خطبة عن العشر الاواخر من رمضان

عبدالله عوض الأسمري
1444/09/18 - 2023/04/09 14:34PM

 

خطبة عن العشر الأواخر

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه، يفعل ما يشاء ويخلق ما

يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده

ورسوله r وبعد

 فأوصيكم ونفسي بتقوى الله U  ﭧ ﭨ ﱩ ﮥ ﮦ ﮧ

ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ

ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﱨ [الأحزاب: 70-71]

أما بعد

ها أنتم أشرفتم على دخول العشر الأواخر من رمضان وهي ثمرة الشهر كُلّه فإن الأعمال بالخواتيم فمن كان مقصِّراً في العشرين الأولى من رمضان فها هي الثمرة جاءت فأغتنمها يا رعاك الله وعليك بالاقتداء بالحبيب محمد r فقد كان يجتهد في العشر الأخيرة ما لا يجتهد في غيرها، وكان عليه الصلاة والسلام كما روت عائشة رضي الله عنها, تقول:( كان النبي r إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ). متفق عليه، وهذا دلالة على اجتهاده في العبادة واعتزاله للنساء، وكان من رحمته بأهله أنه يوقظهم للمشاركة في هذا الفضل العظيم, وكان من هديه  rأحياء تلك العشر بقيام الليل إتماماً لقيام رمضان الذي بَشَّر فاعله بالمغفرة والرضوان فقال: { من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه}.رواه البخاري ومسلم، عباد الله إن قيام الليل شرف المؤمن، ورفعة في منزلته عند الله تعالى الذي أمتدح القائمين في الليل فقال سبحانه وتعالى:(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم  ينفقون   ﲎ ﲏ  ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ  ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ السجدة: ١٦ - ١٧. وفي قيام الليل الثلث الأخير من الليل يدرك المسلم ساعة الإجابة التي يتنزل فيها الرب سبحانه وتعالى نزولاً يليق بجلاله سبحانه فينادي: ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ). متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: { إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة }. رواه أحمد وصححه الألباني، ومن مزايا قيام الليل أن تكون من عباد الله الذين ذكرهم الله في   بقوله( كانوا قليلا من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) ﱡﭐ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ  ﲆ ﱠ الذاريات: ١٧ - ١٨. وبالإضافة إلى فضل قيام رمضان فإن هناك فضل عظيم في هذا الشهر حريٌّ بالمسلم أن يحرص عليه وهو قيام ليلة القدر التي هي في هذه العشر وهي الليلة

فعليك أخي المسلم أن تجتهد من أول ليلة من ليالي العشر في قيام التي نزل فيها القرآن الكريم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

فعليك أخي المسلم ان تجتهد من أول ليالي العشر في الاستمرار في قيام رمضان وقيام ليلة القدر خاصة  حتى تضمن بإذن الله U غفران الذنوب قال النبي r: { مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ }. رواه البخاري ومسلم، ومعنى إيماناً أي تؤمن وتوقن أن هذه الليلة  في العشر الأواخر من رمضان فتقومها تريد فضلاً محتسباً الأجر عند الله تعالى بأن يجعلك ممن أدركها، وتصور أخي المسلم إذا رزقك الله قيام هذه الليلة أنك عبدت الله أكثر من ألف شهر أي ما يزيد عن ثلاثة وثمانين عاماً فهذه العبادة العظيمة تُضاف إلى ميزان حسناتك تجدها يوم القيامة في رصيدك أليس هذا مما ينبغي الحرص عليه؟ حتى تُضيف عمراً جديداً إلى عمرك إنه فضل عظيم وعمل قليل في عشر ليال تدرك هذا العمر الجليل الذي كله عبادة وليس فيه معصية واحدة فهنيّئاً لمن أجتهد في هذه العشر بقيام الليل سواء في المسجد، أو منزله بالصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى وأي أعمال صالحة حتى يطلع الفجر ولم يعمل معاصي أو نظر إلى حرام.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن أدرك ليلة القدر، وقامها، إيماناً، واحتساباً.

أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على رسول الله r

إن المسلم يمر بمحطات إيمانية طوال العام تزيد من رصيده الأخرويِّ عند الله فيغفر الله ذنوبه، وتُرفع درجاته، ومن هذه المحطات الإيمانية رمضان وخاصة العشر الأواخر وليلة القدر فالعاقل من استغلها والمغبون من ضيّعها حتى أنّ النبي r دعا على من أدرك رمضان ثم لم يُغفر له لأنه مفرط ومضيّع فعلينا بالاجتهاد فيما بقي من رمضان أهم وأعظم مما فات ثم لنعّود أنفسنا بعد رمضان على الانتظام في الصلوات جماعة مع المسلمين، وعلى قيام الليل ولو ركعات بسيطة، وعلى قراءة القرآن ولو صفحات يسيرة، ومع ترك المحرمات عموماً حتى نكون من المتقيّن الذين استفادوا من رمضان فاجتهدوا في الطاعة واجتنبوا المعاصي.

جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ألا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل ﱩ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﱨ [الأحزاب: 56]  اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين ، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته برحمتك يا أرحمن الراحمين اللهم أبرم لهذه الأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر اللهم وفق ولاة امور المسلمين لما فيه صلاح البلاد والعباد.

عباد الله إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا لله الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

JJJ

المشاهدات 2110 | التعليقات 0