خطبة عبد الفطر ١٤٤٥
راشد بن عبد الرحمن البداح
خُطبةُ عِيدِ الفِطْرِ 1445 (راشد البداح – الزلفي)
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ تتمُ الصالحاتُ، واللهُ أكبرُ على إكمالِ عِدةِأيامٍ معدوداتٍ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ مبدعُ الكائناتِ. وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولهُ المؤيدُ بالبيناتِ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِوصحبهِ أهلِ المكرُماتِ. أما بعدُ: فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، ولله الحمدُ على ما أعطيتَنا.
أيُها المتعيدونَ المُبتهجونَ: يا لَجمالِ صباحِ يومِنا، حين ازدحمَتْبالمتعيدينَ الشوارعُ، وامتلأتْ بهمُ الجوامعُ. وقضَينا عدةَ رمضانَ في أجواءٍ روحانيةٍ عاطرةٍ، وربيعيةٍ ماطرةٍ: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فاللهم أوزِعْنا شكرَ نعمِكَالظاهرةِ والباطنةِ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
نعمْ وداعاً رمضانُ شهرُ البركاتِ. لكنْ أهلاً بالعيدِ موسمِ المَسراتِ،فكما أن رمضانَ موسمٌ فالعيدُ موسمُ. لكن لنحذرْ أمرينِ خطيرينِ:
أَوَّلُهُمَا السهرُ لياليَ العيدِ المفوِّتُ للصلواتِ، لا سيما الظهرَوالعصرَ. فلنُوازِنْ نومَنا بالليلِ؛ لحفظِ صَلاتِنا، وتنظيمِ صِلاتِنا.
وثانِيهُمَا: لنحذرْ كفرانَ النِعَمِ، بالإسرافِ في الأكلاتِ والحلوياتِ، والمرفِّهاتِ المحرماتِ.
واذكرُوا أننا نعيشُ نعمةَ الإيمانِ والأمنِ والصحةِ وسعةِ الأرزاقِ، في الوقتِ الذي يُتَخَطفُ الناسُ من حولِنا في حروبٍ طاحنةٍ،ومجاعاتٍ قاتلةٍ، وفقرٍ وتضييقٍ في المعايشِ ومكرٍ كُبَّارٍ، (فاعتبرُوا يا أوْلِي الأبصارِ).
ومن المفاخرِ التي سَبقْنا العالمَ فيها والحمدُ للهِ على السبقِ: تطبيقاتٌ ومنصاتٌ وفّرتْ جُهدًا ومالاً ووقتًا، وكفَتْ سفرًا وانقطاعًا وانشغالاً (منصةُ إحسانٍ- منصةُ زكاتي- منصةُ فُرجتْ– منصةُ مدرستي- تطبيقُ أبشرْ-ناجزْ-صحتي -أمانة-نفاذْ-توكلنا ثم نُسُك)
ومن النعمِ المتجددةِ تجدُدُ الدعمِ الضخمِ للحرمينِ الشريفينِ، وتطورِالعنايةِ بهما، حيث يؤمُهما مئاتُ الملايينِ سنويًا: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[القصص57]
وتذكرُوا نعمةَ اللهِ علينا في دولتِنا دولةِ التوحيدِ والسنةِ، فإن اللهَ تفضلَ علينا بولاةِ أمرٍ يَحكمونَ بالشرعِ، وبعلماءَ يُحْيُونَ السُنةَوالتوحيدَ، وهذا من أثرِ دعوةِ أبِينا إبراهيمَ عليهِ السلامُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}[إبراهيم36] فتأملْ كيفَ قرنَ استتبابَ الأمنِ باستقرارِ التوحيدِ.
نَعَمْ؛ مملكتُنا هي مملكةُ التوحيدِ والسنةِ –بحمدِ اللهِ- والجماعةُواحدةٌ: جماعةُ المسلمينَ تحتَ عَلَمِ التوحيدِ، لا تتوازعُهم الفِرَقُوالأهواءُ، ولا تتنازعُهم الجماعاتُ والأحزابُ. يَدينونَ لإمامِهم ووليِ عهدِه بالبيعةِ والطاعةِ إقراراً، ويبذلونَ الدعاءَ لهم سرًا وجهارًا: {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}[سبأ15]
ألا فلتسلمْ مملكتُنا منارًا ودارًا وذمارًا. ويحفظُها مولاها من كلِ سوءٍ ومكروهٍ، ويُديمُ عليها نعمةَ الاستقرارِ والنماءِ والرخاءِ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ
الحمدُ للهِ جعلَ رمضانَ للقرآنِ وقتًا لنزولِه، وصلى اللهُ وسلمَ على عبدِهِ ورسولهِ. أما بعدُ:
اللهُ أكبر اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، وللهِ الحمدُ على ما أعطيتَنا.
• أيها الزوجُان اتقِيا اللهَ في زواجِكما، ولتحفَظا لبيتِ الزوجيةِحقَّه وقدْرَه، خصوصاً عندَ أولادِكما. وليُبْنَ بيتُكما على اثنتينِ:{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم21]
• معاشرَ النساءِ: انقطعتنَّ عن تلاواتٍ وصلواتٍ؛ لخدمةِ أهليكُن فيطبخٍ وغسلٍ، فشكرًا على فطورٍ وعشاءٍ وسحورٍ طيلةَ شهرٍ كاملٍ، وهنيئًا لكُنَّ بأجورِ: من فَطّرَ صائمًا فلهُ مثلُ أجرِهِ.
• أمَا وقدْ خرجتِ من بركاتٍ وحسناتٍ كثيراتٍ، فلتحذَرِي من تضيِيعها أيامَ العيدِ؛ نعمْ افرحِي والفرحُ عبادةٌ، لكنِ احذرِي مشابهةَالماجناتِ بحجةِ متابعةِ الموضاتِ فـ(مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَمِنْهُمْ). واحذرِي تمييعَ الحجابِ، فالحجابُ سِترٌ وليسَ زينةً. وعِبادةٌوليسَ عادةً.
• فاللهم احفظْ أعراضَنا، وارزقْ نساءَنا مزيدَ الحشمةِ، ومزيدَ التبصرِبكيدِ مُتبعي الشهواتِ، الذين يريدونَ أن نميلَ ميلاً عظيمًا.
• اللهُمَّ يا سامعَ كلِّ نجوَى، ويا مُنتهى كلِّ شكوَى، يا عظيمَ المنِّ، يا واسعَ المغفرةِ: تفضلتَ علينا بشهرٍ ضاعَفتَ حسناتِهِ، اللهُمَّ فتسلمْهُ بجودِك مضاعَفًا، وما كانَ من تقصيرٍ؛ فكنْ بعفوِك عافيًا.
• اللهم تقبلْ صيامَنا وقيامَنا، وزكواتِنا ومعايداتِنا.
• اللهم واغفرْ لمن قضَى نحبَه قبلَ تلكَ الأزمانِ المضاعفةِ، واغفرْ لنا ووالدِينا وزوجاتِنا وذرياتِنا وباركْ فيهم، وارزقْنا جميعًا الفردوسَ بعدَعمرٍ طويلٍ على عملٍ صالحٍ.
• اللهمَ باركْ في أوقاتِنا وأقواتِنا، وحسِّنْ أخلاقَنا، وبارِكْ أرزاقَنا.
• اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنا ووليَ عهدِه، وأعزَّ بهمْ دينَك، وارزقهُم بطانةً صالحةً ناصحةً، دالّةً مُذكِّرةً.
• اللهم يا من حفِظت بلادَنا طيلةَ هذهِ القرونِ، وكفيتَها شرَ العادياتِ الكثيراتِ المدبَّراتِ الماكراتِ، اللهم فأدم بفضلِك ورحمتِك حفظَها منكلِ سوءٍ ومكروهٍ، اللهم عُم أوطانَ المسلمين بالخيرِ والسلامِ.
• اللهم احفظْ مجاهدِينا وجنودَنا على حدودِنا، واكفِنا وإياهم وبلادَنا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ، والحاسدِينَ والمتربِصينَ.
• اللهم عليكَ بيهودَ الغاصبينَ، واحفظْ إخوانَنا بأكنافِ بيتِ المقدسِ.
• اللهم صلِ وسلِم على عبدِك ورسولِك محمدٍ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
المرفقات
1712506636_خطبة عيد الفطر 1445.docx
1712506637_خطبة عيد الفطر 1445.pdf