خطبة عن التوكل على الله تعالى

عبدالله عوض الأسمري
1439/09/11 - 2018/05/26 13:58PM

                             بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عن التوكل على الله تعالى

الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد وبعد..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

أن التوكل على الله عز وجل من لوازم التوحيد وأمر الله عز وجل بالتوكل عليه سبحانه وتعالي في آيات كثيرة منها :قوله تعالي{ وعَلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } سورة المائدة الآية:23

أن الله يحب المتوكلين إذاً ما هو التوكل وما معناه : التوكل علي الله هو الاعتماد على الله بالقلب في حصول النفع ودفع المكروه , وكان النبي صلي الله عليه وسلم سيد المتوكلين فهو يتوكل علي الله عز وجل في أبسط الأمور فعندما يخرج من بيته عليه الصلاة والسلام يتوكل على الله فيقول :" بسم الله توكلت علي الله لا حول ولا قوة إلا بالله " . وكان في أشد الأمور في حالة الخوف يقولها أيضاً في عزوة احد عندما أخبر أن قريشاً ستعود للحرب فالرسول صلي الله عليه وسلم قال : " حسبنا الله ونعم الوكيل فلم يضرهم شيء عندما قالوها حيث قال الله عز وجل في ذلك  : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) آل عمران : 174 وهذا نتيجة التوكل واعتماد القلب على الله عز وجل في ان الله عز وجل سوف يحفظ العبد ويرعاه , وتوكل على الله عز وجل إبراهيم عليه السلام عندما القي في النار فحفظه الله عز وجل من النار " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ " الأنبياء آية 96.

عباد الله أن التوكل على الله نصف الدين والناس في التوكل علي أقسام :

  • منهم من يتوكل علي الله في الإيمان ونصرة الدين وإعلاء كلمة الله عز وجل وجهاد الأعداء وحفظ البلاد من شر الفتنة والآثام والمعاصي فهذا التوكل على الله في أمور الدين هو منهج الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ومنهج المؤمنين الصالحين وأتباعهم الي يوم الدين .
  • ومنهم من يتوكل على الله في أمور الدنيا فقط في طلب الرزق والعافية في جسده ورد الأعداء أو نجاح في مدرسة أو جامعة أو طلب شيء من أمور الدنيا فهذا توكل على الله جائز ومباح ، لكنهم هؤلاء اهتموا بالدنيا فقط . فاهتموا هؤلاء برزق قد كتبه الله عزوجل أو أمور دنيوية بسيطة وتركوا أهم من ذلك فلم يتوكلوا على الله في أمور الدين أولا ثم في اخوانهم المسلمين ثانياً فالأولى أن يهتم المسلم في أمور الدين أولا بأن يعتمد على الله عز وجل ويدعوه دائماً أن يحفظ له دينه الذي هو عصمة الأمر والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة وأن يفوض أمر المسلمين إلي الله عز وجل ويوكله سبحانه في أن يحفظ بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من شر الكائدين بها والمتربصين بها أعداء الدين من اللبراليين والعلمانيين وشرهم وان يحفظ بلادنا من شرورهم وان يجعل كيدهم وتخطيطهم في نحورهم , فيجب عليك أخي المسلم أن تهتم بأمر المسلمين وفي الحديث " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس مهنم " وفي الحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر) صحه الالباني فعلينا أن نتوكل على الله ونعتمد عليه في إصلاح ديننا أولا ويحفظ دين المسلمين والمسلمات في هذه البلاد وخاصة وبلاد المسلمين عامة وأن يقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .

ثم نعتمد على الله بعد ذلك في أمور الدنيا كالرزق والصحة وأي أمر نرغب في الدنيا ولا يصح أن نقدم الدنيا على الآخرة فأمر الآخرة أهم من أمر الدينا

نسأل الله عزوجل ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه اقول ماسمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد وبعد..

ثم أعلموا أن التوكل على علي غير الله على ثلاثة أقسام :

الأول : أن يتوكل على غير الله اعتماداً وعبادة فهذا شرك أكبر وخروج من الملة فيفوض أمره إليه تفويضاَ كاملاً في جلب المنافع ودفع المضار كالذين يستغيثون  بالأولياء والصالحين سواء كانوا أحياء أو امواتا.

الثاني : أن يتوكل غير الله بشيء من الاعتماد لكن فيه إيمان بالله وهو يعلم أن الأمر إلي الله كمن يعتمد على كثير من الناس في معاشهم ويعتمد عليهم في أرزاقهم سواء كانت وظيفة أو تجاره  أو صاحب مؤسسة أو يعتمد عليهم في صحتهم فتراه يذكر أن الدكتور الفلاني فعال في علاجه أو الدواء الفلاني مؤثر ويشفي المرض الفلاني فإذا تعلق المسلم في هذه الأسباب دون التعلق بالله عز وجل فان هذا شرك أصغر , والشرك الأصغر لا يقل عن كبائر الذنوب كما ذكر العلماء رحمهم الله. فعليك أن تفعل الأسباب في تحصيل رزقك وصحتك ولا تعتمد عليها في حصول المنفعة في دفع المكروه بل اعتمد علي الله عز وجل والفعال والمؤثر في كل شي وماتفعله مجرد  سبب ان شاء الله نفعت وان لم يشأ لم تنفع ابدا

نسأل الله ان يرزقنا الاعتماد على الله بقلوبنا ونعوذ بالله من الشرك الاصغر والاكبر انه ولي ذلك والقادر عليه .

الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.

 

 

 

المرفقات

التوكل-4

التوكل-4

المشاهدات 1224 | التعليقات 0