خطبة صلاة الاستسقاء

أحمد بن عبدالله الحزيمي
1439/03/29 - 2017/12/17 14:43PM

           خطبة الاستسقاء

الحمدُللهِ ربِّ العَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ، مَالكِ يَومِ الدِّينِ، والحمدُ للهِ مُغيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، ومُجِيبِ المضطَرِّينَ، لِا إلَهَ إلَّا اللهُ يَفعلُ مَا يشَاءُ ويحكُمُ مَا يُريدُ، لَا إلَهَ إلَّا اللهُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ، لَا إِلَهَ إلَّا اللهُالَّذِي عمَّ بفضْلِهِ وإحْسَانِهِ جميعَ العَبيدِ، وَشَمِلَ بِخَلْقِهِ ورحْمَتِهِ ورِزْقِهِ القَريبَ والبَعِيدَ، {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

وأشهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُإِلَهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ، وأشهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا ونبيَّنَا مُحمَّداً عبدُهُ ورسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وأصْحَابِهِ.

أَمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَاسْتَغْفِرُوهُ؛ فَبِالاسْتِغْفَارِ يُجْلَبُ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.

قحط الناس في آخر مدة الناصر لدين الله، فأمر القاضي منذر بن سعيد البلوطي بالبروز إلى الاستسقاء بالناس، فتأهب لذلك وصام بين يديه ثلاثة أيام، تنفلاً وإنابة ورهبة، فاجتمع له الناس في مصلى الربض بقرطبة بارزين إلى الله تعالى في جمع عظيم، وصعد الخليفة الناصر في أعلى مكان ليشارف الناس ويشاركهم في الخروج والضراعة إلى الله، فأبطأ القاضي حتى اجتمع الناس وغصت بهم ساحة المصلى، ثم خرج نحوهم ماشياً مخبتاً، وقام ليخطب، فلما رأى الناس في ارتقابه، رقت نفسه وغلبته عيناه، فاستعبر وبكى حيناً، ثم افتتح خطبته بأن قال: يا أيها الناس، سلام عليكم، ثم سكت، ولم يكن من عادته، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما به، ولا ما أراد بقوله، ثم اندفع تالياً لقول الله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عملَ منكم سوءاً بجهالةٍ ثم تابَ من بعده وأصلحَ فإنه غفور رحيم.
استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، وتزلفوا بالأعمال الصالحات لديه.
فضج الناس بالبكاء وجأروا بالدعاء، ومضى على تمام خطبته ففزع الناس بوعظه، وأحس الناس الإخلاص بتذكيره، فلم ينقض النهار حتى أمر الله السماء بماء منهمرٍ، روى الثرى، والله لطيف بعباده..

عبادَ اللهِ... الْمَاءُ مِنْ نِعَمِ اللهِ وإحسَانِهِ علَى عِبادِهِ، لا يُسْتَغْنَى عنْهُ، وإذَا تَأَخَّرَ نُزُولُ الأمطَارِ ضَجَّ العِبادُ، وسَقِمَتِ المَوَاشِي، واصَفَرَّتِ الأشجَارُ، وهَلَكَ الزَّرْعُ، وجَفَّتِ الآبَارُ والعُيُونُ، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}.

نَعَمْ... إِنَّ رحمةَ اللهِ ومغْفِرَتَهِ، أوْسَعُ مِنْ ذُنوبِ العِبادِ، ولَكِنْ إذَا اسْتَفْحَلَ الشَرُّ وطَغَى،كانَ مِنْ حِكمةِ اللهِ أَنْ يُطَهِّرَ قُلوبَ عبادِهِ بِمَا يَنْزِلُ عليهِمْ مِنْ مصَائِبَ؛ إِذِ النِّعَمُ ودَوَامُهَا كَثِيراً مَا يَبْطُرُبِهَا الإنسَانُ، قَالَ تعَالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

لا تُعْرَفُ النِّعَمُ إلا بِفَقْدِهَا، حِينَ يُبتَلَى العِبادُ بالقَحْطِ والجَدْبِ واحْتِبَاسِ الْمَطَرِ، وانقِطَاعِ الغَيْثِ فيَتَيَقَّظُ الغَافِلونَ، وينْتَبِه التَّائِهُونَ قَالَ تعَالَى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} فَيُظْهِرُ العِبادُ افتِقَارَهُمْ وحاجَتَهُمْ إِلى خَالقهِمْ، فَيَلْجَؤونَ إليهِ مسْتَغفِرِينَ تَائِبينَ، يلجَؤونَ إِلى مَنْ يُرسِلِ الرِّياحَ بُشْراً بينَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، إِلى مَنْ يُنْزِلُ المطَرَ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ، عِنْدَهَا يَنْشُرُ اللهُ رحمَتَهُ، ويُنْزِلُ الغَيْثَ، فَتَحْيَا الأَرْضُ، ويَنْبُتُ الزَّرْعُ، ويَعُمُّ الخَيْرُ، قَالَ تعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَهُ، ومَا أَكْثَرَ نِعَمَهُ.

صَلاةُ الاسْتِسْقَاءِ – عبادَ اللهِ– لَيْسَتْ مُجَرَّدَ ركَعَاتٍ نُؤَدِّيهَا، وأَدعيةٍ نُرَتِّلُهَا، لَقدْ خَرَجَتْ هذِه الجُمُوعُ سَائِلةً ربَّهَا أنْ يُحَوِّلَ حَالَهَا مِنْ قَحطٍ وجدبٍ إِلى غَيثٍ وأمطَارٍ، وَلا يتَحَقَّقُ ذلكَ حتَّى يُحَوِّلَ العِبادُ حالَهُمْ مِنْ معصِيَةٍ إِلى طَاعَةٍ، مِنْ ذَنْبٍ إَلى تَوبَةٍ وندَمٍ، إِلى عبَادَةٍ وخَشْيةٍ لِرَبِّ العَالمينَ.

لَمَّا اشْتَكَى المسلِمُونَ فِي المدِينةِ إِلى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ المطَرِ، خَرجَ فَصَلَّى بِهِمْ، ثُمَّ دَعَا اللهَ تعَالَى فأَنْشَأَ اللهُ سحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فلَمَّا رأَى سُرْعَتَهُمْ إِلى الكِنِّ ضَحِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فقَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وأَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

والسِّرُ فِي مَشْرُوعِيَّتِهَا أَنْ يُظْهِرَ المسلِمُونَ المذْنِبُونَ اعْتِرَافَهُمْ لِرَبِّهِمْ بخَطِيئَتِهِمْ، وأَنْ يُعْلِنُوا البَرَاءَةَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ اقْتَرَفَتْهَا أَيَادِيهِمْ عَلِمُوهَا أَوْ جَهِلُوهَا، فَمَا أَنْ يُعْلَنَ عَنْ إقَامَةِ صَلاةِ الاستسقَاءِ إِلَّا وتَجِدُ المؤْمِنينَ الأوَّابِينَ يتسَابَقُونَ لأَدَائِهَا، لَيْسَ رَغْبَةً فِي نُزُولِ المطَرِ فقَط، وليسَ رغْبَةً في أدَاءِ سُنَّةٍ مِنَ السُّنَنِ فقَط، بَلْ بِرَغْبَةٍ في إِعْلانِ التَّوْبَةِ إِلى اللهِ تعَالَى كَمَا تَجِدُ أَنَّهُمْ مَعَ هذَا التَّسَابُقِ لإِعْلاَنِ التَّوبَةِ وأَدَاءِ تلكَ العِبَادَةِ تَجِدُ أَنَّ قُلُوبَهُمْ قَدْ مُلِئَتْ يقِينًا باسْتِجَابَةِ دُعَائِهِمْ، ومُلِئَتْ يقِينًا بِتفْرِيجِ مَا حَلَّ بهِمْ قبلَ اسْتسقَائِهِمْ.

إِخْوَةَ الإِسْلامِ... لَقدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالحُ إذَا أَجْدَبَتِ الأرضُ وقَحَطَتْ خَرجُوا بالنَّاسِ إِلى الصَّلاةِ، شُيُوخاً وشُبَّاناً، تَسْمعُ التَّسبيحَ والتَهْلِيلَ، والاسْتِغْفَارَ، بِأَعْيُنٍ بَاكِيَةٍ، وجَوارِحَ ذَلِيلَةٍ، وصَدَقَاتٍ كَثِيرَةٍ، وخُضُوعٍ وتَوَاضُعٍ وسَكِينَةٍ، فَيَسْتَجِيبُ اللهُ لَهُمْ، وَقَلَّ أَنْ يُعِيدُوا الصَّلاةَ فِي السَّنَةِ الوَاحِدَةِ لِكَيْ يتَفَضَّلَ اللهُ عليهِمْ بالْغَيْثِ، أَمَّا إذَا اسْتَسقَى العِبَادُ فلَمْ يُسْقَوْا، وسَأَلُوا فَلَمْ يُعْطَوْا، فَإِنَّ ذلكَ يُظْهِرُ حَقِيقَةَ المجتَمَعِ بعَدَمِ امتِثَالهِ لأوَامِرِ ربِّهِ، وكَانَ أَمَارَةً علَى ضَعْفِ الإِيمَانِ، وَخَلَلٍ في الأَعْمَالِ، وهَلْ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ شُرُورٌ وبَلايَا إِلا بسَبَبِ الذُّنُوبِ والمعَاصِي، إِنَّ للْمَعَاصِي شُؤْمَهَا وللذُّنُوبِ آثَارَهَا، كَمْ أَهْلَكَتْ مِنْ أُمَّةٍ، وكَمْ دَمَّرَتْ مِنْ شُعُوبٍ، وكَمْ قَصَمَتْ مِنْ قَرْيَةٍ، وبالمعَاصِي تَزُولُ النِّعَمُ، ويُحْبَسُ المَطَرُ، بِسَبَبِهَا تَتَوَالَى المِحَنُ، وتَتَدَاعَى الفِتَنُ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

أَيُّهَا المؤمِنُونَ...إذَا أَرَدْنَا أَنْ يُغَيِّرَ اللهُ حالَنَا مِنْ قَحْطٍ إِلَى غَيْثٍ، ومِنْ جَدْبٍ إِلى أَمْطَارٍ، فعَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ حالَنَا، فَنُصْلِحَ مَا فَسَدَ، ونُطَهِّرَ قُلُوبَنَا مِنَ الْغِلِّ والْحِقْدِ والْحَسَدِ، نُقِيمُ الصَّلاةَ، نُؤْتِي الزَّكَاةَ، نَأْمُرُ بالمعْرُوفِ ونَنْهَى عنِ الْمُنْكَرِ، جَدِيرٌ بِنَا أَنْ نُغِيثَ قُلُوبَنَا لِيَحِلَّ الْغَيْثُ بأَرْضِنَا وبِلَادِنَا، ذَلِكُمْ هُوَ مِفْتَاحُ الْقَطْرِ مِنَ السَّمَاءِ، وَسَبَبُ رَفْعِ البَلاءِ، ووَعْدُ اللهِ لا يُخْلَفُ، قَالَ تعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.

عِبادَ اللهِ... أَمَا وَقَدْ خَرَجْتُمْ تَسْتَغِيثُونَ وتَستَسقُونَ فأَظْهِرُوا الْحَاجَةَ والافْتِقَارَ، واعْقِدُوا الْعَزْمَ والإِصْرَارَ علَى اجْتِنَابِ المآثِمِ والأَوْزَارِ، فقَدْ رَوَى أَهْلُ السُّنَنِ وأَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ"أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُتَخَشِّعًا، مُتَضَرِّعًا، مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا". واللهُ تَعَالَى أَمَرَ بالدُّعَاءِ ووعَدَ بالإِجَابَةِ وهُوَ غَنِيٌّ كَرِيمٌ سُبْحَانَهُ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

فَاسْتَغْفِرُوا وادْعُوا، وأَبْشِرُوا وأمِّلُوا، وارْفَعُوا أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلى اللهِ مُبْتَهِلِينَ.

فَأَظْهِرُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- رِقَّةَ الْقُلُوبِ، وافْتِقَارَ النُّفُوسِ، والذُّلَّ بَيْنَ يَدَيِ الْعَزِيزِ الغَفَّارِ.

نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، نَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ الَّذِي لا إلهَ إلا هُو الحَيُّ القَيومُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ.

اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ بِحَالِنَا وبِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا وبِرَحْمَتِكَ بِنَا أَتْمِمْ علينَا نِعْمَتَكَ، واكتُبْ لنَا رِضَاكَ، وتَفضَّلْ علينَا بِلُطْفِكَ وَخَفِيِّ عِنَايَتِكَ. اللَّهُمَّ لا تَحْرمْنَا عطَاءَكَ، ولا تُخيِّبْ رَجَاءَنَا فِيكَ. اللَّهُمَّ ولا تَحْرمْنَا خَيْرَكَ، ولا تَمْنَعْ عنَّا بذُنوبِنَا فَضْلَكَ، يَا مَنْ أَظْهَرَ الجميلَ، وسَتَرَ القَبِيحَ، وَلَمْ يُؤَاخِذْ بالجَرِيرَةِ، وَلَمْ يهتِكِ السَّرِيرَةَ، بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، وَمِنْ عَذَابِكَ نَسْتَجِيرُ، فَلا تَكِلْنَا إَلى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ....رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أنتَ، أنتَ الغَنِيُّ ونحنُ الفقراءُ، أَنْزِلْ عَلينَا الغيثَ ولا تجعلْنَا مِنَ القَانِطينَ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلينَا الغيثَ ولا تجعلْنَا مِنَ القَانِطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.

اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لنَا الزَّرعَ، وأَدِرَّ لنَا الضَّرْعَ، وأَنْزِلْ عليْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، واجعلْ مَا أنزلْتَهُ عَلينَا قُوَّةً لنَا علَى طَاعَتِكَ وبَلاغاً إِلى حِينٍ.

اللَّهُمَّ إنَّا خَلْقٌ مِنْ خلقِكَ، فَلا تَمْنَعْ عنَّا بذُنُوبِنَا فَضْلَكَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغيثَ، وآمِنَّا من الْجُوعِ، وَلا تَجْعَلْنَا آيِسِينَ، ولا تُهْلِكْنَا بالسِّنِينَ.

اللَّهُمَّ أنتَ أَعظَمُ مَأْمُولٍ، وأَكْرَمُ مَرْجُوٍ، وبِنَا فَاقَةٌ لا يَجْبُرُ مَسْكَنَتُهَا إَلَّا أَنتَ، وَلا يُخْرِجُ مِنْهَا إلا جُودُكَ وَمَنُّكَ وَكَرَمُكَ، اللَّهُمَّ فَلا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ.

أَلا فَاعْلَمُوا - عِبادَ اللهِ- أَنَّهُ يُسَنُّ فِي مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ أَنْ تَقْلِبُوا أَرْدِيَتَكُمْ اقْتِدَاءً بِفِعْلِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ تَفَاؤلاً بِتَحْوِيلِ الْحَالِ عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الشِّدَّةِ إِلى الرَّخَاءِ وَنُزُولِ الْغَيْثِ، وادْعُوا رَبَّكُمْ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ واجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، وأَلِحُّوا فِي الْمَسْأَلَةِ، وأَكْثِرُوا الاسْتغفَارَ والصَّدَقَةَ وصِلَةَ الأَرْحَامِ، واحْفَظُوا الْحُقُوقَ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ، عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ، فَيُغِيثَ القُلُوبَ بالرُّجُوعِ إِلَيْهِ، والْبَلدَ بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ عَلَيْهِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ....

 

المرفقات

استسقاء-1439

استسقاء-1439

المشاهدات 3228 | التعليقات 0