خطبة عن الأمير نايف رحمه الله
2- و إن بلادنا بفضل الله ما زالت تحوى الكنز الثمين والرجال المصلحين وفي الله خلف وهو المستعان وعزاؤنا أن الفقيد قد بذر خيرا وربى على منهجه شعبا صبورا يؤمن بالله ويستسلم لقضائه وقدره ، ومتبعون لسنن رسوله صلى الله عليه وسلم الذي نستحضر لعظم نبأ وفاة نايف عظم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون لنا في مصابنا عزاء ، ومن العزاء أن يتوفاه الله وهو في رحلة طلب العلاج ومن مات من مرض فهو في أمة محمد من الشهداء ، ومن العزاء أن يتوفاه الله وقد أدى أمانته ونصح لأمته ومجتمعه ولسنا نقنط ولن نفقد الأمن برحيل نايف لأنه بفضل الله أسس ، فهو المؤمن بقدر الله والمؤمن يعمل لمثل هذه الساعه ، وبحمد الله نحن في بلاد ما يترجل عن موقع فارس إلا ويتسلم عنان المسؤولية من بعده فارس قد تدرب من قبل على يديه لمثل هذه الساعه ،فبتوفيق الله يختار خادم الحرمين الشريفين لتولية الأمير سلمان وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء، نسأل الله له مزيد الإعانة والتوفيق ، كما يعين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية أعانه الله وسدده .فأحسن الله عزاء الأمة في نايف الأمن، وألهمنا وخادم الحرمين الشريفين وإخوانه وأهل الفقيد، وأبناءه، وخاصته، ، الصبر على هذه المصيبة، قائلين مرددين: اللهم آجِرْنا في مصيبتنا، و اخلفنا خيراً منها، و إنا لله و إنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما يرضي الرب. اللهم اغفر لفقيدنا الأمير نايف بن عبدالعزيز، ، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نُزُله، ووسع مُدخلهُ، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، اللهم وافسح له في قبره، ونور له فيه. اللهم إنا نسألك بأحب أسمائك الحسنى وصفاتك العلى، التي إذا دعيت بها أجبت وإذا سالت بها أعطيك، أن تغفر له وترحمه رحمة واسعة، اللهم تجاوز عن سيئاته، اللهم و ضاعف له ثواب عمله، اللهم حرم جسده على النار، واجعل الجنة له هي دار القرار. اللهم أفسح له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار، اللهم اجعل له بكل عمل في سبيلك حسنة، وارفعه به درجه، واجعله اللهم ممن يؤتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه. اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان،اللهم وفق ولي أمرنا وإمامنا الملك عبدالله لما تحبه وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى ، اللهم وفق ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز لما تحبه وترضاه اللهم احفظنا جميعا بحفظك واكلأنا برعايتك وأدم علينا برك وزدنا من فضلك وارزقنا شكر النعم وصلي اللهم وسلم وبارك على نبلينا محمد وأله وصحبه ومن والاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عبدالله بن محمد بن سليمان اللحيدان
مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية
المشاهدات 8498 | التعليقات 15
أنت ترى أن هذه الخطبة كتبت باعتدال ، أجل ماذا يقال عن المبالغة في المدح
مع احترامي لك حتى ألفاظك ليس فيها اعتدال بل المبالغة في الثناء ظاهرة ، سمعنا من الشيخ ابن باز وابن عثيمين كلاما معتدلاً في الثناء أما أوصاف أسد السنة وقامع المبتدعة فثناء ممجوج
أخي الخلاف لا يفسد للود قضية
رحم الله الأمير فادع لأخيك المسلم وارفع للوالاة في فك أسرى المظلومين هذا أصلح له في قبره
1/أخي أنا نقلت الخطبة ومعها خطب أخرى لسماحة المفتي وغيره وقلت لعل الجميع يستفيدون منها وأنا شخصيا أستفدت من بعضها ونقلت ما أعتقده منها
2/ أنت ترى الخطبة الأولى لمدير فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية فيها تزلف أنا لن أقول مثلك وسأكون معتدلا في كلامي لأننا محاسبون على كلامنا وأقول كلام الشيخ رائع وجزاه الله خيرا.. لكن لاتصلح كلها خطبة وممكن الاستفادة منها وممكن نشرها كاملة في المواقع والصحف
واي خطيب طالب علم سيختار منها ومن غيرها ما يصلح للمنبر دون تجريح وممكن النقد البناء بعرض أقوال أهل العلم حتي يكون النقاش علمي ومفيد مثل ما نقل الأخ الكريم ابو اليسر
هذا جوابي على النقطة الأولى من كلامك
3/ النقطة الثانية قولك مع احترامي لك حتى ألفاظك ليس فيها اعتدال بل المبالغة في الثناء ظاهرة ، سمعنا من الشيخ ابن باز وابن عثيمين كلاما معتدلاً في الثناء أما أوصاف أسد السنة وقامع المبتدعة فثناء ممجوج
جوابي شكرا لك على رأيك ولن أرد عليك انتصار لنفسي لكن أطلب منك كفارة تنقل لنا ما سمعت أو قرأت من الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمها الله من الكلام الذي وصفته معتدلا في الكلام والثناء على ولاة الأمور الغير ممجوج لنستفيد منك وجزاك الله خير ا
4/قولك ارفع للولاة في فك اسرى المظلومين!!!!
أنا لا أعلم أن في سجوننا في المملكة أسرى مظلومين حتى أرفع لولاة الأمر!!! فأترك هذا لك أنت ترفع لأنك تعرف المظلومين وأسمائهم وحقيقة قضياهم والحكم الشرعي الذي يستحقونه.
5/ومثل ذلك قولك المعتدل في ظنك أن فك الأسرى أصلح للأمير نايف في قبره
سبحانك ربي ما هذا الأعتدال يامسلم اتقي الله في نفسك الرجل حاكم وقد افضى الى رب رحيم وحكم عدل
والأمير نايف حاكم والحاكم إذا اجتهد فأصاب فله اجرين وإذا أخطأ فله أجر واحد
وأشهد لله تعالى أنه أسد السنة أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا فقد خدم السنة النبوية وأقام كراسي علمية في خدة الدين والمسلمين وجاوائز في خدمة السنة النبوية وطبع كتب العلم وقرب العلماء وسهر على امننا وحارب أهل الضلال وأهل الأنحراف الفكري وأعداء العقيدة أصحاب المناهج الضحلة والغلو والتطرف فجزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا الجزاء .
أثني على كلام الأخ ضمير مستتر فالخطبة أشبه ما تكون بمقال صحفي أما خطبة جمعة فلا أظن أن خطيب يستشعر عظم الموقف بين يدي الله ويحترم عقول من بحضر لخطبته سيجازف بمثل هذا الموضوع
لا أدري ما السبب الذي جعل صاحب المقال يسهب في الحديث عن جهود الامير في مكافحة الارهاب ولا يذكر شيئا عن التغريب والرافضة هل هو عدم وجود شيء يستحق الذكر؟؟ أما تصفية حسابات؟؟ أما تأثر بما يعرض في القنوات الإخبارية التي لم نسمع منها طيلة الأيام الماضية غير ما يوافق هوى أسيادهم؟؟
البعض للآسف يسيء إلى الأمير من حيث يرى أنه محسن، ويشوه صورة المنبر الذي ينبغي أن يعظم فيه الرب تبارك وتعالى وأمره ونهيه.
نحن نريد كلام علمي ونقد بناء لانريد أراء ولا أهواء ولا اتباع اسياد سواء كانوا حكام أو منظرين وقادة فكر وتحزب مع احترامي للجميع
إذا عندك رد علمي مؤصل بالأدلة أفدنا جزاك الله خير يالطائفي
وصاحب المقالة المنقولة اسمه مكتوب تحتها اتصل بالإستعلامات واطلب رقمه ووجه له النصيحة
رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز
أشهد لله تعالى أنه أسد السنة أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا فقد خدم السنة النبوية وأقام كراسي علمية في خدة الدين والمسلمين وجاوائز في خدمة السنة النبوية وطبع كتب العلم وقرب العلماء وسهر على امننا وحارب أهل الضلال وأهل الأنحراف الفكري وأعداء العقيدة أصحاب المناهج الضحلة والغلو والتطرف فجزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا الجزاء .
أدعوا لأخوكم وولي أمركم الذي سبق أن بايعناه وله في رقابنا بيعة وقد افضى الى الله تعالى أدعوا له ولموتى المسلمين
جزاك الله خير ونفع الله بما كتبت ...
للشيخ خالد المصلح بحث عن النعي وحكمه وأنقل لكم المسألة التي تخص المنبر والخطابة حيث قال :
المسألة الثالثة: إعلان الموت في الخطب المنبرية
ذكر خبر وفاة عالم من العلماء أو علم من الأعلام في الخطب سواء كانت خطبة الجمعة أو خطبة خاصة للإعلام بموته ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن يكون ذلك لإخبار الناس بموت من يهمهم معرفة خبره، ولم يسبق علم عام بموته، أو كان ذلك لمصلحة راجحة فالذي يظهر لي أن ذلك جائز لا حرج فيه، ولو اقترن به ثناء يسير مطابق للواقع، وسواء كان الإعلان في خطبة الجمعة أو في خطبة خاصة للإعلام بموته.
ويدل لهذا ما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(( أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة، ففتح له، وقال: ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه تذرفان))( ).
ويشهد له أيضاً أن أبا بكر رضي الله عنه خطب الناس لما اضطربوا في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تيقن موته صلى الله عليه وسلم، فقال في خطبته المشهورة:(( أما بعد، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت))( ).
أما دليل جواز الثناء اليسير المطابق للواقع في خبر الوفاة ما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( مات عبد لله صالح أصحمة، فقام فأمنا وصلى عليه))( ).
ويحسن في مثل هذا المقام إن كان الناس مصابين أن يصبرهم ببيان أن ما أصاب الميت أمر آتٍ على كل أحد، وأنه سبيل لابد منه، وباب لابد من دخوله، وأن يبين وجوب الصبر وفضله وجميل عاقبته وسوء منقلب التسخط والضجر.
القسم الثاني: ألا يكون غرض صحيح من الإخبار بموت الميت أو أن يكون الخطيب قد أكثر من ذكر مآثر الميت وفضائله وأعماله وصفاته أو عظيم الخسارة بموته فإن ذلك لا يجوز، وهو من النعي المحرم، إذ هو نظير ما كان يفعله أهل الجاهلية من بعث المنادي ينادي بموت الميت ويذكر مآثره ومفاخره. وقد تقدم في الكلام عن النعي ما يدل على تحريم هذا القسم، لا سيما وأن كثيراً من الخطباء يذكر في كلامه ما يهيِّج الأحزان ويضعف عن الصبر، ويبعد المصابين بالميت عن السلوة. ولا يشك عالم بموارد الشريعة ومصادرها أن مثل هذا لا يجوز.
وقفات وعبر في وفاة الملك فهد ومبايعة أخيه
الرقاق والأخلاق والآداب, العلم والدعوة والجهاد, سيرة وتاريخ, فقه
الجنائز, الموت والحشر, محاسن الشريعة, معارك وأحداث
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الرياض
30/6/1426
جامع الإمام تركي بن عبد الله
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، أهبط الله أبانا آدم أبا البشر للأرض، وقال له ولزوجته: وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة:36]، فأخبرهم تعالى أنّ لهم في الأرض مستقرًّا، مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرى [طه:55]، وأنّ لهم فيها متاعًا إلى حين، متاعًا ليس دائمًا، متاعًا مُقدّرًا، عمرٌ مقدّر، أجل محدود لن يتأخّر عنه لحظة.
أيها المسلم، إن الله جلّ وعلا خلق الموت والحياة؛ ليبلونا أينا أحسن عملاً: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2].
أخي المسلم، هذا الموت مكتوب على كلّ فرد منّا، فهي نهاية كل حي: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26، 27]، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185].
هذا الموت لن ينجو منه أحد مهما علت منزلته، لا الأنبياء والمرسلون ومن دونهم، قال الله لنبيه: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:31]، وأخبرنا تعالى أنه لن يُعطَى أمان لأحد عن هذا الموت: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:34، 35]، وأخبرنا تعالى أن هذا الموت لا فرار لنا منه: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة:8]، وبيّن لنا ربنا أنّ هذا الأجل إذا حان فلا يمكن ردّه، ولن يستطيع أحد أن يوقفه: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:11]، وأخبرنا تعالى عن عجز البشر كلهم عن تأخير ذلك: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الواقعة:83-87]، وفي الحديث القدسي يقول الله: ((ولا تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي من قبض روح عبدي المؤمن؛ يكره الموت وأكره إساءته، ولا بد له منه))[1].
أيها المسلم، وهذا الموت فيه عظة للمتّعظ، وعبرة للمعتبر، ولذا يقول : ((أكثروا من ذكر هادم اللذات))[2]، ففي الإكثار منه تسلية، وفي الإكثار منه إنابة إلى الله، ورغبة فيما عند الله، واستعداد للقاء الله، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام:62].
أيها المسلم، وهذا الموت يهدم أعمال الإنسان، هذا الموت يوقف أعمال الإنسان، وبموته تنقطع أعماله، وتُطوَى صحائف أعماله، ولن يُسمح لشيء يصحبه إلا عمله الذي عمله إن خيرًا وإن شرًّا، في الحديث: ((يتبع الميت ثلاث: أهله وماله وعمله، فيرجع الأهل والمال، ويبقى العمل))[3]، لا يفارقه دافنوه وهو يسمع قَرْع نعالهم حتى يأتيه الملكان فيسألانه عن ربه، عن دينه، عن نبيه.
أيها المسلم، ففي تذكّر الموت عظة للعبد وإيقاظ له من سِنَته وغفلته، وحث له على الازدياد من هذه الأعمال الصالحة، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].
والمسلم أمام مصاب الموت صابر محتسب، في الحديث يقول : ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله لعجب؛ إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له))[4]، وهو عند المصائب يرضى ويسلّم، ويتذكّر قول الله: وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155، 156].
ثم ليعلم أن هذا الموت لله فيه حكمة بالغة، فهو يتذكّره ليستبين له عظمة الله وقدرته على كل شيء، وأنه ملك الملوك، وربّ الخلائق أجمع، هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [غافر:65].
أيها المسلم، ولنلق نظرة سريعة على شأن هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها إلى اليوم، نسأل الله لها الاستمرار على الخير والصلاح.
فمنذ أن نشأت دعوة الإصلاح المباركة في هذه الجزيرة على يد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وأيّده ووازره ونصره الإمام محمد بن سعود رحمه الله، وتعاهد الإمامان على القيام بالواجب؛ دعوة الناس إلى الخير، ربطهم بالصراط المستقيم، إعادتهم إلى المنهج القويم والصراط المستقيم، إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله ، إلى تطهير البلاد من أدران الشرك والوثنية، إلى دعوتهم إلى إخلاص الدين لله، وإلى تحكيم شرع الله وإلغاء أعراف الجاهلية وضلالاتها، وإلى العودة إلى المنهج الصافي كتاب ربنا وسنة نبينا ، فكانت تلك الاتفاقية منطلق الخير وما زالت حتى عمّ الجزيرةَ الخيرُ والهدى، واضمحلّ الشرك، وانطمست معالم الجاهلية، وعاد الناس إلى الخير والهدى بفضل الله ورحمته، فرحم الله الإمامين، وجزاهما عمّا قدّما خيرًا.
توالى على هذا الأمر أولاد الإمام محمد نهوضًا بهذه الدعوة، وقيامًا بالواجب، ثم جاء دور الإمام تركي بن عبد الله رحمه الله، فأعاد الناس إلى الحق أيضًا، وجاهد وصبر، وابنه فيصل كذلك، ثم جرى ما جرى، ولكنّ الله لطف بالعباد، ففي الأول من القرن الرابع عشر هيّأ الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله، وأيّده بنصره ووفّقه فقام بواجب عظيم بعدما تشتّت أمر البلاد، واضطرب الأمر، واختلّ النظام، وعاش الناس في فوضى، فأتى الله به ليصحّح هذه المسيرة، وليعيد الناس إلى نصاب الحق، وليؤمّن الجزيرة من كل الاضطرابات، وليجمع الشمل، وليوحّد الصفّ، ونهض المسلمون معه تأييدًا له وعونًا له، إلى أن يسّر الله الأمر، فأقرّ الله عينه بهذه الجزيرة، وقد انتظم شملها، واتّحد صفّها، وأصبحت ـ بتوفيق من الله ـ تحت قيادة حكيمة تحكّم فيها شرع الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتقيم حدود الله، وتؤمّن السبل إلى بيت الله الحرام، وإلى مسجد محمد ، وانتشر العلم والخير، وعمّ الرزق، فلله الفضل والمنة.
ولما انتقل رحمه الله إلى جوار ربه رحمه الله رحمة واسعة خلفه أبناؤه الملوك الذين تولّوا من بعده، وكل ترك لمسات في نهضة هذه الأمة لا تخفى، فالملك سعود والملك فيصل وخالد وخادم الحرمين فهد بن عبد العزيز رحم الله الجميع، كلٌّ أدّى رسالته، وكلٌّ أدّى واجبه، وكلٌّ قام بما استطاع، فرحم الله من مضى، وأصلح من بقي.
هذه البلاد قامت على أسس الخير والتقوى، هذه البلاد يحكمها ملوك من أبنائها بشرع الله ودينه، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، يقيمون حدود الله، ويؤمّنون السُّبُل، ويسعون فيما فيه راحة الأمة، والدفاع عن دينها، والدفاع عن خيراتها، وحماية الحرمين الشريفين، وخدمتهما والقيام بذلك خير قيام، مضى أولئك الملوك على أحسن حال، فالحمد لله رب العالمين.
وفي هذه الأيام رحل من بيننا فهد بن عبد العزيز غفر الله له، رحل من بيننا بعدما أمضى ما يقارب أربعة وعشرين عامًا في الحكم، كانت أيامه أيام خير وبركة ونعمة واستقرار وطمأنينة، وأيّده ولي عهده وإخوته على هذا المنهج العظيم، فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عمّا قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا.
أيها الإخوة، رحل من بيننا فهد بن عبد العزيز رحمه الله، وقد اعتصر الألم قلوبنا، وتأثّرنا تأثّرًا عظيمًا، ولكن برحمة الله سَلاّنا عن مصيبتنا، وهوّن علينا ذلك المصاب الجَلَل ما مَنّ الله به علينا من الاتفاق وهذا الاتحاد واجتماع الكلمة والصفّ، فهذه من أجلّ نعم الله علينا بعد نعمة الإسلام. بايع المسلمون في هذا البلد عبد الله بن عبد العزيز ملكًا عليهم، وثقوا بالله ثم به، وأعطوه عهودهم ومواثيقهم، بايعوه بيعة شرعيّة على كتاب الله وسنة رسوله ، والسير بهذا البلد بما سار عليه أبوه وإخوته الماضون، وبايعوا سلطان بن عبد العزيز وليًا لعهده، فهما رجلان معروفان، قاما بواجب كبير، وفّقهما الله، وأيّدهما بنصره، وصحبهما بالتوفيق في الحاضر والمستقبل، وبارك الله لهما في أعمارهما وأعمالهما، وجعلهما أنصارًا لدين الله، قائمين بشرع الله حق قيام، إنه على كل شيء قدير.
أيها المسلم، إن نعمة الأمن والاستقرار نعمة من أجلّ النعم بعد نعمة الإسلام، نعمة الاتفاق والتحام الصفّ، التحام الكلمة، اجتماع الأمة، فهي نعمة من نعم الله على المسلمين، إنّ ما أصاب المسلمين في دينهم أوّله اختلال الأمن والتسلّط على السلطة عندما قام الأراذل من البشر على قتل عثمان وهو الخليفة الراشد، فعاث الناس في دمائهم سنين عديدة، إلى أن جمعهم الله على يد أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، كل ذلك مما يعطي التصوّر على أن الأمن والاستقرار واجتماع الكلمة وقوة القيادة والتحامها أن هذا نعمة من الله للعباد، يعيش الناس في ظل الالتحام والاتفاق أمنًا واستقرارًا، يعبدون الله جلّ وعلا، ويسعون في مصالح دينهم ودنياهم آمنين مطمئنّين مستقرّين، يعلمون أنّ الله هيّأ لهم من يحمي بلادهم، ويدافع عن دينهم ودنياهم، ويسعى في إيصال الخير لهم، فهذه نعمة من الله.
البيعة أمرها عظيم، والبيعة تكون لأهل الحل والعقد، وكل المسلمين يبايعون بقلوبهم قبل أن تبايع أيديهم؛ لأن هذه البيعة أمر مستقرّ في نفس كل مسلم، ولهذا حذّر النبي المسلم من أن يلقى الله وليس في قلبه بيعة، فيقول : ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))، وفي لفظ: ((لقي الله ولا حجّة له))[5]؛ لأن المسلم في قلبه حبّ الخير للمسلمين، حبّ اجتماع الكلمة وتآلف القلوب، الحرص على الأمن والاستقرار، السمع والطاعة في المعروف، فبها تنتظم الكلمة، ويجتمع الصفّ. الفوضى والعياذ بالله، وفقدان القيادة من أي مجتمع يحوّل هذا المجتمع إلى مجتمع فوضوي، وإلى مجتمع تنتهك فيه الأعراض، وتسفك فيه الدماء، وتُنهب فيه الأموال، وتتعطّل فيه السُّبُل، ويعيث الناس بعضهم بعضًا، وواقع الحال مشاهد فيما تنقله الأخبار، وتحمله لنا من أمور يعرفها كل أحد.
إن هذا البلد واستمرار أمنه واستقراره، وكونه يعيش في ظله فئات من المسلمين في أمن واستقرار ورعاية للعهود وحفظ للعقود كل ذلك ـ ولله الحمد ـ من رحمة الله علينا، والله جلّ وعلا قد ذكّر سكّان بيته الحرام بقوله: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت:66]، نعم يتخطّف الناس من حولنا، ونحن نسمع فقط، في أمن واستقرار وانتظام حال.
مضى فهد بن عبد العزيز رحمه الله وتولّى خليفته بعده الأمر والناس في أعمالهم وفي أسواقهم وما كأنّ شيئًا كان، ذلك أن هذه الأمّة قد رحمها الله بهذه القيادة، ومنّ عليها بهذه الحكومة الراشدة، زوّدها الله من التقوى، وبصّرها بالخير، وجعلهم أئمة هدى، إنه على كل شيء قدير.
فليحمد المسلمون ربهم على هذه النعمة، وليعرفوا قدرها، وليقوموا لله بحقها، وليحمدوا الله آناء الليل وأطراف النهار أن هيّأ لهم تلك النعمة، ومنّ عليهم بذلك الفضل، فلله الفضل والمنة أوّلاً وآخرًا، نسأله شكر نعمته وحسن عبادته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
وفاة الشيخ بن باز "ناصر بن محمد الأحمد"
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=2463
فقد العلماء: وفاة ابن جبرين "عبد الله بن عبد العزيز التميمي" "1- انتشار الإسلام. 2- العلماء ورثة الأنبياء. 3- رزية موت العلماء. 4- وفاة الشيخ ابن جبرين. 5- فضائل الشيخ رحمه الله. 6- حفظ الله تعالى لهذا الدين. 7- التذكير بالموت."
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=10020
لعل الجميع يستفيد من هذه الخطب في خطبة الغد 2/8/1433هـ
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب والفوائد العظيمة
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم ورحم موتانى وموتى المسلمين
رحم الأمير نايف وغفر الله له وعفا عنه وسامحه وأعاننا على المصير اللي صار إليه
أعتقد خطبة الجمعة للتذكير والتوعية أما ذكر المآثر والتغني بالإيجابيات فمكانها الصحف والإعلام على ملاحظات فيها
المشكلة أن الناس - وهذه حقيقة لا ينبغي تجاهلها - سينظرون للخطيب هنا على أنه متزلف ويقول ما يقوله المداحون
لذا سأعتذر عن طرح هذا الموضوع حفاظاً على هيبة المنبر وقدسيته
آمل أن يفهم كلامي على المحمل الحسن
جزاك الله خيرا الأخ عوض والأخ شبيب وأنت كذلك الأخ ضمير مستتر ورحم موتانا وموتاكم
ورحم الله أسد السنة نايف بن عبدالعزيز الذي وقف مع الحق وأهله ودافع عن العقيدة والهيئات والجمعيات الخيرية والعلماء ودافع عن علماء السنة في كل مكان وقاتل الله الرافضة والخوارج وأذنابهم الذين فرحوا بموته بيننا وبينهم يوم الجنائز وقد اتضح امرهم عليهم من الله مايستحقون فحق هذا الرجل علينا عظيم في نشر أقواله وتوجيهاته وبيان مآثره وقد أجاز أهل العلم في الخطب ذكر شيء من باب ذكر محاسن الموتى لاسيما من لهم شأن في الإسلام ويتوسط في ذلك لاسيما في الخطبة وهذا ليس من التزلف ثم الخطيب يراعي رب العالمين وليس الناس ويقال ربما يصفوني بمتزلف هذا الكلام لايليق بخطيب واشكر جميع الأخوة وأنا ناقل الخطب للفائدة
ضمير مستتر
أهلاً بالأثري
أنت ترى أن هذه الخطبة كتبت باعتدال ، أجل ماذا يقال عن المبالغة في المدح
مع احترامي لك حتى ألفاظك ليس فيها اعتدال بل المبالغة في الثناء ظاهرة ، سمعنا من الشيخ ابن باز وابن عثيمين كلاما معتدلاً في الثناء أما أوصاف أسد السنة وقامع المبتدعة فثناء ممجوج
أخي الخلاف لا يفسد للود قضية
رحم الله الأمير فادع لأخيك المسلم وارفع للوالاة في فك أسرى المظلومين هذا أصلح له في قبره
تعديل التعليق