خطبة عن (أركان النجاح) مختصرة ومشكولة وجاهزة للطباعة

بندر المقاطي
1442/01/15 - 2020/09/03 15:25PM

أَرْكَانُ النَّجَاحِ

﴿ الخُطْبَةُ الأُوْلَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ١٠٢﴾

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَفِيهَا الْعَوْنُ وَالنَّجَاحُ وَالْفَلاَحُ.

أَيُّهَا المُؤْمِنُوْنَ: إِنَّ نَجَاحَ الإنْسَانِ فِي حَيَاتِهِ يَكْمُنُ في صِدْقِهِ، وَإِخْلاصِهِ مَعَ رَبِّهِ وتطبيقِهِ لأَحْكَامِ شَرْعِهِ، وَمُعَاشَرَتِهِ لِلنَّاسِ بِأَحْسَنِ الأَخْلَاقِ وَأَفْضَلِهَا، وَحِمَايَةِ اللِّسَانِ مِنْ الخَوْضِ فِيْمَا لَا يَعْنِيْ وَلَا يُغْنِيْ، لِأَنَّ النَّبِيَّ r قَدْ وَجَّهَ الـمُسْلِمَ إِلَى اغْتِنَامِ طَاقَاتِهِ فِيْمَا يَنْفَعُهُ، وَتَرْكِ مَا يَضُرُّهُ، قَالَ r: «مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الـمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيْهِ» رواه الترمذيّ وحسّنه.

وَالنَّجَاحُ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ وَالفَلَاحُ بَعْدَ الـمَمَاتِ؛ غَايَةٌ وَهَدَفٌ يَصْبُوْ إِلَيْهِمَا كُلُّ مُؤْمِنٍ مُوَحِّدٍ، وَلَكِنَّ النَّجَاحَ يَحْتَاجُ إِلَى عَمَلٍ وَبَذْلٍ، وَإِنَّ لَهُ أَسْبَاباً وَأَرْكَاناً لَا يَتِمُّ هَذَا النَّجَاحُ إِلَّا بِهَا..

فَأَوَّلُ أَرْكَانِ النَّجَاحِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ:

فِإِنَّ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ عِبَادَةُ الصَّادِقِيْنَ، وَسَبِيْلُ الـمُخْلِصِيْنَ، وَهُوَ صِدْقُ الاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي تَسْيِيْرِ الأُمُوْرِ، وَاسْتِجْلَابِ الـمَصَالِحِ، وَدَفْعِ الـمَضَارِّ، مَعَ فِعْلِ الأَسْبَابِ الـمُنَاسِبَةِ، فَيَكُوْنُ العَبْدُ وَاثِقاً بِمَا عِنْدَ اللهِ، وَرَاضِياً بِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ٢١٧ ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ٢١٩ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ٢٢٠﴾.

وَثَانِيْ هَذِهِ الأَرْكَانِ: الإِيْمَانُ بِمَا نَسْعَى مِنْ أَجْلِهِ:

فِإِذَا آمَنَّا بِالْهَدَفِ الَّذِيْ نُحَاوِلُ الوُصُولَ إِلَيْهِ فَسَنَصِلُ رَغْمَ الصُّعُوبَاتِ بَعْدَ تَوْفِيْقِ اللهِ، أَمَّا إِذَا لَمْ نُؤْمِنْ بِالْهَدَفِ فَلَنْ نَصِلَ إِلَيْهِ.

الرُّكْنُ الثَّالِثُ: الصَّبْرُ:

اصْبِرْ وَلا تَيْأَسْ، فَإنَّ السَّاعِيَ لِلنَّجَاحِ بِلَا صَبْرٍ، كَمِثْلِ الـمُقْبِلِ عَلَى الحَرْبِ بِلَا دِرْعٍ يَقِيْهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ ..٢٠٠﴾.

أمَّا الرُّكْنُ الرَّابِعُ فَهُوَ: الِهمَّةُ العَالِيَةُ:

وَهِيَ قُوَّةُ العَزِيْمَةِ وقُوَّةُ الإِرَادَةِ، وَالإِصْرَارُ عَلَى تَجَاوُزِ كُلِّ الصُّعُوْبَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ، فالنّبِيُّ r أَخْبَرَنَا «أنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُوْرِ وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا»، فَيَنْبَغِيْ أَنْ يَحِرْصَ الـمُسْلِمُ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّهِ، وَالاقْتِدَاءِ بِرَسُوْلِهِ r، وَاسْتِثْمَارِ الوَقْتِ فِيْمَا يُفِيْدُ، وَالتَّحَلِّي بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَعُلُوِّ الهِمِّةِ فِي كُلِّ خَيْرٍ.

الرُّكْنُ الخَامِسُ: الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ:

وَهِيَ أَنْ تُؤْمِنَ بِقُدُرَاتِكَ وَتَرَى أَهْدَافَكَ بِكُلِّ وُضُوْحٍ، وَتَنْطَلِقَ لِكَيْ تَبْنِيَ النَّجَاحَاتِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ٦٩﴾.

وَسَادِسُ أَرْكَانِ النَّجَاحِ: الاسْتِعْدَادُ لِلتَّغْيِيْرِ:

لِكَي نَسْتَطِيْعَ مُوَاجَهَةَ التَّحَدِّيَاتِ بِطَرِيْقَةٍ إِيْجَابِيَّةٍ وَمُرُونَةٍ، وَنَجِدَ أَمَامَنَا فُرَصاً عَدِيْدَةً تُؤَدِّيْ إِلَى النَّجَاحِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿.. إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ ..١١﴾.

الرُّكْنُ السَّابِعُ: التَّفَاؤُلُ: وَهُوَ إِحْسَانُ الظَّنِّ وَتَوَقُّعُ الخَيْرِ، فَبِقَدْرِ تَفَاؤُلِكَ سَتُحَقِّقُ إِنْجَازَاتِكَ. عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ  tقَالَ: «كَانَ r يُعْجِبُهُ الفَأْلُ الحَسَنُ» رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وَآخِرُ هَذِهِ الأَرْكَانِ: الـمُحَاسَبَةُ وَالتَّقْوِيْمُ:

وَذَلِكَ بَعْدَ كُلِّ مَرْحَلَةٍ يَقْطَعُهَا السَّاعِيْ لِلنَّجَاحِ، وَبِدُوْنِ هَذِهِ الـمُحَاسَبَةِ وَالتَّقْوِيمِ قَدْ لَا يَسْتَمِرُّ مَا تَحَقَّقَ مِنْ نَجَاحٍ، بَلْ قَدْ يَكُوْنُ كَلَمْحَةِ بَرْقٍ خَاطِفٍ ثُمَّ يَحُلُّ بَعْدَهُ ظَلَامٌ حَالِكٌ.

فَاللَّهُمَّ هَيِّئْ لَنَا الرَّشَادَ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَارْزُقْنَا العَزْمَ في كُلِّ خَيْرٍ، وَوَفِّقْنَا لِكُلِّ نَجَاحٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِيْنَ.

أَقُوْلُ مَا تَسْمَعُوْنَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ U، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ ثَمَرَاتِ النَّجَاحِ الحَقِيْقِيِّ؛ يَوْمَ يَأْتِي الـمُسْلِمُ يَوْمَ القِيَامَةِ غَيْرَ مُفَرِّطٍ فِي صَلَاتِهِ، قَالَ r: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.

وَالنَّجَاحُ الحَقِيْقِيُّ يَوْمَ يَخْرُجُ الإِنْسَانُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِالشَّهَادَةِ الكُبْرَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ، قَالَ r: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ» أخرجه مسلم.

وَالنَّجَاحُ كُلُّ النَّجَاحِ يَوْمَ يَدْخُلُ الإِنْسَانُ الجَنَّةَ وَيُزَحْزَحُ عَنْ النَّارِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿.. فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ١٨٥﴾.

أَيُّهَا المُؤْمِنُوْنَ: هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا٥٦﴾.

فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُوْدِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.

اللَّهُمَّ أعِزَّ الإِسلامَ وَالمسلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ وَالمشرِكِينَ، وَانصُرْ عِبَادَكَ الـمُوحِّدِينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، يَا رَبَّ العَالَمِين.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا وَأَيِّدْ بِالحَقِّ إِمَامَنَا وَهَيِّءْ لَهُ البِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِيْ تُعِيْنُهُ عَلَى الخَيْرِ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا فِيْهِ خَيْرُ البِلَادِ وَالعِبَادِ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.

عباد الله:

 ﴿۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ٩٠﴾، فَاذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ عَلَى آلَائِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿..وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ٤٥﴾.

المرفقات

أركان-النجاح

أركان-النجاح

أركان-النجاح-2

أركان-النجاح-2

المشاهدات 2528 | التعليقات 0