خطبة : عشرون طريقة لاستجلاب البركة !
عبدالإله بن سعود الجدوع
1434/05/29 - 2013/04/10 10:14AM
أمابعد أيها الفضلاء : الإنسان وهو يسير في هذه الدنيا لديه رغبة ملحة في أن يُزاد له في أمور هي مظنة السعادة لديه ؛ كمثل الزيادة في وقته، أوعمره ، أوماله ، أوأبنائه ، وجميع محبوباته ، والمتأمل فيما أخبر عنه تبارك وتعالى وأخبر عنه صلى الله عليه وسلم من الوسائل المشروعة لزيادة ذلك يجد أن هناك موضوعاً هو الرابط المشترك والخير العظيم بين ذلك كله ، فإذا كان هذا الرابط موجوداً والسعي له موجوداً .. حصل له ما أراد ، وإذا لم يسعى له فلايستلذ ويتمتع بما هيئه الله تبارك وتعالى ، ونحن هنا الآن نلقي الضوء سريعاً على كيف يحصل المسلم على هذه الرابط المشترك والخير العظيم ألا وهو البـــركـــــة ، نعم البركة ، تلك النعمة العظيمة التي تكاسل عنها كثير من الناس ولم يوفقوا لها كما هو شاهد الحال .
لذا قد يكون من المستحـسن أن نتذاكر بيننا موضوع البركة سائلين الكريم سبحانه أن يطرح البركة فيما نقول ونسمع وفي كل جوانب حياتي وحياتكم .
أيها الكرام: البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء؛ فإنها إذا حلّت في قليل أكثرته، وإذا حلّت في كثير نفع ، ومن أعظم ثمار البركة في الأمور كلها أن تستعمل تلك النعم في طاعة الله عز وجل ، والموفق منا من يعمل هذه الوسائل ويسعى إلى تحصيلها كي تحصل له البركة ، والسؤل الذي يهمنا الآن هو :
كيف نستجلب البركة؟ وكيف نحصل عليها وفق الوسائل المشروعة ؟ وماهي الأمكنة والأزمنة والأطعمة التي نصت النصوص على أن فيها البركة .
فأول هذه الوسائل التي ينبغي على المسلم فعلها حتى تحصل له البركة : تقوى الله عز وجل ، فلو لاحظتم أيها الكرام أن التقوى تكررت في مواضيع عدة لأنها مفتاح كل خير، قال تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } وقد عرف العلماء التقوى: بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله.
قيل لأحد الصالحين: إن الأسعار قد ارتفعت. قال: أنزلوها بالتقوى .
ثاني هذه الوسائل: الإكثار من قراءة القرآن: لأنه هو الكتاب المبارك كما قطع بذلك سبحانه في قوله تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } وقد تختص بعض السور بمزيد بركة مثل ماقال صلى الله عليه وسلم((اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة)) فالقرآن هو شفاء لأسقام القلوب ودواء لأمراض الأبدان ، والأعمال الصالحة عامة مجلبة للخير والبركة
ثالث هذه الوسائل : الدعاء؛ والنبي كان يطلب البركة في أمور كثيرة، وقد كان في دعواته في صلاته في الوتر كل يوم يقول ( وبارك لي فيما أعطيت ) وكذلك علمنا أن ندعو لغيرنا بالبركة كالدعاء لمن أطعمنا « اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم ، وارحمهم » [رواه مسلم]. وكمثل أن علمنا أن ندعو للمتزوج فنقول: « بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير » [رواه الترمذي]، وغيرها كثير
رابع هذه الوسائل: عدم الشح في أخذ المال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام رضي الله عنه : « يا حكيم إن هذا المال خَضِرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع » [رواه مسلم] ومعنى بسخاوة نفس : يعني من غير إلحاح في السؤال ولا طمع ولا حرص ولا إكراه أو إحراج للمعطي . وعكسها : إشراف نفس وحرص وطمع ونحو ذلك .
خامسا: الصدق في المعاملة من بيع وشراء قال النبي صلى الله عليه وسلم :« البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما » [رواه البخاري]
سادسا: إنجاز الأعمال في أول النهار؛ التماسا لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقد دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة في ذلك : فعن صخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « اللهم بارك لأمتي في بكورها » [رواه أحمد].
سابعا: إتباع السنة في كل الأمور؛ فإنها لا تأتي إلا بخير. ومن ذلك مثلاً قوله - صلى الله عليه وسلم : « البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه » [رواه البخاري]. وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلعق الأصابع والصحفة، وقال: « إنكم لا تدرون في أى طعامكم البركة » [رواه مسلم]. وقال أيضاً ( تسحروا فإن في السحور بركة ) راوه النسائي وغير ذلك كثير
ثامناً: الإنفاق والصدقة؛ وهو مجلبة للرزق كذلك كما قال تعالى : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: « يا ابن آدم أنفق، أُنفق عليك » [رواه مسلم].
تاسعاً : التسمية وموضعها أن تكون في بداية كل عمل. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء" [صححه الألباني}
وقال صلى الله عليه وسلم ((اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله، يبارَكْ لكم فيه))
عاشرا : وهو مما يجلب البركة في الطعام ، الأكل المجتمِع على الطعام لا أن يكون مفرقاً ، وكل من أهل البيت له وقت غداءه وعشاءه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن البركة تحل على الطعام الذي يجتمع عليه الناس، فقال: ( كلوا جميعا و لا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين و طعام الاثنين يكفي الثلاثة و الأربعة ، كلوا جميعا و لا تفرقوا فإن البركة في الجماعة ( حسنه الألباني
الحادي عشر صلة الرحم: كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ".. وصلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار" رواه أحمد وصححه الألباني
الثاني عشر ::ماء زمزم ( إنها لمباركة هي طعام طعم و شفاء سقم ) صححه الألباني
الثالث عشر : استعمال زيت الزيتون كما قال تعالى ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ )إلخ وقال عليه الصلاة والسلام: ((كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرةٍ مباركة)).
الرابع عشر: اللبن لحديث ( ومَن سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن)).
الخامس عشر الحبة السوداء أو مايشتهر بحبة البركة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال" في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام "يعني الموت .متفق عليه
السادس عشر إشاعة السلام لقول الله تعالى (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
السابع عشر:: التمر ووجود النخل بشكل عام لقول النبي ((إن من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم؛ هي النخلة)) رواه البخاري
الثامن عشر :إلتماس بعض الأمكنة والأزمنة المباركة كمكة والمدينة وكيوم الجمعة وليلة القدر ونحو ذلك مماورد .
التاسع عشر الأكل الحلال: وهو الأكل الطيب الذي يبارك الله فيه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)) فالمال الحرام لا يبارك الله به ولا يعود علي أصحابه إلا بالفقر والنقص.
العشرون : وقد يكون أهمها وهو : شكر الله تعالى ، ويبزر لنا في ذلك قول الله تعالى: [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image001.gif[/IMG]وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [IMG]file:///C:DOCUME~1ADMINI~1LOCALS~1Tempmsohtml1 1clip_image002.gif[/IMG]
أيها المباركون : ختاماً البركة في المال: هو زيادته وكثرته ووفرته.
* والبركة في البيت: سكينة وهدوء.
* والبركة في الطعام: وفرته وحسنه ونفعه للجسم.
* والبركة في الأولاد: كثرتهم ونفعهم وحسن تربيتهم.
* والبركة في الأسرة: انسجامها وتفاهمها.
* والبركة في الوقت: اتساعه لقضاء الحاجات وقضاء أعمال كثيرة في وقت قليل .
* والبركة في الصحة: تمامها وعافيتها ودوامها
.* والبركة في العمر: طوله وحسن العمل فيه.
* والبركة في العلم: المعرفة والإحاطة
وهكذا تتنوع وتحل البركة في أمور عدة وليست مختصة في المال فقط ، فعلينا أيها الفضلاء بتلمس جوانب البركة في كل ذلك ، وعلينا المبعدة كل المبعدة عن كل ما يدعو لمحق البركة وجامعها في ذلك المعصية نسأل الله السلامة والعافية.
اللهم بارك في أعمالنا وأموالنا وأوقاتنا وأبنائنا وكل شأننا ،
اللهم وأكثر خيراتنا وأرزاقنا ، وأكثر أموالنا وحسناتنا ، ياإلاهنا ويامولانا
الغزالي الغزالي
تحدث خيرا عن البركة فبارك الله فيك..
تعديل التعليق