خطبة عن أيام التشريق 1436
عبدالله بن رجا الروقي
1436/12/11 - 2015/09/24 21:26PM
... أما بعد فمازال المسلمون يعيشون أيام أعيادهم قال ﷺ يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب. رواه أبو داود.
فأيام التشريق من أعياد المسلمين وهي أيام ثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
وهذه الأيام هي الأيام المعدودات التي ورد ذكرها في قوله تعالى : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ ﴾
فأيام التشريق أيام فاضلة شريفة يشرع فيها أعمال صالحة فمنها ماجاء في قوله ﷺ أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل.
فقوله ﷺ أيام أكل وشرب يدل على أن هذه الأيام يحرم صيامها لغير الحاج الذي لايجد الهدي ولهذا قالت عائشة وابن عمر رضي الله عنهما لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي.
فالمسلمون في هذه الأيام في ضيافة الرب سبحانه سبحانه وتعالى يأكلون من نسكهم الذي تقربوا به لله عز وجل ويشربون مما أباح الله.
وفي الحديث أن هذه الأيام أيام ذكر لله ومن الذكر في هذه الأيام التكبير وهذا التكبير يكون في كل وقت ، ويكون أيضًا بعد السلام من الفرائض فيكبر المصلي بعد سلامه من الصلاة التكبير المعروف الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد يكرر ذلك ثم يقول بعد ذلك أذكار الصلاة.
ويكون هذا الذكر بعد كل فريضة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
ويستحب في أيام التشريق الإكثار من ذكر الله عزوجل بأنواعه من قرآن وتسبيح وتحميد وتهليل ودعاء.
ويدخل في ذكر الله الأعمال الصالحة من صلاة وصدقة وصلة للأرحام وغيرها.
وليعلم المسلم أن الأكل والشرب إنما يستعان به على طاعة الله فمن عصى الله بعد ذلك فهو ممن بدّل نعمت الله كفرا
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل" إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفرا وهو جدير أن يسلبها ... وخصوصا نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيام التشريق فإن هذه البهائم مطيعة وهي مسبحة له قانتة كما قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}
وإنها تسجد له كما أخبر بذلك في سورة النحل وسورة الحج وربما كانت أكثر ذكرا لله من بعض بني آدم...
فأباح الله عز وجل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة له لعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم وتكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم ...فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها والاستعانة بها على طاعة الله عز وجل وذكره حيث فضل الله ابن آدم على كثير من المخلوقات وسخر له هذه الحيوانات قال الله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون}
فأما من قتل هذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز وجل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عز وجل ونسي ذكر الله عز وجل فقد قلب الأمر وكفر النعمة فلا كان من كانت البهائم خيرا منه وأطوع.انتهى كلامه رحمه الله.
عباد الله
لنحذر جميعًا من معصية الله والمجاهرة بها خاصة في هذه الإيام الشريفة فإن بعض الناس يتساهلون بالمعاصي بدعوى أنها أيام عيد وما علموا أن ذلك أدعى لشكر نعم الله لا لكفرها
قال تعالى ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
ولا يعنى ذلك التضييق على النفس والأهل بل إن التوسعة على الأهل والأولاد في الأعياد هو مما جاء به الدين لكن في حدود ما أباح الله.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
... أما بعد فمن أعمال أيام التشريق ذبح الأضاحي فإنه يمتد وقته إلى مغيب شمس آخر يوم من أيام التشريق فكلها وقت ذبح للأضاحي في ليلها ونهارها.
والمقصود الأعظم هو الذبح فمن ذبح فقد أتى بالسنة ولو لم يسلخها ويقطعها بل تولى ذلك غيره.
وينبغي للمسلم ألا ينسى إخوانه الفقراء من الصدقة عليهم من لحوم الأضاحي فإن الصدقة مخلوفة قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾
وفي الآية إشارة إلى أن الصدقة سبب لبسط الرزق فنسأل الله العظيم من فضله.
وتتأكد الصدقة من لحم الأضحية لأن من أهل العلم من يوجب الصدقة ولو بشيء يسير منها.
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك اللهم احفظ الحجاج وتقبل منهم ياكريم اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان ووفقنا لما تحب وترضى...
فأيام التشريق من أعياد المسلمين وهي أيام ثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
وهذه الأيام هي الأيام المعدودات التي ورد ذكرها في قوله تعالى : ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ ﴾
فأيام التشريق أيام فاضلة شريفة يشرع فيها أعمال صالحة فمنها ماجاء في قوله ﷺ أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل.
فقوله ﷺ أيام أكل وشرب يدل على أن هذه الأيام يحرم صيامها لغير الحاج الذي لايجد الهدي ولهذا قالت عائشة وابن عمر رضي الله عنهما لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي.
فالمسلمون في هذه الأيام في ضيافة الرب سبحانه سبحانه وتعالى يأكلون من نسكهم الذي تقربوا به لله عز وجل ويشربون مما أباح الله.
وفي الحديث أن هذه الأيام أيام ذكر لله ومن الذكر في هذه الأيام التكبير وهذا التكبير يكون في كل وقت ، ويكون أيضًا بعد السلام من الفرائض فيكبر المصلي بعد سلامه من الصلاة التكبير المعروف الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد يكرر ذلك ثم يقول بعد ذلك أذكار الصلاة.
ويكون هذا الذكر بعد كل فريضة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
ويستحب في أيام التشريق الإكثار من ذكر الله عزوجل بأنواعه من قرآن وتسبيح وتحميد وتهليل ودعاء.
ويدخل في ذكر الله الأعمال الصالحة من صلاة وصدقة وصلة للأرحام وغيرها.
وليعلم المسلم أن الأكل والشرب إنما يستعان به على طاعة الله فمن عصى الله بعد ذلك فهو ممن بدّل نعمت الله كفرا
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل" إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفرا وهو جدير أن يسلبها ... وخصوصا نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيام التشريق فإن هذه البهائم مطيعة وهي مسبحة له قانتة كما قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}
وإنها تسجد له كما أخبر بذلك في سورة النحل وسورة الحج وربما كانت أكثر ذكرا لله من بعض بني آدم...
فأباح الله عز وجل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة له لعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم وتكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم ...فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها والاستعانة بها على طاعة الله عز وجل وذكره حيث فضل الله ابن آدم على كثير من المخلوقات وسخر له هذه الحيوانات قال الله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون}
فأما من قتل هذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز وجل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عز وجل ونسي ذكر الله عز وجل فقد قلب الأمر وكفر النعمة فلا كان من كانت البهائم خيرا منه وأطوع.انتهى كلامه رحمه الله.
عباد الله
لنحذر جميعًا من معصية الله والمجاهرة بها خاصة في هذه الإيام الشريفة فإن بعض الناس يتساهلون بالمعاصي بدعوى أنها أيام عيد وما علموا أن ذلك أدعى لشكر نعم الله لا لكفرها
قال تعالى ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
ولا يعنى ذلك التضييق على النفس والأهل بل إن التوسعة على الأهل والأولاد في الأعياد هو مما جاء به الدين لكن في حدود ما أباح الله.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
... أما بعد فمن أعمال أيام التشريق ذبح الأضاحي فإنه يمتد وقته إلى مغيب شمس آخر يوم من أيام التشريق فكلها وقت ذبح للأضاحي في ليلها ونهارها.
والمقصود الأعظم هو الذبح فمن ذبح فقد أتى بالسنة ولو لم يسلخها ويقطعها بل تولى ذلك غيره.
وينبغي للمسلم ألا ينسى إخوانه الفقراء من الصدقة عليهم من لحوم الأضاحي فإن الصدقة مخلوفة قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾
وفي الآية إشارة إلى أن الصدقة سبب لبسط الرزق فنسأل الله العظيم من فضله.
وتتأكد الصدقة من لحم الأضحية لأن من أهل العلم من يوجب الصدقة ولو بشيء يسير منها.
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك اللهم احفظ الحجاج وتقبل منهم ياكريم اللهم احفظ علينا الأمن والإيمان ووفقنا لما تحب وترضى...