لو منعتموني فهذا من حقكم لأن الله قال( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ..) وأنا لم أوف عقدي معكم وأكمل السنتين مثل ما هو مكتوب في العقد ، فتعجبت الأسرة من سرعة فهمها وتطبيقها لتعاليم الإسلام على نفسها !
من المشُاهد -أيها الأفاضل- أن الله أنعم علينا بكثير من النعم التي قد توافرت وتكاثرت وتيسرت بفضل الله ، مما كان لها أثر كبير في تنوع سبل الراحة والتيسير في حياتنا اليومية ، ولو مكثنا في تعداد شيء من ذلك لما أحصيناها ، كيف ، والله تعالى يقول ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )
ومن تلك النعم التي تُذكر فتشكر أن الله سخّر العباد بعضهم لبعض ، فما منّا من أحد إلا وقد مرّ به يوم احتاج فيه لأحد ليخدمه في شأن ما ، بل كثير من الناس الآن قد يضطر لوجود من يخدمه يومياً في بيته . وهو أمرٌ متوفِرٌ ومشاهدٌ ومعلومٌ .
لكن – أيها الأخوة – لو أمْعَـنا النظرَ قليلاً لوجدنا أن الحديث عن الخدم مهم جداً ، ذلك لأن المتأمل في النصوص الشرعية يجد أن في إحسانه للخدم أجر عظيم ، بل وقد يكون سبباً لدخوله الجنة ، والتي هي مطمعِ كلِ مسلم ، والتقصير والإساءة مع الخدم قد يكون سبباً لدخول النار كما سيأتي في ثنايا هذه الخطبة بإذن الله ، وحديثنا معكم ليس في جانب ما هو المطلوب منهم ، إنما ماهو المطلوب منا تجاههم ، وما الذي وجهنا الإسلام به حيال هذا الموضوع؟ وما الذي حذرنا منه ؟ وهو الذي سنحاسب عنه يوم القيامة ،
ونحن هنا لن نأتي على كل ما في هذا الموضوع من نقاط ، لكنها شذرات متفرقة علّ الله أن ينفع بها المتكلم والسامع .
من الأمور: وهي ماينبغي التذكير به أولاً ، وهو أن الأصل استغناءُ الفرد بنفسه ، يقول أحد الصحابة فيما رواه مسلم في صحيحه : [ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: على ألا نسأل الناس شيئاً حتى إن أحدنا ليسقط سوطه على الأرض لا يقل لأحد: ناولني ] والنبي صلى الله عليه وسلم قال في جزء من حديث ( ومن يستغن يغنه الله ) قال الشيخ محمد بن عثيمين في تعليقه على هذا الحديث (هذا خُلُق ينبغي للإنسان أن يحافظ عليه بأن يستغني عن كل الناس ، وقد بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسألوا الناس شيئاً ، لأن السؤال مذلة ، إذا استغنيت بما أعطاك الله فإن الله يغنيك) ا . هـ
قد يقول قائل سأجد مشقة وتعب إذا استغنيت عمن يخدمني ، نقول له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وابنته فاطمة حينما طلبا خادماً يخدمهما ، قال لهما النبي : { ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان}رواه البخاري ، قال علي رضي الله عنه: ما تركتها بعدما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين رواه أحمد .
وليلة صفين هي ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عن الجميع .
- من الأمور المهمة في الأجير والخدم : ألا يَطلُب إلا القويّ الأمين كما أشارت لذلك الآية الكريمة ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) وهو من يجمع بين المهارة والأمانة .
- من الأمور المهمة كذلك : أنه إذا استقدم خادمة بالأخص ، فإنه لايطلب إلا مسلمة ، ذلك لأن الموضوع يتعلق بعقيدة المسلم ، فالكافر قطعاً يكره المسلم كما قال تعالى مبيّناً عداوة الكفار للمسلمين وإن أظهروا عكس ذلك يقول الله [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image001.gif[/IMG][FONT="]كَيْفَ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ[/FONT] [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image002.gif[/IMG] ناهيك – أيها الفاضل – من الأثر الذي تحدثه الخادمة غير المسلمة في الطفل أو الطفلة ، يحكى أن إحدى المدرسات للسنة الأولى الابتدائية ، تقول أن إحدى طالباتها سألتها : كم يوجد من إله؟! فأجابتها المدرسة: ليس لنا إلا إله واحد هو الله تعالى ،
فردَّت الطالبة قائلة: لكن خادمتنا تقول: إنه يوجد ثلاثة : الله، ومريم، وروح القدس !! فانظر كيف استقت الطفلة هذه المعلومة؟!
هذا الكلام وهذا التحذير أيها الأخوة لا يعني أيضاً الترحيب بأن تقوم الخادمة المسلمة مقام الأم في البيت ، وذلك بأن يُوكَل كل شؤون الأبناء للخادمة من مأكلهم ومشربهم ونظافتهم ، وتجد أن في بعض البيوت لايُعوّد الإبن على الإهتمام بنظافة المكان ويقال له اذهب ستأتي الخادمة تنظفه ، بل يُقال أن في بعض البيوت توكل الخادمة بترتيب دروس الأبناء لليوم التالي من المدرسة !! وهكذا .. تجد مظاهر تربية الأبناء الصادرة من الوالدين والتكليف بالمسؤوليات والتعويد على الإعتماد على النفس تكاد تكون منعدمة والله المستعان ، وكل هذا والله من الخطأ في التربية .
- من الأمور التي ينبغي مراعاتها في جانب من يخدم : أن هناك من يتساهل في أمر تكشف المرأة أمام الزوج والأبناء ، أو عكس ذلك أن تتكشف ربة البيت للسائق مثلاً ، وتقول سائق ، بينما الله أوصى المؤمنين والمؤمنات بأن يغضوا من أبصارهم ، ويبقى هذا ذنب ينبغي الحذر منه ومن تبعاته .
- أيضاً من الأمور التي تنبغي مراعاتها مع الخدم : التلطف معهم ، ويتجلى ذلك حينما قال رسول الله{ إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه ، فليناوله أكلة أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين } رواه البخاري ، واعلم أيها الفاضل أنك إن فعلت ذلك فأنت مأجور بإذن الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم{ وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة }رواه أحمد
ومن التلطف – أيها الكرام - أن لايُحمّلوا فوق طاقتهم وكأنهم مكائن تعمل لجميع من البيت كل الأوقات ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ . رواه مسلم
[FONT="]بارك الله ..[/FONT]
من الأمور التي يتأكد التنبيه عليها في أمور الخدم : أنْ إياك إياك أيها المرء! أن تتوانى أو تتأخر في إعطائه أجرته في حينها، يقول صلى الله عليه وسلم: { أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه }رواه ابن ماجةوصححه الألباني
وعليك -أيها المرء- أن تتنبه لذلك، وإلا فاعلم أنك خصيم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حيث يقول:{ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة -وذكر منهم-: رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } رواه البخاري
فاتقوا الله يا كُفلاء ! واتقوا الله يا أصحاب الشركات والمؤسسات والتعهدات! أعطوا العمال والخدم أجورهم في أوقاتها المحددة، وإلا فأعدوا جواباً لمخاصمة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة .
ومن الأمور أيها الأخوة : إياكم وضرب العمال والخدم، فقد ضرب أبو مسعود غلاماً له فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فناداه قائلاً { اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منه، فقال أبو مسعود : يا رسول الله فهو حر لوجه الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما إن لو لم تفعل لمستك النار أو للفحتك النار } رواه مسلم ، بل الأمر لايقتصر على مس اليد فحسب، بل وحتى اللفظ باللسان من شتم أو لعن أو دعاء عليهم ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: { لا تدعوا على خدمكم } رواه مسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:{ لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة } رواه مسلم
- من الأمور الهامة أيها الأخوة : ضرورة دعوتهم للإسلام إن لم يكونوا مسلمين ، وأعظم الطرق لدعوتهم هو بحسن معاملتهم ، وإذا أسلم فلك أجر بمثل كل حسنة يفعلها كما في الحديث ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النَعم ) متفق عليه، أما إذا كانوا مسلمين فينبغي الإهتمام بتعليمهم المزيد عن هذا الدين مادام أنهم في بلد التوحيد وبين أناس موحدين ، وأيضاً ينبغي الإهتمام بتعليمهم الفاتحة وبعض السور وبعضاً من الأحكام الفقهية التي تواجههم .
يحكى أن خادمة كافرة أتت لإحدى الأسر ، فأحسنوا التعامل معها وأسلمت وحسن أسلامها وأخذت تقرأ في كتاب الله كثيراً ، ثم قدر الله عليها ظروفاً في بلدها اضطرت خلالها لطلب السفر قبل انتهاء العقد ، وكانت تقول للأسرة -وبمعنى كلامها- أنكم لو منعتموني فهذا من حقكم لأن الله قال( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ..) وأنا لم أوف عقدي معكم وأكمل السنتين مثل ما هو مكتوب في العقد ، فتعجبت الأسرة من سرعة فهمها وتطبيقها لتعاليم الإسلام على نفسها !