خطبة عما استجد من المنكرات ومنها السنمى عنوانها الأولية في الخير والشر للشيخ الحقبل

عبدالرحمن اللهيبي
1438/08/09 - 2017/05/05 00:33AM
هذه خطبة قديمة للشيخ إبراهيم الحقيل وعنوانها: الأولية في الخير والشر
اختصرتها وتصرفت فيها بما يناسب
والخطبة مناسبة لما استجد من المنكرات والفتن المعاصرة


الحَمْدُ للهِ العَلِيمِ الحَكِيمِ؛ وَفَّقَ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ لِفِعْلِ الخَيْرَاتِ، وَاكْتِسَابِ الحَسَنَاتِ، وَمُجَانَبَةِ المُحَرَّمَاتِ، فَنَالُوا سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ، وَفَازُوا بِالحَيَاتَيْنِ، وَضَلَّ عَنْ طَاعَتِهِ أَقْوَامٌ فَعَلُوا المُوبِقَاتِ، وَاجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ، فَجَمَعُوا بَيْنَ ضَنْكِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ؛ [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى] ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَةِ التَّوْفِيقِ وَالهِدَايَةِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى العَطَاءِ وَالرِّعَايَةِ، وَنَسْأَلُهُ الثبات عَلَى الإِيمَانِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ القُلُوبَ تَتَقَلَّبُ، وَإِنَّ القَنَاعَاتِ تَتَغَيَّرُ، والشبهاتِ خطافة والفتنَ عظيمة، نَعُوذُ بِاللهِ تَعَالَى مِنْ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَمِنَ الضَّلاَلِ بَعْدَ الهُدَى، وَمِنَ الانْتِكَاسِ بَعْدَ الاسْتِقَامَةِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ آيَاتُهُ فِي الكَوْنِ، وَآثَارُهُ فِي الخَلْقِ، وَأَفْعَالُهُ فِي العِبَادِ شَوَاهِدُ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ وَألُوهِيَّتِهِ، وَقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَعِلْمِهِ وَتَدْبِيرِهِ؛ [أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ] ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ اصْطَفَاهُ اللهُ تَعَالَى وَاجْتَبَاهُ، آمَنَ بِهِ أناسٌ فَسَعِدُوا، وَصَدَّ عَنْهُ أقوام فَشَقُوا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، فَسَابِقُوا فِي الخَيْرَاتِ، وَنَافِسُوا عَلَى الطَّاعَاتِ، [فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ] {المؤمنون:103}.
أَيُّهَا النَّاسُ: لِلْأَوَّلِيَّةِ والسبق فِي الإِسْلاَمِ شَأْنٌ كَبِيرٌ، وَلِلْأَوَائِلِ فِي الخَيْرِ حَظٌّ عَظِيمٌ، ولما للأولية والسبق في الخير من أجر عظيم وفضل عميم حرص النبي صلى الله عليه وسلم على درك فضيلة الأولية في تنفيذ أمر الله وحكمه حيث أَنَّه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أول من أَحْيَا مَا أَمَاتَهُ اليَهُودُ مِنْ شَرِيعَةِ اللهِ تَعَالَى، فَحِينَ حَرَّفُوا حَدَّ الزَّانِي مِنَ الرَّجْمِ إِلَى الجَلْدِ، وَحَاوَلُوا إِخْفَاءَ آيَةِ الرَّجْمِ مِنَ التَّوْرَاةِ، اسْتَحْلَفَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَحَدَ أَحْبَارِهِمْ عَلَى ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ الحبر أَنَّهُمْ يَجِدُونَ حَدَّهُ الرَّجْمَ، وَلَكِنَّهُمْ عَطَّلُوهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمِ إِحْيَاءِ شَيْءٍ مِنَ الشَّرِيعَةِ أَمَاتَهُ النَّاسُ، وَأَنَّ مَنْ أَحْيَاهُ نَالَ أَجْرًا عَظِيمًا لِسَبْقِهِ وَأَوَّلِيَّتِهِ فِي إِحْيَائِهِ وله أجر من اتبعه على ذلك إلى قيام الساعة, لأجل ذلك فإن النبي  هو أكثر الناس أجرا وأعظمهم ثوابا فهو أول من دل هذه الأمة على كل خير وفضيلة وهو أول من حذرها من كل شر وخطيئة فما اتبعه أحد من أمته على شيء مما إليه دعا أو ترك شيئا مما عنه نهى إلا كان ذلك في ميزان حسناته  ..

ولقد أدرك الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فضيلة السبق والأَوَّلِيَّةِ فِي الخَيْرِ فتسابقوا لتحقيق ذلك ؛ فَأَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالقُرْآنِ بِمَكَّةَ ابن مسعود رضي الله عنه، فَضَرَبَهُ المُشْرِكُونَ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ، وَالزُّبَيْرُ هُوَ أَوَّلُ مَنْ سَلَّ السَّيْفَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأُولَى، وَأَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الثَّانِيَةِ البَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ، وَحَمْزَةُ عَمُّ الرَّسُولِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ هُوَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ وأول سفير في الإسلام، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ هُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ هِيَ أَوَّلُ شَهِيدَةٍ فِي الإِسْلاَمِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ كَانَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ، وَأَوَّلُ غَزْوَةٍ هِيَ بَدْرٌ وَهِيَ أَفْضَلُهَا، وَمَنْ حَضَرَهَا غُفِرَ لَهُ , وَأَسَرَ المُشْرِكُونَ خُبَيبَ بْنَ عَدِيٍّ فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ،... فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ القَتْلِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ رَوَاهُ البُخَارِيّ , وَكُلُّ هَؤُلاَءِ الأَعْلاَمِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ إِنَّمَا عُرِفُوا وَاشْتُهِرُوا بِسَبَبِ أَوَّلِيَّتِهِمْ فِي بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الخَيْرِ، حَتَّى أَحْرَزُوا أَجْرَهُمْ، وَسَبَقُوا غَيْرَهُمْ. ، فَانْظُرُوا إِلَى امْتِدَادِ فَضِيلَةِ الأَوَّلِيَّةِ والسبق فِي الخَيْرِ.. فلهم أجر كل من اقتدى بهم وسار على طريقتهم.
فَلْنَعْلَمْ عِبَادَ اللهِ فَضْلَ الأَوَّلِيَّةِ فِي الخَيْرِ، وَلْنُسَابِقْ عَلَيْهَا، وَنُنَافِسْ فِيهَا؛ لِنَحْظَى بِأَجْرِهَا وَثَوَابِهَا، وَأَجْرِ مَنْ لَحِقَ بِنَا فِيهَا, وهذا إنما يكون في المشروع من الخير مما له أصل في التشريع لا في البدع والمحدثات , ومن أمثلة الأولية والسبق في المشروع من الخيرات كأول من اخترع حاويات خاصة ببقايا الخبز وكأول من سبل الماء للدواب في ناحية من الأرض بعيدة عن الأحياء السكنية ثم تتابع الناس يأتون ببقايا الأطعمة عندها للدواب وكأول من استحدث سفر الافطار للصائمين في رمضان, والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا فاجتهد يا عبد الله أن يكون لك نصيب من الأولية والسبق فتأتي بفكرة إبداعية أو مشروع جديد في باب من أبواب الخير والفضيلة والدعوة فيكون لك أجرها وأجر من عمل بها إلى قيام الساعة.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ [وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِينَ] {الواقعة:14}.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ..

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛ [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ]
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: وإِذَا كَانَتِ الأَوَّلِيَّةُ فِي الخَيْرِ سَبَبًا فِي السَّبْقِ، وَبُلُوغِ دَرَجَةِ السَّابِقِينَ المُقَرَّبِينَ، ونيل أجر من تبعه من المؤمنين فَإِنَّ الأَوَّلِيَّةَ فِي الشَّرِّ سَبَبٌ لِتَكْثِيرِ الذَّنْبِ، وَمُضَاعَفَةِ الإِثْمِ، وَشِدَّةِ العَذَابِ، وَحَمْلِ أَوْزَارِ الأَتْبَاعِ؛ قال تعالى: [لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ] وقد قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ»؛ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَهذا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الخُزَاعِيُّ هُوَ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ دِينَ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَكَّةَ، وَجَلَبَ الأَصْنَامَ إِلَيْهَا، فَحَمَلَ وِزْرَ مَنْ تَبِعَهُ فِي شِرْكِهِ، فكان له من شديد العقوبة ما ليس لغيره ممن تبعه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ»؛ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. يقول ابن هشام " أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام فلما قدم مآب من أرض البلقاء ورآهم يعبدون الأصنام فقال لهم ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا فقال لهم : ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه ؟ فأعطوه صنما يقال له : هبل فقدم به مكة فنصبه ، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه ".. عجبا لأمرك يا عمرو مع ما امتلأت به أرض الشام من مظاهر الحضارة آنذاك والتي لم تكن تقارن بجزيرة العرب حينها إلا أنه لم يستهويك منها إلا الصنم (هبل) !!
فلا عجب إذن من أناس لا يستهويهم من حضارة الغرب في هذا الزمان إلا رذائلهم كالسفور والتبرج والاختلاط والغناء والمراقص والسينما ودار الأوبرا.
فَكَمْ مِنَ الوِزْرِ يَحْمِلُهُ مَنْ فَتَحَ بَابَ الشر والإِثْمِ والفتنة مَنِ ابْتَدَأَ مُنْكَرًا، أَوْ شَرَّعَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ، أو أول من أيده وساعد في نشره فَتَبِعَهُ النَّاسُ فِيهِ! وكَمْ مِنَ الأَوْزَارِ يَحْمِلُهَا أَوَّلُ مَنْ جَلَبُوا القَوَانِينَ الوَضْعِيَّةَ، وَعَطَّلُوا الشَّرِيعَةَ الرَّبَّانِيَّةَ، وَأَوَّلُ مَنْ فَتَحُوا الخَمَّارَاتِ فِي بِلاَدِ المُسْلِمِينَ، وَأَوَّلُ مَنْ نَشَرُوا ثَقَافَةَ البِغَاءِ وَالفَوَاحِشِ فِيهِمْ، وأول من أنشأوا قنوات السوء والرذيلة, وَأَوَّلُ مَنْ وَطَّنُوا السُّفُورَ وَالاخْتِلاَطَ وَالمَسَارِحَ وَالمَرَاقِصَ وَالسِّينِمَا فِي بِلاَدِ المُسْلِمِينَ، وَأَوَّلُ مَنْ أَقْحَمُوا المَرْأَةَ فِي مَيَادِينِ الرِّجَالِ، وَأَوَّلُ مَنْ فَتَحُوا قَنَوَاتِ الفُحْشِ وَالفُسُوقِ، وَكُلُّ مُنْكَرٍ جُلِبَ إِلَى بَلَدٍ مِنْ بُلْدَانِ المُسْلِمِينَ كَانَ عَلَى أَوَّلِ مَنْ جَلَبَهُ، وَأَوَّلِ مَنْ أَشَاعَهُ، وأول من أيده ودعمه وصوت له وَأَوَّلِ مَنْ سَوَّغَهُ بِالفَتَاوَى المُضَلِّلَةِ آثَامَ مَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْءٌ
فاحذر يا عبد الله أن تستحدث منكرا أو أن تساهم في دعمه ونشره وتأييده فَالأَوَّلِيَّةُ فِي الشَّرِّ إِثْمُهُا كَبِيرٌ، وَضَرَرُهَا عَظِيمٌ، كَمَا أَنَّ الأَوَّلِيَّةَ فِي الخَيْرِ أَجْرُهَا عَظِيمٌ، وَثَوَابُهَا كَثِيرٌ؛ كَمَنْ بَنَى لله مَسْجِدًا فِي بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مَسَاجِدَ، وَمَنْ أَقْرَأَ القُرْآنَ فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا مُقْرِئٌ، وَمَنْ عَلَّمَ العِلْمَ فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا مُعَلِّمٌ، وَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا دُورًا لِكَفَالَةِ الأَيْتَامِ وَالأَرَامِلِ، وَأَنْشَأَ فِيهَا أَوْقَافًا لِنَفْعِ المُسْلِمِينَ، وَجَلَبَ لهم خَيْرًا لَيْسَ عِنْدَهُمْ، وَإن مَنِ ابْتَدَأَ بِالصَّدَقَةِ فتتابع الناس بعده لهم من الأجر لَيْسَ كَمَنْ تَبِعُوهُ...وَهَكَذَا دَوَالَيكَ. وَالأَصْلُ فِي كل ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَم سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَم سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَكُونُوا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَسَابِقُوا عَلَى الأَوَّلِيَّةِ فِي الطَّاعَاتِ لتنالوا أجر من تابعكم فيها، وَاحْذَرُوا الأَوَّلِيَّةَ فِي المُحَرَّمَاتِ فتحملوا أوزار من تبعكم عليها.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...
المرفقات

الأولية في الخير والشر.doc

الأولية في الخير والشر.doc

المشاهدات 756 | التعليقات 0